لأكون صادقة، كان لدي الكثير لأتساءل عنه بخصوص فلويد. لكن كان من غير المناسب أن أسأله كل شيء دفعة واحدة، وكنت أعتقد أنني سأعرف كل شيء تدريجياً.
“همم… لم أتوقع أن ألتقي برئيسة الخادمات والخادمات اليوم. لم تكن تخطط للقائي بهن مسبقًا، أليس كذلك؟”
“إطلاقًا. كم تفاجأت عندما رأيتك معهن. أليس لديكِ أي فضول آخر؟ لا، لا. سأخبرك أنا بنفسي.”
لقد قال بالفعل إنه سيجيب على كل ما يثير فضولي. مثل المحتوى المتعلق بعائلة رينيز وخدمهم. بالنظر إلى تعبير وجهه الذي تغير عندما بدأ الحديث عن الخدم، يبدو أن الموضوع ليس جيدًا على الإطلاق.
“فلويد، لكن… شكراً جزيلاً لاهتمامك بي، لكن لا داعي لأن ترهق نفسك… فيما يتعلق بالتعامل مع الخدم على سبيل المثال.”
“هل أبدو مرهقاً، إيلا؟”
مد فلويد يده ورتب طرف فستان إلينا المبعثر. حسناً… بدلاً من القول إنه يرهق نفسه، أشعر بالسوء لأنه يهتم بي إلى هذا الحد…
شعرت أنه لا يجب أن يحل هو المشاكل التي يجب علي أن أحلها بنفسي. أريد أن أفعل ذلك حتى لو لم تقل رئيسة الخدم ذلك.
لأن قلبي لا يكف عن الخفقان كلما ناداني بالاسم المحبب الذي اختاره لي. شعرت أنه يمكنني تحمل أي شيء آخر بفضل حقيقة أنني أستطيع أن أحب فلويد بحرية.
سأكون قادرة على ذلك. حتى الآن، لم أندم على العودة إلى قصر الدوق متبعة فلويد.
“قد يظلون الخدم… متشددين في التعامل معك حتى النهاية. أود أن أطردهم جميعاً لو كان الأمر بيدي، لكن الظروف… لا تسمح بذلك.”
كان فلويد على وشك الإجابة على سؤالي السابق. كنت فضولية بشأن هذه الظروف، لكنني أيضاً لم أرغب في الاستماع خوفاً من أن تكون حقيقة هائلة تنتظرني… ومع ذلك، يجب أن أستمع.
يجب أن أعرف شيئًا لأتمكن من بذل الجهد وحل المشكلة.
“هل يمكنني أن أسأل عن تلك الظروف يا فلويد؟”
“طبعاً. إنها قصة مملة جداً لدرجة أنه لا بأس إن نمتِ أثناء الاستماع إليها.”
ربما لا يرغب فلويد في التحدث عن هذه القصة، لكنها لا تبدو قصة مزعجة بالنسبة له.
قامت إلينا بترتيب تسلسل الأشياء التي ستسأل عنها فلويد في ذهنها، وأسندت رأسها على كتفه.
كانت تعلم أن هناك الكثير مما يجب أن يتحدثا ويسأل كل منهما الآخر عنه الآن. لكنها كانت حذرة لأنهما لاحظا أن كلاً منهما يحمل قصصاً لا يريد التحدث عنها.
على سبيل المثال، لو سأل فلويد عن الدافع الذي جعله يختار السيدة لاشيت كوصية مؤقتة لي، فمن المؤكد أنني سأبدأ في البكاء على الفور.
سأجيبه لكنني سأعاني كثيراً. ربما بالنسبة له، فإن القصص المتعلقة بوالدته الراحلة ستكون كذلك.
“هل تعرفين كيف تأسست دوقية رينيز؟”
“نعم… حتى قبل عامين، كانت السيدة لاشيت تخصص لي أيضاً معلمين خصوصيين. لا أعرف الكثير عن العائلات الأخرى، لكنني أتذكر دوقية رينيز.”
بحثت إلينا في ذكرياتها القديمة واستحضرت الحقائق العامة. الإمبراطورية الكوسيلية ودوقية رينيز. كان على أي مواطن إمبراطوري أن يعرف عنهما.
كلاهما عائلات يملكها أفراد من العائلة الإمبراطورية. لم تكن تتذكرها بشكل خاص لأنها عائلة فلويد، لكن فلويد سألها بمزاح عن نفسه.
“إذن، هل سمعتِ أية قصص عني؟ أصبحت فضولياً بعض الشيء.”
“للأسف، لا أتذكر أي قصص عن فلويد. فقط أنه كان للأمير كيهيل ابن…؟”
“حقاً، كان أبي يذيع صيته في الماضي والحاضر…”
“لا يبدو أنك تحب الأمير الذي حقق إنجازات عديدة كأب.”
