“بعد أن عُلم أن السحرة ليسوا لُعَناء، صار وجودي بلا قيمة، أليس كذلك؟ فديونيس يمكن أن يصعد إلى العرش بدوني!”
كانت عيناه الزرقاوان تتوهجان بخليطٍ من الغضب والحسد القديم. وفجأة، تذكّرت ميلودي التوقّع — كان رايون هو من اتُّهم ديونيس بالخيانة، وهو من أعدمه، ثم ارتقى العرش على جثته. بل كان هو من أنهى حياتها أيضًا.
“ألم تكوني أنتِ من قالت أنها تريد أن تراني إمبراطورًا؟!”
“كنتُ أريد ذلك…..لأني لم أكن أعرف من أنتَ حقًا.”
ظنّت أنه تغيّر. كم كانت ساذجة.
قبض على معصمها مجددًا، و هذه المرة بقسوةٍ مؤلمة.
“تعالي طوعًا، لا تجبريني على إلحاق الأذى بأحد.”
لمعت في ذهنها صورة والدها وديونيس.
‘سيجلد نفسه بالندم حين يعلم أنني خُطفت بعدما أرسلني إلى هنا لأكون آمنة.’
فكرت لوهلة أن تستخدم أداةً سحرية للهرب، لكنها رأت الكهنة يحاولون تقييد صنّاع الأدوات أيضًا. إذًا، لم تكن هي وحدها الهدف.
ثم تحدّثت بصوتٍ ثابتٍ رغم خوفها،
“أَقسم باسم العائلة الإمبراطورية أنكَ ستضمن سلامة الجميع، وسأذهب معكَ دون مقاومة.”
فتنفس رايون بعمق، ثم التفت إلى جنوده وصاح،
“لا تصيبوا أحداً بأذى، هذا أمر.”
وبمجرد أن صعدت إلى العربة، انطلقت عجلاتها مسرعةً في الطريق المؤدي إلى المعبد.
***
في ذلك اليوم الكئيب، خلت الشوارع من البشر. فالخبر عن انكسار الحاجز ونزول الوحوش إلى الأرض جعل الجميع يلوذون بالمنازل.
جلست ميلودي تحدّق من النافذة، متجنبةً النظر إلى رايون الجالس أمامها، فمدّ يده ليحجب عنها المشهد،
“لابد أن لديكِ الكثير من الأسئلة.”
“وإن سألت، هل ستجيب حقًا؟”
كانت التساؤلات تشتعل في داخلها — لماذا أخذ صنّاع الأدوات السحرية معه؟ وإن كان يبحث عن طفلة الكاهنة، أليس ديونيس هو من أنهى تلك القصة بالفعل؟
وبينما كانت غارقةً في تفكيرها، خطر ببالها ما فعله كبير الكهنة السابق قبل موته — حين حاول، ولو بالقوة، أن يزجّ بصنّاع الأدوات السحرية في السجن ليقتادهم إلى مكانٍ ما.
كانت ذاكرة ميلودي الحادة سببًا في استعادة تلك التفاصيل. و تذكّرت بوضوح ما قاله ذلك الذي يلقب نفسه بـ”القدّيس”:
“يبدو أن التوقّع لم يخطئ حين قال أن من يؤخر القوة المقدسة بالكذب هو المجرم بعينه.”
كأنه كان يعني أن صنّاع الأدوات السحرية ضروريون لتحقيق القوة المقدسة. لكنها لم تفكر بالأمر كثيرًا بعد ذلك، خاصةً بعدما توقفت تلك المحاولات القسرية.
من المستحيل أن تعود القوة المقدسة بقوة البشر. ولا يمكن أن يكون لصنّاع الأدوات السحرية علاقةٌ بتلك الطقوس.
هل كان كل ذلك متعلقًا بإصلاح الحاجز إذًا؟
ثم قطعت صوتَ أفكارها كلمات رايون،
“إن أجبتِ سؤالي أولًا.”
رفعت رأسها، والتقت نظراتهما مباشرةً.
“لقد قلت لكِ من قبل، تعالي إلى القصر، وسأساعدكِ حينها. هل كنتِ تنوين فعل ذلك؟”
“كانت كلماتكَ تلك قبل أسبوعٍ فقط، أليس كذلك؟”
قالت ذلك وهي تأمل أن يشعر ببعض الخجل من تغيّر موقفه السريع، لكنه اكتفى بابتسامةٍ مريرة،
“أجيبي. هل كنتِ تنوين المجيء؟”
عيناه الزرقاوان حدّقتا فيها بثباتٍ جارح، مصممتان على سماع الإجابة مهما كانت.
