لقد قرأتُ المجلّد الأوّل بأكمله ثمَّ أغلقتُ الكتاب، بعد أن غمرني أولُ دوبامين في حياتي.
وعندما انتهيتُ، كانتْ الشمس قد أشرقتْ بالفعل.
‘هل حان وقت الذهاب إلى العمل بالفعل؟’
لم أقرأ المجلّدين الثاني والثالث والقصص الجانبيّة بعد!
لم أستطع تصديق ذلك. حقيقة أنَّ فضولي للمتابعة كان أكبر من إرهاقي بسبب قلّة النوم.
“آه…”
في النهاية، قرأتُ المجلّدين المتبقّيين والقصص الجانبيّة في ثلاثة أيّام فقط.
مع المحتوى الذي أصبحَ أكثر إثارة مع كلِّ قراءة، كنتُ أتساهل لدرجة أنّني كنتُ أُحضره معي سرًّا وأقرأه خلال فترات الراحة.
كان تأثيره لا يزول بسهولة.
‘هل هناك شيء آخر كهذا؟’
لحسن الحظّ، كان لا يزال لديَّ أربعة كتب أخرى.
بعد تفكير عميق حول ما سأقرأه أولًا، اخترتُ الكتاب التالي:
«الحبُّ الأوّل لآنسة الليلك»
كان العنوان يبدو طبيعيًّا نسبيًّا مقارنة بالكتب الأخرى المتبقيّة. ساهمَ الغلاف الأصفر اللطيف أيضًا في ذلك.
“أُوف، أنا متخشّبة!”
مددتُ جسدي المُتصلّب من ترتيب غرفة النوم. ثمَّ نظرتُ حولي بسرعة.
‘لن يدخل أحد، أليس كذلك؟’
ذهبَ الدوق الأكبر إلى ساحة التدريب في الملحق الشرقيّ منذ الصباح. وكالعادة، تركني ورائه.
بفضل هذا، كنتُ أقضي وقتي في ترتيب غرفة النوم براحة نسبيّة.
بالطبع، كان هذا يتضمّن وقت راحتي الخاصّ والمُستقلّ، وكان هذا هو الوقت المثاليّ لذلك، بحسب خبرتي.
جلستُ على الكرسيّ بحذر وأخرجتُ الكتاب. لم أكنْ أُريد أن أفعل هذا في مكان عملي، لكنْ لم أستطع تحمُّل فضولي لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
‘أشعرُ برائحة الدراما المألوفة في هذه الرواية من عالم آخر وغريب …’
هذا العمل، الذي يحملُ العنوان اللطيف «الحبُّ الأوّل لآنسة الليلك»، كان له محتوى غير تقليديّ، على عكس توقّعاتي بأن تكون قصّة حبّ بريئة.
[ من هو حبُّها الأوّل الحقيقيّ؟ ]
كما يقولُ الملخّص في الفصل الأوّل، إنّها قصّة عن بطلة لم تجرب الحبَّ الحقيقيَّ أبدًا، تسعى للعثور على حبّها الأوّل.
المشكلة هي أنَّ هذه الآنسة تنجذب إلى جميع الرجال الرائعين بالتساوي لدرجة أنّها لا تعرف من يجب أن يكون حبّها الأوّل!
في الوقت الحاليّ، هناك أربعة شخصيّات رئيسيّة مُحتملة على الأقلّ.
‘ليس لديَّ أيُّ فكرة عن كيف ستكون النهاية.’
فتحتُ الصفحة التي كنتُ قد وضعتُ عليها علامة قبل النوم الليلة الماضية.
[ هزّتْ رأسها في حيرة.
“أنا آسفة. لا أعرف مشاعري.”
كان وجهها على وشك البكاء. عندئذ، فتحَ أحدُ الرجال الأربعة الذين كانوا يتنافسون فيما بينهم فمه: “لا بأس، يُمكنكِ البدء في اكتشاف ذلك الآن.”
لم يكنْ ذلك سوى … ]
“لقد تواجهوا خماسيًّا في النهاية.”
هززتُ رأسي دون قصد. لكنَّ عينيَّ ظلّتا مُثبتتين على الكتاب.
[ … اقتربوا منها بهدوء. ثمَّ أخذَ كلُّ واحد منهم مكانه وكأنَّ الأمر مُتّفق عليه.
“لا تخافي يا حبيبتي.”
“كنتُ أعرف بمُشكلة آنسة الليلك الصغيرة منذ فترة طويلة. يا لها من لطيفة.”
“تفضّلي واختاري ببطء، حسب ما يميل إليه قلبكِ.”
“صحيح، سنبذل قصارى جهدنا أيضًا.”
الرجال الأربعة الذين قالوا ذلك، ببطء … ]
ببطء؟ أسرعتُ بقلب الصفحة التالية. وفي اللحظة التي كنتُ على وشك قراءة السطر الأوّل-
“اقتربوا منها. أمسكتْ يد قويّة، لا تعرف لمن هي، كتفها.”
…؟!
نظرتُ خلفي في دهشة من الصوت الذي لم يكنْ ينبغي أن أسمعه.
“هـ…”
كان الدوق الأكبر يُراقبني من فوق كتفي.
تراك-
حاولتُ غريزيًّا إخفاء الكتاب خلف ظهري أولًا. لكنَّ يد الدوق الأكبر كانتْ أسرع.
“يبدو أنَّ القراءة هي هوايتكِ هذه الأيّام؟”
لوّحَ الدوق الأكبر برواية «الحبُّ الأوّل لآنسة الليلك» التي انتزعها منّي. مدّدتُ يدي على عجل.
