المشكلة كانت أن أوستين وزوجته لم يكونا قد جلسا بعد حين فعل ذلك.
فتجمّد أوستين في وضعية محرجة بينما كان على وشك الجلوس، وامتلأ وجهه بالغضب.
لحسن الحظ، كان سيدريك وكيت يسيران خلفهما، وكان وقوفهما أكثر أناقة مقارنة بذلك الوضع الغريب.
كارسـيون تجاهل أوستين عمدًا وبوضوح.
“هذه المرة، تمكنت من القضاء على التنين الأسود الذي كان يهدد أمن الإمبراطورية.”
“… عمل عظيم.”
رغم مديحه، شعر هاينريش الثالث بقشعريرة غريبة.
فعيون كارسـيون كانت باردة إلى حد مقلق.
“أشكركم على تقديركم. والفضل في ذلك يعود إلى باحثي برج السحر.”
“…..”
ومن موقعه كمن يحتجز أحد هؤلاء الباحثين، أدرك هاينريش الثالث أن اللحظة الحاسمة قد حانت.
أكمل كارسـيون حديثه:
“الجرعات التي طوّروها، إلى جانب الحواجز المدمجة بها، تمكنت من صدّ نَفَس التنين.”
“سمعت عن ذلك.”
“ولا بد أنك تعلم أن من طوّرت تلك الجرعات هي الآنسة رينيه إيفلين. أين هي الآن؟”
نظر هاينريش الثالث إلى وجه كارسـيون الذي سأله دون مواربة.
رجل مجنون بامرأة.
كانت نظراته تقول بوضوح إنه يعرف الإجابة مسبقًا.
وبالفعل، كما توقع الإمبراطور، كارسـيون كان مدركًا تمامًا لحالة رينيه.
فقد أرسل فارسًا قبله إلى شوتزن ليستقصي الوضع.
ما اكتشفه كارسيون هو أن باقي الباحثين قد عادوا إلى برج السحر، أما رينيه فلم تفعل.
ووفقًا لشهادة ايديرا، فقد تم تقييدها وسحبها على يد الفرسان في قاعة الاستقبال، ولا تعرف ما حدث لها بعد ذلك…
حتى هذه النقطة، كان كارسيون يحدّ سيفه.
كان بالكاد يسيطر على غضبه، لكن أوستين جاء وسكب الزيت على النار.
“اتضح أن مَن كان ينشر الأكاذيب هو أنت، كارسيون.”
“ماذا تقصد؟”
ارتفع حاجب كارسيون قليلاً ثم عاد لمكانه.
رؤية شقيقه يضطرب أغضبت أوستين أكثر، فتابع بحدة.
“حتى لو كانت تلك الباحثة تشبه رينيه إيفلين، فادعاء النبل كذِبًا… لقد تجاوزتَ الحد.”
“ادعاء…؟”
“نعم. كنت سأعاقبها بتهمة انتحال إسم نبيلة.”
“……!”
توهّجت نيران في عيني كارسيون الزرقاوين.
فهذا إذًا هو السبب الذي سُجنت من أجله…
“بدلًا من ردّ مكانتها، تقررون معاقبتها؟ من الصعب عليّ فهم هذا الأمر.”
كل مقطع لفظه كان مغموسًا في غضب خافت لكنه جلي، حتى إن أوستن شعر بتهديد حقيقي، رغم أنه لم يرد الاعتراف بذلك، فصمت تمامًا.
ثم ضغط كارسيون عليه مجددًا:
“أين رينيه الآن؟”
لم يكن سؤالًا.
كان تهديدًا: إن لم تجب فورًا، لن أرحمك.
شعر أوستين بالهواء المشحون فشُلّ جسده في مكانه. يا له من خزي، أن يشعر بالخوف من تهديد رجل مثل كارسيون! تشوّه وجهه بالكآبة والانزعاج.
“كارسيون، كيف تجرؤ على هذا الكلام في وجه ولي العهد…!”
تدخّل الإمبراطور هاينريش الثالث وهو غير قادر على التحمل أكثر، لكن كارسيون في حالته هذه لم يكن أحد قادرًا على إيقافه.
“ليونيل.”
ناداه كارسيون، فجأة سُمع صوت جناحين في القاعة. لقد كان طيلة الوقت جالسًا على رأس هاديس، لكن الجميع كانوا مبهورين بالوحش فلم يلاحظوا التنين الصغير بشكل نسر — ليونيل.
-ها، هل سمعتُ جيدًا؟ يريد معاقبة رينيه بتهمة انتحال النبالة؟
صوت التنين، الذي دوّى داخل رؤوسهم، أصابهم بالدهشة. طار ليونيل، المتّشح بحراشف حمراء، إلى المنصة.
هووووف!
أطلق ليونيل لهبًا من فمه، وسقطت النار عند قدمي أوستين.
“آآآاااااه!”
قفز ولي العهد إلى كرسيه، لكن النيران أمسكت برجليه. صاح وهو يركض بشكل مثير للشفقة:
“اطفئوا النار! أطفئوها حالًا! أنا ولي العهد! تنين تافه مثلك…! آآآااه!”
أطلق ليونيل نفسًا ناريًا آخر، فأصبح أوستن يرتعش، وبدأت دموعه تتجمع في عينيه.
لا أحد، بما فيهم الإمبراطور هاينريش الثالث، استطاع فتح فمه.
أن يرى المرء لهب تنين من هذه المسافة؟ لو أخطأ أحدهم الآن… قد يكون هو طعام التنين التالي.
الكل تجمّد في أماكنهم، ولم يملأ القاعة سوى صراخ أوستين المدوي.
خلال ذلك، سأل كارسيون بصوت منخفض:
“أين رينيه؟”
كان يسأل أوستين، لكن الأخير فقد قدرته على الرد. وعندما التفت كارسيون إلى الإمبراطور، جاءه الجواب من جهة أخرى.
“في قصر ريوس.”
كان ذلك صوت سيدريك.
تبادل الرجلان نظرات قصيرة، وفيها دار بينهما حديث صامت.
شكر كارسيون سيدريك بعينيه الهادئتين قليلًا، على دعمه لفرسانه، وعلى إخباره بمكان رينيه. وردّ عليه سيدريك بنظرة تعني: “سدد لي هذا الجميل لاحقًا.”
أومأ كارسيون برأسه نحو سيدريك، ثم غادر قاعة الاستقبال تاركًا ليونيل خلفه يعبث بها كما يشاء.
كان عليه أن يُخرج رينيه من هذا القصر البائس بأسرع وقت ممكن.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 100"