بسبب تأثيرات اللفافة السحرية التي شوّهت حواسه، لم يكن شيد يعلم ما الذي كان يحدث له حقًّا. كل ما كان يراه أمامه هو رينوس، فظلّ يحدّق به بإمعان.
سرعان ما بدأت هالة سوداء تحيط بجسد رينوس، وبدأت حراشف سوداء تظهر على وجهه. وتضخّمت يده التي كانت تمسك بالسيف، بينما طالت أظافره وأصبحت حادّة كالسكاكين.
أخيرًا!
شعر شيد بتيارٍ من النشوة يجتاح جسده. أخيرًا، ها هو شقيقه يتحوّل إلى تنين شرير أمام أعين الجميع!
صحيح أن هذا لم يكن تحوّلًا حقيقيًا، بل مجرد وهم صُنع باستخدام اللفافة السحرية، لكن هذا لم يكن مهمًّا. المهم أن الجميع سيصدّقون ما رأوه.
لو لم تكن هناك عيون تراقبه، لانفجر ضاحكًا حتى اختنق.
لكن للأسف، لم يكن ذلك ممكنًا، لذا أظهر وجهًا متألمًا، وصوّب سيفه نحو شقيقه بتمثيلٍ درامي، وهو يصرخ:
“أخي!”
“%()$!_+&)”
فتح رينوس فمه ليرد، لكن الصوت الذي صدر منه لم يكن سوى زمجرةٍ وحشية غير مفهومة.
كاد شيد ينفجر ضاحكًا وهو يمسك ببطنه، لكنه تماسك وقال بصوتٍ مرتفع ليسمعه جميع الحضور:
“إنه خطير! ألقِ بسيفك فورًا!”
” $&*)$!)%#!!&? “
خرجت من فم رينوس كلمات غير مفهومة أشبه بلغة غريبة، ثم نظر حوله إلى الجمهور المذهول وبدأ يتمتم بكلماتٍ مبهمة، قبل أن يوجّه سيفه نحو شيد بالمثل.
في نظر شيد، لم يرَ أمامه سوى مخلوقٍ مقزّز يشبه سحليةً متجسدة في هيئة بشرية، يوجّه سيفه إليه.
ومن المؤكد أن الجمهور يرى الشيء نفسه.
“&%!)%!()%!!!”
“%&!^(!(+!!!”
الغريب أن أصوات المتفرجين الذين كانوا يصرخون نحوه بدت مشوّشة، كما لو كانت مثل صوت رينوس.
“ربما أنا متوتّر أكثر من اللازم، وبدأ سمعي يختلّ.”
أزاح شيد تلك الأفكار غير المجدية من رأسه، ونظر حوله إلى المدرجات، ثم صرخ بأعلى صوته:
“أيًّا كان، اجلبوا الآن الآنسة بيوريتينا! رغم كونها مجرمة خرقت أمر احتجازها، فلن نحاسبها الآن، فهذه حالة طوارئ! أسرعوا! سأقوم بإيقاف أخي في هذه الأثناء!”
“……”
“الدوق جاستيس والماركيزة الصغيرة لابرينث، لا تتدخّلا! هذا عبءٌ يجب أن أحمله وحدي! لا أريد أن أرى جسد أخي يتأذّى أمام عيني! وأنت هناك! بأي وسيلة كانت، اجلب الآنسة بيوريتينا! بسرعة!!!”
وأشار بيده إلى أحد مساعديه الموثوقين الذي كان قد اتفق معه مسبقًا على إحضار تيرييل.
لكن المساعد بدا عليه الارتباك التام.
وكأن صدمةً أصابته، بملامح متردّدة بين: “هل هذا حقًّا مقبول؟” و”ما الذي يحدث بحق السماء؟”
استشاط شيد غضبًا من هذا التردّد، فصرخ فيه بحدّة:
“الآن!”
فلم يكن أمام المساعد خيار إلا أن ينطلق لتنفيذ الأمر.
شيد، الذي توهّم بأن كل شيء يسير وفق خطّته، صرخ بصوتٍ جهوري:
“أنا، تنفيذًا لوصية الإمبراطور الأول أرجينتايم، الممثل الأول لإرادة حاكم الشمس، لن أبخل بحياتي وسأبذل كل ما في وسعي لإيقاف أخي!”
وهنا بدأ الجوّ بين الجمهور يتغيّر على نحوٍ غريب.
بدأت نظراتهم نحوه تتغيّر، وكأنهم ينظرون إلى مجنون. لكن شيد ظن أنهم مذعورون من رؤية التنين الشرير.
“)#(!%)$&%!)%)!*!!!”
في خضمّ تلك الفوضى، ظهرت الملكة من بعيد وهي تصرخ غاضبة وتهمّ بالقفز إلى ساحة النزال، لكن الخدم أوقفوها بالقوة وأجبروها على الجلوس.
ابتسم شيد بسخرية داخليًّا من ضعف والدته.
ماذا، هل تخشين أن يُصيبني التنين الشرير بمكروه؟
ولذا، وبدافعٍ من “الرحمة”، قرر أن يُنهي هذه المسرحية شيئًا فشيئًا.
نظر بعين الرضا إلى المقاعد المبعثرة والجمهور المذعور بسببه، ثم أمسك سيفه بكلتا يديه كفارسٍ عائدٍ من المعركة، يستعد لانتصارٍ كبير.
ثم صرخ صرخةً مدوّية، وكأن الموت يحدّق به وهو يواجه التنين الشرير.
“لتنزل قوة جلالة الإمبراطور الأول أرجينتايم، الممثل الأول لحاكم الشمس، على حدّ هذا السيف!!”
ما إن أنهى شيد جملته الدرامية بأسلوبٍ مسرحيّ متقن، حتى اندفع مهاجمًا. لكن رينوس تصدّى له بسهولة بالغة.
كاااانغ!
رغم أن سيف رينوس انطلق في خطٍّ مستقيم، إلا أن مساره انحنى كالأفعى، فالتفّ حول نصل شيد ودفعه بقوة.
كانت الضربة شديدة، لدرجة أن شيد، رغم كونها مواجهة واحدة، أفلت سيفه وارتطم بالأرض متدحرجًا. وفي اللحظة التالية، غرس رينوس سيفه كالصاعقة بجانب عنق شيد مباشرة.
هُزم شيد في طرفة عين، فصرخ بأعلى صوته وكأن حياته على المحك:
وفي تلك اللحظة، اقتحم فرسان الإمبراطورية المدرّعون بالكامل ساحة القتال.
“)()!%&%!^)!%(!!”
“(*&^)+!%_%!+!!”
رغم أن كلماتهم كانت غير مفهومة، فإن شيد، الذي بلغ قمة الانفعال، لم يلحظ أيّ غرابة في الأمر.
ثم صرخ في وجه رينوس:
“لقد انتهى كل شيء يا أخي! كفّ عن هذه المقاومة العبثية واستسلم بهدوء!”
ومثلما كان متوقعًا، لم يتحرك رينوس قيد أنملة. حتى سيفه الموجّه نحو عنق شيد بقي ثابتًا.
عندها، توجّه شيد بالصراخ إلى الفرسان:
“قيّدوه! نحن في حالة طوارئ، وسأتولى أنا كامل المسؤولية! هيا، بسرعة!”
استجاب الفرسان لأمره واندفعوا نحوه.
لكن أيديهم العنيفة لم تتجه نحو رينوس.
“ما هذا؟! ماذا تفعلون؟!”
بل اتجهت نحو شيد نفسه.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
“هل أُكلت أرواحكم بواسطة تنين شرير؟! قلت لكم، لستُ أنا من يجب أن يُقيّد، بل ذاك الشخص هناك! هل أنتم فعلًا فرسان إمبراطوريون؟! أتعجزون عن التمييز؟!”
نظرتُ بعينين شبه مغلقتَين إلى شيد، الذي تحوّل الآن إلى كائن يشبه السحلية القبيحة، وهو يصرخ بينما يثبّته الفرسان على الأرض.
وهكذا، مثلما يُقال: كما تدين تُدان. لو أنك لم تستخدم تلك اللفافة، لما حدث لك كل هذا.
فاللفافة السحرية التي استخدمها شيد لم تحوّل رينوس إلى تنين شرير، بل حوّلت شيد نفسه.
وكانت “هدية إضافية” أنها عطّلت حواسه أيضًا.
حتى لا يدرك فشل خطته قبل وصول الفرسان، فيبقى غارقًا في وهمه، مسرورًا بنفسه.
