جِزِلهَايد-ساما شخصٌ لطيف. لا يمكنه أبداً أن يرفضني بينما أبكي وأتشبث به كطفلة.
لكن…
حتى لو كانت كذبة، فهي تسعدني.
“جِزيه-ساما… شكرًا لك علي الكذب من اجلي.”
رغم شعوري بالسعادة، إلا أن كلماتي خرجت بنبرة حزينة وفارغة.
“…أنتِ مخطئة، آنِه. ليست كذبة.”
ربما أدرك جِزِلهَايد-ساما خواء كلماتي، لأن صوته حمل شيئًا من الحدة الممزوجة بالانزعاج.
ثم أخذ نفسًا خفيفًا ولفظه ببطء، وصدى أنفاسه الدافئة تردد عند أذني.
“عندما رأيتكِ لأول مرة، فكرتُ في مدى صغر حجمكِ وكم كنتِ كائناً جميلاً. شعرتُ أنني إن لمستكِ، فقد تتحطمين بين يدي.”
هز صوته العميق طبلة أذني.
كانت يده الكبيرة تتلاعب بخصلات شعري الفضي، وأصابعه الخشنة، القوية، تنساب على ظهري حتى أسفل خصري، مما جعل جسدي ينتفض لا إراديًا.
“ظننتُ أنكِ ستخافين مني. حتى التنانين تعتبرني كائناً مرعبًا. لكنكِ لم تخافي، بل تحدثتِ إليّ بكل عفوية. ابتسمتِ لي.”
“عندما التقيتُ بك لأول مرة، كنتُ فظًا بعض الشيء. لكنك لم تغضب، بل عاملتني بلطفٍ بالغ، واعتنيت بي بحرص. لا يمكنني أن أعتبر شخصًا مثلك مخيفًا.”
كان جِزِلهَايد-ساما يواجهني دائمًا بصدق، وينظر إليّ بعينين جادتين.
رغم مكانته العظيمة وقوته التي تفوق الجميع، كان يتمتع برقةٍ وحنانٍ يصعب تصديقهما.
كيف لي أن أراه مخيفًا؟
“آنِه… لطالما كنتُ أفكر… كيف يمكنني أن أجعلكِ تبتسمين لي؟ كيف يمكنني التقرب منكِ؟ كيف يمكنني إسعادكِ؟ كان عقلي مشغولًا بكِ طوال الوقت.”
“جِزيه-ساما…”
“لا أريد أن تكرهيني. مجرد فكرة أنني قد لا أستطيع احتضانكِ تجعل قلبي يتمزق. آنِه، أنا… أحبكِ.”
“…جِزيه-ساما…”
كلماته المفعمة بالحب ملأت الفراغ في داخلي، كما لو أنها غمرت روحي بالكامل.
اختفى الألم والحزن كما لو لم يكونا موجودين، واستبدلتهما مشاعر دافئة وخفيفة، تنتشر في كل جزءٍ من جسدي.
بدأت دموعٌ مختلفة تمامًا تتجمع عند زاويتي عيني.
“كنتُ أعتقد أن رؤيتكِ تبتسمين بجانبي ستكون كافية. كنتُ أخشى أن أؤذيكِ لو لمستكِ. وإن استسلمتُ لرغبتي ولمستكِ مرةً واحدة… فسأرغب في المزيد والمزيد.”
“أنا سعيدة… أريد أن أصبح زوجةً لك، جِزيه-ساما.”
“آنِه… لا أريد أن أؤذيكِ. إن لمستكِ… إن تركتُ بصمتي عليكِ، فلن أتمكن أبدًا من ترككِ تذهبين. حتى لو رغبتِ بالابتعاد عني، فسأحبسكِ في غرفتي، سأقيدكِ بالسلاسل، وسأجعلكِ ملكي بالقوة.” (😭😭😭….)
خرجت كلماته بصوتٍ مفعمٍ بالألم.
كلماته، دفء جسده، المشاعر التي تنبعث من لمسته… كلها كانت عنيفةٌ لدرجةٍ تجعل رأسي يدور.
كما لو أنني سقطتُ من سفينةٍ تتلاعب بها الأمواج العاتية، أغرقُ في أعماق البحر…
لكن، لا بأس بذلك.
أريد أن أغرق أعمق… أن أُبتلع بالكامل… أريد أن أشعر بجِزِلهَايد-ساما في أعماق كياني.
“…لم أفكر يومًا في أن أبتعد عنك. أريد أن أصبح ملكًا لك جِزيه-ساما.”
“آنِه… هل ستغفرين لي، رغم أنني جرحتكِ؟ قد أؤذيكِ أكثر مما تتصورين.”
“وأنا كذلك. قد أكون أنانية، وقد أسبب لك المتاعب، لكن… جِزيه-ساما، هل يمكنني أن أظل أحبك؟”
“…آه. لا يمكنني التخلي عنكِ بعد الآن. أريد أن أحتضنك، آنِه. أريد أن أحبكِ.”
خفف جِزِلهَايد-ساما من قوة ذراعيه التي كانت تطوقني، مبتعدًا عني قليلًا.
التعليقات لهذا الفصل " 29"