استعاد الرجل وعيه أخيرًا، ووصل إلى حالة يستطيع فيها المشي بمساعدة، رغم صعوبة ذلك. وهو يمشي ببطء، لمس جبهته كأنّ رأسه يؤلمه وتحدّث:
“شكرًا…”
مرّة أخرى.
تنهّدتُ بعمق وأجبتُ:
“اسمع، هذه المرّة الثالثة والخمسون التي تقول فيها هذا.”
“ومع ذلك، أين نحن؟ لا أتذكّر حتّى اسمي… أشعرُ بالقلق.”
“آه… مفهوم.”
كانت هذه المرّة الأولى التي يذكر فيها قلقه، فتوقّفتُ عن المشي ونظرتُ إليه. بدا الرجل قلقًا ومتوترًا حقًا.
شعرتُ بالأسف لرؤية رجل طويل وكبير كالدبّ يرتجف، فتحدّثتُ بصوتٍ لطيف لأطمئنه:
“هذا مكان في إمبراطوريّة لويلز، إقطاعية هاراس، قرية آدين. إنّها قرية صغيرة لكنّها لطيفة وآمنة، فلا داعي للقلق. لكن كيف أصبتَ هكذا، هذا ما يثير التساؤل.”
“لا أتذكّر جيّدًا.”
“حسنًا، إذن ابقَ في منزلي لتلقّي العلاج الكافي قبل أن تذهب.”
بدا مطمئنًا بكلامي، ثمّ سأل بحذر وهو ينظر إليّ:
“هل هذا مقبول، أيتها الطبيبة؟”
“بالطبع.”
أجبتُ بسرعة. ابتسم الرجل بسعادة، ثمّ نزع دبّوسًا مرصّعًا بالياقوت من عباءته وسلّمه لي.
“سأدفع لكِ مقابل ذلك. لديّ بعض الجواهر معي الآن.”
“ماذا؟ لا داعي لذلك…”
حاولتُ رفض عرضه، لكنّني أدركتُ أنّ العلاقات البشريّة تعتمد على الأخذ والعطاء، فقبلتُ الدبّوس.
على أيّ حال، سأحتاج إلى بعض المال للهروب من الدوق الشرير، والذهاب إلى العاصمة، وفتح عيادة، والعيش بهدوء.
ابتسمتُ بحماس وأومأتُ.
“حسنًا. إذن، بهذا المال، سأبذل قصارى جهدي لعلاجك، وسأوفّر لك الطعام والمأوى.”
ابتسم الرجل بلطف.
“شكرًا.”
“على الرحب. اتبعني، وأخبرني إذا شعرتَ بألم.”
“حسنًا، مفهوم.”
قدتُه إلى منزلي.
يبدو أنّ والدي كان قد جهّز المنزل كعيادة جبليّة، فبالإضافة إلى الكوخ الخشبيّ الذي أعيش فيه، كان هناك غرفة منفصلة تُستخدم كجناح للمرضى.
‘هذا مناسب جدًا.’
أوصلتُ الرجل إلى تلك الغرفة.
“استخدم هذه الغرفة. إذا احتجتَ إلى شيء، اطرق باب الكوخ الرئيسيّ حيث أعيش وأخبرني.”
“حسنًا.”
أجاب بطاعة، ثمّ خلع قفّازاته الجلديّة السوداء ونظر حول الغرفة.
وقفتُ عند الباب أراقبه.
يبدو أنّه يعاني من فقدان ذاكرة قصير المدى بسبب التسمّم، لكن من يكون هذا الرجل حقًا؟
يبدو من الواضح أنّه نبيل، لذا عندما يستعيد ذاكرته، سأطلب المزيد من المال كمكافأة، وابتسمتُ بخبث داخليًا.
‘يجب أن أعامله جيّدًا.’
ابتسمتُ وأشرتُ إلى سلّة الغسيل في الزاوية.
“ضع ملابسك هناك. ملطّخة بالدماء، فلن تستطيع ارتداءها. غيّر إلى الملابس الموجودة على الطاولة بجانب السرير.”
“حسنًا.”
“سأتفقّد حالتك في الصباح. تصبح على خير.”
“حسنًا، أيتها الطبيبة.”
بدت طاعته وهو يجيب، رغم حجمه الكبير، ككلب لطيف يطيع الأوامر.
‘سيغضب لو عرف أنّني أفكّر هكذا. همم.’
قرّرتُ الاحتفاظ بهذه الأفكار لنفسي، وسألتُه:
“بالمناسبة، ما الاسم الذي يجب أن أناديك به حتّى تستعيد ذاكرتك؟”
لم أستطع الاستمرار في مناداته بـ”هيّا” أو “أنتَ”. بدا الرجل محرجًا، ثمّ احمرّ وجهه قليلًا.
“لا أتذكّر… ماذا لو اخترتِ اسمًا يناسبكِ، أيتها الطبيبة؟”
“أنا؟ ماذا لو اخترتُ اسم بيبي؟”
تحدّثتُ بجديّة، فأجاب وهو يرمش ببطء:
“…سأقبلهُ.”
لكنّه بدا غير راضٍ عن الاسم، وبدا تعبيره الحزين مناسبًا له بشكل غريب، فانفجرتُ ضاحكة.
“هههه!”
“لمَ تضحكين؟”
“لأنّه لا يناسب حجمكَ. إذن، لنترك بيبي لثعلبنا؟”
“كيانغ! كونغ!”
تحدّثتُ إلى الثعلب بجانبي، لكنّه بدا غير راضٍ عن اسم بيبي، فشكا وهو يعبس.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"