خوفًا من أن يؤدّي التفكير فيما سيحدث بعد استيقاظ كازان إلى تقليل عزيمتها، ركضت نحو هدفها فقط.
في رأيها، كان هذا هو التصرّف الصحيح.
عدم ردّ الجميل بسبب مشاعر شخصيّة لم يكن يتناسب مع طباع يساريس.
لكن مع مرور الوقت دون أيّ وسيلة لإيقاظ كازان، بدأت طاقتها تنفد.
وبدأت تبحث عن أسباب منطقيّة لجهودها في إنقاذه …
“أريد أن أسألك الكثير.”
همست يساريس وهي تنظر إلى الرجل الساكن بعمق، متمتمة بهدوء: “ربّما أريد فقط أن أقول الكثير. أعني أنّني أريد إجراء محادثة حقيقيّة معك. لقد كنا دائمًا على خلاف لفترة طويلة.”
كانت هناك دائمًا فجوة بينهما.
لو تحدّثا دون سوء تفاهم ووضعا مشاعرهما جانبًا، لما حدثت الكثير من المآسي.
لكن إلقاء اللوم على نقص الحوار لم يكن كافيًا، فقد كانت الظروف معقّدة للغاية.
منذ أن بدأ الدوق باريليو بالتدخّل، بدأ كلّ شيء ينهار.
“لذا، لا أعرف ما الذي سيحدث بعد استيقاظكَ. ربّما سيعتمد على المحادثة التي سنجريها والقرارات التي سنتّخذها، بما في ذلك مستقبلي.”
كانت مشاعر يساريس تجاه كازان لا تزال معقّدة.
لم تعد تكرهه تمامًا، لكنّها لم تكن تحبّه كما في الماضي.
“أنا خائفة، بصراحة. إذا نهضتَ حقًا، فماذا سأواجه؟ وماذا يجب أن أفعل؟ كلّ شيء صعب. لقد هربتُ لأنّ العيش معك يعني العيش في هذا الارتباك الدائم.”
لذا، إذا كانت يساريس تفكّر في نفسها فقط، كان ينبغي أن تتوقّف هنا.
طالما أنّ كازان وضع ترتيبات ودخل في نوم طويل، فلن يكون هناك ضرر عليها أو على الأطفال إذا لم يستيقظ.
كان الأمر نفسه بالنسبة لأوزيفيا.
قدرات تينيلاث انتقلت إلى كاسيليا، وكلّ ما كان عليها هو إدارة الإمبراطوريّة نيابةً عن الأطفال حتّى يكبروا، وفقًا للوصيّة المختومة بختم الإمبراطور.
في الواقع، موت كازان لن يُسبّب أيّ مشكلة.
“…لكن، كازان، أنا أريدك حقًا أن تستيقظ.”
لذا، كانت جهودها لإنقاذه خيارها الخاص.
“ليس فقط لأنّني مدينة لك بحياة كاسيليا … أعني أنّني أريدك أن تعيش.”
كانت هناك أسباب كثيرة.
لا ينبغي أن يموت هكذا، وإلّا ستعاني هي وكاسيليا من الشعور بالذنب لفترة طويلة، وبصرف النظر عن ذلك، من الأفضل أن يدير الإمبراطور الإمبراطوريّة بنفسه بدلاً من أن تتولّى الإمبراطورة السياسة نيابةً عنه …
“…لأنّك لا تزال شخصًا عزيزًا عليّ.”
اختنق صوتها المتزلزل في النهاية.
لم تستطع يساريس النظر إلى كازان، فأنزلت رأسها وغطّت عينيها بيدها.
“أنتَ حقًا مكروه. مجرّد التفكير فيما فعلته بي يجعلني أرتجف … لكنّ الوقت كان طويلاً جدًا. الفترة التي أحببتك فيها، واشتقت إليك.”
التقت به لأوّل مرّة في السادسة عشرة.
عندما غادر بيرين، كانت في الثانية والعشرين.
عاشت في حزن موت كاين جينوت المزيّف حتّى السادسة والعشرين، ثمّ تزوّجت من كازان.
