استمتعوا
كانَ الأمرُ مُريباً منذُ البدايةِ.
وحدةُ أنتونيو هي وحدةٌ مُتخصّصةٌ في الهجومِ، لدرجةِ انهم يُوصفونَ بأنهم ساذَجُونَ وعنيفونَ.
ومعَ ذلكَ، هناكَ دائماً أعضاءٌ في الوحدةِ يتمتّعونَ بمهاراتٍ خاصةٍ.
مثلُ تشارلي التي كانَت ترافقُ الفتياتِ اليومَ.
لديهِ حِسٌّ حادٌّ وموهبةٌ في المُراقبةِ والبحثِ المحيطِ.
‘لو قاومَتِ الفتياتُ الاختطافَ، لما فوّتَت تشارلي صوتَهُنَّ أبداً.’
لذلكَ، طرحتُ فرضيّةَ انهم ربما لم يُقاوموا.
كانتِ الفتياتُ ينظرنَ الى نيكولا بوجوهٍ مُربكةٍ.
‘إذن، نيكولا هي من قادَتِ الفتياتِ.’
حرّكتْ نيكولا شفتيها.
لكنها سرعانَ ما أدارَتْ رأسَها وحدّقتْ في الأرضِ بعنادٍ.
لن تقولَ شيئاً.
‘هذا مُحرجٌ.’
لم أخُضِ اختبارَ الابنةِ المُتبنّاةِ لأنني ظننتُ حقاً انني سأعيشُ كابنةٍ مُتبنّاةٍ للقائد.
في نهايةِ المطافِ، إذا أنجبَ القائد ابناً شرعياً، فسأتُركُ بشكلٍ طبيعيٍ.
لذا، كانَ الهدفُ الحقيقيُ من خوضِ هذا الاختبارِ مُختلفاً.
‘أن أصبحَ أفضلَ مُساعدةٍ، وليسَ ابنةً مُتبنّاةً.’
يجبُ ان أُجيدَ عملي لدرجةِ ان يصعُبَ التخلّي عنّي.
بهذهِ الطريقةِ، سيُساعدُني الحرسُ الشخصيُ للبطلِ عندما يُحاولونَ سَرقةَ أعضائي في وقتٍ لاحقٍ.
لتحقيقِ هذا الهدفِ، يجبُ ان يُساعدَ هذا الاختبارُ في طردِ سان ميغيل ناكرِ الجميلِ.
حدّقتُ في نيكولا التي كانتْ تتجاهلُني بعنادٍ.
“أنا أتفهمُ. المالُ مهمٌ، أليسَ كذلكَ؟ أشعرُ انكِ قد تبيعينَ شرفَكِ مقابلَ بعضِ المالِ.”
“……!”
ظهرَ صدعٌ في تعابيرِ نيكولا.
تشنَّجَ حاجباها اللذانِ كانا مُستقيمينَ.
“……ماذا تقولينَ؟”
“أوه، يا لَلخطأِ. لم أقصدْ ان ألومَكِ.”
عندما لوّحتُ بيديَّ بسرعةٍ مُتظاهرةً بالأسفِ، عضّتْ نيكولا على شفتيها.
“لا يمكنُ مُقايضةُ الشرفِ ببضعةِ عملات.”
“لكنَّكِ قايضتِهِ، أليسَ كذلكَ؟”
“……انظري يا انسة.”
كانَ وجهُ نيكولا مُتأجّجاً بالغضبِ.
وكانتِ الفتياتُ الأخرياتُ يَنظرنَ إليَّ بانزعاجٍ.
‘لا شيءَ يُثيرُ نبيلةً قويةَ العزيمةِ مثلَ استفزازِها بهذهِ الطريقةِ.’
بفضلِ نشأتي تحتَ كنفِ أمّي التي كانتْ تُديرُ شركة تجاريةً كبيرةً، ولمشاركتي باجتهادٍ في المُناسباتِ الاجتماعيةِ كابنةٍ كُبرى لماركيزِ أندريس، وبعدَ طردي من العائلةِ، كانَ عليَّ التنقّلُ في أسواقِ المدينةِ الخشنةِ المعروفةِ بقسوتِها كأنها منزلي.
بمعنى آخرَ، أنا واثقةٌ الى حدٍّ ما من فصاحتي.
وبالإضافةِ الى ذلكَ……
‘من الجيدِ ان نُحفّزَ الآنسةَ نيكولا بهذهِ الطريقةِ.’
أنا التي لعبتُ اللعبةَ أعرفُ جيداً عن الفتاةِ نيكولا دوناتّي.
نيكولا دوناتّي
الابنةُ الكُبرى لبارونِ دوناتّي.
افتقرَتْ العائلةُ بسببِ مُعالجةِ أخيهِا الأصغرِ، لكنها تلقّتْ تعليماً من أعلى المُستوياتِ في إقطاعيةِ سان ميغيل عندما كانتْ صغيرةً.
لديها اعتزازٌ قويٌ بنفسِها.
بمعنى آخرَ، إذا تأثّرَتْ باعتزازِها بشدّةٍ على هذا النحوِ……
“لم أبِعْ شرفي من أجلِ المالِ……!”
كنتُ أتوقّعُ تماماً انها ستغضبُ هكذا.
ابتسمتُ بابتسامةٍ واسعةٍ.
“إذاً، هل قايضتِ شرفَكِ بحياةِ أخيكِ؟”
“……!”
لقد أصبتُ الهدفَ.
انتفضتْ نيكولا.
أدارَتْ رأسَها بوجهٍ مُتأسّفٍ وقبضتْ على يديها.
ركعتُ لأُقابِلَ نظرتَها.
“أخيكِ مريضٌ، أليسَ كذلكَ؟ منذُ وقتٍ طويلٍ. لذا كنتِ بحاجةٍ الى المالِ.”
“……لا أعرفُ عمّا تتحدّثينَ.”
“ربما ضحّتِ الفتياتُ الأخرياتُ بأنفسِهنَّ من أجلِ شيءٍ أكثرَ قيمةً من شرفِهنَّ.”
“ماذا تعرفينَ؟ ليسَ لديَّ ما أقولُهُ، لذا توقّفي عن مُحاولةِ استجوابي……!”
“أنا أعرفُ.”
“……”
“لأنني مثلكِ.”
نظرتْ إليَّ نيكولا والفتياتُ بأعينٍ مُرتجفةٍ.
ابتسمتُ.
“أنا يوستيا أندريس.”
نظرتْ إليَّ الفتياتُ بصدمةٍ.
بعضُهنَّ تنهّدْنَ بعمقٍ.
أندريس عائلةٌ نبيلةٌ كبيرةٌ.
وكوني مطرودةً من عائلةٍ كهذهِ، فأنا في وضعٍ مُماثلٍ لمشاهيرَ ظهروا في الصفحاتِ الاجتماعيةِ.
مُعظمُ سكانِ الإمبراطوريةِ يعرفونَني.
ما هي الجريمةُ التي ارتكبتُها.
وكيفَ أعيشُ الآنَ.
“لم أتركْ وظيفةً لم أعملْ بها. لديَّ شخصٌ يجبُ ان أحميَهُ أيضاً.”
“……”
أطرقَتِ الفتياتُ رؤوسَهُنَّ أو أغمضنَ أعينَهُنَّ بشدّةٍ.
حرّكتْ نيكولا شفتيها.
بعدَ ان شبكتْ يديها بإحكامٍ لبعضِ الوقتِ، فتحتْ فمَها ببطءٍ.
“……إنها الآنسةُ ديَّا، أليسَ كذلكَ؟ والدتُكِ.”
“هل تعرفينَ أمي؟”
“الآنسةُ ديَّا، الأسطورةُ التي أسّستْ شركة تجاريةً لوحدِها، قد ألهمتْنا كثيراً.”
حدّقتْ بي نيكولا بثباتٍ بوجهٍ خالٍ من التعابيرِ.
“هل من المُضحكِ ان نُعجَبَ بالآنسةِ ديَّا ونحنُ في هذا الوضعِ؟”
“لا.”
“……”
“لأنَّ أمي تعرفُ شيئاً أكثرَ قيمةً من الشرفِ أيضاً.”
ابتلعتْ نيكولا ريقَها.
“أنا، لا، نحنُ……”
في تلكَ اللحظةِ.
“كفوا عن هذا الهراءِ!”
معَ صوتٍ حادٍّ، ظهرَتْ مارينا وأعضاءُ فريقِ البحثِ المُرافقُ لها.
لقد وصلوا أسرعَ بكثيرٍ ممّا كانَ مُتوقّعاً.
يبدو انَّ فيكونتَ سان ميغيل أو أحدَ أتباعِهِ قد أسرعَ في نقلِ الموقفِ.
بالطبعِ، لقد كانوا مُستعجلينَ.
سيكونُ الأمرُ كارثياً لو كشفتِ الفتياتُ انَّ فيكونتَ سان ميغيل هو من دبَّرَ الاختطافَ الزائفَ.
كإثباتٍ على ذلكَ، كانَ وجهُ مارينا مُحمَرّاً بالغضبِ.
“أتيتُ لأصطحبَكُنَّ. اخرُجْنَ.”
كانتْ مارينا مُتعاليةً في تصرّفِها.
نظرتِ الفتياتُ الى نيكولا وكأنهنَّ يسألنَها عمّا يجبُ فعلُهُ.
لكنَّ مارينا كانتْ أسرعَ.
“قلتُ سأصطحبُكُنَّ. أنا.”
التأكيدُ على كلمةِ “أنا” يعني انها تُطالبُ بالوفاءِ بالوعدِ.
اتّبعنَ أمرَ مارينا.
ذلكَ الوعدُ.
اهتزّتْ أكتافُ الفتياتِ من الصوتِ المُهدّدِ.
“أيتها الآنسةُ نيكولا……”
نظرتِ الفتياتُ الى نيكولا وكأنهنَّ يسألنَها عمّا يجبُ فعلُهُ.
نهضتْ نيكولا.
وهذا يعني انها ستتّبعُ مارينا.
‘كنتُ أعتقدُ انني سأخسرُ منذُ البدايةِ.’
كنتُ أتوقّعُ انَّ مارينا والإقطاعيَ قد دبّروا شيئاً معَ الفتياتِ قبلَ بدءِ الاختبارِ.
ربما كنَّ مُقيّداتٍ بعقدٍ، أو حتى……
‘ربما فُرِضَ عليهنَّ حظرٌ بالسحرِ الذهبيِ.’
سَيُطِعْنَ أمرَ مارينا مُقابلَ دفعِ ثمنٍ. وإذا لم يفعلنَ، فسيدفعْنَ الثمنَ.
بهذهِ الطريقةِ.
سألَ أعضاءُ فريقِ البحثِ بتعبيرٍ مُندهشٍ.
“ماذا فعلوا للفتياتِ من هذا الجانبِ؟”
“أيتها المُعلّمةُ الصغيرةُ، هل لديكِ حلٌّ ما؟”
تنهّدتُ.
“هذا مُؤسفٌ. أنا آسفةٌ لكم أيها الرفاقُ.”
وبينما كانَ أعضاءُ فريقِ البحثِ يُصِرّونَ على أسنانِهم بإحباطٍ، واصلتُ الكلامَ بوجهٍ حزينٍ.
“سيتعيّنُ عليكم حملُ الفتياتِ بصعوبةٍ.”
“أوه؟”
“ماذا قلتي؟”
لم يكنْ أعضاءُ فريقِ البحثِ الوحيدينَ الذينَ فُوجِئوا.
مارينا وفريقُ بحثِها، وحتى الفتياتُ حدّقْنَ بي بأعينٍ جاحظةٍ.
صفّقتُ بسرعةٍ وبإشراقٍ.
“هيا، لنختطفَهنَّ.”
هل الاختطافُ مهارةٌ يتقنُها الإقطاعيُ فحسبْ؟
يمكنُنا نحنُ أيضاً الاختطافُ.
“……!”
“……!!”
تجَمّدتْ مارينا، وارتبكَ فريقُ بحثِها.
في غضونِ ذلكَ، بدأَ أعضاءُ فريقِ بحثِنا بحملِ الفتياتِ بسرعةٍ والركضِ.
“أُحبُّ المُعلّمةَ الصغيرةَ لأنها مُنعشةٌ هكذا.”
“هيا بنا، يا رفاقُ.”
انفجرَ أعضاءُ فريقِ البحثِ بالضحكِ بصوتٍ عالٍ.
“واااااااه!”
هتفَتْ وحدةُ أنتونيو التي كانتْ تُشاهدُ مرآةَ السحرِ.
ذُهلتْ مارينا وفريقُ بحثِها.
لكنَّ فريقَ بحثِ يوستيا لم يُبالوا، وركضوا بسرعةٍ وهم يحملونَ الفتياتِ.
بعضُهم كانوا يتسلّقونَ الصخورَ بخطواتٍ واسعةٍ، وبعضُهم كانوا يتسلّقونَ المُنحدَرَ بكلتا يديهِم والفتياتُ مُتعلّقاتٌ بظهورِهم.
وبما انَّ المُنحدرَ كانَ صعبَ التسلقِ لفتاةٍ في الخامسةِ عشرةَ، فقد كانتْ يوستيا أيضاً مُتعلّقةً بظهرِ أحدِ أعضاءِ فريقِ البحثِ.
لكنَّ شيئاً كانَ غريباً.
“ماذا تفعلُ المُعلّمةُ الصغيرةُ؟”
كانتْ تُمدُّ يدَها وتتحسّسُ الصخورَ.
وبعدَ ذلكَ……
طاااخ!
[آه!]
كانتْ تُلقي بالحصى على أعضاءِ فريقِ بحثِ مارينا الذينَ كانوا يَمدّونَ أيديهم بشكلٍ عشوائيٍ للحاقِ بنا.
سقطَ أعضاءُ فريقِ بحثِ مارينا وتأوّهوا وهم يُمسكونَ جباهَهم.
“بففف……!”
غطّى العضوُ من وحدةِ نائبِ القائد فمَهُ بسرعةٍ بعدَ ان انفجرَ بالضحكِ دونِ قصدٍ.
لأنَّ أعضاءَ وحدةِ نائبِ القائد كانوا يُشيرونَ إليهِ بأعينِهم.
سعلَ العضوُ الذي ضحكَ بإحراجٍ.
“أنا لستُ الوحيدَ الذي ضحكَ.”
“بل أنتَ الوحيدُ.”
“لكنَّ شفاهَكم تترنّحُ.”
“……”
في الحقيقةِ، كانَ الأمرُ يستحقُ الضحكَ.
أولئكَ الذينَ كانوا أعضاءَ فريقَ بحثِ مارينا كانوا جنوداً خاصينَ زرعَهم فيكونتُ سان ميغيل.
في الواقعِ، ربما ظنوا انهم متخفّونَ بسرّيةٍ، لكنَّ هويّاتِهم كانتْ مكشوفةً منذُ وقتٍ طويلٍ.
فقد كانوا نُخبةً مُتغطرسةً لا تستطيعُ إخفاءَ دعمِها الخلفيِ، ويتجنّبونَ التدريبَ، ويسرقونَ أموالَ الثكناتِ، ويتجاهلونَ قادَتَهم، وما الى ذلكَ.
لقد أثارتْ أفعالُهم المُخادعةُ غضبَ الأعضاءِ الآخرينَ.
إن مُشاهدةَ هؤلاءِ المُتلاعبينَ وهم يقعونَ في شدّةٍ لم يتصوّروها هو حقاً……
‘إنه مُمتعٌ!’
كانتْ يوستيا تتمتّعُ بموهبةٍ فائقةٍ في إثارةِ حَنَقِ خصومِها.
وبينما كانتْ تَدفَعُ أعضاءَ فريقِ بحثِ مارينا بطرفِ قدمِها، قالتْ بحنانٍ زائفٍ.
[أعتذرُ إذا سقطَ شعرُكِ المستعارُ. لكنَّ الصلعَ ليسَ شيئاً مُخجِلاً.]
لكنَّ يوستيا لم تكُنِ الوحيدةَ التي تجيدُ إثارةَ أعصابِ الناسِ.
كانَ لأعضاءِ فريقِ بحثِ يوستيا موهبةٌ مُماثلةٌ.
كانوا يضحكونَ بمكرٍ ويقولونَ.
[الفاصولياءُ السوداءُ مُفيدةٌ للصلعِ.]
أضافوا كلماتٍ لا داعيَ لها، ما جعلَ العضوَ الأصلعَ من فريقِ مارينا حزيناً.
كانَ أعضاءُ وحدةِ نائبِ القائد يهزّونَ أكتافَهم وهم مُطأطئونَ رؤوسَهم.
“هاهاها!”
أما أنتونيو وأعضاءُ وحدتِهِ فكانوا يتدحرجونَ على الأرضِ من الضحكِ.
أطلقَتْ مارينا في مرآةِ السحرِ صيحةً مُشتعلةً بالغضبِ.
بفضلِ ذلكَ، أصبحَتْ مارينا وأعضاءُ فريقِ بحثِها في حالةِ هياجٍ كاملٍ.
[توقّفي! انزلي فوراً!]
نظرتْ إليها يوستيا نظرةً خاطفةً.
[اصعدي أنتِ.]
[هل أنتِ عاقلةٌ، تختطفينَ النبيلاتِ؟]
[أنتِ فعلتِها، فلماذا لا أستطيعُ فعلَها أنا أيضاً؟]
لم تُفوّتْ كلمةً واحدةً.
ابتسمَ أنتونيو بمكرٍ وهو ينظرُ الى نائبِ القائد.
“يمكنُكَ الضحكُ علانيةً. لماذا تتظاهرُ بالعكسِ؟”
“اصمتْ.”
“أليسَ الأمرُ مُمتعاً؟ عندما اختارَتْ العمالقةَ قبلَ بدءِ الاختبارِ، تساءلتُ عمّا يجري، لكنني لم أتصوّرْ انها فكّرتْ في شيءٍ كهذا.”
“أنتَ من شكَّ في اختيارِها.”
“انها مدهشةٌ على أيِّ حالٍ.”
“وهذا ليسَ كلَّ شيءٍ.”
“نعم؟”
نظرَ نائبُ القائد الى فيكونتِ سان ميغيل الذي كانَ شاحباً بشدّةٍ.
كانَ فيكونتُ سان ميغيل يرتجفُ وهو يقبضُ على قبضتيهِ.
وكما توقّعتْ يوستيا، كانتِ الفتياتُ مُقيّداتٍ بسحرِ المنعِ.
كانَ الشرطُ كالتالي.
يجبُ عليهنَّ طاعةُ أوامرِ مارينا وفيكونتِ سان ميغيل حتى نهايةِ الاختبارِ. ولا يمكنُهنَّ الإدلاءُ بأيِّ شهادةٍ تتعلّقُ بالحادثةِ.
ولكنْ ماذا لو هُرِبْنَ وهنَّ مَحمُولاتٌ؟
سيكونُ هذا عملاً لا يرتبطُ بإرادةِ الفتياتِ، وعليهنَّ الاستسلامُ للوضعِ.
وهذا يجعلُ سحرَ المنعِ عديمَ الجدوى.
بالإضافةِ الى ذلكَ.
[أيتها الآنسةُ نيكولا، لا داعيَ لقولِ أيِّ شيءٍ عن الحادثةِ. يكفي ان تُعارضي أيَّ بيانٍ خاطئٍ.]
ضحكَ نائبُ القائد خفيةً.
من الواضحِ انَّ تلكَ الفتاةَ الذكيةَ قد خَمّنَتْ شروطَ سحرِ المنعِ من خلالِ مُحادثتِها القصيرةِ معَ نيكولا.
وهذا يعني. إذا لم تستطيعي الشهادةَ، فاشهدي من خلالِ عدمِ الشهادةِ.
[هذا ليسَ اختطافاً، أليسَ كذلكَ؟]
أغمضتْ نيكولا عينيها بشدّةٍ عندَ سؤالِ يوستيا.
كانتْ هذهِ مُوافقةً.
[تشارلي، التي رافقَتكنَّ كحارسٍة، لا علاقةَ لهُ بهذهِ الحادثةِ.]
[……]
[لقد صعدتُنَّ الى العربةِ بإرادتِكنَّ تحتَ التهديدِ.]
[……]
[والشخصُ الذي هدّدَكنَّ هو……]
نظرتْ نيكولا الى يوستيا بعينينِ مُغرورقتينِ بالدموعِ.
لم يكُنْ قولُهنَّ ان ديَّا، والدةَ يوستيا، كانتْ ملهماً لهنَّ كذباً.
وخاصةً نيكولا.
لقد قصّتْ مقالاتِ ديَّا باهتمامٍ واحتفظتْ بها عزيزةً على قلبِها.
الفقرُ، الأخُ الأصغرُ المريضُ، الأحزانُ المُتزايدةُ للوالدينِ.
كلُّ شيءٍ كانَ يثقلُ كاهلَها، لكنها كانتْ تستمدُّ القوةَ من تصفّحِ ذلكَ الكتابِ.
‘أنا لستُ على خطأٍ.’
‘طريقةُ حياتي تُشبهُ هذهِ المرأةَ القويةَ.’
قالتْ انَّ هناكَ أوقاتاً يتجاوزُ فيها الألمُ القلبَ ويُصيبُ الجسدَ أيضاً.
لكنها قالتْ انهُ إذا لم تستسلمي، فسيُصبحُ ذلكَ فُرصةً.
‘أنا أُعجَبُ بها. سأصبحُ مثلَها.’
لقد فكّرَتْ وأعادتْ التفكيرَ في ذلكَ.
لكنَّ الشخصَ الذي يُشبهُ الشخصَ الذي تُعجَبُ بهِ أكثرَ هو……
‘ابنتُكِ بالتأكيدِ.’
‘ابنتُكِ تُعطيني الشجاعةَ مِثلكِ.’
لذلكَ استطاعتْ ان تصرخَ قائلةً.
[إقطاعيَ سان ميغيل! لقد قيّدَنا بسحرِ المنعِ ليجعلَنا نُطيعُ أوامرَهُ!]
صرختْ نيكولا بصوتٍ عالٍ.
[لقد أخذتُ ثمنَ دواءِ أخي الصغيرِ! لم أردْ أخذَهُ، لكنهُ قالَ انهُ سيمنعُ أيَّ طبيبٍ في سان ميغيل من علاجِهِ!]
حدّقتْ نيكولا في الأداةِ السحريةِ للبثِّ التي كانتْ تُحلّقُ حولَ يوستيا.
[لم أبعْ شرفي بالمالِ……!]
صراخٌ!
أطلقَتْ نيكولا صيحةً عاليةً.
لأنَّ دوائرَ سحرِ المنعِ طَفَتْ فوقَ جسدِها وهاجَمَتْها.
سحرُ منعٍ قويٌ صُنِعَ عن طريقِ الاستعانةِ بساحرِ منعٍ ماهرٍ.
كانتِ القوةُ الشريرةُ تومضُ وكأنها ستحرقُ آخرَ أنفاسِ من انتهكَ العقدَ.
قصفٌ!
بسببِ الصاعقةِ، أفلتَ العضوُ الذي كانَ يحملُ نيكولا منها.
[أيتها الآنسةُ نيكولا!]
[الأنسة نيكولا!]
صرخَتِ الفتياتُ وهنَّ يبكينَ.
لكنَّ نيكولا لم تسقطْ.
انفصلتْ يوستيا بسرعةٍ عن العضوِ الذي كانتْ مُتعلّقةً بهِ وأمسكتْ بنيكولا التي كانتْ تسقطُ.
اهتزّتْ أجزاءُ جسدِ يوستيا التي لامسَتْ جسدَ نيكولا بشدةٍ.
تشوّهَ وجهُ يوستيا بفظاعةٍ من شدّةِ الألمِ.
لكنها لم تتركْ نيكولا أبداً.
[أيتها المُعلّمةُ الصغيرةُ!]
صاحَ أعضاءُ فريقِ البحثِ بصدمةٍ، لكنَّ يوستيا احتضنَتْ نيكولا بعنادٍ.
انتفضَ أنتونيو الذي كانَ يُشاهدُ مرآةَ السحرِ ووقفَ.
لم يكُنْ هو الوحيدَ.
جميعُ أعضاءِ وحدةِ أنتونيو ووحدةِ نائبِ القائد.
ونائبُ القائد نفسُهُ وقفَ فجأةً.
[اِتركِيها ايتها المُعلّمةَ الصغيرةَ! ستموتينَ معها!]
في تلكَ اللحظةِ.
كيي!
سُمِعَ صوتُ غريبٌ قادِمٌ من مكانٍ ما.
حلّقَ نسرانِ عملاقانِ شَقّا عنانَ السماءِ فوقَ يوستيا التي كانتْ تحتضنُ نيكولا.
“نسرٌ……”
تمتمَ أنتونيو وكأنهُ مَسحورٌ، فصاحَ شخصٌ ما.
“إنهُما شُعاعُ الضوءِ والهاويةُ……!”
“إنهُما نسرا القائد!”
شُعاعُ الضوءِ والهاويةُ.
الوحشانِ الحارسانِ اللذانِ ربّاهُما القائد بنفسِهِ.
هبطا الى قدمِ يوستيا وهما يرسمانِ مساراً غريباً.
وبينما كانَ شُعاعُ الضوءِ والهاويةُ يُرسمانِ المسارَ، اكتملتْ دائرةٌ في الهواءِ.
تصدّعتْ دائرةُ المنعِ التي كانتْ تُحيطُ بنيكولا معَ أزيزِ كهربائيٍ.
وفي النهايةِ……
تكسُّرٌ!
“واااااااه!”
تصدّعتْ تماماً واختفتْ.
ضحكَ أنتونيو بفتورٍ وجلسَ على الدرجِ.
“دائماً ما يأتي في الوقتِ المُناسبِ.”
ركضَ أعضاءُ فريقِ بحثِ يوستيا نحوها.
[أيتها المُعلّمةُ الصغيرةُ، هل أنتِ بخيرٍ؟]
[انظري. كيفَ حالُكِ؟ همم؟]
أومأتْ يوستيا برأسِها بوجهٍ مُندهشٍ.
تنهّدَ الأعضاءُ بارتياحٍ.
أما في مرآةِ السحرِ، فكانَ وجهُ مارينا هو الوحيدُ الذي أصبحَ أسودَ كالجثّةِ.
والشخصُ الآخرُ في قاعةِ البثِّ.
هوى فيكونتُ سان ميغيل أيضاً على الأرضِ بصدمةٍ.
فَتَحَ الإقطاعيُ فمَهُ بصعوبةٍ.
“القـ، القائد…… لماذا القائد……”
“لا بُدَّ انهُ كانَ يُشاهدُ.”
كانَ المُجيبُ هو نائبُ القائد، لورينزو.
سارَ بخطواتٍ واسعةٍ نحو الإقطاعيِ.
تبعَهُ أنتونيو وهو يدلّكُ مؤخّرةَ عنقِهِ.
نظرَ الاثنانِ الى الإقطاعيِ الذي كانَ يرتجفُ جالساً على الأرضِ وقالا.
“بعدَ ان شَهِدَ كلُّ هؤلاءِ دليلَ سحرِ المنعِ، ليسَ هناكَ مهربٌ لكَ.”
“لا يجبُ ان تَهربَ.”
ركعَ أنتونيو وأمسكَ بياقةِ الإقطاعيِ وابتسمَ بمكرٍ.
“تلكَ التعذيباتُ التي كنتَ تُخطّطُ لها لتشارلي. جرّبْها أنتَ بَدَلاً منهُا.”
نظرَ الإقطاعيُ الى نائبِ القائد لورينزو وهو يُبعِدُ جسدَهُ براحةِ يدِهِ.
“اِسـ، اِسمعْ قصّتي. أنا…… أنا……”
“لكنني آسفٌ.”
“نائبَ القائد……”
“نحنُ دائماً أسرعُ في الفعلِ من القولِ.”
دخلَتْ نصلُ سيفِ نائبِ القائد مجالَ رؤيتِهِ مُباشرةً.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة. شاد.
~~~~~~
End of the chapter
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات