9
الفصل 9
************
“تَوَسُّطٌ فِي الزَّوَاجِ؟!”
نَظَرَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا بِعَيْنَيْنِ ضَبَابِيَّتَيْنِ كَمَا لَوْ أَنَّهَا لَا تَرَى مُشْكِلَةً فِي ذَلِكَ.
شَعَرَتْ إِيف بِغَرَابَةٍ وَكَأَنَّهَا رَأَتْ تِلْكَ النَّظْرَةَ مِنْ قَبْلُ.
‘أَشْعُرُ أَنَّنِي قَابَلْتُ هَذِهِ المَرْأَةَ فِي مَكَانٍ مَا.’
لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُتَأَكِّدَةً.
فَتَحَتْ إِيف فَمَهَا بِهُدُوءٍ:
“…… سَيِّدَةُ بِيرْسُونَا. أُقَدِّرُ لَكِ نِيَّتَكِ الحَسَنَةَ، لَكِنَّنِي لَمْ يَمْضِ عَلَى زَوَاجِي أُسْبُوعٌ وَاحِدٌ بَعْدُ.”
‘بَلْ إِنَّنِي قَتَلْتُ ذَلِكَ الزَّوْجَ بِيَدِي.’
“انْسِي أَمْرَ سِيرِيَان. لَمْ يَكُنْ رَجُلًا لَهُ قِيمَةٌ مُنْذُ البِدَايَةِ.”
فِي نَظَرِ إِيف، كَانَ سِيرِيَان مَجْنُونًا بِمَا فِيهِ الكِفَايَةُ.
لَمْ تَكُنْ تُرِيدُ حَتَّى تَخَيُّلَ عَرِيسٍ آخَرَ يَكُونُ “أَكْثَرَ قِيمَةً” مِنْهُ!
“أَنَا مُمْتَنَّةٌ لَكِ، لَكِنَّنِي سَأَرْفُضُ.”
“لَيْسَ هَذَا أَمْرًا يُمْكِنُ رَفْضُهُ.”
تَحَدَّثَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا بِنَبْرَةٍ رَتِيبَةٍ لَكِنَّهَا حَازِمَةٌ.
“إِنَّ تَرْكَ وَرِيثٍ هُوَ وَاجِبُ صَاحِبِ العَائِلَةِ. قَصْرُ بِيْلْفِيْر يَحْتَاجُ دَائِمًا إِلَى سَيِّدٍ. سَيِّدٌ يَجْرِي فِي عُرُوقِهِ دَمُ أَرْنُو.”
“بِمَا أَنَّكِ ذَكَرْتِ ذَلِكَ. أَلَا يُوجَدُ صَاحِبٌ آخَرُ غَيْرِي؟”
“صَاحِبٌ آخَرُ؟”
“…… أَعْتَقِدُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ هُوَ أَنْسَبُ مِنِّي.”
ازْدَادَتِ التَّجَاعِيدُ بَيْنَ حَاجِبَيِ السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا عُمْقًا.
“لِكَيْ يَرِثَ شَخْصٌ خَارِجِيٌّ قَصْرَ بِيْلْفِيْر، يَجِبُ حَقْنُ دَمِ أَرْنُو فِي جَسَدِهِ. أَلَمْ تَسْمَعِي عَنْ مَصْدَرِ هَذَا الدَّمِ؟”
“…… قِيلَ إِنَّهُ يَجِبُ سَحْبُ الدَّمِ مِنْ قَلْبِ السَّيِّدِ السَّابِقِ.”
‘تَبًّا.’ شَعَرَتْ إِيف بِاليَأْسِ وَهِيَ تَقُولُ ذَلِكَ.
“مَعَ كُلِّ احْتِرَامِي، تَبْدُو السَّيِّدَةُ الجَدِيدَةُ شَابَّةً. هَلْ سَتُضَحِّينَ بِحَيَاتِكِ مِنْ أَجْلِ القَصْرِ؟”
“لَا……”
لَمْ تَسْتَسْلِمْ إِيف، بَلْ حَاوَلَتْ مِنْ مَنْظُورٍ آخَرَ.
“وَلَكِنْ فِي عَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ مِثْلِ أَرْنُو، لَا أَعْتَقِدُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَشْخَاصٌ مُؤَهَّلُونَ آخَرُونَ.”
‘بِمُجَرَّدِ التَّفْكِيرِ فِي شَقِيقَيْ سِيرِيَان، أَلَيْسُوا مِنْ نَسْلٍ مُبَاشِرٍ؟ لَقَدْ كَانُوا مِنْ عَائِلَةِ أَرْنُو مُنْذُ البِدَايَةِ، لِذَا لَنْ تَكُونَ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِإِيف لِسَحْبِ الدَّمِ مِنْ قَلْبِهَا.’
“مُنْذُ لَحْظَةِ خُرُوجِهِمْ مِنْ قَصْرِ بِيْلْفِيْر، لَمْ يَعُودُوا مِنْ أَرْنُو.”
“…… مَاذَا تَعْنِين؟”
“فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي أَصْبَحْتِ فِيهَا السَّيِّدَةَ إِيف صَاحِبَةَ القَصْرِ، تَمَّ تَجْرِيدُهُمْ مِنْ مَكَانَتِهِمْ. دَمُ أَرْنُو الَّذِي يَجْرِي فِي عُرُوقِهِمْ قَدْ تَلَوَّثَ. لَمْ يَعُودُوا يَجْرُؤُونَ عَلَى حَمْلِ لَقَبِ أَرْنُو.”
رَفَعَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا إِصْبَعَهَا المُجَعَّدَةَ وَأَشَارَتْ إِلَى صَدْرِ إِيف.
“أَنْتِ الوَحِيدَةُ الَّتِي حَمَلَتِ اسْمَ أَرْنُو فِي هَذَا الوَقْتِ، بَعْدَ أَنْ اجْتَزْتِ ‘اخْتِبَارَ’ القَصْرِ.”
* * *
فِي المُجْتَمَعِ الأَرِسْتُقْرَاطِيِّ، كَانَ الزَّوَاجُ عَقْدًا بَيْنَ عَائِلَةٍ وَأُخْرَى.
كَانَتِ المَرْأَةُ تُعْتَبَرُ قَدْ ‘انْتَقَلَتْ’ إِلَى تِلْكَ العَائِلَةِ مِنْ خِلَالِ الزَّوَاجِ، وَكَانَ مِنَ النَّادِرِ عَوْدَتُهَا إِلَى مَنْزِلِ أَهْلِهَا.
بِاسْتِثْنَاءِ ليْنَا.
“أَخِي مَارْتِيل. هَلْ كُنْتَ بِخَيْرٍ طَوَالَ هَذِهِ الفَتْرَةِ؟”
نَزَلَتْ ليْنَا مِنَ العَرَبَةِ مَعَ أَبْنَائِهَا، وَأَمْسَكَتْ بِطَرَفِ تَنُّورَتِهَا وَانْحَنَتْ بِرُكْبَتَيْهَا.
لَقَدْ كَانَ هَذَا احْتِرَامًا لِرَبِّ العَائِلَةِ.
بِسَبَبِ تَدَهْوُرِ صِحَّةِ وَالِدِهِمْ، تَوَلَّى الِابْنُ الأَكْبَرُ مَارْتِيل مَسْؤُولِيَّةَ عَائِلَةِ دُورِيفِيل.
“ليْنَا، أَنْتِ مَنْ عَانَيْتِ فِي هَذَا الطَّرِيقِ الطَّوِيلِ. لَقَدْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ عَلَى رُؤْيَةِ أَبْنَاءِ أُخْتِي، لَقَدْ كَبِرُوا وَأَصْبَحُوا وَسِيمِينَ!”
بَيْنَمَا كَانَ يَتَحَدَّثُ، أَوْمَأَ مَارْتِيل لِرَئِيسِ الخَدَمِ.
وَبِإِشَارَةٍ مِنْ رَئِيسِ الخَدَمِ، تَقَرَّبَ الموَظَّفُونَ بِذَكَاءٍ مِنْ جُولِيَان وَلُوسِيَان.
قَامَ بَعْضُهُمْ بِتَفْرِيغِ الأَمْتِعَةِ مِنَ العَرَبَةِ، بَيْنَمَا بَدَأتِ الخَادِمَاتُ بِالتَّحَدُّثِ بِلُطْفٍ.