“أعـ، أعدها!”
“لماذا؟ يبدو أنَّ الأمر مُثير جدًّا.”
لكنه استخدمَ طوله بجبن ورفعَ الكتاب عاليًا. ثمَّ بدأ في قراءة الجملة التالية أمامي وكأنّه يتحدّاني.
“احمرَّ وجهها وهي ترتعش من المفاجأة. لكنْ للأسف، اختفى رجاؤها بمجرّد أن لامستْ شفتيه شفتيها.”
“آه، لا تقرأ!”
“لا ينبغي أن يحدث هذا … لكنْ على عكس أفكارها، اشتعلَتَ بحرارة غريبة-“
“توقّف! توقّف-!”
لم أستطع الاستماع أكثر من ذلك.
اندفعتُ نحوه وأنا أتلوّى من الخجل.
تراك-! ، تراجعَ الدوق الأكبر الذي فاجأه الوزن فجأةً وانخفضَ في وضع مُنخفض.
‘الآن هو الوقت المناسب!’
لم أُضيّع هذه الفرصة وانتزعتُ الكتاب من يده. ثمَّ تمسّكتُ بالحائط بأسرع ما يمكن.
انحشرَ الكتاب السميك بين الحائط وظهري بإحكام.
في غضون ذلك، استقامَ الدوق الأكبر وابتسمَ بضحكة مكتومة وتمتمَ: “ذوقكِ خطير بعض الشيء يا ليلي.”
احمرَّ وجهي على الفور. لقد شعرتُ بالظلم حقًّا.
‘لم أكنْ أعرف أنَّ الأمر سيصلُ إلى هذا الحدّ…’
لماذا لم تُخبرةني يا رفاق أنَّ هذه رواية مُصنّفة؟
لقد أوشكتُ أن أُوصَم بأنّني خادمة ذات ذوق غريب، بعد أن حاولتُ تعلُّم الحبَّ من الكتب.
‘هووو!’
في خضمِّ كلِّ هذا، كان وجه الدوق الأكبر مليئًا بالضحك على غير المعتاد. آه، أُريد أن أُغمضَ عينيَّ وأسقطَ في مكاني.
***
الروايات ممنوعة في الوقت الحاليّ.
أبدًا!
بعد حظر الروايات ذاتيًّا-
بدأتْ حياتي تعود إلى طبيعتها. كما كان الحال دائمًا قبل قراءة الكتب، كنتُ أنام باكرًا وأستيقظ باكرًا، وكنتُ أسترخي دون تفكير خلال أوقات الراحة.
‘أُوف، أنا فضوليّة بشأن النهاية …’
بالطبع، كانتْ هناك بعض أعراض الانسحاب، لكنْ تمكّنتُ من تحمّلها عندما تذكّرتُ صوت الدوق الأكبر وهو يقرأ الجمل بلا روحه في ذلك اليوم.
سأسأل إليزابيث لاحقًا عن من تزوّجتْ آنسة الليلك.
‘التظاهر بالحبِّ من طرف واحد … دعني أُحاول دراسة ذلك ببطء.’
في هذه الأثناء، كان قصر الدوق الأكبر صاخبًا بسبب أمر آخر.
“حفل راقص؟”
ملتُ رأسي دون قصد.
لأنني سمعتُ فجأةً أنَّ حفلًا راقصًا سيُقام في قصر الدوق الأكبر. على الرغم من عدم وجود أيِّ ذكرى أو حدث خاصّ في هذا الشهر.
عندئذ، بدأ ديلان، مساعد الدوق الأكبر، في الشرح وكأنّه كان ينتظر: “نعم، صاحب الجلالة الإمبراطور قلقٌ بشأن ابنه الذي وجده مُتأخّرًا. بالإضافة إلى أنّه فوّتَ سنَّ الزواج بسبب الحرب، أليس كذلك؟”
هزَّ كتفيه. ثمَّ أضافَ أنَّ هناك نيّة لمُعاداة وليّ العهد في هذا أيضًا.
“صاحب السموّ لدينا له سُمعة كبطل حرب، لكنْ في الواقع، ليس لديه أيُّ قوّة دعم. لذا يحاول الإمبراطور ربطه بعائلة قويّة بأيِّ طريقة من خلال الزواج.”
لئلّا يتخلّف عن سموّ وليّ العهد.
هممم، بالاستماع إلى ذلك، أدركتُ الموقف تقريبًا.
بمعنى أنَّ الإمبراطور يرى أنَّ قوّة ابنه المُفضّل ضعيفة، لذا يُحاول تعزيزه حتّى من خلال الزواج.
‘في الواقع، هذا مُبرّر.’
إذا ماتَ الإمبراطور الحاليّ وتولّى وليّ العهد الحاليّ العرش، فسيكون الدوق الأكبر هو أول من يتّم التخلّص منه.
بعد أن فهمتُ الوضع بشكل عامّ، سألتُ: “إذًا هل سيتزوّج الدوق الأكبر قريبًا؟”
“ماذا؟ هاها!”
انفجرَ ديلان بالضحك على كلامي. ثمَّ نظرَ حوله عبثًا وهمسَ في أذني: “هذا سرّ … في الواقع، يكره صاحب السموّ بشدّة الاقتراض القوّة بهذه الطريقة. يصفُها بـ ‘القلادة’.”
“قلادة؟”
“يشعرُ وكأنَّ شخصًا يضع قلادة على كلب مُدلّل لمنعه من التصرّف بعجرفة. ربّما سيُقيم هذا الحفل الراقص على مضض.”
التعليقات لهذا الفصل " 32"