“همم…..لكن فكرة أنه ملاحَقٌ بتهمة الخيانة لا تريحني.”
قالها إدوين ذلك بنبرةٍ حزينة، ثم أضاف بابتسامةٍ باهتة،
“ربما من الغريب أن يقولها ساحر، لكن…..بعد أن عشتِ حياتكِ خارج الحواجز بسبب ما أنا عليه، يؤلمني أن أراكِ مطاردةً من جديد.”
فجلست ميلودي فجأة و تحدّثت بحزم،
“لم أظنّ يوماً أنني عشتُ المعاناة معكَ. حتى خارج الحواجز، كنتُ سعيدةً لأنني كنتُ معكَ يا أبي.”
فبفضل تلك الحياة تعلمت الكثير، وأصبحت ما هي عليه الآن.
فاغرورقت عينا إدوين بالدموع وهو يهمس،
“متى كبرتِ هكذا؟”
تحدثا طويلًا تلك الليلة. وحين اعترفت له بأنها عملت في المعبد خوفًا من أن يُعتقل، لم يتمالك إدوين نفسه وبكى.
كان الأمر أشبه بعودةٍ إلى كوخهما الصغير القديم.
وقبل الفجر، تأكدت ميلودي من أن والدها غارقٌ في النوم، فنهضت بخفة.
و حين خرجت، لامست وجهها نسمات الليل الباردة، فضمّت كتفيها. وفي تلك اللحظة، تدلّت فوق رأسها عباءةٌ دافئة. و التفتت لتجد دِيونيس يقف بجوارها.
“ما الذي تفعله هنا؟”
“شعرت بأنكِ ستخرجين.”
“ولو لم أفعل؟”
لم يجبها، بل أمسك يدها برفق وطبع قبلةً على جبينها.
كانت يده باردةً كالثلج، فبادرت ميلودي بتقبيلها، وما إن فعلت حتى شعرت بجسدها يُرفع فجأة.
“ماذا تفعل؟!”
“أختطفكِ.”
قال ذلك مبتسمًا، ثم حملها إلى مكانه.
كان البيت صغيرًا، لا يحتوي سوى على طاولةٍ وسرير.
حين لامس ظهرها الفراش، أدركت أن دِيونيس بجانبها، فاحمرّت أذناها على الفور.
“ديونيس.”
“تحدثي.”
“لو أنكَ لم تكن تحبّني…..ماذا كنت ستفعل بعد أن أُكملتُ آلة إبطال السحر؟”
توقف عن مداعبة خدّها ونظر إليها من الأعلى.
“ما دام شيءٌ كهذا لم يحدث، فلا داعي للتفكير به.”
“لقد أدركتُ شيئًا وأنا أتحدث مع والدي…..أن كل شيءٍ تغيّر منذ لقائي بكَ.”
ترددت ميلودي قليلاً، ثم نظرت إلى دِيونيس الجالس بجانبها و تحدّثت بخفة،
“في البداية، كنت أظنّ أن نجاتي أنا وأبي فقط تكفيني. لكن مع مرور الوقت، أصبحتُ أرغب في إنقاذ كل من في قصر الدوق.”
أصبح الجميع عزيزًا عليها، من آنا إلى آخر خادم.
“لن يصيب أحدًا ممن تعرفين أي خطر.”
أجابها كما يفعل دائمًا، بالكلمات التي كانت تتوق لسماعها. لكن تلك الكلمات وحدها لم تعد تكفيها.
“أنا أيضًا أريد أن أحمي. أريد أن أحميكَ، وكل ما يشكّل عالمكَ.”
“إذاً يكفي أن أحميكِ وحدكِ.”
فهزّت رأسها نفيًا.
“هل تظن حقًا أنكَ حافظت على فالكاراس كي لا تتحول إلى وحش؟”
في الماضي، حين كانت تراه يحدّق في لوحة والدته الراحلة، لم يكن في عينيه حنين، بل ثقلٌ من الذنب.
ربما صموده داخل الحاجز وسط الألم كان حفاظًا على سلام الإمبراطورية. وربما حين اقترب منها، لم يكن ذلك ليهرب من الألم، بل ليقدّم نفسه ثمناً لحماية السلام نفسه.
“الآن أنتَ تعلم أن السحرة لم يعودوا كائناتٍ ملعونة، لذا…..لم تعد بحاجةٍ إلى نبذ اسمكَ.”
نطقت اسمه ببطء، كأنها تحتضنه بكلماتها.
“ديونيس ثيوديل فالكاراس.”
فاهتزت عيناه الحمراوان ارتجافًا خفيفًا.
“أتمنى أن تعيش الحياة التي تريدها أنتَ.”
مدّت يدها تلامس خده، فكما كان هو يفعل. أرادت أن تحقق له ما تمنى هو لها.
“ومهما كان الطريق الذي تسلكه، لا تنسَ أنني سأكون دائمًا إلى جانبكَ.”
“هاه…..”
“ولا تنسَ أيضًا أنني أذكى مما تظن.”
ظلّ ينظر إليها مليًا ثم أطلق زفرةً طويلة، وعيناه ما تزالان متعلقتين بها.
“أنتِ تجعلينني أطمع أكثر كل مرة.”
جذبها إلى صدره بعناقٍ دافئ، وبينما يتبادلان الدفء طويلاً، همس في أذنها بصوتٍ خافت،
“أنا أحبكِ.”
وكان جواب ميلودي معروفًا سلفًا.
***
من الشقوق التي تمزقت في حاجز العاصمة، اندفعت مخلوقات الظلام كالسيل الأسود.
لم يكن عددها يُقارن بما حدث في كالاو، فحينها كانت المعركة دفاعًا عن الأرض، أما الآن فكان الطوفان بلا نهاية.
لم يجد أَهفين والفرسان وقتًا لوضع خطة، فلم يكن أمامهم سوى الصمود في وجه السيل.
و لم يعد ترميم الحاجز واردًا إطلاقًا، وكان مجرد منع اتساع الشقوق عملاً يائسًا مرهقًا.
“إن سقطنا هنا، فالعاصمة من خلفنا.”
نزلت كلمات أَهفين بثقلٍ حاد بين الصفوف، فارتسمت على وجوههم عزيمةٌ صلبة.
“يجب أن نوقفهم هنا مهما كلّف الأمر!”
تبادلوا النظرات الملتهبة ثم رفعوا سيوفهم وخاضوا القتال حتى صدى الصرخات المعدنية.
“كييييآااك!”
وفي فترة هدوءٍ قصيرة، ظهرت كتيبةٌ تحمل راية الإمبراطورية. تقدّمهم الأمير رايون، وهو يركل جثة أحد الوحوش ويشتم ساخطًا.
“صاحب السمو ولي العهد!”
“تباً! أكره هذه الوحوش كرهًا لا يوصف!”
لم يعترض أحد، فمن ذا الذي قد يحبها؟
“لم أظن يومًا أنني سأشتاق لذلك الوغد ديونيس.”
عند سماع اسمه، تذكّر أَهفين هالة القوة المهيبة التي كان يبثها ديونيس، وتمنى لو كانت بين أيديهم الآن.
“ما الذي يفعله المعبد بحق؟!”
تعالت شكاوى الجنود المرهقين وهم يشتبكون في القتال. ثم تحدّث رايون فجأة وهو يراقبهم،
“يقولون أنهم ينوون إعادة قوة القداسة لإنهاء هذه الكارثة.”
فرفع أَهفين رأسه بحدة.
“رأيت الكهنة يضخون طاقتهم حتى الإغماء لجمع القوة المقدسة.”
كان جمع الطاقة لأجل الحاجز أمرًا طبيعيًا، لكن كان هناك شعورٌ غريبٌ بالخطر تسلل إليه.
“علينا التحقق من الأمر فورًا.”
“لو تمكّنا من الخروج من هنا أولًا!”
زمّ رايون فمه وهو يرى جدار الدفاع يتهاوى أمام الموجة الجديدة.
“الدرع انكسر!”
“لا تدعوهم ينزلون إلى القرية!”
“آااه!”
حين أُجبر الفرسان على التراجع حتى أسوار المدينة، انهمرت من السماء سهامٌ سوداء اخترقت صفوف الوحوش.
و كانت تلك……سحرًا.
_____________________________
ويت يعني ديونيس بيصير الامبراطور؟ طيب والحديقه الي تخيلتهم يزرعونها مع عيالهم؟؟!
المهم اهم شي انه يقعد مع ميلودي يعني
وشسمه وش احلا شي في الفصل؟ يوم بخطفس ههههاااع
ويوم ضمها بعد ياناس عيالللاياايايايايايليلياييليليا
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 130"