━━━●┉◯⊰┉ الفصل 12 ┉⊱◯┉●━━━
ابتسمَ كايدن وهو يتوقَّعُ ردَّةَ فعلِ رينا.
كلَّما رآها، بدتْ أكثرَ إثارةً للاهتمامِ. حتى بات يشعر بأنهُ يريدُ إبقاءَها قريبةً لمراقبتِها.
كانتْ وجودًا ممتعًا اقتحمَ حياتَه الرَّتيبةَ المملة فجأةً.
حتَّى وقتٍ قريبٍ، كانَ يظنُّ أنَّها لنْ تكونَ مرتبطةً بهِ أبدًا.
لو عرفَ أنَّها امرأةٌ ممتعةٌ لهذهِ الدَّرجةِ، لكانَ حاولَ الاقترابَ منها مبكّرًا.
لمسَ كايدن خدَّ رينا بنزقٍ.
رغمَ قصرِ معرفتِه بها، كانتْ كلُّ لحظةٍ معها قويّةً.
يبدو أنَّه حصلَ على عروسٍ ممتعةٍ حقًّا.
مسحَ السَّخامَ بلطفٍ وهمسَ بهدوءٍ:
“هلْ استمتعتِ باللعبِ بالنَّارِ؟”
في المقابلِ، فتحتْ رينا عينيْها بدهشةٍ.
‘منذُ متى كانَ هنا؟’
في الظَّاهرِ، قدْ يبدو أنَّها رمت المصباح لِتُشعِلَ النَّارَ في إيزابيل.
فضلًا عنْ ذلكَ، لمْ يكنْ هناكَ أحدٌ في صفِّها.
خشيتْ أنْ تُتَّهمَ كما حصل في تجاربها في حياتها السَّابقةِ، فحاولتْ التَّوضيحَ بسرعةٍ.
لكنَّ كايدن بدا غيرَ مبالٍ بهذا.
بلْ، أحرجَها سؤالُه عنْ شعورِها، فلمْ تعرفْ كيفَ تجيبُ.
‘كيفَ أشرحُ هذا الشُّعورَ؟’
لقدْ أعطتْ درسًا لمنْ ضايقَها دومًا، وشعرتْ بالرَّاحةِ.
مواجهةُ الخوفِ أثارتْ مشاعرَ معقَّدةً أكثرَ ممَّا توقَّعتْ.
خفضتْ رينا رأسَها وتمتمتْ بهدوءٍ:
“ليسَ سيّئًا.”
“إذنْ، هذا جيّدٌ.”
كانتْ حرارةُ يدِه التي لامستْ خدَّها دافئةً.
ابتسامتُه تحتَ ضوءِ القمرِ وسطَ الدُّجى
بدتْ متلألئةً بشكلٍ خاصٍّ.
شعرتْ وكأنَّ الزَّمنَ توقَّفَ وهما وحدَهما معًا فقط.
بدأتْ مشاعرُها المتوتّرةُ تهدأُ تدريجيًّا.
كانَ شعورًا غريبًا. مجرَّدُ النَّظرِ إليهِ منحَها استقرارًا عجيبًا و راحةً لا مثيل لها.
‘ربَّما هذا بفضلِ الذِّكرياتِ التي كونتها معَه في حياتي السَّابقةِ.’
ربما هذا هو شعورُ الأمانِ النَّابعُ منَ الثّقةِ العمياءِ بمنْ مدَّ يدَه إليها أوّلًا.
فجأةً، ناشدتْ ويندي كايدن:
“ألمْ ترَ، يا دوقُ؟ رينا أشعلتِ النَّارَ في إيزابيل عمدًا!”
كما توقَّعتْ رينا تمامًا. تبعَ ذلكَ بكاءُ إيزابيل بصوتٍ أعلى.
كانتْ تمثّلُ ليبدو أنَّ رينا هي المعتديةُ.
لكنْ ردَّةَ فعلِ كايدن ظلَّتْ فاترةً:
“حسنًا، في نظري، بدا العكسُ.”
ثمَّ وضعَ ذراعَه حولَ كتفيْها وهدرَ بهدوءٍ:
“ألمْ يكنْ ذلكَ المصباحُ للأميرةِ إيزابيل؟”
“نعمْ، لكنْ! أسقطتْه بالخطأِ، ورينا رمتهُ نحوَ إيزابيل!”
“ربَّما كانتْ حركةً عفويّةً عن طريق الخطأ. وأيضًا ألمْ تكدْ زوجتي تحترقُ أيضًا؟”
“…”
زوجتي؟
ارتجفَ كتفا رينا منْ هذا اللَّقبِ المفاجئِ. وتفاجأتْ ويندي وإيزابيل أيضًا.
رغمَ إعلانِ زواجِهما في الحفلِ، كانتْ هذهِ أوّلَ مرَّةٍ يعترفُ فيها برينا كزوجتِه علنًا.
تابعَ كايدن بهدوءٍ وهو يُذهلُ الجميعَ:
“انظري، كمْ كانتْ مرتعبةً حتَّى تجمَّدتْ. كيفَ ستتحمَّلينَ مسؤوليّةَ هذا؟”
‘لقدْ فاجأتني أنتَ…’
لمْ تستطعْ رينا التَّوضيحَ، إذْ رفعَها كأميرةٍ فجأةً.
ثمَّ قالَ لإيزابيل، التي كانتْ متجمّدةً كالجليدِ:
“يبدو أنَّ للأميرةِ إيزابيل منْ يعتني بها، لذا سنغادرُ الآنَ.”
“أيُّها الدوقُ!”
رغمَ صراخِ ويندي، ابتعدَ كايدن عنِ النَّافورةِ بلا تردّدٍ.
كأنَّه يريدُ إخراجَها منْ هنا بأسرعِ وقتٍ.
احمرَّ وجهُ رينا خجلًا وهي محمولةٌ بينَ ذراعيْه.
معاملتُه لها كطفلةٍ ثمينةٍ كانتْ محرجةً لكنَّها ليستْ سيّئةً.
شعرتْ بتأثّرٍ لأنَّه يعتبرُها زوجتهُ ويعاملها وكأنها منْ أهلِه.
لكنْ، لمْ تكنْ مرتاحةً تمامًا بسببِ الموقفِ السَّابقِ.
بعدَ قليلٍ، وصلا إلى حديقةٍ خاليةٍ، فتكلَّمتْ رينا كمنْ يعترفُ:
“في الحقيقةِ، فعلتُ ذلكَ عمدًا.”
“أعرفُ.”
“تعرفُ؟”
نظرتْ رينا إليهِ بدهشةٍ.
كانَ مفاجئًا أنَّه وقفَ إلى جانبِها رغمَ معرفتِه.
خفضَ كايدن رأسَه ليلتقي بنظرِها.
عيناهُ البنفسجيّتانِ تلألأتا تحتَ ضوءِ القمرِ، بلا أيِّ إدانةٍ.
بلْ، تابعَ بوجهٍ ممتعٍ:
“كنتُ أعرفُ أنَّهم ضايقوكِ لفترةٍ طويلةٍ. مساعدي كفءٌ جدًّا.”
“آه…”
‘بالطَّبعِ، لمْ يكنْ ليوافقَ على هذا الزَّواجِ دونَ تحقيقٍ عن خلفيتها جيدًا.’
شعرتْ رينا بالخجلِ لكشفِ عيوبِها.
عندئذٍ، قالَ كايدن:
“أحسنتِ.”
في تلكَ اللحظةِ، بدا كلُّ ما عاتبتْ نفسَها عليهِ على ما يرامُ.
كلمتُه الواحدةُ أراحتْها.
عندما سكتتْ رينا، تمتمَ كايدن بلطفٍ:
“لو بقيتِ صامتةً وتحمَّلتِ، لظننتُ أنّني أخطأتُ في تقديرِكِ.”
“…”
“هلْ شعرتِ بتحسّنٍ بعدَ أنْ عبَّرتِ عن مشاعركِ؟”
“…كثيرًا جدًّا.”
“إذنْ، هذا يكفي.”
ضحكَ كايدن بهدوءٍ وأنزلَ رينا.
ثمَّ عبثَ بشعرِها بلطفٍ وقالَ:
“افعلي ما تريدينَ منْ الآنَ فصاعدًا. اتركي
العواقبَ لي.”
معَ هذا التَّشجيعِ الحنونِ، تأثَّرتْ رينا بشدة.
لكنَّها، لئلّا تُظهرَ مشاعرَها، سألتْ بنزقٍ متعمَّدٍ:
“وماذا لو فعلتُ شيئًا خطيرًا؟”
أجابَ كايدن بصوتٍ مليءٍ بالمرحِ:
“مهما كانَ ما ستفعلينهُ، سيبدو ممتعًا بالتأكيد.”
بدا وكأنَّه لا يهتمُّ بأيِّ حالٍ.
شعرتْ رينا بالرَّاحةِ، فضحكتْ وتمتمتْ:
“أنتَ حقًّا غريبٌ.”
“أسمعُ هذا كثيرًا، فلستُ متفاجئًا.”
حينها مدَّ كايدن يدَه:
“لنعدْ.”
نظرتْ رينا إلى يدِه الكبيرةِ، ثمَّ وضعتْ يدَها بدلَ الرَّدِّ.
***
في اليومِ التَّالي، غادرتْ رينا القصرَ الإمبراطوريَّ المملَّ متوجّهةً إلى الشَّمالِ.
‘كمْ كانَ هذا سهلًا.’
ما كانَ صعبًا جدًّا في حياتِها السَّابقةِ، أصبحَ سهلًا بعدَ لقاءِ كايدن.
نظرتْ رينا إلى النَّافذةِ وهي تشعرُ بمشاعرَ متضاربةٍ.
كانتِ العربةُ متوجّهةً إلى المعبدِ الكبيرِ، حيثُ بوَّابةُ الشَّمالِ.
كانَ المعبدُ يقعُ في ضواحي العاصمةِ.
برقتْ عينا رينا كالأطفالِ بذهولٍ
لرؤيتها العالم الخارجي.
نظرَ إليها كايدن وقالَ:
“ما الذي يدهشُكِ هكذا؟”
“لأنَّني لمْ أخرجْ منَ العاصمةِ منذُ زمنٍ.”
“لو أردتِ الخروج، يمكنكِ الذهابُ إلى المعبد.”
سألَ كايدن بتعجّبٍ، فالأمراءُ ليسوا مقيَّدينَ حتَّى في التَّنزّهِ القريبِ.
عندَ سؤالِه العابرِ، أصبحَ وجهُ رينا جديًّا.
نظرتْ رينا إلى النَّافذةِ بحزنٍ.
بعدَ مغادرةِ عائلةِ إيف لأراضيها، عزلتْ رينا نفسَها لثلاثِ سنواتٍ.
لمْ يجبرْها أحدٌ، لكنَّ الخروجَ منَ القصرِ كانَ صعبًا.
‘ربَّما عزلتُ نفسي لعدمِ وجودِ منْ أعتمدُ عليهِ.’
تذكَّرتْ الماضي وتمتمتْ بهدوءٍ:
“بالفعلِ، لو أردتُ، كنتُ سأذهبُ. لكنَّ ذلكَ كانَ صعبًا.”
لمْ يقلْ كايدن شيئًا، بلْ بقي إلى جانبِها بصمتٍ.
بعدَ قليلٍ، التفتتْ إليهِ وقالتْ:
“الآنَ وقد عرفتُ، فسأكونُ أكثرَ شجاعةً.”
ابتسامتُها الشُّجاعةُ بدتْ مؤثّرةً.
ففتحَ كايدن فمَه بنزقٍ:
“إنْ أردتِ، يمكنُنا البقاءُ في المعبدِ يومًا كاملًا أو أكثر.”
كانَ قولهُ لهذا مضحكًا بشدة، إذْ كان كلاهما يسرعانِ بالفعل للعودةِ إلى الشمال بسببِ الوحوشِ.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 12"