━━━●┉◯⊰┉ الفصل 13 ┉⊱◯┉●━━━
اتَّسعتْ عينا رينا دهشةً وسألتْ:
“ماذا؟ أليسَ منَ الأفضلِ الذَّهابُ إلى الشَّمالِ بسرعةٍ؟”
عندَ هذا السُّؤالِ المباشرِ، ارتبكَ كايدن لكنَّه تظاهرَ بالهدوءِ وقالَ:
“كانَ يجبُ ذلكَ، لكنْ بفضلِ إخبارِكِ لنا بمكانِ بيضةِ الوحش غوريت، خفَّ العبءُ.”
لحسنِ الحظِّ، وجدَ عذرًا مناسبًا.
في تلك اللحظة، ابتهجتْ رينا عندَ سماعِ أنَّها اكتشفتْ مكانَ بيضةِ الغوريت.
“أنا سعيدةٌ لأنّني ساعدتُ ولو قليلًا.”
عبسَ كايدن عندَ تقليلِها منْ شأنِها وقالَ:
“ليستْ مجرَّدَ مساعدةٍ. بصراحةٍ، أفكّرُ كيفَ أكافئُكِ. فإنْ أردتِ شيئًا، قوليهِ.”
“إذنْ، سأقبلُ بجولةٍ في المعبدِ. أردتُ زيارةَ بعضِ الأماكنِ أيضًا.”
قبلتْ عرضهُ رينا بفرحٍ أخيرًا.
لو رفضتْ، كانَ سيصرُّ على أخذِها للتَّجوّلِ.
‘لماذا أشعرُ بالضَّعفِ أمامَها دائمًا؟’
ليسَ ذلكَ بدافعِ الشَّفقةِ، بلْ شيءٌ آخرُ…
كانَ شعورًا غريبًا، لكنْ رؤيةُ ابتسامتِها ملأتْه بالرِّضا.
حينها توقَّفتِ العربةُ أمامَ المعبدِ.
استقبلَهما كاهنٌ تلقَّى إشعارًا مسبقًا بقدومهما:
“أهلًا بكما، دوقُ كرينسيا، والأميرةُ رينا. كنَّا ننتظرُكما. هلْ ستذهبانِ إلى الشَّمالِ مباشرةً؟”
“لا، تغيَّرَتِ الخطَّةُ. نودُّ المكوثَ هنا اليومَ.”
عبسَ الكاهنُ وقالَ:
“يا للأسفِ، نحنُ في فترةِ طقوسٍ خاصَّةٍ، ولمْ يتبقَّ سوى غرفةِ ضيوفٍ واحدةٍ.”
ثمَّ نظرَ إلى كايدن ورينا وقالَ:
“يبدو أنَّ عليكما مشاركةَ الغرفةِ. هلْ هذا مناسبٌ؟”
“يمكنُني التَّخييمُ معَ الفرسانِ، فأرشدْ رينا إلى الغرفةِ.”
ردَّ كايدن بلامبالاةٍ.
فجأةً، أمسكتْ رينا بكمِّه وصاحتْ بدهشةٍ:
“ماذا؟ ستنامُ في الخارجِ؟”
“إذنْ، هلْ تريدينَ مشاركةَ الغرفةِ؟”
“ألا يمكنُنا النَّومُ بشكلٍ منفصلٍ؟”
دهشَ كايدن منْ سؤالِها الجريءِ وأغمضَ عينيْه.
لمْ تدركْ رينا ما قالتْه.
بينما كانَ كايدن يفكّرُ في الرَّدِّ، تدخَّلَ الكاهنُ:
“لنْ يكونَ الأمرُ مزعجًا إن كنتما بنفس الغرفة. فأنني إنْ تركتُ الدّوقَ ينامُ في الخارجِ، سيوبّخُني جلالتهُ.”
“لكنْ، أنا حقًّا لا أمانعُ…”
“ألستما زوجيْن مُعترفًا بهما منْ جلالتِه؟”
لمْ يجدْ كايدن ردًّا على سؤالِ الكاهنِ المباغتِ.
كانَ صحيحًا أنَّهما زوجانِ علنًا.
تخطَّيا مراسمَ الزَّواجِ بحجَّةِ أمورِ الشَّمالِ، ولكن طلبُ غرفتيْن منفصلتيْن سيثيرُ الشُّبهاتِ.
ثمَّ أيدتْ رينا الكاهنَ:
“الكاهنُ محقٌّ. بما أنَّنا زوجانِ، يجبُ مشاركةُ الغرفةِ.”
لمْ يستطعْ كايدن رفضَ طلبِ الكاهنِ الحارِّ، فوافقَ بصمتٍ.
عندما وصلا إلى الغرفةِ، واجهَ كايدن صراعًا آخرَ.
كانتْ الغرفةُ الوحيدةُ المتبقّيةُ أصغرَ منْ غرفِ الضُّيوفِ العاديّةِ.
عندما رأى سريرًا واحدًا، أرادَ العودةَ فورًا.
‘السَّريرُ صغيرٌ جدًّا لشخصيْن.’
بالطَّبعِ، لمْ يكنْ صغيرًا لدرجةِ أنَّه لا يتَّسعُ لاثنيْن، لكنَّه بدا كذلكَ في عينيْه.
رينا، التي كانتْ تفرغُ أمتعتَها بسهولةٍ، لاحظتْ تعبيرَ كايدن الجَّديَّ أمامَ السَّريرِ ومالتْ برأسِها:
“هلْ هناكَ مشكلةٌ في السَّريرِ؟”
“بل مشاكلٌ كثيرةٌ. كيفَ سننامُ هنا؟”
عبسَ كايدن، فتوقَّفتْ رينا عنْ تفريغِ الأمتعةِ وتوجَّهتْ إلى السَّريرِ.
جلستْ عليهِ، تحرَّكتْ لأعلى وأسفلَ، وقالتْ بهدوءٍ:
“يبدو أنَّكَ نشأتَ مدلَّلًا.”
“ماذا؟”
“أشعرُ أنَّ السَّريرَ لا بأسَ بهِ.”
أدركَ كايدن متأخّرًا سوءَ فهمِها ونقرَ بلسانِه.
حاولتْ رينا التَّوضيحَ لكنَّه قالَ:
“لستُ أعترضُ على مكانِ النَّومِ…”
“إذنْ، هذا جيّدٌ. الغرفةُ تعجبُني.”
سكتتِ الغرفةُ بعدَ كلامِ رينا البريءِ.
لو تابعَ الشَّكوى، سيبدو كأرستقراطيٍّ متطلبٍ.
لمْ يستطعْ الاعتراضَ أكثرَ، فتنهَّدَ بحسرةٍ مرارًا.
‘أشعرُ أنَّها تجذبُني للموافقةِ مرارًا.’
حينها قالَ كايدن:
“هلْ أنتِ دائمًا هادئةٌ هكذا في كلِّ شيءٍ؟”
“ماذا؟”
لمْ تدركْ رينا الموقفَ بعدُ، وبدتْ عيناها الزَّرقاوانِ بلا خوفٍ رغم أنهما في نفس الغرفة.
‘لماذا تثقُ بي هكذا؟’
لمْ تكنْ نظرةُ رينا له نظرةً متوقَّعةً منْ شخصٍ لمْ يلتقِ
بهِ سوى مرَّاتٍ قليلةٍ.
‘ربما…لهذا أظلُّ أنجذبُ إليها.’
اقتربَ كايدن منْ رينا الجالسةِ على السَّريرِ وقالَ:
“أقصدُ، لا تبدينَ مدركةً لمشاركتِكِ الغرفةَ معي وحدَنا.”
ثمَّ حاصرَها بذراعيْه وقالَ:
“لمَ أنتِ هادئةٌ هكذا؟ ألا تخافينَ مما قدْ أفعلُه؟”
ارتجفتْ عينا رينا قليلًا.
أدركتْ أخيرًا معنى نومِ رجلٍ وامرأةٍ في غرفةٍ واحدةٍ، وسألتْ بهدوءٍ:
“هلْ هذا اليومُ الذي نبدأُ فيهِ علاقتَنا الزَّوجيّةَ؟”
“ماذا؟”
تفاجأ كايدن بسؤالِها الجريءِ وابتلعَ أنفاسَه.
لكنَّ كلامَ رينا لمْ يتوقَّفْ:
“منذُ أنْ جئتُ إليكَ، كنتُ مستعدَّةً. رغمَ أنَّه زواجٌ تعاقديٌّ، ولكن إنْ أردتَ وريثًا، سأقومُ بواجباتي الزَّوجيّةِ…”
“مهلًا توقفي…!”
تراجعَ كايدن وهو يستمعُ إليها…لقد شعرَ وكأنَّ جسدَه يحترقُ.
توقَّفتْ رينا ونظرتْ إليهِ بدهشةٍ.
رؤيةُ وجهِها البريءِ الهادئِ أذهلتْه.
أرادَ فقطْ تحذيرَها لأنَّها بدتْ غيرَ مباليةٍ، لكنَّ سؤالَها الجريءَ عنْ الوريثِ أربكَه.
قالَ كايدن بوجهٍ مرتبكٍ:
“عمَّ تتحدَّثينَ الآنَ؟”
“هلْ قلتُ شيئًا خاطئًا؟”
“كثيرًا، كثيرًا جدًّا.”
احتجَّ كايدن بنزقٍ، لكنَّ رينا ظلَّتْ غير مستوعبةٍ.
نظرتُها المحيَّرةُ جعلتْه يشعرُ بالجنونِ.
عبثَ بشعرِه وقالَ بحزمٍ:
“سأوضّحُ لكِ فقط، ليسَ لديَّ أيُّ نيةٍ لفرضِ ذلكَ عليكِ. مجرَّدُ ظنِّكِ أنّني سأجبرُكِ على شيءٍ كهذا مزعجٌ.”
كانَ وجهُه المتشنّجُ مخيفًا أكثرَ منْ المعتادِ.
لمْ تدركْ رينا ذلكَ، فكانَ الموقفُ عرضةً لسوءِ الفَهمِ.
نظرتْ رينا إلى كايدن الغاضبِ بذهولٍ.
رغمَ أنَّ هذا الزَّواجَ ليسَ مبنيًّا على الحبِّ، فقدْ ارتبطا كزوجيْن بالعقد.
‘بما أنَّه دوقٌ، سيحتاجُ وريثًا، وقدْ أضطرُّ لإنجابِه.’
كانتْ تعتقدُ أنَّها قالتْ شيئًا بديهيًّا.
لمْ تتوقَّعْ ردَّةَ فعلٍ حادَّةً كهذهِ.
‘هلْ يكرهُ هذا لهذهِ الدَّرجةِ؟’
صحيحٌ أنَّهما لمْ يلتقيا سوى مرَّاتٍ قليلةٍ، فقدْ يكونُ الأمرُ محرجًا بالنّسبةِ لهُ.
كانتْ رينا مستعدَّةً لكلِّ شيءٍ منذُ قرَّرتِ الذَّهابَ إلى الشَّمالِ، لكنَّ كايدن ربَّما لمْ يكنْ كذلكَ.
أدركتْ رينا أنَّ الموقفَ قدْ يكونُ محرجًا لهُ، فقالتْ بهدوءٍ:
“حسنًا.”
بالطَّبعِ، شعورُ الرَّفضِ لمْ يكنْ جيّدًا.
خفضتْ رينا رأسَها لإخفاءِ تعبيرِها.
عمَّ جوٌّ متوترٌ في الغرفةِ.
شعرَ كايدن بالحرجِ منْ رؤيةِ رينا المتجهّمةِ فجأةً.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 13"