“إلى حد ما… في بعض الأحيان، يمكن لنقص واحد أن يطغى على مائة ميزة.”
استلقى فلويد على الأريكة الكبيرة، واحتضن قطة صغيرة تتدحرج عليها، ومسح على ظهرها بلطف.
عندما رأت إلينا كم هو محب للقطط الصغيرة، ابتسمت لا إرادياً على وجهها، معتقدة أنه سيحتضن طفلهما المستقبلي ويحبه كثيراً أيضاً.
لم يتحدث عن الطفل في بطنها بعد، وكانت تفكر فيما سيحدث لو لم يكن يحب الأطفال… لكن كان من الواضح أنه مجرد تخمين خاطئ.
“إذن سأشرح باختصار. كان أبي، الأمير كيهيل، الابن الثاني للإمبراطور السابق، وهو البطل الأول الذي ساعد الإمبراطور الحالي في الصعود إلى العرش عن كثب.”
“نعم. وأعلم أيضاً أن الإمبراطور الحالي… لم يعتلِ العرش بالطريقة التقليدية.”
“كم هي جميلة طريقتكِ في الكلام… هذا صحيح. لم يكن الأمر بالطريقة التقليدية. لقد خاضوا صراعاً على العرش.”
من الواضح أن فلويد كان سعيداً الآن. فجأة احمر وجه إلينا عندما تلقت قبلة على يدها التي كانت ترتدي الخاتم الذي أهداها إياه.
هل لقبلاته القدرة على نقل المشاعر أيضاً؟ ركزت إلينا على الاستماع إلى قصة فلويد بعينين أوسع مما كانتا عليه سابقاً.
“في الأصل، كان الأمير أميرا هو من يجب أن يصبح إمبراطور هذا الجيل، وهو الأمير الأول. كما تعلمين، الإمبراطور الحالي ليس الأمير أميرا، بل الأمير الثالث، الأمير إيريك.”
“لذلك… يبدو أن تأثير والدي، لا، والد فلويد، الأمير كيهيل، الذي دعم الأمير إيريك كان كبيراً جداً.”
“لم يكن كبيراً فحسب. لقد كان هائلاً. كما تعلمين، أنا وأبي كنا من الأشخاص الذين يعرفون كيف يلوحون بالسيف في ساحة المعركة. وكان لدينا الكثير من الفرسان الذين يتبعوننا.”
“ما زلت… لا أصدق أن فلويد قاتل في ساحة المعركة لسنوات.”
فلويد يلوح بسيفه في ساحة المعركة… لقد سمعت كثيراً أنه عاش كفارس في ساحة المعركة بعد أن ساءت علاقته مع الدوق السابق، لكن الأمر لا يزال لا يصدق.
في الواقع، عندما رأيت فلويد لأول مرة، اعتقدت أن حمل القلم يناسبه أكثر من السيف. كان هذا تفكيراً جاءني عندما لم أكن في وعيي، لكن رأيي لم يتغير كثيراً الآن…
“هل هذا صحيح؟ ربما يبدو الأمر كذلك أكثر لأنني تركت السيف عمداً بعد تولي منصب رب عائلة رينيز. أنا لست شخصاً يمكنه القيام بالأمرين معاً على عكس أبي.”
“أحب أن تفعل شيئاً واحداً فقط. فلويد وسيم مهما فعل.”
“لكن استخدام السيف عمل رائع أيضاً. لم أتعلمه مباشرة من أبي… لكن عندما يولد طفلنا، سأعلمه المبارزة بنفسي.”
توجه نظر فلويد لفترة وجيزة إلى بطن إلينا. لم يكن قد نظر إلى الطفل في بطنها من قبل على الإطلاق، لكن يبدو أنه بدأ يشعر بألفة تجاهه الآن.
بعد ذلك، استمر حديث فلويد.
قال إن القانون الإمبراطوري الكوسيلي لا يسمح بوجود لقب ‘الدوق’، لكن الإمبراطور الحالي أنشأه متجاهلاً معارضة النبلاء من أجل أخيه الثاني الذي ساعده في اغتصاب العرش.
وبسبب هذا، لا يزال هناك الكثيرون ممن يطالبون بحل دوقية رينيز، الدوقية الوحيدة في الإمبراطورية.
وقال إن معظم خدم دوقية رينيز موجودون لمقاومة هذا الأمر.
وأنهم لا يتبعون فلويد ويظهرون الولاء فقط للدوق السابق الموجود في أرض بعيدة الآن… وأنهم بقوا بجانب فلويد للحفاظ على عائلته الأصلية.
