زمجر الكاهن الأكبر وهو يحدّق بالفرسان المقدسين الذين أحاطوا به، لكن أهفين لم يجبه، بل جمع القوة المقدسة في يده اليمنى. وتوهج ضوءٌ مقدس من أطراف أصابعه.
قرّب يده من وجه الكاهن الأكبر، وكانت البقع على وجهه أكثر حمرةً ووضوحًا مما كانت.
“إننا نتحقق من وصمة الكاذب.”
“كيف تجرؤ!”
صرخ الكاهن الأكبر بصوتٍ مرتجفٍ بالغضب وأكمل.
“أتجرؤون……أنتم، أنتم ماذا فعلتم بي! أنا هو المعبد ذاته! أنا نائب القداسة!”
راح يصرخ بجنونٍ وهو يتخبط بين أيدي الفرسان الذين يمسكون به.
أن يصف نفسه بالمعبد ذاته……لقد كانت قمة الغطرسة.
اندهش الجميع بعد رؤية الكاهن الأكبر فاقدًا لرشده لأول مرة. عندها رفع الإمبراطور يده قاطعًا مجرى الأحداث.
“كفى. توقفوا جميعًا.”
وأخيرًا تكلّم بعد أن راقب الموقف عن كثب.
“جلالتك! عاقب هؤلاء المارقين جميعًا! لقد تجرؤوا على تدنيس المعبد في احتفال التأسيس المقدس!”
صرخ الكاهن الأكبر وقد احمر عنقه وهو يشير بجنون إلى من يحيطون به وكأنه وجد خيط نجاة. فعقد الإمبراطور حاجبيه بحدة.
“لقد كشفتَ الحقيقة، فلا مزيد من البرهان.”
ثم دوّى صوته كالرعد.
“اقبضوا حالًا على المذنب الموسوم بالوصمة الحمراء!”
رفع الإمبراطور صولجانه مشيرًا به إلى الكاهن الأكبر.
“لستُ أنا المذنب، بل تلك المرأة!”
صرخ الكاهن الأكبر كالممسوس، وحدّق في ميلودي قبل أن ينقضّ عليها محاولًا انتزاع عنقها. لكن أصابعه التي بدأت تتصلب كالحجر تفتتت قبل أن تمس طوق ثوبها.
“لا……لا يمكن! لماذا……يحدث هذا لي+…! يا إلهي……!”
ركله ديونيس بقوةٍ فسقط متدحرجًا على الأرض، ولم يهبّ أحدٌ لنجدته.
ثم تكلم الإمبراطور مجددًا.
“من هذه اللحظة أعزل الكاهن الأكبر سيريل من منصبه. لقد استغل الاسم المقدس ليبث المرض بين الشعب ويخفي الحقيقة. وهذه جريمةٌ لا تُغتفر.”
رفعت ميلودي بصرها نحوه، فتلاقت عيناهما مباشرة.
“وأعلن كذلك أن نقاء الأدوات السحرية قد ثبت بوضوحٍ أمامنا.”
ثم تأججت عيناه الزرقاوان بالغضب.
***
انتهى احتفال التأسيس وسط صدمةٍ عارمة. فقد اقتيد الكاهن الأكبر إلى سجن القصر، والكهنة الذين ساعدوه أُخذوا معه أيضًا.
وما إن هدأت الأمور حتى أرسل ديونيس ميلودي إلى القصر الذي تختبئ فيه ويني. خشية أن يحاول أعوان الكاهن الأكبر إيذاءها، وقد أحاطها بحرسٍ يفوق عدد المعتاد أضعافًا.
“ميلودي!”
“آنستي ميلودي!”
ما إن فتحت الباب حتى قفزت ويني الجالسة على السرير وآنا التي سبقتها بالوصول لاستقبالها بوجوهٍ متهللة. فابتسمت ميلودي لهما ابتسامةً مشرقة.
“لقد……نجحنا!”
“كان ذلك رائعًا حقًا!”
صرخت آنا وهي تعانق ميلودي وويني وتقفز فرحًا عاجزةً عن كبح مشاعرها.
“لقد أسقط جلالته رسميًا كل التهم عن صانعي الأدوات السحرية.”
“هذا رائع……رائعٌ جدًا.”
تمتمت ويني وهي تمسح دموعها. وقد بدا عليها تحسنٌ كبير مقارنةً باليوم السابق، ربما بفضل الدواء.
“وقال أيضًا أنه سيناقش إعادة صانعي الأدوات السحرية إلى المعبد بعدما زالت التهمة عنهم.”
“ميلودي، ما رأيكِ أنتِ؟”
عند ذلك عضت ميلودي شفتها.
ما جدوى العودة الآن إلى المعبد؟ إلى الورش السفلية، الأرضية الرطبة، و الأعمال الرتيبة، والعيون المليئة بالاحتقار.
لكنها أدركت أن ثمة من قد يتمنى العودة إلى المعبد من أجل كسب لقمة العيش. ومن أجل هؤلاء خطرت لها فكرة.
“أعتقد أن الأفضل أن نتمكن من بيع الأدوات السحرية مباشرةً للناس. مثل الحدادة تمامًا.”
“فكرةٌ رائعة! لقد رأيت بالفعل بعض الناس أمس يخفون الأدوات السحرية التي وزعتموها.”
أضافت آنا وكانت تعني الأدوات التي وُزعت على الفقراء.
عند سماع ذلك، عقدت ويني حاجبيها بوجهٍ جاد.
“ليت الأمر يكون كذلك، لكن هل هذا ممكنٌ فعلًا؟”
لقد كان حديثًا أقرب إلى الحلم، ولتحقيقه جبالٌ ينبغي تجاوزها.
بدءًا من تأمين المواد بشكلٍ ثابت وصولًا إلى التساؤل إن كان الناس سيرغبون حقًا في شراء الأدوات السحرية بأموالهم. و لم تكن مسألةً سهلة أبداً.
طَرق طَرق-
جاء صوت الطرق على الباب بينما كنّ الثلاثة غارقاتٍ في نقاش متواصل حول الحلول. وما إن فُتح الباب حتى ظهر ديونيس واقفًا هناك.
“أستأذنكم للحظة.”
بدا كمن هرع مسرعًا، فقد كان شعره الفضي مبعثرًا وأنفاسه متقطعة.
“ألم تكن متوجهًا إلى جلالته؟”
“أمركِ أهم.”
تذكرت لحظة مغادرته بناءً على استدعاء الإمبراطور. وعلى ما يبدو أنه ترك الأمر نصفه ليأتي إليها، إذ كان القلق ظاهرًا جليًا على وجه روهان الواقف إلى جانبه.
غير أن ديونيس قادها بهدوء إلى الحديقة.
“ما الذي بقي بعد؟”
“حسناً….”
ولم يطل الأمر حتى ظهر أمامهم أكثر الناس انشغالًا في تلك اللحظة. كان أهفين.
وقبل أن تقول ميلودي شيئًا، أشار ديونيس برأسه نحو أهفين.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات