“مهما تنهدتَ وألقيتَ تلك النظرات الموحية، فلن أفكر أبدًا في إزالة هذه الندب!”
هكذا قالت يوفيمينا بلهجة جافة ومباشرة، وهي التي كانت حتى تلك اللحظة تتأمل كاردييل بعينين صامتتين.
عندما استفاق كاردييل من شروده القصير وركز بصره، لمح في عيني يوفيمينا نظرة حذرة وعنيدة، كأنها تحمي ذراعها التي تطوقها بإصرار.
وفي الحقيقة، كانت أخته الصغرى لغزًا بحد ذاتها.
ما الذي يدفعها للتمسك بهذا الجرح إلى هذا الحد؟ في الماضي، كانت تكره حتى أن يمسها أحد خشية أن يصيبها خدش بسيط، فكيف تحولت إلى هذا؟
“يوفيمينال…”
“قلتُ لا. إن انتهى كلامك، فاخرج من غرفتي الآن.”
وفي النهاية، دفعت يوفيمينا -بخدين منتفخين من الغضب- كاردييل خارج الغرفة بعنف.
“بانغ!”، أغلق الباب بقوة، وبينما كان كاردييل واقفًا أمامه، عاد ليغرق في أفكاره العميقة مجددًا.
“كيف يمكنني إقناع يوفيمينا بقبول العلاج…؟”
لقد رفضت يوفيمينا بشدة المرهم الذي جازف أربعة أشخاص بحياتهم لجلبه. بدأ الأمر بمحاولات رقيقة لإقناعها، مثل قولهم إن ندوب الحروق الشديدة ستحرمها من ارتداء فستان صيفي مثل ذاك الذي ترتديه ريزيلوت، ثم تطور الأمر إلى تهديدات قد تولد شعورًا بالذنب، مثل:
“لقد تعرض الجميع للخطر من أجل هذا.” لكن كل ذلك باء بالفشل.
وهذا ليس بمستغرب، فـ يوفيمينا ليست ممن يتأثرون بالعواطف بسهولة.
“يبدو أن التشاور مع زوجة أبي هو الخيار الأخير المتبقي.”
كان ذلك الحل النهائي، لكن الصدق كان قد كُشف بالفعل – أو سيكشف قريبًا، خاصة وأن ليزيلوت قد ذهبت للقاء السيدة دوروثيا.
“لحظة…”
تجمد كاردييل فجأة. شعر ببرودة تسري في قلبه كأن دمه يتجمد.
كان هناك شيء مقلق: جوزيف قد رافق ليزيلوت للقاء دوروثيا. في تلك اللحظة، تبلورت في ذهنه فرضية مفاجئة.
السيدة دوروثيا، المجرمة التي تمتلك ثروة طائلة.
جوزيف، الذي حصل على لقب كونت من الإمبراطور غودفري بفضل ثروته الهائلة في لمح البصر.
“ماذا لو كانا متصلين بدم الرحم؟ وماذا لو كانا يقتربان من زوجة أبي لسبب خفي…؟”
ما الذي قد يحدث لليزيلوت في لقائها مع هذين النصابين؟ ما الذي قد تتعرض له؟ مجرد التفكير في ذلك جعل القلق يعصف بأحشائه.
كان كاردييل يعلم جيدًا أن ليزيلوت شخص طيب القلب إلى حد الضعف، متساهل بلا حدود مع من تحبهم.
“حتى لو قدموا لها أعذارًا واهية، ستتقبلها بسهولة.”
كما فعلت معه ومع إخوته دائمًا.
أخيرًا، تحركت قدماه. كان وجهته السلالم المؤدية إلى القبو.
بالطبع، لم تكن ليزيلوت لتسمح له بالذهاب إلى السجن تحت الأرض، لكن تلك القيود قد محيت من ذهنه بالكامل.
كان يفضل أن يُعاتب لعصيانه على أن يترك ليزيلوت تحت رحمة هذين الشخصين.
“السيد الصغير؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
عندما نزل السلالم المؤدية إلى القبو العميق كالقبر، استقبله الفيكونت يوهانس، مدير القلعة، بوجه متفاجئ ومنحنٍ باحترام.
لكن شيئًا غريبًا لفت انتباهه.
كان يوهانس والفرسان موجودين، لكن ليزيلوت وجوزبف لم يكونا بينهم.
وعلاوة على ذلك، كان الجدار الحجري المتصل بالسجن تحت الأرض مغلقًا بإحكام.
كما بدا غريبًا أنهم يستخدمون المشاعل للإضاءة بدلاً من المصباح الذي كانوا قد أخذوه معهم.
“أين زوجة أبي؟”
“حول ذلك…”
لم يجب يوهانس، بل حول نظرته المحرجة نحو الجدار الحجري. كان ذلك كافيًا.
شعر كأن حلقه يُضيق. هل تحققت مخاوفه؟ أمر كاردييل بصوت منخفض:
“افتح الباب.”
* * *
كانت دوروثيا تتحسس الجدار الحجري البارد وهي تسير.
كان المصدر الضوئي في يدها يشتعل بنيران خافتة، مضيئًا المكان بضوء باهت.
كان مجرد قطعة خشب مشتعلة بالكاد في طرفها، لا يمكن تسميتها مشعلاً، بل كانت شعلة هشة قد تنطفئ في أي لحظة.
لحسن الحظ، كان بإمكانها أن تجد -إن توغلت أعمق- ما يمكن أن تنقل إليه النار بسهولة.
وليس ذلك فحسب، بل يمكنها أيضًا أن تجد أشياء تصلح كأسلحة في حالة الطوارئ.
مثل هذا السيف المنحني المشوه الذي وجدته بجانب هيكل عظمي.
“تبًا، أي معاناة هذه في مثل عمري؟”
منذ أن حُبست في هذا المتاهة تحت الأرض، بذلت جهودًا مضنية لإيجاد طريقة للهروب.
لكن بعد أيام من التجوال، لم تكتشف أي مخرج آخر.
“على أي حال، إن كان هذا سجنًا، فلا بد أن يكون هناك ممر استخدمه أحدهم للهروب سابقًا…”
تذكرت تحذير ذلك الفيكونت -أو أيًا كان- عندما أُحضرت إلى هنا. قال إنه لا سبيل للهروب، وأن عليها الاستسلام.
حينها، سخرت منه باستهزاء. كلام فارغ لا يؤثر فيها.
من يجهل أن الهدف من تلك التحذيرات هو كسر إرادة الهروب بالخوف؟
ثم ألم يربطوا يديها بحبل بدلاً من السلاسل؟ أي قيد هذا الذي يمكن أن يحبس أحدًا بحبل هش كهذا؟
كان ذلك استهزاءً واضحًا. فما إن حصلت على السيف المنحني حتى قطعت الحبل دون تردد.
لكنها الآن ندمت على ذلك.
ليس فقط لأنها لم تجد طريقة للهروب، بل لأنها لم تعد تعرف حتى اتجاه مدخل السجن.
كيف ستجد الطعام والماء عندما تجوع بهذا الشكل؟
“لكن، أليس من المفترض ألا يكون هناك طريق للهروب حقًا؟”
فجأة، شعرت بضغط يخنقها، كأن هذا السجن تحت الأرض قد ابتلعها بالفعل.
ربما كان ذلك الحبل هو خط الحياة الوحيد، وهذا ما أثار قلقها.
إن كان الأمر كذلك، فهي في مأزق حقيقي.
قد تصبح مثل تلك الهياكل العظمية التي ركلتها مرات عديدة وهي تبحث عن مخرج في هذا المتاهة.
“لا يمكن أن يحدث هذا. أنا، ميستريس دوروثيا، الزعيمة القادمة للعالم السفلي، لن أصبح طعامًا لديدان الجثث في مكان كهذا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 121"