الآن، ربّما يمكنني التحدّث إلى سيرفيل بارتياح أكثر.
شعرتُ بالسعادة بهذه الفكرة، وخرجتُ من القصر الإمبراطوري بمرافقة أطبّاء القصر.
كنتُ أرغب في مشاركة هذا الخبر السار مع آين، وإخباره أنّني سأتمكّن من التعامل مع سيرفيل كما في السابق.
بينما كنتُ أستقلّ عربة يدويّة متّجهة إلى متجر الأعشاب، لاحظتُ أنّ المنطقة أمام منزلنا كانت صاخبة للغاية.
كانت هناك عربتان كبيرتان وعدد كبير من الناس.
‘ما الذي يحدث؟’
نزلتُ من العربة، ورأيتُ آين وسيرفيل واقفين أمام متجر الأعشاب، فابتسمتُ بفرح، لكنّ تعبيري تصلّب عندما رأيتهما يواجهان أشخاصًا غرباء.
من هؤلاء؟
“آين، سموّ الدوق.”
ناديتهما وأنا أقترب، فاستدار رجل نبيل عجوز كان يقف مديرًا ظهره.
‘آه.’
فتحتُ عينيّ بدهشة.
كان الأمر لا يزال واضحًا في ذهني لأنّه حدث بالأمس.
على الرغم من أنّه كان للحظة، لكنّه كان لافتًا للغاية.
لم أرَ تقريبًا أحدًا يملك عينين بنفسجيّتين نادرتين مثل عينيّ، لذا كانت عينا ذلك النبيل العجوز، الذي تقاطعت عيناي معه أثناء العلاج بالأمس، لافتتين.
والآن، كان الرجل الذي ينظر إليّ هو ذلك النبيل بالذات.
جاء النبيل العجوز مع عدّة خدم وعربة مزيّنة برمز غريب.
كان بالتأكيد نبيلًا رفيع المستوى.
ما الذي يحدثُ؟
“من أنتَ؟”
سألتُ بصوت مرتجف، فقال بلطف:
“أنا الماركيز لهير، يا صغيرتي.”
صغيرتي؟
صغيرتي؟ هل أنا في سنّ تُدعى فيها صغيرتي؟
شعرتُ بإحساس غريب، فتراجعتُ خطوة دون وعي.
في تلك اللحظة.
“لا بأس.”
أمسك سيرفيل، الذي اقترب مني من الخلف دون أن أنتبه، بذراعي وهمس في أذني بهدوء:
“سموّ الدوق؟”
“إنّه ليس شخصًا مريبًا. أنا أضمن ذلك.”
“وإذا ضمنتَ ذلك، فهل هذا يعني أنّه لن يكون مريبًا بالنسبة لآيليت؟”
ثار آين، وأمسك بمعصمي وسحبني إلى جانبه، واقفًا كأنّه يحميني.
بدت محاولة آين لحمايتي من الجميع مليئة بالقلق.
كان محقًّا.
على حدّ علمي، لم يُعرف عن الدوق الأكبر سيرفيل بيريارت أنّه ارتكب أفعالًا شريرة، لكن من يدري، ربّما كان يقوم بأعمال شريرة في الخفاء.
‘ربّما هناك جانب من سيرفيل لا أعرفه.’
لكن.
سيرفيل بالأمس.
تذكّرتُ أفعاله بالأمس: كيف آمن بي واستدعى ساحر القصر دون تردّد، وكيف دعمني عندما كنتُ على وشك السقوط، وحرص على بقائي حتّى انتهى العلاج.
كان ذلك صادقًا حقًا.
حتّى لو كان شريرًا، وحتّى لو كان وغدًا، فهذا دين يجب أن أردّه، دين في قلبي.
لذا، تذكّرتُ سيرفيل الذي آمن بي بالأمس، وقرّرتُ أن أثق به مرّة واحدة.
بعد أن حسمتُ أمري، حرّرتُ معصمي من قبضة آين وهدّأته:
“آين، لحظة فقط.”
“آيليت؟”
فغر آين عينيه مندهشًا، ونظر إلى يدي التي تحرّرت منه، وفتح فمه.
كان صوته يرتجف:
“إلى أين ستذهبين؟”
“سأتحدّث معه قليلًا فقط.”
“لكن.”
“لا تقلق.”
ملستُ على خدّ آين، ثعلبي اللطيف، لأطمئنه.
عندما استرخى تعبير آين قليلًا، استدرتُ وخطوتُ خطوة إلى الأمام.
