━━━●┉◯⊰┉ الفصل 14 ┉⊱◯┉●━━━
‘هلْ أخطأتُ في الكلامِ مجدَّدًا؟’
كانَ كايدن دائمًا يتحدَّثُ بصراحةٍ.
بسببِ عدمِ مهاراتِه في التَّعبيرِ غيرِ المباشرِ، كانَ يقولُ الأمورَ مباشرةً.
كانَ هذا عيبًا بارزًا لهُ في المجتمعِ الأرستقراطيِّ المليءِ بالتَّعبيراتِ الملتويةِ والأقنعة.
بالطَّبعِ، منْ يعرفونَه جيّدًا اعتادوا على ذلكَ، لكنْ رينا كانتْ مختلفةً.
وحتى هو نفسهُ…فاجأهُ أنَّه يعاملُها براحةٍ دونَ وعيٍ.
‘إنْ استمرَّ الأمرُ، ستصبحُ علاقتُنا محرجةً.’
تذكَّرَ كيفَ وبَّخهُ أخوهُ الصَّغيرُ عندما أبكى ابنةَ أخيهِ أثناءَ اللَّعبِ:
‘أخي، يجبُ معاملةُ الفتياتِ بلطفٍ كما لو كنَّ زجاجًا. إنْ عاملتَهنَّ مثلي، سيركضنَ باكياتٍ!’
‘همم…كيفَ كانت تلك النصيحة؟’
تذكَّرَ كايدن وحاولَ إيجادَ حلٍّ.
كانَ قدْ هدَّأَ ابنةَ أخيهِ بناءً على نصيحةِ أخيهِ.
“آه.”
تردَّدَ كايدن عندما تذكَّرَ الحلَّ، متسائلًا:
‘هلْ سينجحُ هذا؟’
لكنْ، لعدمِ وجودِ بديلٍ، قرَّرَ التَّجربةَ.
اقتربَ منْ رينا ببطءٍ، وضعَ يدَه على رأسِها بحركةٍ خرقاءَ، وبدأ يربتُ عليهِ.
“؟؟؟”
نظرتْ رينا إليهِ بدهشةٍ وهو يضغطُ على رأسِها تقريبًا.
رؤيةُ تعبيرِه الجَّديِّ منعتْها منْ أن تطلبَ منهُ التَّوقّف.
تبادلا النَّظراتِ المحرجةَ، فتنحنحَ كايدن وقالَ:
“قيلَ لي إنَّ هذا يحسّنُ المزاجَ.”
“…”
“أليسَ هذا صحيحًا؟”
تمتمَ كايدن بعبوسٍ.
نظرتْ رينا إليهِ وضحكتْ:
“بففتت!”
أدركتْ متأخّرةً سببَ تصرّفِه الغريبِ.
بدتْ ثقتُه المعتادةُ متزعزعةً، وكانَ ذلكَ لطيفًا.
عندما هدأتْ رينا، بدا كايدن راضيًا.
في تلكَ اللحظةِ، طرقَ الكاهنُ البابَ وأخبرَهما أنَّ العشاءَ جاهزٌ.
أنزلَ كايدن يدَه منْ رأسِ رينا وأمسكَ يدَها بلطفٍ:
“يجبُ أنْ تكوني جائعةً، لنذهبْ لتناولِ العشاءِ.”
رغمَ علمِ رينا أنَّه يفعلُ ذلكَ أمامَ الكاهنِ، ولكنها شعرتْ براحةٍ غريبةٍ.
لمستْ رأسَها، تشعرُ بدفءِ يدِه المتبقّي، وقالتْ:
“حسنًا.”
***
بعدَ العشاءِ، توجَّهتْ رينا وحدها إلى قاعةِ المعبد حيثُ تمثالُ الحاكم.
كانتْ تريدُ زيارتَها أوّلًا لأنَّها زارتْها معَ أخيها في الصِّغرِ.
نظرتْ رينا إلى القاعةِ بنظرةٍ حنينيّةٍ.
كانتْ القاعةُ كما هي في طفولتِها.
حتى أنها تذكَّرتْ حديثَها معَ أخيها.
أمسكَ يدَها الصَّغيرةَ بقوَّةٍ، وأشارَ إلى تمثالِ الحاكم وقالَ:
‘رينا، إنْ وضعتِ يدَكِ على هذا التِّمثالِ وتمنيتِ بصدقٍ، ستتحقَّقُ أمنيتُكِ.’
‘حقًّا؟ إذنْ سأتمنَّى! ماذا ستتمنَّى أنتَ، أخي؟’
‘لا يمكنُني قولُ ذلكَ. الأمنياتُ تتحقَّقُ إذا بقيتْ سرًّا.’
‘إذنْ، لنْ أقولَ أمنيتي أيضًا!’
تذكُّرُ كيفَ أغلقتْ فمَها خوفًا منْ كشفِ أمنيتِها جعلَها تبتسمُ.
‘كنتُ أظنُّ أنَّنا سنبقى معًا إلى الأبدِ يا أخي.’
لكنْ، الآنَ، لا تعرفُ حتَّى إنْ كانَ أخوها حيًّا أمْ ميتًا، فشعرتْ بالحزنِ.
بسببِ فترةِ الطقوس الخاصَّةِ في المعبد، كانَ هناكَ حشدٌ كبيرٌ.
انضمَّتْ رينا إلى الصفِّ وانتظرتْ بهدوءٍ.
عندما جاءَ دورُها، وضعتْ يدَها على التِّمثالِ وتمنت بإخلاصٍ:
‘أتمنى أن يكون أخي حيًّا.’
في حياتِها السَّابقةِ، لمْ تسمعْ أخبارَه، فربَّما ماتَ.
لكنْ، لو كانَ، ولو بنسبةٍ ضئيلةٍ، حيًّا في مكانٍ ما…
تشبَّثتْ رينا بأملٍ ضئيلٍ كطوقِ نجاةٍ وتمنت بصمتٍ:
‘وإنْ كانَ حيًّا، أرجوا أن نلتقي مجدَّدًا.’
تمنَّتْ بكل جوارحها أنْ تتحققَ أمنيتها.
***
عندما عادتْ رينا إلى الغرفةِ، كانتْ خاليةً.
بعدَ الاستحمامِ، تردَّدتْ قليلًا.
‘تذكَّرتُ شكواهُ منَ السَّريرِ.’
كانَ قدْ تذمَّرَ منْ صغرِ السَّريرِ.
‘إذنْ، منَ الأفضلِ أنْ أتركَه ينامُ وحدَه.’
كانتْ صغيرةَ الحجمِ، فالأريكةُ تكفيها.
مقارنةً بحياتِها على أرضيّةِ القبوِ الرَّخاميّةِ، كانتِ الأريكةُ تبدو كسريرٍ فاخرٍ.
عزمتْ رينا أمرَها وانتقلتْ إلى الأريكةِ.
بينما كانتْ تغفو، شعرتْ بانعدامِ وزنٍ، ففتحتْ عينيْها ورأتْ كايدن.
كانَ يتحرَّكُ بحذرٍ كي لا يوقظَها.
عندما وضعَها على السَّريرِ، تقابلتْ أعينُهما.
“هلْ أيقظتُكِ؟”
“لا، كمِ السَّاعةُ؟”
“الثَّانيةُ بعد منتصفِ الليل. يمكنُكِ النَّومُ أكثرَ.”
رفعَ كايدن الغطاءَ إلى عنقِ رينا وقالَ.
عندما رأتْه يتوجَّهُ إلى الأريكةِ، أمسكتْ يدَه بغريزةٍ:
“ما الذي تحتاجينَه؟”
“هلْ ستنامُ على الأريكةِ؟”
“أليسَ ذلكَ أفضلَ لكلينا؟”
“إذنْ، أنا منْ يجبُ أنْ ينامَ على الأريكةِ.”
حاولتْ رينا القيامَ، لكنَّ كايدن ضغطَ على كتفيْها ليمنعَها:
“هذا سيجعلُني أكثرَ إنزعاجًا. نامي هنا. أستطيعُ النَّومَ بسهولةٍ أينما كنتُ.”
“لكنَّني لنْ أنامَ جيّدًا بسببِ قلقي من إفساد نومكَ.”
أمسكتْ رينا يدَه مجدَّدًا وتابعتْ:
“لا تنم هناك، نمْ بجانبي إذن. أعدُكَ أنّني سأنامُ بهدوءٍ.”
كانتْ رينا عنيدةً قليلًا، فلمْ يكنْ واثقًا منْ إقناعِها.
‘إنْ استمرَّ الأمرُ، سنظلُّ في مواجهةٍ.’
استسلمَ كايدن واستلقى في طرفِ السَّريرِ.
ابتسمتْ رينا براحةٍ.
عندما أطفأ كايدن المصباحَ، أظلمتِ الغرفةُ.
استدارتْ رينا نحوهُ وقالتْ بهدوءٍ:
“تصبحُ على خيرٍ، كايدن.”
لمْ يردَّ كايدن، بلْ تنهَّدَ بهدوءٍ فقطْ.
***
في اليومِ التَّالي، دخلوا الشَّمالَ عبرَ البوَّابةِ.
كانَ الشَّمالُ، الباردُ طوالَ العامِ، مشهورًا بجبالِه الصَّخريّةِ الحادَّةِ وبحيراتِه غيرِ المتجمّدةِ النَّاتجةِ عنِ البراكينِ.
عندَ دخولِ الشَّمالِ، ملأتْ ريحٌ قارسةٌ العربةَ.
كانتْ هذهِ البرودةُ جديدةً على رينا، التي عاشتْ في العاصمةِ الدَّافئةِ.
عندما ارتعشتْ، لفَّ كايدن بطانيّةً حولَها وقالَ:
“هذا الطَّقسُ منعشٌ حقًا.”
“أنتَ تكذبُ، أليسَ كذلكَ؟”
عبستْ رينا، فضحكَ كايدن.
كانَ نصفُ كلامِه مزاحًا، لكنَّ كلماتها المسلية جعلتْه يصمتُ بمرحٍ ويكتمُ كلماتهِ.
سارتِ العربةُ في الشَّمالِ أيَّامًا.
عندما ملَّتْ رينا منْ مشاهدةِ هذه المناظرِ، دخلتِ العربةُ إقليمَ كرينسيا.
بعدَ قليلٍ، ظهرتْ قلعةُ كرينسيا، بأبراجِها العاليةِ.
كانتْ القلعةُ، المدعومةُ بجبالِ الثَّلجِ، تبدو كمسكنِ ملكٍ شيطانيٍّ في روايةٍ خياليةٍ.
أذهلتْ رينا بضخامتُها، فأطلقتْ تنهيدةَ إعجابٍ.
كانتْ هذهِ أوّلَ مرَّةٍ ترى فيها القلعةَ بعينيْها.
نظرتْ رينا إلى القلعةِ التي ستعيشُ فيها.
‘في الماضي، احترقتْ بسببي وانهارتْ.’
تذكُّرُ ضحكِ الإمبراطورِ آنذاكَ مما جعلَ قلبَها ثقيلًا بمشاعر حياتها السابقة.
كان هذا مكانًا ماتَ فيهِ الكثيرونَ.
‘هذهِ المرَّةَ، سأحمي هذه القلعة بأيّ ثمنٍ.’
عندما عزمتْ رينا أمرَها، توقَّفتِ العربةُ أمامَ القلعةِ.
نزلَ كايدن أوّلًا ومدَّ يدَه إلى رينا.
وضعتْ رينا يدَها على يدِه ونزلتْ منَ العربةِ.
في تلكَ اللحظةِ، انحنى الخدمُ المصطفّونَ يمينًا ويسارًا معًا وقالوا:
“نهنّئكمْ بعودتِكم، أهلا بكَ أيها الدوق. وأهلًا بكِ في الشَّمالِ، أيتها الدوقة.”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات