استمتعوا
“سوفيلا، هل هدأ بالكِ قليلاً؟“
“…هل ستزدريني يا ليو؟ لقد تحدّثت مع والدتي الحقيقية، الكونتيسة، ومع ذلك… لم أشعر بشيء تجاهها.”
“كيف لي أن أزدريكِ سوفيلا؟ لا حاجة لأن يتألم قلبكِ من أجل إنسانة كهذه. إن لم تشعري بشيء، فذلك هو الأفضل.”
“دائمًا ما تدللني هكذا، ليو.”
“ما أقوم به ليس من باب التدليل… أنا نادم… لو أنني خطفتكِ منذ لقائنا الأول، قبل أن تُجرحي بتلك الطريقة القاسية…”
“حتى لو عدنا إلى الماضي، ما كنت لتفعل ذلك. لأننا لم نكن نحبّ بعضنا حينها. لم يكن لديك الحافز لتخطفني، ولم أكن أنا مستعدة للسير خلفك.”
“…صحيح أنني شعرتُ بانجذاب إليكِ منذ لقائنا الأول، لكنه لم يكن حبًا بعد. ومع ذلك…”
“في ‘الحلم‘، تحدثنا كثيرًا، وتعرفتُ على ليو. ومع كل مرة عرفتك فيها أكثر، تزايدت مشاعري نحوك، حتى تحوّلت إلى حب. تطلّب الأمر وقتًا حتى ينضج هذا الحب، فلا تحزن من أجل الماضي.”
“…ولكن، سنواتكِ الست تلك يا سوفيلا كانت قاسية إلى حدٍّ لا يُطاق…”
“أنت يا ليو، أصبحتَ دوقًا في سن المراهقة، وكان ذلك عبئًا عظيمًا عليك، ومع ذلك، لم تدّخر جهدًا في كل ما كنتَ قادرًا على فعله من أجلي. وهذا يكفيني.”
“كنت أستمد قوتي من فكرة أنني سأراكِ في ‘الحلم‘.”
“وأنا كذلك. رغم كل العذاب، كنت أستطيع الاستمرار لأنني كنت أراك في ‘الحلم‘. ولهذا تمكنت من البقاء على قيد الحياة في ذلك المنزل. لكن الحقيقة أن هذا لم يكن السبب الوحيد لبقائي…”
“أكانت شقيقتكِ؟“
“نعم… لوهلة بدأت أظنّ أن روز، شقيقتي، كانت تحاول حمايتي. لأن نظرتها كانت دافئة.”
“ومع ذلك، لم تطلبي عونها.”
“كنت خائفة… خائفة من أن أُدفع بعيدًا كما حدث مع أخي.
كنت أخشى أن يثبت لي الواقع مجددًا أن لا مكان للأمل فيه.”
“ولكنك الآن متأكدة، أليس كذلك؟ أنها كانت إلى جانبك.”
“أنا شخص ماكر… قمت بمجازفة. بينما كانت روز تشتمُني أمام الخدم، همستُ بصوتٍ لا يسمعه أحد، ‘أنا لا أريد الزواج، لأن في قلبي شخصًا أحبّه.’ “
“وهكذا تم فسخ خطبتكِ.”
“لم تمضِ سوى أيام قليلة، حتى جعلت روز الكونتيسة توافق على فسخ الخطوبة خلال العشاء.”
“ومن ثم، تأكدتِ من نيتها، أليس كذلك؟“
“كنت أظنّ أنني لا أملك حليفًا في ذلك القصر، لكن اتّضح أنني كنت مخطئة. كان هناك شخص واحد فقط، تصرف لأجلي.
لم يدفعني بعيدًا. لم يكتفِ بالكلمات، بل تصرّف حقًا ليحميني.
لقد كنت… سعيدة… سعيدة جدًا… لقد جمّدت قلبي لأتمكن من البقاء في منزل ستانلي، لم أعلّق أملًا على عائلتي، ولا معلمتي، ولا على الخدم الذين تبقوا. لكن… لكن كان لديّ دائمًا من يقف بجانبي… أختي، التي بذلت كل ما في وسعها لحمايتي…”
“لقد كنتُ أبحث عن الخدم الثلاثة الذين اختفوا، لكنني لم أعثر عليهم. وبعد أن أخبرتِني عن شقيقتكِ، بحثت في منزل خطيبكِ السابق، ووجدتهم هناك يعملون.”
“إذاً… روز كانت منذ ذلك الوقت تتحرّك لأجلي… لقد رتّبت الأمر لأتمكن من رؤية ماري والبقية مجددًا بعد زواجي…”
“بفضل مهارة رين، استطعت أن أراكِ في ‘الحلم‘. لكنني كنت عاجزًا تمامًا في الواقع. لذلك أنا ممتنّ لشقيقتكِ التي حمتكِ في هذا العالم الحقيقي.”
“لقد علمتني كيف أستخدم المهارة، وعلّمتني رين قواعد السلوك. رغم أنّ قلبي مات في الواقع، لكنني كنت أبتسم في ‘الحلم‘ .”
“لكن لم يكن بمقدورنا إدخال الطعام أو الأدوات إلى الحلم.
كان من المؤلم رؤية سوفيلا تضعف يومًا بعد يوم. رين كانت تقول دومًا، ‘أتمنى لو أضع العلاج على شعر الانسة سوفيلا.'”
“…كنت أظنّ أن لا أحد يحميني، لكن في الواقع، كانت روز تمنحني من طعامها. لو لم تفعل، لكنت فقدت القدرة على الحركة، وهزلت كعظام الطير.”
“……هل سمعتِ من رين عن أثر الجرح على وجهها؟“
“ما بالك تسأل فجأة؟ لقد قالت إن الكريم الذي قدّمته لها الانسة ميرابيل قد خفّف الأثر قليلًا، أليس كذلك؟“
“لكن يبدو أن للكريم حدودًا لا يمكن تجاوزها. لذلك، قالت إنها سيجعل الزرع آخر الحلول، وترغب أولًا بتجربة مهارة ‘الشفاء‘.”
“…مهارة ‘الشفاء‘…”
“ألم تقولي إن مهارة شقيقتك هي الشفاء؟“
“آه!!”
“هل يمكن أن تطلبي منها ذلك… من أجلنا؟“
“تقول ‘من أجلنا‘… لكن في الحقيقة، لأجلي، أليس كذلك؟“
“…لا أعلم ما تعنينه…”
“…أنا أحبك.”
“…ماذا؟“
“أنا أحبك، حبًّا لا تفيه هذه الكلمات حقّه.”
“سوفيلا؟“
“عالمي ضيق جدًا، لذا لم أكن أفهم ما هو الحب.
لكن حين أكون معك، دائمًا ما أشعر أن قلبي يتوهّج.”
“…سوفيلا…”
“حتى لو لم يكن هذا هو الحب، حتى لو كانت هذه المشاعر شيئًا آخر، فأنا أريد البقاء معك إلى الأبد.”
“سنظل معًا دائمًا، حتى إن لم يكفِ الزمان في الواقع، فسنكمله في ‘الحلم‘.”
“ستكون حياتي القادمة طويلة جدًا، حتى أنني سأنسى تمامًا تلك السنوات الست في منزل ستانلي.”
“وهذا أفضل.”
“أسرتي هي ليو، ورين، وماري، وجون، وتوم، وروز، لا أحد سواهم.”
“أجل.”
“ما أريده فقط هو حبّكم، أنتم الذين تعنون لي كل شيء.
لا أريد شيئًا يشبه الحب من الآخرين، ولا أي تعاطف مزيف.”
“أنا أحبك، وكذلك أسرتنا، نحبكِ دون أن تطلبي منا، نحبكِ دائمًا.”
“أنا ممتنة لولادتي بعيون حمراء.
لأنها جعلتني أدرك ما هو الأهم حقًّا.”
“سوفيلا…”
“أنا أحب عائلتي، لا أكتفي بالرغبة في حبهم، بل أحبهم بكل قلبي.”
“أنا أحبك. أنا ممتن لأنكِ على قيد الحياة.”
“أنا أحبك. لولا إنقاذك لي، لما تمكنت من النجاة.”
“أنا أحبك، وسأرددها دائمًا، حتى تسأمي منها.”
“أنا أحبك، ولن أملّها أبدًا، لذا قلها لي كل يوم.”
“أنا أحبك، وسأعوض كل ما فات بقولي إياها مرارًا.”
“أنا أحبك.”
“أنا أحبك.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 12"