“من بين الكهنة الذين خرجوا في البعثة ليسوا قلةً من يعرفون وجهكِ، قد يحدث أمرٌ ما، لذا من الأفضل أن أرافقكِ.”
“إنه معبد في وضح النهار يا دوق، إن ذهبتَ إلى المعبد فسوف تتألم من غير داعٍ، وحينها سأكون في ضيق ولا أستطيع أن أتحدث مع أي أحد.”
في العاطفة التي تسربت من نبرتها اضطربت عينا ديونيس، و كان وجهه يوحي بأنه يفهمها ومع ذلك لا يريد أن يتركها تذهب.
“سأكتفي بإلقاء التحية على صانعي الأدوات السحرية وأعود، لن أتأخر، لذا انتظرني في القصر، أعدكَ.”
سكن الصمت لحظة، ثم نظر إليها ديونيس وأومأ برأسه ببطء.
“ليكن كذلك.”
“نعم، سأراكَ في القصر يا دوق.”
نزلت ميلودي من العربة واتجهت نحو المعبد. و عبرت القاعة الرئيسية المزدحمة بالناس، ثم نزلت إلى الطابق السفلي.
و كان قسم صناعة الأدوات السحرية الذي اعتاد أن يكون هادئًا صاخبًا على نحو غير مألوف في هذا اليوم.
“اخرجوا جميعًا! اسحبوهم فورًا!”
“دوووم!”
ومع صوت فتح الباب الثقيل بعنف، اندفع كهنةٌ يرتدون الثياب الكهنوتي إلى قسم صناعة الأدوات السحرية.
فاختبأت ميلودي عند مدخل الدرج تراقب ما يحدث.
“اعتبارًا من اليوم هذا المكان مغلق!”
أعلن كبير الكهنة الواقـف في المقدمة.
“إن استخدام الأدوات السحرية أمرٌ يخالف مشيئة المعبد، لذا فلن يكون مسموحًا به بعد الآن، وذلك بأمر من نائب الكاهن الأعظم!”
فأسقط الصانعون الأدوات التي كانت في أيديهم ونظروا بدهشة وحيرة.
“إغلاق؟! ماذا تقصدون بهذا الكلام المفاجئ..….”
لم يكمل الشخص عبارته حتى اقتحم الفرسان المقدسون المكان خلفهم، وبدلًا من الإجابة شرعوا بجمع الأدوات السحرية بعنف من فوق الطاولات.
فتساقطت الأدوات التي جرى تركيبها بعناية على الأرض، وتناثرت نوى السحر المحطمة مطلقة صوتًا حادًا.
“توقفوا! لحظةً واحدة!”
صرخ أحدهم، لكنهم لم يتوقفوا. بينما تقدمت ميلودي بحذر نحو المكان.
ومن وراء الباب المفتوح على مصراعيه ظهرت وجوه الصانعين المذعورة، والكهنة الذين يجمعون الأدوات بوحشية.
“لماذا تفعلون هذا! أليس من حقنا أن نعرف السبب على الأقل؟”
بعض صانعي الأدوات السحرية كانوا قد استسلموا بالفعل وبدؤوا يجمعون أمتعتهم بصمت.
“انتظروا! لا أحد يغادر هذه الغرفة دون إذن!”
ثم صرخ أحد الكهنة بحدة.
“يجب تفتيش الجميع حتى لا يخرج صانعو الأدوات بشيء إلى الخارج.”
“ماذا تقول؟!”
صرخت ويني وهي تعانق حقيبتها.
“هل تقصد أننا لصوص؟! لم نرتكب أي جريمة، ومع ذلك لا تكتفون بسلب أرزاقنا في ليلة وضحاها بل تتهموننا أيضًا…..هذا ظلم!”
“إنه قرار المعبد.”
قال الكاهن ذلك وهو يمزق المخططات الموضوعة على الطاولة.
“إذاً على الأقل اشرحوا لنا السبب!”
“لقد تبيّن أن الأدوات السحرية هي سبب المرض. فقد ثبت أن الذين استخدموها في مواقع البعثة الأخيرة أصيبوا بالداء.”
ساد الصمت برهة على وقع كلمات الكاهن. فقبضت ميلودي كفها بغضب.
“هذا غير ممكن! قوة نواة السحر لا تؤثر على الجسد الإنساني، وهذا ما أثبتته تجارب الكهنة الطويلة!”
“صحيح! إلا إذا ابتلع أحدهم نواة السحر ومضغها فلن يحدث ذلك-”
تحدثت ويني، فأكمل صانعٌ آخر بصوت منفعـل، غير أن الكاهن قاطعهم بصوتٍ أعلى.
“وليس هذا فحسب، لقد وُجدت أيضًا حالات ارتُكبت فيها مخالفاتٌ بصناعة أدوات سحرية قتالية في هذا المكان. لم يعد بالإمكان التغاضي عن قسم صناعة الأدوات السحرية بعد الآن.”
عند هذه الكلمات توقفت قدما ميلودي لوهلة. و لم يكن بحاجة إلى ذكر اسم بعينه، فهي عرفت أنهم يقصدون أونيلو.
و بهدوء صعدت ميلودي الدرج عائدةً إلى الحديقة.
كانت وجوه بعض الكهنة الذين يعبثون بقسم صناعة الأدوات مألوفةً لديها، فقد التقت بهم في موقع البعثة.
وإن كُشف أمرها هنا فقد لا تجلب سوى مزيد من التفاقم للموقف.
وبعد قليل، ظهرت ويني مطرودةً إلى الخارج منكمشة الكتفين وكأنها فقدت كل شيء، وفجأة وقعت عيناها على ميلودي فصرخت.
“ميلودي!”
كانت ويني ترتدي ثوبًا رقيقًا واحدًا، كأنهم جردوها حتى من زي العمل.
“ما الذي حدث؟”
سألتها ميلودي بحذر، غير أن صانع أدوات آخر كان بجوار ويني هو من أجاب.
“المعبد قال أن الأدوات السحرية تنشر الوباء، فقاموا بحل القسم بأسره. مع أنه لم يُصب أحدٌ هنا بالمرض! ناديا تلك خدمت عشرين سنة ثم تقاعدت بخير وسلام.”
“وماذا عسانا نفعل من الغد؟ لا نعرف حِرفةً سوى صناعة الأدوات السحرية..…”
“المعبد نفسه كان يبيع أدوات مدّعى أنها مكرّسة ومقدسة ويزعم أنها آمنة، بينما في الواقع لم يستخدموا فيها قطرةً واحدة من القوة المقدسة! يومها كانت آمنة، واليوم صارت خطرًا فجأة؟!”
“ليست الأدوات السحرية هي السبب. لا بد أن هناك سببًا آخر.”
“وما ذاك السبب؟!”
“أول ما حدده المعبد كمصدر للوباء كان جهاز تنقية المياه. فقد اختلطت به نوى سحرية، وقيل أن ذلك هو ما سبّب الخلل.”
ردّت ويني بوجه يعلوه الاستغراب،
“لكن جهاز التنقية يرشّح حتى شوائب النوى السحرية نفسها. وحتى إن تسللت كميةٌ ضئيلة فلن تُحدث آثارًا جانبية، وأساسًا ما لم يتناول أحدٌ قدرًا كبيرًا منها مباشرة، فاحتمال الإصابة بتسمم النوى ضعيفٌ جدًا.”
“صحيح.”
تعالت أصوات التأييد، لكن مع ذلك ارتسمت على وجوه الجميع علامات الضيق. فهم يعرفون أن الأمر غير منطقي، لكن لا حيلة لهم فيه.
وشعرت ميلودي هي الأخرى بالاختناق.
كلما فكّرت في الأمر لم تجد تفسيرًا سوى أن المعبد يتعمد نشر مرض التحجر السحري تحت غطاء الوباء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 75"