ولهذا السبب، لم يتمكن فلويد من ممارسة سلطة كبيرة على خدمه على الرغم من كونه رب العائلة، واستمر في التعايش غير المريح معهم حتى الآن.
لم يكن يريد منصب رب العائلة، لكنه لم يستطع أن يتجاهل جميع الأشخاص المرتبطين بعائلة رينيز. وكانت أكبر خلاف نشأ هو زواجه مني…
أثناء الاستماع إلى القصة، لم تستطع إلينا محو سؤال واحد من ذهنها.
من أين يأتي ولاء هؤلاء الناس؟ أنهم يظهرون الولاء جيلاً بعد جيل للدوق السابق المتقاعد.
اعتقدت أن هناك ظروفًا هائلة وراء خدمه الذين عارضوا زواجي من فلويد، لكن الحقيقة كانت بسيطة للغاية.
“ما زلت لا أحب هذه العائلة… لكن لا يمكنني التخلي عنها من أجل سلامنا. يجب أن أحافظ على هذا المنصب لأتمكن من مساعدتك أيضاً.”
يبدو أنه كان يشير إلى السيدة لاشيت.
بدا أن فلويد قرر الزواج مني رسمياً بعد التغلب على صعوبات أكبر مما تصورت أثناء غيابي.
“لذلك كان الخدم يكرهونني… لقد فهمت الآن.”
“أشياء مثل ‘قواعد نبلاء الطبقة العليا’ و ‘ما إلى ذلك’… في الحقيقة، أنا لا أعرف الكثير عنها. هل تعرفين ما هو الشيء الحاسم الذي جعلني أقرر أنني يجب أن أتزوجك رسمياً يا إلينا؟”
“ما هو…؟”
كان فلويد يجلس وقد خفض جسده كثيراً ليتناسب مع مستوى عين إلينا القصيرة. لذا، تمكنت إلينا من النظر إلى عينيه الشفافة كالزجاج عن قرب.
اعتقدت ذلك عندما رأيته لأول مرة، لكن عينيه كانتا صافيتين ولامعتين حقاً. وكأنهما لا يمكن أن تحملان أي ذرة من الكذب.
على الرغم من أن لقاءهما الأول تضمن أكاذيب من كليهما… وافترقا بعد ذلك، لكن هذا لن يحدث مرة أخرى.
“ماذا تتوقعين أن يكون؟”
“هل أحببتني حقاً في تلك الليلة؟ أم… هل شعرت بالأسى علي لأنني كنت سأتحمل مسؤولية الطفل في بطني بمفردي؟”
“نصف إجابتك صحيحة ونصفها خاطئ. لم أشعر بالأسى عليكِ أبداً يا إيلا.”
رمشت إلينا عينيها وهي مندهشة قليلاً من كلامه. لقد أدركت أن الشعور بالأسى من شخص ما ليس سوى اهتمام ممزوج بالشفقة.
وأنها فكرت للتو أنها تريد أن تتلقى ذلك من فلويد. ظلت إلينا تفكر في كلمات فلويد لفترة طويلة ثم سألته عن الإجابة الحقيقية.
“صحيح أنني أحببتكِ في تلك الليلة، وصحيح أنني بحثت عنكِ لألتقي بكِ مرة أخرى لاحقاً. لكن… تفاجأت حقاً في اليوم الذي التقينا فيه مجدداً. لم أتخيل أبداً أن طفلاً سيُولد في ليلة واحدة.”
“آه… كنت كذلك أيضاً. لا أريد أن أقول هذا للطفل الذي وُلد بالفعل… لكن في ذلك الوقت، شعرت بالاستياء الشديد، وشعرت بالأسف أيضاً.”
“إيلا، هل أنتِ بخير؟”
“أنا بخير… يمكنني الآن أن أربي طفلنا المولود بجانب فلويد وأغمره بحب والديه.”
فجأة، غمرتني المشاعر التي شعرت بها عندما كنت أحاول إخفاء وجود الطفل بصعوبة في قصر فالوا، ودفنت وجهي في حضن فلويد.
شعرت أن قلبي يستقر قليلاً وأنا أتلقى لمسات فلويد التي تربت علي بلطف.
“في الحقيقة، مشاعر مثل حبي لكِ كانت ثانوية. لا أقول إنني لم أحبكِ، لكنني لم أفكر إلا في شيء واحد، وهو أنني يجب أن أتزوج رسمياً من المرأة التي تحمل طفلي.”
“فلويد…؟”
“هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، أليس كذلك؟ بغض النظر عما إذا كانت العملية انحرافاً ليوم واحد أو شيئاً آخر، فإن طفلاً ينمو بالفعل في بطنكِ… ويجب أن أتحمل المسؤولية.”
التعليقات لهذا الفصل " 37"