وقفتُ مواجهة للرجل العجوز ذي الظهر المستقيم، والذي كان لا يزال ينظر إليّ مباشرة.
“من أنتَ، ولمَ جئتَ إلى هنا؟”
ابتسم النبيل العجوز بلطف.
بدت ابتسامته تشبه شخصًا ما، لكنّني لم أستطع تذكّر من، فقلّصتُ حاجبيّ قليلًا.
أمسك النبيل العجوز عصاه بقوّة، ونظر إليّ مباشرة وقال:
“شكرًا لمنحي فرصة الحديث، يا صغيرتي.”
شعرتُ من ارتجاف صوته أنّه كان متوترًا جدًا.
لكن ربّما لهذا السبب، شعرتُ أنا أيضًا بالتوتر، فتذمّرتُ:
“لا تستمرّ في مناداتي صغيرتي. إنّه محرج. أنا بالغة، واسمي آيليت.”
“حسنًا، آيليت. اسم جميل. لابدّ أنّ ليدريان هو من اختاره.”
“ليدريان؟ من هذا؟ والداي هما من اختارا اسمي.”
أظلمت ملامح النبيل العجوز في لحظة.
“نعم، والداكِ. أنا أعرفهما جيّدًا.”
“… كيف؟”
شعرتُ بنذير شؤم.
أنا، الفتاة الريفيّة، هل أنا في الواقع حفيدة هذا النبيل الرفيع؟
لا، لا يمكن أن ينطبق عليّ كليشيه البطلة.
أنا لستُ بطلة، أنا مجرّد شخصيّة ثانويّة تموت كطبيبة شخصيّة شريرة.
بينما كنتُ مشوشة، واصل النبيل العجوز حديثه بهدوء:
“أنا ماتيير لهير، الماركيز. وليدريان هو ابني الوحيد، وريث عائلة الماركيز لهير، وكان الماركيز الصغير.”
“إذن… ذلك الليدريان الماركيز الصغير…”
تحوّلت عينا الجدّ، ماتيير لهير، البنفسجيّتان إلى تعبير كئيب.
“نعم، ابني، ووالدكِ، الرجل الذي كان يستخدم اسم لينكن.”
يا إلهي.
هل أنا حقًا مجرّد شخصيّة ثانويّة يمكنها البقاء على قيد الحياة فقط إذا نجت من مصير الموت كطبيبة شخصيّة شريرة؟
لمَ أنا ابنة عائلة ماركيز؟
‘لا يمكن أن يكون ذلك. إذن، لمَ كان رجل بمرتبة ماركيز صغير يعيش مع طفلته في الريف؟’
في البداية، كنتُ مصدومة فقط، لكنّني بدأتُ الآن أنكر ذلك.
لم أصدّق الأمر، فنظرتُ إلى الماركيز ماتيير لهير بحيرة، فتقدّم سيرفيل:
“هل هذا صحيح؟ ليدريان لهير، الماركيز الصغير الذي اختفى منذ أكثر من عشرين عامًا، هو والد الآنسة آيليت؟”
“إنّه مؤكّد، سموّ الدوق. الآنسة آيليت هي حفيدتي بلا شك.”
“حسنًا…”
يبدو أنّ سيرفيل كان يعرف جيّدًا قصّة اختفاء ابن الماركيز لهير.
لكن حتّى وأنا أسمع هذا الحديث، لم أستطع تصديقه.
أمسك آين بيدي وقال:
“هل أنتِ بخير، يا آيليت؟”
“لا، لا أعتقد أنّني بخير.”
صراحةً، حتّى لو لم يكن جدّ آيليت عائلتي الحقيقيّة، كنتُ أحاول التكيّف مع هذا العالم الجديد والعيش باستقرار، والآن يطلبون مني أن ألعب دور النبيلة وأتكيّف مع عائلة جديدة.
من يمكنه قبول ذلك بسهولة؟
بالطبع، بما أنّه نبيل ومليء بالثروة، فإنّ رفع مكانتي أمر يجذب أيّ إنسان.
ومع ذلك، وجدتُ صعوبة في قبولِ كلامه على الفور.
كان من الصعب تصديقه، وكنتُ أخشى التغيير في حياتي هذه.
بينما كنتُ أنظر بجديّة بين سيرفيل والماركيز لهير، ابتسم ماتيير بلطف:
“لابدّ أنّكِ مصدومة. لا حاجة لاختبار الأبوّة في المعبد. أعرف بمجرّد النظر إليكِ أنّكِ حفيدتي.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"