“ماذا؟ لكن أُبلغنا أنك لا تحبّ الإزعاج. آه، هل نضع حراسة هناك أيضًا؟”
“لا. دعوه مفتوحًا ليتمكّن أيّ شخص من الدخول.”
وقد أمالَ الفارسُ رأسه، بدا الفارس مندهشًا جدًا.
“هل هذا مناسب؟”
“نعم. توقّف عن الكلام.”
“آه، نعم. لكن تلك بجانبكَ…”
حدّق الفارس بي.
يبدو أنّه فارس جديد، إذ لم يكن يعرفني.
لم يكن موجودًا حتّى عندما زار الدّوق غرف لاري ولوهين.
“صديقة… الأطفال.”
“صديقة؟ تقصد الأطفال…”
“التوأمين.”
“آه، إذن هي تلك الفتاة التي سمعتُ عنها. لكن لمَ هي هنا…؟”
“يبدو أنّها ضلّت طريقها.”
ما زال الفارس ينظر إليّ بتعبير متشكّك.
“هذا غريب. لا يُعقل أن تضلّ الطريق وتصل إلى هنا… كان بإمكانها سؤال الآخرين عن الطريق…”
منذ البداية، كان يُطلق عليّ “الشيء بجانبك” بدلاً من إنسان، وأظهر عداءً واضحًا.
“لم يخبرني أحد.”
“ماذا؟”
“كلّما رآني أحدهم، يتجنّبني كما لو كنتُ حشرة. فكيف أسأل؟ لذا تجوّلت حتّى وصلتُ إلى هنا.”
“آه، إذن؟ كما سمعتُ بالشائعات.”
حتّى الدّوقة والدّوق كانا يتفاجآن قليلاً عندما أتحدّث هكذا، لكن هذا الفارس كان مختلفًا.
ربّما لأنّه لا يتوقّع شيئًا منّي، لكنّه كان غريبًا بعض الشيء.
“فيلين، لم أضعك هنا لتجادل طفلة.”
في تلك اللحظة، بدا الدّوق منزعجًا من التأخير، فنظر إلى الفارس بحدّة.
“آه، أعتذرُ.”
“بما أنّك جديد هنا ولا تعرفني جيدًا، سأحذّرك. لا تعترض على كلامي. أنا من يسأل، وعليك ألّا تطرح أسئلة أو تشعر بالفضول.”
“… نعم. لكن تلك الفتاة… لا، لا شيء.”
“سأصطحب اليتيمة. فيلين، فكّر في خطأك ونظّف ساحة التدريب.”
كان من الطبيعيّ أن يتصلّب وجه الفارس.
“تقصد أن أقوم بمثل هذا العمل الوضيع؟”
“قلتُ لا تعترضَ.”
انبعثت نية قتل من الدّوق، أقوى من تلك التي وجّهها لي سابقًا. أومأ الفارس المُدعى فيلين.
“نعم… سأنفّذ الأمر.”
“اليتيمة، تعالي معي. سأرافقكِ إلى غرفتك.”
حسنًا، أن يرافقني الدّوق بنفسه، هل هناك شيء أكثر إطراءً وإزعاجًا في الوقت ذاته؟
“ماذا؟ لا، يمكنكَ تكليف شخص آخر…”
“لا أحبّ تكرار كلامي.”
“نعم، بالطّبع، يمكن تكليف آخرين، لكن بما أنّكَ سترافقني بنفسكَ، لا يمكن أن يكون هناك شيء أفضل!”
ها، كيف أتعامل مع هذه السلطة؟
تأوّهتُ داخليًا وابتسمتُ له بصعوبة. لكن، ربّما لأنّه يحبّ مثل هذا الكلام، تغيّر تعبيره بشكل غريب.
“سيّدي الدّوق؟”
“لا شيء. هيّا بنا.”
بالطّبع، لم يمسك يدي أو يفعل شيئًا كهذا.
بل بدأ يمشي بخطوات واسعة، حتّى شعرتُ أنّ ساقيّ ستنشقّان وأنا أحاول مواكبته.
مهما حاولتُ إخفاء ذلك، كان من المستحيل مواكبة قوّة شخص بالغ.
بدأتُ ألهث، وعندما سمع ذلك، أبطأ الدّوق خطواته قليلاً.
“يبدو أنّك شخص لطيف.”
“تتحدّثين إليّ؟”
“نعم!”
على الرغم من أنّها كانت مجاملة صادقة، لم يتغيّر تعبيره.
“هل تعتبرين هذا لطافة؟ ماذا عن الأطفال؟”
“بالطّبع. عندما يُظهر شخصٌ لم يفعل شيئًا سابقًا لطفًا بسيطًا، يبدو ذلك أكبر.”
“هكذا إذن…”
“لكن ليس بالنسبة للتوأمين. لديهما جروح عميقة.”
وجهه، الذي بدا كمن وجد إجابة للحظة، أظلم مجدّدًا.
يبدو أنّه يريد حقًا أن يتعايش مع التوأمين.
كان ذلك غريبًا بعض الشيء.
‘الدّوق والتوأمان، كلاهما لا يعرف كيف يعبّر عن مشاعره.’
في الرواية، كُتب أنّه يحبّ أطفاله.
لذا تركهم يفعلون ما يريدون، وأعطاهم كلّ ما طلبوه. ربّما كان هذا طريقته في الحبّ.
‘ربّما، حتّى بدوني، كانت هذه العلاقة ستتغيّر كثيرًا.’
تدخّلي غيّر المستقبل بالفعل.
“لكن، سيّدي الدّوق.”
“ألا تخافين منّي؟ تتحدّثين كثيرًا.”
