“يقال إن الإمبراطور هو من بدأ الهجوم على الدوق أولًا، والدوق حاول الدفاع عن نفسه، لكن القتال أصبح عنيفًا للغاية.”
ويقال أيضًا إن الإمبراطور أصيب أثناء الدفاع، وأن الإمبراطور والمقربين منه اعتبروا ذلك خيانة.
“وهناك من يقول إن الدوق هو من أخرج الأرواح وبدأ الهجوم.”
يُقال إن الإمبراطور تفاجأ بالهجوم المفاجئ واضطر للفرار بسرعة، بينما ظل الدوق يلاحقه مدمّرًا القصر الإمبراطوري.
“الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أن جدالًا وقع بين الرجلين، لكن لا أحد يعرف موضوعه.”
هزّت كاساندرا كتفيها وأضافت:
“يبدو أنهما طردا جميع المقرّبين وتحدثا بمفردهما.”
ولم تُترك أي سجلات للمحادثة بين الرجلين.
حتى إن هناك شائعات تقول إن الدوق حاول تسميم الإمبراطور عندما كانا وحدهما.
لا أحد يعرف ما هي الحقيقة.
“حقًا لا توجد معلومات مؤكدة إذًا.”
“لم يكن هناك الكثير من المعلومات منذ البداية، وزاد الأمر سوءًا لأن القصر محا كل ما يتعلق به.”
“لماذا يرغب الإمبراطور في محو اسم عائلة لويد إلى هذا الحد…؟”
“ها؟ الإمبراطور؟”
سألت كاساندرا باستغراب كأنها لم تفهم.
“لا، الشخص الذي يحاول محو اسم عائلة لويد ليس الإمبراطور.”
“ماذا؟”
“آه، صحيح أن الجميع يظنون ذلك لأنه عمل من أعمال القصر.”
من الطبيعي أن يعتقد الناس أن هذا بأمر الإمبراطور.
لكن كاساندرا التي تعرف أكثر من غيرها، كانت تدرك أن من يقف وراء محاولة محو عائلة لويد ليست الإمبراطور.
“إنها الإمبراطورة.”
“ماذا تقولين…؟”
“أنا متأكدة من هذا. بعد المعركة مع الدوق سقط جلالته الإمبراطور مريضًا.”
قبل 12 سنة، كان هذا هو السبب الأكبر الذي جعل الدوق يُسمّى الخائن.
صحيح أنه هاجم الإمبراطور.
وصحيح أنه دمّر القصر الإمبراطوري.
وصحيح أن الأرواح هاجت داخل القصر.
لكن المشكلة الأكبر كانت أن الإمبراطور سقط بعد ذلك وأصبح في خطر شديد.
لم يكن الأمر مجرد قتال، بل كان هناك تهديد حقيقي لحياة الإمبراطور.
“بطبيعة الحال، لم يكن الإمبراطور في حالة تسمح له بمعاقبة الدوق. الشخص الذي أصدر الأمر بإعدام الدوق بتهمة الخيانة كانت الإمبراطورة.”
لأن الإمبراطور كان فاقد الوعي، فكلام الإمبراطورة أصبح بمثابة كلام الإمبراطور.
أما ولي العهد فكان صغيرًا جدًا لاتخاذ مثل هذا القرار.
“لكن جلالته استعاد وعيه بعد ذلك.”
استغرق الأمر وقتًا، لكنه تمكن من النهوض مجددًا.
“صحيح.”
“إذن لماذا لم يوضّح ما حدث بعد ذلك؟ ولماذا لم يوقف الإمبراطورة عن محو كل ما يتعلق بعائلة لويد؟”
“لا أحد يعرف. الإمبراطور لم ينطق بكلمة.”
قالت كاساندرا وهي تهز كتفيها:
“ربما اعتقد أنه لا جدوى من الكلام بعدما أُبيدت عائلة لويد بالفعل. أو ربما فعل الدوق شيئًا يستحق فعلًا أن يُسمّى خيانة.”
أمر لا يعرفه سوى الإمبراطور وحده.
وعندما لاحظت كاساندرا أن إيزابيلا ما زالت جادة الملامح، تابعت قائلة بفهم:
“في ذلك الوقت كان هناك الكثير من الناس فضوليين مثلك. خصوصًا أن الإمبراطور والدوق لويد كانا يُعرفان بأنهما صديقان لا يفترقان، فما الذي حدث فجأة حتى انقلب كل شيء وأُصدر أمر بإبادة عائلة الدوق؟”
“……”
“إنها قصة لن نعرفها أبدًا.”
الشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة هو الإمبراطور نفسه.
