بدأ المطر يهطل بغزارة، تتساقط قطراته على وجهي ورأسي.
شعرتُ بمتعةٍ غريبةٍ عندما غمرني المطر الدافئ، ففتحتُ ذراعيّ على اتساعهما.
“آنِه، المطر يزداد… لنُسرع قليلًا.”
قالها جِزِلهَايد-ساما، ثم زاد من سرعته نحو القصر المشيد داخل منحدر الجبل الصخري.
بدا أن شرفة القصر ضيقةٌ جدًا ليتمكن من الهبوط عليها بشكله التنيني، فتساءلتُ كيف سيصل إليها.
لكن، قبل أن أفهم ما يحدث، تحوَّل جِزِلهَايد-ساما إلى هيئته البشرية بالقرب من الشرفة.
وجدتُ نفسي بين ذراعيه، محمولةً بخفةٍ كما لو كنتُ عائمةً في الهواء، ثم هبطنا برفقٍ على الشرفة.
كان المنظر من الشرفة محاطًا بالضباب، والمطر الخفيف استمر في الهطول بهدوء.
“لقد ابتللتِ تمامًا، آنِه. هل أنتِ بخير؟”
“لا بأس، إنه مجرد بللٍ بسيط. عندما كنتُ صغيرةً، كنتُ كثيرًا ما أتبلل أثناء تجوالي، فيهرع أخي ليأخذني إلى المنزل. لطالما أحببتُ أن أُبلل بالمطر، لكن أخي كان يقلق ويقول إنني قد أمرض…”*
“المرض؟ هذا ليس جيدًا. يجب أن تستحمي وتبدلي ملابسكِ فورًا.”
التعليقات لهذا الفصل " 33"