أمسك ديونيس يدها، ووضع قبلةً صغيرة على كل إصبعٍ من أصابعها.
هذا يعني أن اعترافها نجح. فامتلأ صدرها بسعادةٍ تكاد تخنقها.
“يمكنكَ أن تعود الآن إلى العاصمة.”
توقفَت شفتاه فجأة، وبدت عيناه اللتان تحدّقان بها قاسيتين.
“أنا في طريق الهروب من المعبد. سألتقي بالسحرة…..لذلك، عندما أعود، فقط انتظرني..…”
لكن قبل أن تُكمل طلبها، ردّ بهدوء،
“وماذا لو لم تعودي مضطرةً إلى الهرب بعد الآن؟”
“ماذا تعني؟”
“المعبد لن يطارد السحرة بعد اليوم. في الواقع، لن يستطيع ذلك. فالإمبراطور لن يسمح لهم.”
اتسعت عيناها بدهشة. فأيّ وسيلة استخدمها ديونيس؟
“إذًا…..”
“لقد اكتمل جهاز إبطال السحر. والآن يمكنهم العيش بحرية. وإن لزم الأمر، سأتنازل لهم عن أرضٍ خاصة. أرضٍ خصبة بعيدة عن العاصمة، يمكن أن يعيش فيها مئات الأشخاص، داخل حدودٍ محمية.”
غامت أفكار ميلودي أمام مستقبلٍ لم تتخيله يومًا.
أن يعيشوا أحرارًا؟ أهذه هي النهاية حقًا؟
ثم تذكرت التوقّع الذي لم يتحقق. طالما أن السحرة لم يموتوا، فلن تنهار الإمبراطورية. هذا يعني أن كل ما كانت تخافه انحلّ بسهولةٍ مذهلة.
“لا…..هذا كافٍ، تمامًا.”
ابتسم ديونيس ابتسامةً خفيفة، وقد لاحظت عيناه السيف الذي كانت تقطر منه دماء المخلوقات السحرية، قبل أن تعودا إليها مجددًا.
و لم تدرك ميلودي أن شيئًا ما قد وقع دون علمها.
***
في تلك الأثناء، كان إمبراطور الإمبراطورية، شوفال، يعاني من صداعٍ مرير.
“جلالتك، لماذا أوقفتَ ملاحقة السحرة؟!”
تدفقت احتجاجات الكهنة الغاضبين، لكن شوفال ضغط أصابعه على صدغيه وكأنه يسدّ أذنيه. فلم يكن ليسمح أبدًا بانكشاف حقيقة أنه كان يخفي ساحرًا في القصر ليستولي على قوّته.
‘كيف تجرأ على تهديدي ونسيان أنني عفوت عن حياته؟كان ينبغي أن أتركه يعاني أكثر.’
لم يصدق الإمبراطور أن ديونيس أفلت من قبضته. فقد ظنّ أنه صار مروّضًا بالكامل.
و بعد أن صرف الكهنة، استدعى فرسان القصر الإمبراطوري.
“ابحثوا عن الدوق، وأحضروه أمامي. لا بأس إن كان قد فارق الحياة.”
دار الشكّ في أذهان الفرسان، فقد كان الوضع معقدًا.
حاول المعبد كتم الشائعات، لكن عدد الكهنة الذين حضروا مراسم التتويج كان كبيرًا جدًا، وخلال فوضى الإخلاء بسبب الحريق، تسرب الخبر بأن السحرة قد هربوا.
حاولوا التستر رسميًا، لكن الحقيقة وصلت إلى آذان من ينبغي ألا يعرف. والأسوأ أن الإمبراطور نفسه أوقف عملية الملاحقة.
ظنّ الجميع أن ذلك حفاظًا على هيبة المعبد…..لكن، أيمكن أن يكون الدوق قد ساعد السحرة فعلًا؟
“أمركَ، جلالتك.”
غادر الفرسان القصر، لكنهم عادوا قبل تنفيذ المهمة.
“جلالتك! الحاجز السحري حول العاصمة ينهار! نرجو أن تسمح بإرسال الدوق! الوحوش ستجتاح المدينة!”
اعتدل الإمبراطور بصعوبةٍ وهو يسعل بعنف.
“أرسلوا فرسان المعبد المقدّس.”
“لقد أرسل المعبد طلب استغاثة، إذ لا أثر لفرسانه.”
‘اختفاء فرسان المعبد في مثل هذا الوقت؟ أيمكن أن يكون هذا أيضًا من تدبير ديونيس؟’
“هل عرف أحدٌ سبب انهيار الحاجز؟”
لم يكن أحدٌ يملك جوابًا. لكن الإمبراطور كان مقتنعًا أن هذا أيضًا من فعل الدوق، وأنه استخدم قوى الظلام ليهدم فالكاراس نفسها.
فصرخ غاضبًا،
“أرسلوا الكهنة والفرسان جميعًا إلى الحاجز! لا يمكن السماح للوحوش بالوصول إلى العاصمة!”
ثم همس النبلاء في القاعة باستياء، فهل يترنّح العرش لمجرد أن رجلاً واحدًا اختفى؟
ولم تمضِ فترةٌ طويلة حتى أُعلن أمر الإمبراطور رسميًا: قوموا بملاحقة الدوق ديونيس بتهمة الخيانة العظمى.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 127"