وبالطبع، لم تجد أوامر شيد أيّ صدى. بل إن الفرسان، الذين باتت ملامحهم تعجّ بالاشمئزاز، ثبتوه على الأرض بعنفٍ أكبر.
وهكذا انتهى الموقف داخل ساحة النزال، لكن الفوضى بين الجمهور لم تهدأ بعد.
“ما الذي يحدث؟!”
“لماذا يتم تقييد صاحب السمو الأمير الثاني بدلًا من وليّ العهد؟!”
وسط همهمات الجماهير المرتبكة، صرخت الملكة من مقصورتها، وقد شحب وجهها، كأنما خذلها الهواء:
“ما الذي تفعلونه؟! أطلقوا سراح الأمير في الحال!”
أجاب رينوس بدلًا من الفرسان الذين كانوا يقيّدون شيد:
“لقد أظهر سلوكًا غير طبيعي، وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة. سيتم إطلاق سراحه فور الانتهاء من عملية التطهير. نرجو تفهّمكم.”
صرخت الملكة بغضبٍ شديد حتى كاد صوتها يتمزّق:
“يا وليّ العهد! كيف تخطّط لشيءٍ كهذا في بطولةٍ من المفترض أن تكون نزيهة؟! أكنت بهذا القدر من انعدام الثقة في مهاراتك في المبارزة؟!”
“عذرًا، لا أفهم ما تعنينه يا جلالة الملكة.”
“أتظنّ أنني لا أعلم أن ولي العهد هو من دبّر هذه الخدعة ضد الأمير؟!”
كانت غاضبة بشدّة. أيمكن أنها لم تكن تعلم شيئًا عن خطة الأمير الثاني؟
أن يحجب عنها أمرًا بهذه الأهمية… لا بد أن الأمير الثاني لم يكن يأبه لها كثيرًا.
في تلك اللحظة، ظهر مساعد الأمير الثاني برفقة تيرييل.
“لقد أحضرنا الآنسة بوريتينا!”
وكان أحد الحراس يرافق تيرييل، التي كانت ترتدي قلنسوةً تخفي ملامحها، وصعدا كلاهما إلى ساحة النزال. وتبعهم الكهنة الذين كانوا ينتظرون بأمر من البابا في مكانٍ قريب، استعدادًا لإعلان تيرييل قديسة.
ولأنهم كانوا يظنّون أن رينوس هو من تحوّل إلى تنين شرير، فقد ظهرت علامات الصدمة واضحة على وجوههم، حين اكتشفوا أن الشخص المقيّد بين أيدي الفرسان… لم يكن سوى الأمير الثاني.
في تلك اللحظة، لمح أحد فرسان الإمبراطورية تيرييل وصرخ بصوتٍ عالٍ:
وما إن أنهى كلامه، حتى اندفع جمعٌ من الفرسان إلى الساحة، وقيدوا تيرييل.
لم يسبق أن عمّت مثل هذه الفوضى.
وسط ساحةٍ تغصّ بالبشر كأنها سربٌ من النمل، زادت الفوضى بسبب مقاومة الأمير الثاني للاعتقال، وصراخ تيرييل المرعوب. ما كان يشبه سوقًا صاخبة تحوّل إلى مشهد فوضى عارمة.
“ما الذي تفعلونه بحقّ الجحيم؟! أطلقوا سراح الآنسة فورًا! يجب أن نبدأ فورًا بتطهير أخي من لعنة التنين الشرير! أيها الحمقى!!”
“آآاااااه! أرجوكم، دعوني! آآااااه!”
[أوهانا : بكمي 🤢🤮]
لم يستطع رينوس احتمال المشهد أكثر، فنطق أخيرًا:
“أطلقوا سراح الآنسة بوريتينا.”
كانت ملامحه توحي برغبةٍ واضحة في إنهاء هذه المسرحية المجنونة بأسرع ما يمكن.
بمجرّد أن أصدر أمره، تراجع الفرسان فورًا.
أما الأمير الثاني، الذي ما زال تائهًا لا يستوعب ما يدور حوله، فصرخ مجددًا:
“الآنسة بوريتينا! أسرعي وطهّري أخي!”
“…تشه.”
نقر رينوس بلسانه بانزعاج، ثم أومأ برأسه باتجاه شيد، الذي تحوّل إلى كائنٍ شبيه بالسحلية.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 149"