“وجلالته منذ أن سقط قبل بضع سنوات لم يفتح عينيه حتى الآن… فإذا وافته المنية على هذه الحال، ستظل تلك التساؤلات بلا إجابة إلى الأبد.”
أظهرت كاساندرا ملامح الأسف.
“الفضول يقتلنا، لكن ماذا نفعل؟ هناك أمور تختفي مع التاريخ هكذا فحسب.”
قالته وهي تهز كتفيها باستسلام.
“لكن اسمعي، لا تتحدثي عن عائلة لويد مع أي أحد. حتى لو كنتِ فضولية، اخفي فضولك.”
قالت ذلك وهي تنهض، محذّرةً إيزابيلا.
“أنتِ أصلًا محط أنظار الجميع، وإذا بدأتِ تُثيرين موضوع عائلة لويد، ستجلبين لنفسك مشاكل لا داعي لها.”
أومأت إيزابيلا برأسها.
كانت تدرك ذلك جيدًا.
ألم تصبح الأجواء متوترة لمجرد أن أمير هيلِيبور ذكرها بشكل عابر في مسابقة الصيد؟
ستواصل إيزابيلا تحقيقها بشأن عائلة لويد، لكن بحذر بعيدًا عن الأنظار.
‘لا فائدة من لفت الانتباه قبل تبرئة اسمه.’
وقفت إيزابيلا وهي تخطط لخطوتها التالية.
وكانت تظن أن أفضل خيار هو الذهاب إلى جمعية الأرواح لمعرفة المزيد عن الدوق لويد بصفته مستدعي أرواح.
لكن عندها سمعت صوتًا:
“آنسة إيزابيلا. لقد جُهّزت الوثائق التي طلبتيها، هل أقدّمها لك الآن؟”
لقد عاد كارتر بعد إتمام مهمته.
يبدو أن التحقيق بشأن عائلة لويد سيتأجل قليلًا.
***
انتقلت إيزابيلا مع كارتر إلى مكان آخر.
ولأن الأمر حساس ولا يجب أن يُعرف، اجتمعت معه مجددًا في منزله.
التقت بسارا بعد غياب، وتحمّلت دلع كلاي قليلًا، ثم جلست إلى الطاولة.
كانت الطاولة بجوار النافذة، وهي المكان الذي تفضّله دائمًا أثناء تلقي التقارير.
“هذه هي سجلات عبيد العائلة الملكية لهيليبور. وكما طلبتِ، جمعتُ لكِ هنا من ماتوا أو فُقدوا.”
وضع كارتر ملفين على الطاولة.
“أما هؤلاء، فهم الذين يُعتقد أنهم عبيد هاربون، وقد وضعتهم في الأعلى.”
“العدد أكثر مما توقعت.”
“يبدو أن الكثيرين هربوا أثناء الفوضى التي سببتها الحرب داخل البلاد وخارجها.”
فضل كثيرون الهرب إلى ساحة المعركة بدلًا من البقاء عبيدًا.
ربما كانوا يعتقدون أن الموت في ساحة القتال أفضل من حياة العبودية.
وبعضهم مات فعلًا، لكن آخرين وجدوا خلاصهم عندما وقعت أعين العدو عليهم.
“يبدو أن معظمهم فرّ إلى جانب جيشنا الإمبراطوري أكثر من جانب قوات التحالف.”
“ربما لأنهم اعتقدوا أن الذهاب إلى التحالف يعني إعادتهم عبيدًا إلى المملكة.”
فإخفاء العبيد ليس أمرًا يستحق التسبب في نزاع كبير.
أخذت إيزابيلا تتصفح الملفات الكثيرة أكثر مما توقعت.
“المعلومات شحيحة للغاية.”
“لا توجد أسماء ولا أي سجلات عن أصولهم…”
العبيد لا يُمنحون أسماء.
أحيانًا يطلقون على بعضهم ألقابًا للتعارف بينهم، فيبدو أن لهم أسماء، لكن لا يوجد اسم مسجّل رسميًا لأي منهم.
وفوق ذلك، لم يكن ما ينادون به بعضهم بعضًا يصلح لأن يُسمّى أسماءً أصلًا؛ فقد كانوا يستخدمون أوصافًا بارزة من ملامحهم، كأن يلقّبوا صاحب الشعر الأسود بـ الأجعد الأسود، أو من يحمل ندبة على وجهه بـ أيها الندبة.
ولهذا السبب، كانت الملفات التي رتّبها كارتر خالية من الأسماء، وممتلئة فقط بوصف مظهر العبيد وسماتهم.
