━━━●┉◯⊰┉ الفصل 20 ┉⊱◯┉●━━━
رأت رينا الطفلة تبكي بحرقةٍ بين ذراعيها، فشعرت برغبة في البكاء معها.
كانت ليلي، إلى جانبها، تتمتم بـ “ماذا أفعل؟” دون أن تجرؤ على التدخل.
مسحت رينا عيني داليا، فأكملت الطفلة بوجه محمر:
“أهئ…أبي يتظاهر بالضحك أمامي فقط. لكنني أعلم، أعلم أنه يبكي كل ليلة وهو ينظر إلى صورة أمي.”
“داليا تحب أباها جدًا، أليس كذلك؟”
“الآن، أبي هو الوحيد الذي لديَّ. لذا يجب أن أصبر، حتى لو اشتقت إلى أمي، لأن أبي سيحزن أكثر إن لم أفعل هذا.”
في تلك اللحظة، وهي ترى داليا تحاول التظاهر بالقوة، تذكرت رينا ماضيها فجأة.
‘كان أخي الوحيد الذي لديَّ… لكنه الآن لم يعد إلى جانبي. يجب أن أصبر، حتى لو اشتقت إليه.’
قبل ثلاث سنوات، بعد اختفاء أخيها، كانت العاصمة تعج باحتفالات ذكرى تأسيس الأمبراطورية.
حتى أنهُ كانت هناك مأدُّبةٌ في القصر، لكن كُل ذلك أثار غضب رينا.
كان أخوها، الذي خرج في حملةٍ تطهيريةٍ، مفقودًا، ولم يعد أحد يذكره.
لمَ اختفى أخي؟
لقد خرج لحمايتهم جميعًا، لكن لم يتمنَ أحدٌ سواها عودتهُ.
شعرت باشمئزاز شديد، فغادرت القصر بحزنٍ. لكن، لم يكن لديها مكان تذهب إليه، فجلست على سور القصر فقط.
لم يكن لديها جرأةُ الهروبِ، ولا رغبةٌ في العودة إلى المأدبة الصاخبة.
كانت تجلس بهدوء، تضع قبعتها بعمق على وجهها كي لا يعرفها أحد.
في تلك اللحظة، كان هذا هو لقاؤها بكايدن، الذي كان يمر بجوار السور، صدفة.
ربما كان كايدن أيضًا يفر من مأدبة القصر بطريقته الخاصة.
حاول تجاهلها، وهي مغطاة بقبعتها، لكنه عاد وسأل:
“أنتِ لا تخططين للسقوط من هناك، أليس كذلك؟”
“…”
قررت رينا تجاهل سؤاله المفاجئ.
ظنت أنه سيمر لو تجاهلته.
لكن كايدن كان رجلًا متدخلًا.
بينما بدا أنه سيرحل، اقترب متمتمًا بعبارةٍ خشنة:
“لا تفكري بأشياء غبية، انزلي.”
بدا واضحًا لها أنه يسيء فهمها.
شعرت رينا بالتعب المفاجئ وتمتمت بصوت خافت:
“ليس هكذا…”
لكن كايدن لم يصدق كلامها فورًا.
بل طرح سؤالًا غريبًا أخر:
“إذًا، هل أنتِ بحاجة إلى مساعدتي؟”
كان سؤالًا عابرًا.
مساعدة.
كلمة بسيطة، لكنها أثرت فيها.
بدأت مشاعرها المكبوتة تتدفق.
كان عالم رينا حينها يتهدم.
لم تعرف من أين تبدأ في طلب المساعدة، كان كل شيء في فوضى.
لذا، خرجت منها كلمات لاذعة دون قصد:
“إن طلبت مساعدتك، هل ستساعدني؟”
كانت قد طلبت مرارًا من الناس البحث عن أخيها، لكن لم يستمع أحد لها، بل ضجروا منها.
في النهاية، لم يكن هناك من يهتم بها، فهي بعيدة عن ترتيب الوراثة لذلك هي ليست مهمةً لمصالحهم.
رد كايدن بلا مبالاة، دون أن يبدو متضايقًا من كلامها اللاذع:
“حسنًا، يمكنني على الأقل مساعدتكِ في النزول من هذا السور الخطر.”
لم يكن رده لطيفًا تمامًا.
مد يده بعدم اهتمام، كأنه يريد إنزالها والرحيل فورًا.
لو كان الأمر كذلك، كان بإمكانه المغادرة فقط.
ربما بدت في عينيه متزعزعة للغاية.
نظرت رينا إلى يده الكبيرة وقالت:
“كان أخي الوحيد الذي لديَّ… لكنه الآن لم يعد إلى جانبي. يجب أن أصبر، حتى لو اشتقت إليه.”
كانت كلمات عفوية قيلت بأندفاع، لأنها لم تتوقع أن تلتقيه مرة أخرى.
حينها، لم تكن تعلم أن الذي أمامها دوق كرينسيا المشهور.
ولم يبدو أنه تعرف عليها أيضًا.
افترض أن رينا مفطورة القلب وعلى وشك اتخاذ قرار متهور، فحاول تقديم بعض المواساة الفاترة.
“يبدو أن قلبكِ مفطور، لكن من الأفضل أن تنسي الأخ الذي تخلى عنكِ. هناك الكثير من الإخوة في العالم، لذا عليكِ أن تجدي واحدًا آخر.”
لكن تلك المواساة أثارت غضب رينا.
ابتلعت غيظها وردت:
“لم يتركني! لقد وعدني بالعودة. أخي ليس من هذا النوع!”
“حسنًا، حسنًا. إذًا، لا داعي لهذا، أليس كذلك؟”
“ماذا تقول؟”
“إن وعد بالعودة، فسيعود بطريقة ما. ثقي بأخيكِ.”
برده العابثِ هذا، لم تستطع رينا الرد فورًا، فتذمرت.
بعد قليل، تمتمت بحزن:
“ليس الأمر بهذه البساطة. أنا أيضًا أتمنى أن أمتلك هذه الثقة به.”
“إذًا، لماذا تتصرفين بهذا الشكل المؤسف؟ إن عاد أخيكِ هذا، فهو لن يسعد برؤيتكِ هكذا بالتأكيد.”
عندما كادت رينا تغضب من كلامه الجافي، أكمل:
“إن ظللتِ مكتئبةً وحدكِ، لن يهتم أحدٌ. بدلًا من هذا الحزن المكبوت، من الأفضل أن تظهري تعبكِ وحزنكِ مباشرةً دون إخفاء هذا لأجل صحتكِ النفسية.”
“حتى لو لم يهتم أحد بحديثي؟”
“في تلك الحالة، التحدث إلى الحائط طريقة
بسيطة للتنفيس عن مشاعركِ. يجب أن تفرغي مشاعركِ القديمة أولًا لتتمكني من التفكير في الخطوة التالية.”
بينما كان يرد بلا مبالاة، اقتنص كايدن لحظة غفلتها وقفز إلى السور.
“!…”
هبط إلى جانبها بخفة وقال لها ببساطة:
“عذرًا.”
ثم حملها وأنزلها من السور.
حدث ذلك بسرعة، فلم تستطع رينا قول شيء.
نظر إلى تعبيرها المذهول وهو ينزلها، ثم قال:
“يبدو أن ترككِ هناك سيشعرني بالقلق، ومن جهةٍ فإن انتظارَ نزولكِ بمفردكِ يزعجني.”
“أنا أيضًا كنتُ منزعجة. أردت الذهاب إلى أي مكان، لكنني لم أعرف إلى أين أذهب.”
“نحن متشابهان إذن. أنا أيضًا أردت الذهاب إلى أي مكان، باستثناء مأدُّبة القصر المزعجةِ هذه.”
أبتعد كايدن عنها بمسافةٍ بسيطةٍ وقال بأدب:
“إن لم يكن لديكِ ما تفعلينه، ما رأيكِ أن نتمشى معًا؟ قد يكون ذلك أقل إزعاجًا من البقاء وحدكِ.”
نظرت رينا إلى يده الممدودة.
في الأيام العادية، كانت سترفضه فورًا.
لكن في ذلك اليوم، شعرت برغبةٍ غريبةٍ تحثها على قبول عرضه.
وضعت يدها على يده موافقةً.
وفي تلك الليلة، حيثُ سارَ كلاهما جنبًا إلى جنبٍ تحتَ دُجى الليل وضِياءِ النجوم، كان الصمتُ بينهما أبلغَ وأشدُّ تأثيرًا من أيِّ كلامٍ قد يُقال.
***
تذكرت رينا تلك اللحظات، فابتسمت بخفة.
بعد أن فتحت قلبها لشخص غريب لأول مرة وتحدثت عن أخيها، شعرت براحة.
لذا، لم تستطع إلا أن تتدخل وتساعد داليا.
“ماذا لو فعلنا هذا؟ كلما اشتقتِ إلى أمكِ، تعالي إليَّ.”
“هل يمكنني ذلك حقًا؟”
“بالطبع. في الحقيقة، ليس لديَّ أصدقاءٌ كثيرونَ هنا. سأكون سعيدةً جدًا إن زرتني كثيرًا.”
“لكن… المربية قد تغضب…”
ترددت داليا، فأمسكت رينا يدها بقوة وقالت:
“إن قالت المربية شيئًا، أخبريني. سأوضح لها الأمر.”
“حقًا؟”
“نعم. بما أنني لا أعرف أمكِ جيدًا، فلن أحزن أو أكتئب مهما تحدثتِ عنها. بل سيكون من الرائع أن يكون لي شخص أتحدث إليه.”
بتشجيع رينا الدافئ، احمر وجه داليا.
بعد قليل، ابتسمت ببهجةٍ وكأن ترددها اختفى، ومدت خنصرها:
“هاها! حسنًا. هذا وعدٌ.”
وهي تعلق خنصرها الصغير بخنصرِ رينا، ضحكت داليا بمرح، فشعرت رينا بالسعادةِ الغامرةِ أيضًا.
وهكذا، وعدتها باللقاء القادم لهما معا، وكانت في طريقها الآن إلى غرفتها.
في تلك اللحظة، رأت كايدن من بعيد في نهاية الممر.
بفرح، كادت تحييه، لكنها توقفت فجأة.
كانت روز، التي لم تظهر طوال الصباح، تتحدث معه.
“كايدن… مع روز؟”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات