كان الخصم فرسانًا ذوي حواس حادّة، لكن الأمر لم يكن صعبًا.
‘إذًا، أنتَ الوحيد الذي يعيش هنا؟’
‘نعم، لأنّ الآخرين لديهم عائلات يمكنهم زيارتها.’
هذا ما قاله ياسين في المرّة الأخيرة.
باستثناءه هو الذي يأكل وينام في قصر الدّوق الأكبر باستمرار، فإنّ الفرسان الآخرين يذهبون ويأتون إلى العمل، ولا يبقى في اللّيل سوى الفرسان الذين يتناوبون على الحراسة اللّيليّة.
‘هذا يعني أنّني بحاجة فقط إلى تجنّب ذلك العدد القليل من الأشخاص.’
دخلتُ الملحق الشّرقيّ عبر الجزء الخلفيّ من المبنى، حيث كانت المراقبة ضعيفة نسبيًّا.
كان الملحق الشّرقيّ الخالي من النّاس أكثر هدوءًا من الملحق الغربيّ، وهو سكن الخدم.
يجب أن أكون أكثر حذرًا من هنا فصاعدًا.
مشيتُ في الممرّ وأخفيتُ صوت خطواتي قدر الإمكان.
بما أنّ المخطّط لم يشر إلى أيّ ممرّ، لم يكن لديّ خيار سوى النّظر في الأرجاء بشكل عشوائيّ أوّلاً.
انتقلتُ ببطء وأنا أراقب ما حولي.
الممرّ المظلم وغير المألوف.
صوت الرّياح غير المنتظم.
وحتى الهواء البارد الذي يلامس بشرتي.
شعرتُ بكلّ أنواع المحفّزات من خلال حواسّي المتوتّرة.
وفجأةً، شعرتُ بالذُّعر.
‘هذا مختلف.’
شعرتُ برنين مختلف تحت قدميّ عمّا كان عليه سابقًا.
حاولتُ ضرب قدمي بهدوء مرّة أخرى.
دويّ خافت-
ربّما مرّ به الشّخص العاديّ دون أن يلاحظ، لكن حواس ليليان الحادّة أدركت ذلك.
‘هناك مساحة تحت هذا!’
يتطابق هذا الموقع تقريبًا مع موقع المخطّط.
هذا يعني، إذا كان تخميني صحيحًا، أنّ المساحة الغريبة المرسوم عليها علامة X كانت مخفيّة في “قبو” تحت الأرض!
‘من أين أدخل؟’
أدرتُ رأسي يمينًا ويسارًا للتّحقّق من الأجواء المحيطة—
لكن لم يظهر أيّ باب خاصّ في الممرّ الفارغ.
فتحتُ عينيّ على مصراعيهما وراقبتُ الأمر بمزيد من الاهتمام.
‘همم؟’
رأيتُ مكانًا كان فيه نمط الجّدار مائلًا قليلًا.
بدا الأمر وكأنّ هذا الجّزء فقط قد صُنِع بشكل منفصل.
اقتربتُ منه ووضعتُ يدي عليه وضغطتُ برفق.
طقطقة-
انزلق الجّدار السّّميك بعيدًا دون مقاومة.
وظهر من خلال الفجوة الدّرج المؤدّي إلى الطّابق السّفليّ.
التعليقات لهذا الفصل " 48"