لم أتوقع أن يخرج هذا الهراء المُذهل من فم تلك المرأة مجدداً.
“لا تسيئي الفهم. كل ما أريده هو الحق في الاعتناء بكِ مدى الحياة. على أقصى تقدير، سأُدعى في الأوساط الاجتماعية ‘الدوقة الأرملة لدايرن’. أقسم أنني لا أطمع في امتلاك عائلة الدوق.”
“ألا يبدو ذلك خطيراً للغاية؟”
همستْ بهدوء، ومدتْ إصبعها الطويلة لتشير إلى بطني.
“إلا إذا كان ‘حفيدي’ و’خليفتي’.”
في تلك اللحظة، لو كانت يداي وقدماي حرتين، لكنتُ، بلا شك، قد تخليتُ عن مبادئي وصفعت خدها.
كان مخططاً مقززاً إلى درجة فقدان العقل. لكن كل ما استطعتُ فعله في تلك اللحظة هو أن أحدق بها بعينين مشتعلتين.
عرفتْ دوروثيا ذلك، فضحكتْ بسخرية وواصلتْ حديثها:
“هاهاها! نظرتكِ الغاضبة تحمل شهوة فاجرة. على أي حال، يبدو أنكِ متحمسة للغاية لفكرة التلوث في أحضان ذلك العاشق الذي تتغنين بحبه، أليس كذلك؟ لكن، للأسف، لن يكون زوجكِ ذلك الوغد جوزيف. لأن…”
أمسكتْ بذقني بقوة.
“أتباعي الظريفون يسيل لعابهم وهم ينظرون إلى وجهكِ الجميل.”
أجبرتني دوروثيا على تثبيت نظري عليها، وابتسمتْ ابتسامة تمزق فمها.
“من منهم سيكون زوجكِ، ترى؟”
لحسن الحظ، إن جاز التعبير، لم تكن دوروثيا تنوي تنفيذ خطتها القذرة على الفور.
لأنه إذا انتشر خبر زواجي في الأوساط الاجتماعية قبل انتهاء فترة الحداد على كارلوس نيكولاي، فقد يثير ذلك مشكلة.
كانت هذه اللحظة الوحيدة التي استفدتُ فيها من ذلك الزوج الخائن، لكن ذلك لم يعنِ أنني أستطيع الشعور بالراحة في مثل هذا الوضع.
“أطفالي ماتوا…”
كاردييل، وتشيلسيان.
لن يتمكنا بعد الآن من الابتسام إلى جانبي.
كانت هذه حقيقة لا مفر منها، مهما حاولتُ إنكارها.
كل صباح، عندما أفتح عيني، أرى مشهد قلعة دايرن المُلطخة بالدماء، تفوح منها رائحة تعفن الجثث.
وإذا أغمضتُ عيني، تراءت لي صورة طفليّ بأعين خاوية لا تحمل شيئاً.
في مثل هذا الوضع… الحياة ليست سوى جحيم.
كان من الأفضل لو أن جزءاً مني قد انتزع. بل، هل هو مجرد جزء؟
التعليقات لهذا الفصل " 161"