لم تعرف حقيقته إلّا عندما أصبحت في التاسعة والعشرين، لذا أحبّت يساريس كاين وتألّمت لغيابه طوال نصف حياتها.
حتّى عندما أنجبت مايكل وكانت تربّيه، كانت تعتبره ابن كاين.
وكان من المفارقة أن يكون هذا الافتراض صحيحًا في النهاية.
“هل تسمعني؟ أنا في النهاية لا أستطيع إلّا أن أحبّ كاين حتّى النهاية.”
لهذا السبب تركته.
لم تستطع قبول حبّ رجل أساء إليها وخدعها.
اختارت يساريس البقاء بعيدة عنه، لتستمرّ في لوم كازان والشوق إلى كاين.
كلّما تذكّرت أنّهما الشخص نفسه، كان الارتباك ملكها وحدها.
“الآن أعرف. لا بدّ أنّك شعرتَ بنفس الشعور. من كان ليعرف أنّ المحبوب يُمكن أن يكون مكروهًا لهذه الدرجة؟”
ضحكت يساريس نصف ضحكة.
كلّما فكّرت، بدت الظروف معقّدة بشكل مروّع.
لم تكن تريد فهم كازان، لكنّها عقليًا لم تستطع إلّا أن تتفهّمه.
“لم أكن أنوي مسامحتك …”
عضّت يساريس شفتيها لتكبح صوتها المتكسّر.
مهما حاولت التحدّث بهدوء، هزّتها المشاعر العميقة.
كلّ ما تبقّى من كازان بعد دخوله في السبات المطلق كان ينتمي إلى كاين.
لم يعد الزوج الذي أساء إليها، بل بقي رماد الحبيب الرقيق الذي أغدقها بالحبّ.
في النهاية، بدأت يساريس ترى كازان تينيلاث ذو الشعر الأسود وكاين جينوت ذو الشعر البنيّ كشخص واحد.
بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحدّ، أدركت أخيرًا أنّ كازان هو كاين.
“…لذا، كازان.”
نادته يساريس باسمه أكثر ممّا نادته وهو مستيقظ، مخاطبةً كازان، وليس كاين، بكلمات مؤلمة: “استيقظ. لديّ الكثير من القصص لأشاركك إيّاها.”
…لكن إذا لم تصل الكلمات، فلا فائدة منها.
مثل كازان الذي ظلّ صامتًا حتّى النهاية.
“ها …”
تنهّدت يساريس وهي تشعر بالإنهاك دون سبب واضح.
كانت تعرف أنّ حديثها لن يُجدي، لكنّها شعرت بخيبة أمل.
لكن ربّما بفضل مواجهتها لمشاعرها بصدق، شعرت بارتياح أكثر وثبات في قرارها مقارنةً بما كانت عليه عندما كانت تفكّر فقط في إنقاذه.
نهضت من مكانها وقالت: “لم يحن الوقت بعد، أليس كذلك؟ استرح أكثر. سأعود”
* * *
في ذلك اليوم بعد الظهر، جاء زائر غير متوقّع ليساريس.
“مرّ وقت طويل منذ أن التقينا، زوجة الدوق بليك.”
“أنا سعيدة لرؤيتكِ بصحّة جيّدة، صاحبة الجلالة. كان ينبغي أن أزوركِ مبكّرًا، لكنّني تأخّرت كثيرًا، أليس كذلك؟”
جلست الاثنتان متقابلتين في غرفة الاستقبال في قصر الإمبراطورة، وتبادلتا تحيّات بسيطة.
بعد أسابيع من عودة يساريس إلى أوزيفيا، بدا أنّهما أخيرًا وجدتا وقتًا لتناول الشاي بارتياح، لكنّ فرنيسير طلبت من الخادمات المغادرة.
كان ذلك يعني أنّها جاءت لمناقشة أمر مهمّ وسرّيّ.
“إذن، ما الأمر؟”
سألت يساريس بفضول بعد أن أمرت الخدم بالمغادرة بناءً على طلب زوجة الدوق.
كان من المفاجئ أن تأتي فرنيسير بنفسها، بينما كان من المتوقّع أن يتحرّك تيميسيان إذا كان هناك أمر سرّي من عائلة الدوق بليك.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات