لم يكن هناك أيُّ سببٍ يجعل خادمات عائلة ألانترا يتلقَّين معاملةً أفضل من خادمات دوقية ريفرستا.
لكن إن كُنَّ يُنادين بعضهنّ بلقب الخادمات الكريمات، فهذا يُظهر بوضوحٍ كم من السُّلطة منحتهنّ إيّاها.
لماذا فعلتْ ذلك؟
لا شكّ أنّها لم تكن لترضى بهنّ في الأصل.
هل عجزتْ عن التخلُّص من ظلّ والدها حتّى بعد الزّواج؟
ساي عضّتْ لسانها في داخلها، ضيقًا من رغبةٍ ضعيفةٍ ما تزال تعيش فيها في إنكار الواقع.
الطفلة داخلها، على الرّغم من الخيانة، لم تستطع أن تتخلّى تمامًا عن التعلّق.
حين يمنح السّيّد سلطته لخادمٍ، يصبح ذلك الخادم وكأنّه السيّد نفسه، متغطرسًا متكبّرًا.
ولا شكّ أنّهنّ عِشن في هذا المكان متمتّعاتٍ بذلك الامتياز بكلّ ما أوتين من قدرة.
‘كم هو مُقزّز.’
تغيّر وجه ساي إلى ملامح الانزعاج.
بيتي، التي كانت تضحك بفخرٍ وهي ترتدي خاتم والدتها الرّاحلة.
جاكلين، التي لم تكن تتردّد في الإبلاغ عن أدقّ تحرّكاتها إذا كان في ذلك منفعةٌ ماليّة.
وأبشعهنّ جميعًا… ديرا.
‘في مثل هذه الحالات، تقولين: لقد أخطأتُ، أرجوكِ أنقذيني. قوليها الآن، بأدب.’
عباراتٌ اضطُرّت إلى قولها كي تبقى على قيد الحياة.
بعد أن قالتها، كانت ديرا تضحك ضحكةً خفيفة وهي تمسح على رأسها بحنان.
‘يا لكِ من فتاةٍ طيّبة.’
اسودّ وجه ساي فجأة.
روزَا، التي رأت ملامحها، شهقتْ ثمّ عادت لتسجد على الأرض بكلّ جسمها.
“أرجوكِ، سامحيني على خطئي!”
رفع أحد الخَدَم فوق السيّد كان خطأً فادحًا.
وفي غير ظرفٍ استثنائيّ، كان يجب تصحيح خطأ روزا بلهجةٍ حازمة.
لكنّ ما تحتاجه ساي الآن هو المعلومات، لا الانضباط.
عادت ساي لتضبط ملامحها، ثمّ قالت بلُطفٍ وهي تنظر إلى روزا.
“روزا، سيكون هناك الكثير من الأمور التي أحتاج أن أسألكِ عنها لاحقًا. أرجو أن تُخبِريني عمّا كنتُ أفعله في الماضي، أو أن تُبادري بإخباري كما فعلتِ اليوم، حتّى من دون أن أطلب.”
ثمّ أضافت، بنبرةٍ لطيفة ولكن حازمة.
“لكن هناك أمرٌ عليكِ أن تعرفيه، وهو أنّني، مهما كنتُ عليه في الماضي، فلن أكون على ذلك النحو بعد الآن. لذا، تهيّئي لذلك.”
ابتسمت ساي ابتسامةً خفيفة وهي تنظر إلى روزا التي ما تزال متجمّدةً في مكانها.
“هل يمكنكِ أن تُحضري لي منشفةً دافئة وبعض الوجبات الخفيفة؟”
لم تكن تشعر برغبةٍ في الأكل.
لكنّها اعتقدت أنّ روزا، التي بدت متيبّسة، قد تسترخي قليلًا إن بدأت بالحركة.
أجابت روزا بأدب:
“ن-نعم. هل أُحضِر خادمةً أُخرى أثناء غيابي؟”
“لا بأس. على أيّ حال، أظنّ أنّ الجميع ينتظر في الخارج. وإن لزم الأمر، سأناديهم. فلتذهبي الآن.”
انحنت روزا بزاوية تسعين درجة، ثمّ خرجت من الغرفة.
***
روزا خرجت من الغرفة في طريقها إلى تنفيذ المهام، وكانت تضغط على فمها مرارًا بيدها المرتعشة.
‘تسألينها إن كنت ستشاركه في الغرفة؟ هل جُننتِ؟! ثمّ تلك الأخطاء في الكلام، ما الذي يحدث لي؟’
ارتكبتْ أخطاءً لم تعتدها، بسبب التوتّر الشّديد.
بل إنّ جمال السيّدة الساحق – الذي قد يأسر النساء أيضًا – زاد الطين بلّة.
حاولت روزا مرارًا أن تُهدِّئ من ارتجاف يدها.
لم يمضِ على وجودها هنا سوى خمسة أشهر، وها هي تُصبح الخادمة الخاصة للسّيّدة المشهورة من منزل ريفرستا! أمرٌ لا يكاد يُصدّق.
حين أُعلن أنّها ستكون الخادمة الخاصّة، سُمِعَتْ تنهّداتٍ خفيفة من الخادمات الأخريات.
منهنّ من نظر إليها بشفقة، ومنهنّ من شعر بالارتياح، وبعضهنّ نظرن إليها كأنّها لا تعني لهنّ شيئًا.
خمسة أشهر ليست وقتًا طويلًا، لكنّها كافيةٌ لقراءة أجواء أيِّ قصر مهما كان واسعًا.
سيدّة ريفرستا كانت سيّئة السُّمعة.
منذ بداية الزّواج، كانت تُلقِي الأشياء لأتفه الأسباب.
لم تكن تضرب، لكنّ تصرّفها أوحى بأنّها لا ترغب في إهدار وقتها في ذلك.
أن تُبدِّل ماء الغَسل أكثر من عشر مرّات صباحًا أمرٌ عادي.
وأن تُشير بتعابير وجهها لتغيير طبقٍ ساخنٍ دون أن تتذوّقه، عادةٌ يوميّة.
والترف؟ حدِّثْ ولا حرج.
لم يَمضِ عامٌ على زواجها، وقد اشترت من الجواهر ما لا يُحصى.
اشترت فساتين أيضًا، لكنّ قيمة المجوهرات لا تُقارن.
كانت تقول بابتسامةٍ خبيثة إنّها تُفضِّل الأحجار التي لا تفقد جمالها، على الثّياب التي تبلى.
ومع كلّ ذلك، كانت… في غاية الجمال.
جمالٌ يخطف الأنظار من اللّحظة الأولى.
شعرها الذهبيّ المتلألئ لا يفقد بريقه حتّى إنْ تناثر.
عيناها الرّائعتان تشعّان كالجواهر الزّرقاء.
ولم يكن وجهها وحده جميلاً، بل قوامها أيضًا كان متناسقًا يُثير الإعجاب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"