“لكن… يبدو أن العمر مُدوَّن؟”
“على ما يبدو، العمر هنا هو تقدير تقريبي، بجمع الفترة التي قضاها عبدًا في القصر الإمبراطوري وما قبله.”
فحتى لو لم يكن دقيقًا، فالخطأ لن يتجاوز سنة أو سنتين على الأكثر.
لم تتفحّص إيزابيلا كثيرًا من الوثائق.
بل قرأت الورقة التي وضعها كارتر في الأعلى بتمهّل.
وكان واضحًا أنه سجّل فيها التفاصيل بعناية، لأنه يعرف جيّدًا أنّ اهتمامها منصبّ على شخص بعينه.
“هاه… كما توقعت.”
لقد كانت المواصفات المدونة هناك تقول:
[طول يزيد قليلًا على 180 سم. عينان بلون بنيّ يشبه عُرف الخيل، وشعر أخضر داكن كلون طحالب الغابة، مموج بوضوح.
يُرجّح أنه عمل معظم الوقت في الحدادة. يُستنتج أنّ مهمته الأساسية كانت إدارة الأفران.
إصبع الوسطى في اليد اليسرى مبتور “يُرجّح أنه فقده أثناء العمل في الحدادة”.]
كل ما في الوصف كان يشير إلى إدوارد.
[موضع الوسم (الوشم)، الجهة اليسرى من الجبهة.]
وكان في التقرير أيضًا رسم لعينة من الوسم، وهو شعار مبسّط لأسرة هيلّيبور الملكية كما خمّنت إيزابيلا من قبل، وحجمه صغير للغاية، بالكاد في حجم ظفرها.
[بعد اندلاع الحرب، نُقل إلى حدادة مؤقتة في الخطوط الأمامية الشمالية الغربية. لكن الحدادة دُمِّرت أثناء القتال. ومنذ ذلك الحين مفقود.]
وكان مكان اختفائه قريبًا جدًّا من موقع كتيبة الماركيز ماكا.
“سير كارتر، حدادو أسرة هيلّيبور الملكية يتعاملون كثيرًا مع تجار الشمال في الإمبراطورية، أليس كذلك؟”
“نعم، صحيح. يُقال إنهم يفضّلون المعادن القادمة من الشمال الإمبراطوري بشكل خاص.”
حينها أدركت سبب لهجته الشمالية يوم التقت به لأول مرة.
“لو كان زمن الحرب، لكان تحطيم أدوات القيود التي تقيّده أمرًا هيّنًا.”
صحيح أنّ أدوات سحرية متعدّدة كانت تمنع العبيد من الهرب، لكن في أرض المعركة تنتشر شتّى الأدوات السحرية وأدوات الأرواح.
“أما الوسم…”
قد يكون أحرق موضعه قبل أن يهرب، أو ربما انتهز الفرصة حين واتته وهرب.
ارتجفت إيزابيلا وهي تتخيّل المشهد، كيف كوى جبهته بالنار ليُخفي الوسم.
‘لا بد أنّه كان يائسًا إلى هذا الحد ليتحرر من عبوديته.’
ولذلك، من المستحيل أن يعود طوعًا حتى لو كان الثمن حياته.
بعد أن عرفت كل ما عاناه، شعرت إيزابيلا بالأسى نحوه.
بل حتى خيانته باتت مفهومة في نظرها.
‘لكن… مجرّد تفهّم الأمر لا يعني أن أسمح له بتكراره.’
بقدر ما تفهمه، عليها أن تبحث عن وسيلة أخرى لمساعدته.
‘الأمر مربك قليلًا… يجب أن أمنع فايتشي من معرفة هذا واستغلاله…’
لكن لا سبيل لمنع فايتشي من معرفته؛ إذ لا يمكن جمع كل الحقائق المبعثرة في العالم ومحوها.
حتى الإمبراطورة نفسها لم تستطع طمس كل ما يخصّ أسرة لويد.
هكذا هي الحقيقة؛ لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد.
‘لكن… يمكنني إثارة بعض الاضطراب على الأقل.’
وضعت إيزابيلا الورقة، ورفعت رأسها قائلة:
“سير كارتر، أليس هناك في هذه المنطقة وفي هذه الحقبة، نبلاء سقطوا من مجدهم؟”
ابتسم كارتر بخفة، كأنه فهم ما ترمي إليه تمامًا.
فهو يعمل مع فايتشي منذ زمن طويل، ولطالما كان بارعًا في كشف مثل هذه الألاعيب القذرة.
****
ترجمة : سنو
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول. وممكن لو انحظر حسابي بعيد الشر بتلاقوني هناك
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات