كان عدد لا يُحصى من الناس يمرّون بجنون تحت الثريّات المتلألئة.
كانتْ القاعة، التي أصبحتْ أكثر أناقة وفخامة بلمسة السيّدة براندت، لا تقلُّ روعة عن قاعة احتفالات القصر.
قمتُ بترتيب مفرش المائدة وأنا أشعرُ بتوتّر أكبر من المعتاد.
‘لماذا أنا مُتوترة هكذا بينما أنا لستُ حتّى من الحاضرين في الحفل الراقص؟’
في الواقع، كان هناك سبب آخر لتوتّري.
لقد عبثتُ بالبروش الصغير المُثبّت على ياقة زيّ الخادمة الذي كان أكثر لمعانًا من المعتاد.
‘إنّها هديّتي لكِ.’
في اليوم الذي ذهبتُ فيه إلى متجر الأزياء مع السيّدة براندت.
أصرّتْ على أن تُعطيني بروشًا كهدية. كان مُرصّعًا بحجر كريم أحمر مُتقن الصنع، بدا باهظ الثمن حتّى بالنسبة لي كشخص غير مُهتمّ، لكنّها أصرّتْ على أنّه “هديّة صغيرة”.
‘بما أنَّ الدوق الأكبر هو من يستضيف الحفل الراقص، فلا بأس أن يكون بهذه الفخامة.’
بالتأكيد، كان البروش أكثر من اللازم لترتديه خادمة عاديّة، لكنّها قصدتْ أنَّه لا بأس بذلك نظرًا لخصوصيّة حفل الدوق الأكبر.
المشكلة هي أنني أشعرُ بالقلق!
كنتُ أتحقّق باستمرار من البروش الذي كان من الواضح أنّه أغلى من راتب الخادمة. كنتُ قلقة من أن أُضيّعه. على الرغم من أنني كنتُ أرتدي القلادة التي أعطاني إيّاها الدوق الأكبر مُخبّأة داخل ملابسي!
‘لكنْ، عدم ارتدائه وهو هديّة هو أمر …’
كانتْ السيّدة براندت ترمشُ بتوقّع، فقبلتُ البروش وكأنّني مَسْحورة. لا تزال صورتها وهي تبتسم بسعادة كالجنيّة حيّة في ذهني.
حسنًا، سأكون أكثر حرصًا!
بعد التأكّد من سلامة البروش مرّة أخرى، واصلتُ ترتيب الطاولة.
“يا إلهي، الآنسة!”
“لم نركِ منذ فترة، وها نحن نلتقي هنا.”
“كنتُ غائبة لفترة وجيزة بسبب مشكلة في الإقطاعيّة. هل الجميع بخير؟”
على الرغم من أنَّ مُساعده ديلان قالَ إنَّها مُجرّد رغبة من الإمبراطور وأنَّ الدوق الأكبر ليس لديه نيّة للزواج على الإطلاق …
لا أحد يعرف ما يُخبّئه المستقبل.
من يدري، ربّما يرقصُ الدوق الأكبر مع إحدى الآنسات الجميلات اليوم ويقعُ في حبّها من النظرة الأولى؟
لقد حدثتْ حالات وقوع في الحبِّ من النظرة الأولى بهذه الطريقة في القصص الخياليّة والروايات أيضًا. ممّا يعني أنَّه أمر يحدثُ كثيرًا.
‘انتظري لحظة! لكنَّني الآن مُفترضة بأنّني أُحبُّ الدوق الأكبر من طرف واحد، أليس كذلك؟’
كيف لي أن أُحضّر لحفل راقص له مثل هذا الهدف دون أن أتأثّر؟ هل هذا هو السبب في أنَّ الدوق الأكبر نظرَ إليَّ بتلك الطريقة في ذلك اليوم؟
‘ماذا أفعل …؟’
هل أتظاهرُ بالاستياء الآن؟
فكّرتُ للحظة ثمَّ هززتُ رأسي.
على أيِّ حال، الشخص الوحيد الذي يعرفُ هذه الحقيقة هو (على الأرجح) ديلان، مُقرّب الدوق الأكبر، وبالإضافة إلى ذلك، لم ألتقِ بالدوق الأكبر نفسه في الأيّام القليلة الماضية لانشغاله.
‘إذا ظهرتْ مُشكلة، فسأُفكّر فيها في ذلك الوقت!’
تجاهلتُ مخاوفي وحرّكتُ خطاي.
لا، لقد حاولتُ أن أفعل ذلك.
“إنّها ليلة جميلة حقًّا.”
ها؟
فجأةً ظهرَ شخص من مكان ما وتحدّثَ إليَّ. كتمتُ قلبي المُتفاجئ ونظرتُ إلى الشخص.
‘…’
وجه لم أره من قبل.
شعرُ فضّيّ قريب من الأبيض اللامع تحت الثريّا.
كان الرجل الشابّ، الذي يبدو أنّه في الثلاثينيّات من عمره، يتمتّع بمظهر جيّد نوعًا ما، لكنْ كان لديه هالة غريبة وكئيبة.
وبعد أن التقتْ عيناه بعينيَّ، ابتسمَ وقالَ: “بالطبع، لا يمكن مقارنتها باسم بطل الحرب.”
ما هذا؟ هل هو من مُعجبي الدوق الأكبر؟
ملتُ رأسي في حيرة. وفي غضون ذلك، تابعَ الرجل مديحه للدوق الأكبر.
“الدوق الأكبر هو من أنهى الحرب الطويلة التي استمرّتْ سبع سنوات. لقد حقّقَ النصر في معركة توقّعَ الجميع أن يخسرها.”
“نعم، سمعتُ ذلك.”
“يا لها من حيويّة عنيدة، لقد نجا من عدد لا يُحصى من الوفيات. أليس هذا مُدهشًا حقًّا؟”
“نعم، حسنًا…”
“ولهذا السبب أرغبُ فيه أكثر.”
فجأةً، شعرتُ بالرعشة.
شعرتُ غريزيًّا بضرورة الابتعاد عن هذا الرجل. وبينما كنتُ أُحاول الابتعاد، مدَّ يده إلى رأسي.
توقّفتُ-
تجمّدَ جسد ليليان.
في اللحظة التي التقتْ فيها عينيَّ بحدقتي الرجل اللتين أصبحتا سوداوين، لم أستطع الحراك، مثل حشرة عالقة في شبكة عنكبوت. لم تكنْ هذه إرادتي.
التعليقات لهذا الفصل " 35"