“أنتَ مخيف، لكن… أنتَ والد أصدقائي. من سيؤذي أو يقتل صديقة أطفاله؟ أليس كذلك؟”
“والد… أصدقاء. همم…”
“قلتَ إنّني صديقتهما للتو.”
كان كلامًا عفويًا، لكن بالنسبة ليتيمة مثلي، كان تقدّمًا كبيرًا.
أصدقاء التوأمين. أحببتُ هذا الوصف أكثر ممّا توقّعتُ.
“ووقحة أيضًا.”
“في الملجأ، عليكِ أن تكوني وقحة لتبقي على قيد الحياة.”
أومأتُ وقبضتُ يدي. لم يتوقّع هذا، فضحك معي.
“حسنًا، فهمتُ. إذن، لمَ ناديتني؟”
“هم… ما رأيكَ في التوأمين؟”
كان سؤالًا مهمًا. مهما فكّرتُ، كانت هذه أفكاري فقط. أردتُ سماع رأيه مباشرة.
بالطّبع، شعرتُ بتوتر وأنا أسأل.
لقد أخبر فارسه أنّ السؤال من اختصاصه، وألّا يشعر بالفضول حتّى. لذا تحدّثتُ بحذر أكبر، خوفًا من أن ينزعج.
لحسن الحظّ، لم يعاملني بنفس الطريقة.
“أطفالي.”
“آه.”
“أطفالي الحقيقيّون، الكاملون.”
كان هذا غريبًا. كان يكفي أن يقول “أطفالي”، لكنّه أضاف كلمات أخرى.
الدّوق الذي أعرفه لا يتحدّث عبثًا. كلّ كلمة لها معنى.
حتّى تعبيره الآن كان غريبًا، كمن يشعر بالأذى.
“حقيقيّون… كاملون.”
“لمَ تسألين عن هذا؟”
“أتساءل فقط إن كنتَ أحضرتهما لأنّهما من دمك، أم لسبب آخر.
وأتساءل لمَ تريد سماع كلمة ‘أبي’ من لوهين.”
“لأنّهما أطفالي. للألقاب قوّة كبيرة.”
“إذن، تريد سماع ‘أبي’ من قلبكَ منهُ حقًا؟ من طفلك؟”
تصلّب وجه الدّوق أكثر. هل سألتُ شيئًا لا يجب؟
“حسنًا… أليس هذا طبيعيًا؟”
“ألا تسمع هذا من طفلك الآخر؟”
“طفلي الآخر؟ آه، رون. هذا مختلف. لذا، أنجزي مهمتكِ.
رغبتي في طردكِ، صديقة الأطفال، خفت قليلاً.”
للحظة، شعرتُ وكأنّ الدّوق يبتسم، لكنّها كانت لحظة عابرة.
“إذا…”
“نعم؟”
“إذا لم أستطع إنجاز ذلك… استمرّ في المحاولة كما تفعل الآن.
لكي تسمع تلك الكلمة.”
“كنتِ واثقة جدًا.”
“لا أريد إجبارهم على قولها.
كما قلتَ، إذا كانت الألقاب قويّة، يجب أن تأتي من القلب.”
ثم مدّ الدّوق يده نحوي. لم أفهم معنى ذلك، فتراجعتُ للحظة.
“أريد مساعدتكِ. يمكنكِ أخذ يدي.”
“آه… نعم.”
ما هذا؟ هل أكل شيئًا فاسدًا؟ أم أنّه بدأ يتغيّر؟
نظرتُ إليه بدهشة، وهزّ ذراعه كما لو يطلب منّي أخذ يده.
بلا خيار، أمسكتُ يده.
“بما أنّكِ ترتدين هذه الملابس، تشبهين لاري. ربّما لهذا أهتمّ بكِ.”
“هكذا إذن؟”
“نعم. وبما أنّكِ تتحدّثين كثيرًا وتتعثّرين من النعاس، أشعر بالقلق.
إذا سقطتِ وأنتِ نائمة هكذا، سيثور لوهين. لذا أساعدك، فلا تسيئي الفهم.”
آه، هذا هو.
كنتُ أشعر أنّ تفكيري بطيء منذ قليل.
رأسي كان مشوشًا، والطريق يهتزّ، كلّ ذلك بسبب النعاس.
“آه، نعم.”
هذا كلّ ما قلته. يده التي أمسكتُها كانت كبيرة بشكل غريب.
لم أمسك يد رجل بالغ في هذا العالم من قبل.
ربّما لهذا شعرتُ بدفء وأمان غريبين.
مشيتُ ممسكة بيده. الدّوق، الذي كان يمشي أبطأ من قبل، كان ينظر إلى الأمام فقط.
نظرتُ إليه مرّة، ثم واصلتُ المشي.
لكن، ربّما بسبب أكلي نفس طعام لاري وفعلي نفس الأشياء، أو بسبب التوتر من جدالي مع الدّوقة، أو الإرهاق من التجوّل، بدأتْ عيناي تُغلقان، وانقطع وعيي فجأة.
استعدتُ وعيي بسبب صوتٍ عالٍ مفاجئ.
“ما الذي فعلته؟!”
لم أكن أعرف أنّني نمتُ. استيقظتُ فجأة على الصوت، ونظرتُ إلى الأمام.
يبدو أنّني نمتُ وأنا أمشي، وعندما فتحتُ عينيّ، رأيتُ وجه الدّوق.
“ها… لماذا…؟”
لمَ هو قريبٌ منّي هكذا؟
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 46"
شكرا على مواصلت نشر الرواية لم اكن لاتحمل إذا لم تنشري بقيت الرواية انتي الاروع🥰🥰🥰🥰