“لا. لو لم ينكسر الحاجز، لما عدتُ إلى العاصمة أبدًا.”
“حتى لو كان ديونيس هو من طلب منكِ ذلك، هل كنتِ لتجيبي بالشيء نفسه؟”
اضطربت نظرات ميلودي للحظة. فلو كان ديونيس هو من دعاها، لصدّقت أنه سيجد طريقةً ما. كما فعل حين أنشأ القرية وأنقذها من الضياع.
و كأن رايون قرأ تلك الفكرة في عينيها، فتنفّس بحدة،
“ألَم تشعري يومًا أن هذا العالم مسرحٌ وُجد ليُلمّع ذلك الرجل؟ يصنع الأزمات فقط ليؤدي هو دور البطل. واللعين ينجح في كل مرة! وريث الإمبراطورة العظيمة فيونا لا يخيّب التوقعات أبدًا.”
تأملته ميلودي طويلًا، ثم ردّت بهدوء،
“في التوقّع الذي قرأته، كان البطل هو أنتَ يا صاحب السمو.”
تسمرت ملامحه بدهشة.
“إذًا، هل نلتُ ما كنتُ أطمح إليه أخيرًا؟”
“لقد نلتَ العرش.”
لكنها لم تكن تعلم إن كان قد تحالف مع المعبد في تلك النسخة من القدر أم لا. لذا تابعت بصوتٍ مشوبٍ بالرجاء،
“أي إنسان يمكنه تغيير مصيره، إن أراد ذلك بقوته هو.”
كانت عيناه تتأملانها بشيءٍ يشبه التوسل، قبل أن يتحدّث،
“في المعبد، هناك شيءٌ يجب أن ترَيه.”
قطبت ميلودي حاجبيها. فهو لم يكن يقصد اللوحات الجدارية بلا شك.
“قال أنه إن اكتمل ذلك الشيء…..فسنستطيع، نعم، إعادة كل شيءٍ كما كان.”
“إعادة؟ ماذا تقصد؟”
أغمض رايون عينيه ببطء، ثم فتحهما كمن يواجه ذكرى مرعبة. و كانت يداه المتشابكتان ترتجفان بقوة، لكنه لم يُكمل الحديث.
إكمال شيء؟ هل يقصد أداةً سحرية لإصلاح الحاجز؟
إلا أن ما قاله بعد لحظاتٍ لم يكن ما توقعته،
“لو بقيتِ بجانبي…..ربما أستطيع أن أصبح إمبراطورًا أفضل من ذلك الرجل. لا، أعظم منه.”
أصابها ارتباكٌ عميق. فقد كانت كلماته تنضح بحاجةٍ مؤلمةٍ للعاطفة. و أدركت أن اهتمامه بها لم يكن عابرًا كما ظنت، بل أعمق وأشدّ مما تخيلت.
“لا أستطيع. الشخص الذي أريد أن أكون بجانبه ليس أنتَ يا صاحب السمو، بل ديونـ”
و لم تكمل الجملة، إذ قاطعها رايون بصوتٍ متهدّج،
“لا تقوليها. لأنها ستحدث. أدركتُ أخيرًا ما أجيده أكثر من أي شيء.”
ثم مرّر أصابعه بين شعره باضطرابٍ ساخر، وهو يتمتم،
“أنا أجيد سلب الآخرين ما يحبونه.”
ثم توقفت العربة أمام المعبد.
“حتى في النبوءة، كنتُ أنا من سرق منه كل شيء…..بطريقةٍ غير مشروعة، أليس كذلك؟”
لم تستطع نفي ذلك، فهي نفسها لم تؤمن يومًا بأن ما فعله رايون بديونيس كان عدلًا. فابتسم رايون ابتسامةً باهتة، كمن وجد الإجابة التي سعى إليها، ومدّ يده نحوها.
لكن ميلودي تجاهلت تلك اليد، ونزلت من العربة بخطواتٍ ثابتة. وما إن رفعت بصرها حتى اختنقت أنفاسها بالمشهد أمامها.
“يا إلهي..…”
سمعت رايون يشتم بصوتٍ غاضب إلى جانبها، لكن صوته اختفى في صدى الفاجعة.
أمام بوابة قاعة المعبد البيضاء في المعبد العظيم، كان هناك مئات الكهنة ممددين على الأرض — صرعى جميعًا.
________________________
واااه اشوى ميلودي ماعطته الي يبيه ولا سوت نفسها الحبيبه ههههععععهعه
حلو بعد انها راحت معه مغصوبه مب عشانه قالها تعالي😭
المهم ياويل الي قعدوا مايروحون يعلمون ديونيس
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 133"