“السَّيِّدُ جُولِيَان. السَّيِّدُ لُوسِيَان. لَا بُدَّ أَنَّكُمَا جَائِعَانِ؟”
“لَقَدْ أَعْدَدْنَا مَأْدُبَةً فَاخِرَةً بِنَاءً عَلَى تَعْلِيمَاتِ سَيِّدِنَا.”
“تَفَضَّلَا بِاتِّبَاعِنَا.”
كَانَ جُولِيَان وَلُوسِيَان فِي عُمُرٍ يَتَمَيَّزُ بِشَهِيَّةٍ قَوِيَّةٍ.
وَبِمَا أَنَّهُمَا كَانَا يَنْتَقِلَانِ بِالعَرَبَةِ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ وَلَمْ يَتَنَاوَلَا وَجَبَاتٍ جَيِّدَةً، فَقَدْ وَقَعَا فِي هَذَا الإِغْرَاءِ بِسُهُولَةٍ.
تِلْقَائِيًّا، بَقِيَتْ لينا وَمَارْتِيل بِمُفْرَدِهِمَا.
“لَقَدْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ، لِنَمْشِ مَعًا قَلِيلًا.”
أَمَالَتْ لينا رَأْسَهَا قَلِيلًا كَعَلَامَةٍ عَلَى الموَافَقَةِ.
“لَقَدْ أَرْسَلْتُ أَحَدًا لِوَالِدِي الَّذِي يَتَعَافَى وَسَمِعْتُ مِنْهُ بِشَكْلٍ عَامٍّ، لَكِنَّنِي أَجِدُ صُعُوبَةً فِي الفَهْمِ.”
قَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، تُوُفِّيَ زَوْجُ لينا، المَارْكِيز هِيرُوس أَرْنُو.
وَبِشَكْلٍ طَبِيعِيٍّ، كَانَ مِنْ المُقَرَّرِ أَنْ يَرِثَ سِيرِيَان، الِابْنُ الأَكْبَرُ لِهِيرُوس، المَنْصِبَ.
لَوْ كَانُوا نُبَلَاءَ عَادِيِّينَ، لَأَصْبَحَ سِيرِيَان المَارْكِيز التَّالِي لِأَرْنُو.
وَلَكُنْتِ أَنْتِ، يَا لينا، بِصِفَتِكِ أُمَّ المَارْكِيز، سَتَبْقَيْنَ فِي قَصْرِ بِيْلْفِيْر وَتُدْعَيْنَ ‘السَّيِّدَةَ الكُبْرَى’.
لَوْ كَانُوا نُبَلَاءَ عَادِيِّينَ.
“مَا مَعْنَى أَنَّ ‘وِرَاثَةَ’ سِيرِيَان قَدْ فَشِلَتْ؟”
قَبْلَ أَنْ تُجِيبَ لينا عَلَى سُؤَالِ مَارْتِيل، طَلَبَتِ المَعْذِرَةَ.
“عِنْدَمَا تَزَوَّجْتُ فِي أَرْنُو، وَقَّعْتُ عَلَى اتِّفَاقِيَّةِ حِفْظِ السِّرِّيَّةِ. وَهَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى وَالِدِي أَيْضًا. أَرْجُو أَنْ تَتَفَهَّمَ أَنَّ مَا يُمْكِنُنِي قَوْلُهُ مَحْدُودٌ.”
“لَا بَأْسَ. اشْرَحِي لِي مَا تَعْرِفِينَهُ فَقَط.”
“لَقَدْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ مُنْذُ أَنْ قَامَتْ عَائِلَةُ أَرْنُو بِأَنْشِطَةٍ تَجْذِبُ أَنْظَارَ النَّاسِ. الطَّائِشُونَ قَدْ يَسْتَهِينُونَ بِهِمْ قَائِلِينَ إِنَّ عَائِلَةَ أَرْنُو قَدْ سَقَطَتْ، لَكِنَّ الحَذِرِينَ وَذَوِي الآذَانِ الصَّاغِيَةِ لَمْ يَفْقِدُوا احْتِرَامَهُمْ لِأَرْنُو أَبَدًا. يَبْدُو أَنَّ أَرْنُو لَيْسَتْ فِي أَيِّ مَكَانٍ، لَكِنَّهَا مَوْجُودَةٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ. إِنَّهُمْ يُمْسِكُونَ بِقُوَّةٍ وَسُلْطَةٍ غَامِضَةٍ وَلَمْ يَتْرُكُوهَا أَبَدًا.”
قَطَّبَ مَارْتِيل حَاجِبَيْهِ.
“لَا أَظُنُّكِ تَنْوِينَ التَّفَاخُرَ بِعَائِلَةِ زَوْجِكِ الآن.”
“لِلتَّعَامُلِ مَعَ القُوَّةِ الَّتِي تُخِيفُ الآخَرِينَ، يَلْزَمُ قَدْرٌ كَبِيرٌ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ. فِي أَرْنُو، يَتِمُّ اخْتِبَارُ هَذَا ‘الِاسْتِعْدَادِ’ بِطَرِيقَةٍ خَاصَّةٍ. سِيرِيَان لَمْ يَنْجَحْ فِي الِاخْتِبَارِ.”
ارْتَجَفَتْ شَفَتَا لينا، وَامْتَلَأَتْ عَيْنَاهَا بِالدُّمُوعِ.
شَعَرَ مَارْتِيل بِالأَسَى، لَكِنَّهُ لَمْ يَفْهَمْ.
“إِذَا فَشِلَ فِي الِاخْتِبَارِ؟ مَاذَا حَدَثَ لِسِيرِيَان؟ لِمَاذَا لَمْ يَأْتِ مَعَكِ؟”
“…… لَقَدْ تَزَوَّجَ سِيرِيَان. لَكِنَّ الحُقُوقَ انْتَقَلَتْ إِلَى زَوْجَتِهِ.”
“مَاذَا تَعْنِين؟ هَلْ تَقُولِينَ أَنَّ زَوْجَةَ ابْنِكِ قَدِ انْتَزَعَتْهَا مِنْ سِيرِيَان؟ هَلْ هَذَا مُمْكِنٌ؟”
“لَا يُمْكِنُنِي شَرْحُ المَزِيدِ. أَرْجُو أَنْ تَعْذِرَنِي عَلَى قِلَّةِ حِيلَتِي فِي الكَلَامِ.”
‘هَلْ تَمَّ حَبْسُهُ مِنْ قِبَلِ زَوْجَتِهِ؟’
كَانَ مَارْتِيل يَكَادُ يُجَنُّ مِنَ الفُضُولِ.
فَقَدْ كَانَ فُضُولِيًّا بِطَبْعِهِ.
لَكِنَّ لينا صَدَّتْ مَارْتِيل الَّذِي كَانَ يَلِحُّ فِي السُّؤَالِ.
“أَخِي. تَذَكَّرْ رَجَاءً. نَحْنُ فِي دُورِيفِيل قَدْ وَافَقْنَا عَلَى اتِّفَاقِيَّةِ حِفْظِ السِّرِّيَّةِ الَّتِي طَلَبَتْهَا أَرْنُو.”
بِالطَّبْعِ، رَأَى مَارْتِيل تِلْكَ الِاتِّفَاقِيَّةَ أَيْضًا.
كَانَ شَيْئًا ضَرُورِيًّا عِنْدَ تَرُؤُّسِ العَائِلَةِ.
كَانَتِ الِاتِّفَاقِيَّةُ الَّتِي أَرْسَلَتْهَا أَرْنُو مَنْطِقِيَّةً.
إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا المَهْرَ الَّذِي يُطْلَبُ عَادَةً مِنَ العَرُوسِ، بَلْ أَرْسَلُوا هَدَايَا ثَمِينَةً وَمَبَالِغَ طَائِلَةً إِلَى جَانِبِ دُورِيفِيل.
بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، وَضَعَتْ أَرْنُو بَعْضَ الشُّرُوطِ الغَرِيبَةِ.
وَهِيَ مَا تُسَمِّيهَا رَيْنَا ‘اتِّفَاقِيَّةَ حِفْظِ السِّرِّيَّةِ’.
_بَعْدَ وُصُولِ العَرُوسِ إِلَى قَصْرِ بِيْلْفِيْر، لَا يَحِقُّ لَهَا التَّصْرِيحُ بِأَيِّ شَيْءٍ تَرَاهُ أَوْ تَسْمَعُهُ أَوْ تَخْتَبِرُهُ خَارِجَ القَصْرِ، أَوْ التَّلْمِيحُ إِلَيْهِ، أَوْ تَرْكُهُ فِي وَثَائِقَ. وَهَذَا يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى أَبْنَاءِ العَرُوسِ الشَّرْعِيِّينَ.
_ لَا يَحِقُّ لِعَائِلَةِ العَرُوسِ ―عَائِلَةِ البَارُون دُورِيفِيل― طَرْحُ أَسْئِلَةٍ أَوْ التَّدَخُّلُ فِي تَقَالِيدِ عَائِلَةِ أَرْنُو، أَوْ قَوَانِينِهَا، أَوْ أَعْرَافِهَا، أَوْ طُقُوسِهَا. وَعَلَيْهِمُ الِانْتِظَارُ حَتَّى تَتَحَدَّثَ العَرُوسُ أَوْ عَائِلَةُ أَرْنُو عَنْ ذَلِكَ أَوَّلًا إِذَا لَزِمَ الأَمْرُ.
_ يُعْتَبَرُ وُجُودُ هَذِهِ الِاتِّفَاقِيَّةِ وَمُحْتَوَاهَا سِرًّا لَا يُمْكِنُ إِفْشَاؤُهُ لِلْخَارِجِ. وَمَعَ ذَلِكَ، هُنَاكَ اسْتِثْنَاءٌ فِي حَالِ وُجُودِ إِذْنٍ مِنْ أَرْنُو.
……
_ فِي حَالِ عَدَمِ قُدْرَةِ ابْنِ العَرُوسِ الشَّرْعِيِّ عَلَى وِرَاثَةِ أَرْنُو، يَجِبُ عَلَى العَرُوسِ وَأَبْنَائِهَا، بِاسْتِثْنَاءِ الِابْنِ الأَكْبَرِ، مُغَادَرَةُ قَصْرِ بِيْلْفِيْر فَوْرًا.
وَيَتِمُّ تَوْزِيعُ مَبَالِغَ مِنْ عُمْلَاتٍ ذَهَبِيَّةٍ وَرُسُومِ المَنَاطِقِ التِّجَارِيَّةِ لِمُدَّةِ …… سَنَوَاتٍ حَسَبَ عَدَدِ الأَبْنَاءِ.
_بَعْدَ المُغَادَرَةِ، لَا يَحِقُّ لِلْعَرُوسِ وَأَبْنَائِهَا الشَّرْعِيِّينَ اسْتِخْدَامُ لَقَبِ ‘أَرْنُو’ لِأَيِّ غَرَضٍ آخَرَ غَيْرِ إِثْبَاتِ الأَصْلِ.
_ لَا تُوجَدُ اسْتِثْنَاءَاتٌ لِلْبُنُودِ المَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ! فِي أَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ.
_ جَمِيعُ النَّتَائِجِ وَالأَضْرَارِ النَّاتِجَةِ عَنْ عَدَمِ الِالْتِزَامِ بِشُرُوطِ هَذِهِ الِاتِّفَاقِيَّةِ تَقَعُ بِالكَامِلِ عَلَى عَاتِقِ العَرُوسِ وَعَائِلَةِ دُورِيفِيل.
أَلَيْسَ هَذَا مُحْتَوًى مُرِيبًا حَقًّا؟!
لَكِنَّ وَالِدَ مَارْتِيل وَقَّعَ عَلَى الِاتِّفَاقِيَّةِ مُمَثِّلًا لِعَائِلَةِ ‘دُورِيفِيل’.
وَكَانَ عَلَى مَارْتِيل، الَّذِي وَرِثَ وَصِيَّتَهُ، الِالْتِزَامُ بِمُحْتَوَى الِاتِّفَاقِيَّةِ.
“لَمْ يَعُدْ لِأَرْنُو صِلَةٌ بِنَا الآن.”
قَالَتْ لينا ذَلِكَ بِحَزْمٍ.
“لَا تَتَسَاءَلْ، وَلَا تُحَاوِلْ أَنْ تَعْرِفَ، فَقَطِ انْسَ الأَمْرَ. هَذَا هُوَ الأَفْضَلُ لِعَائِلَةِ دُورِيفِيل.”
اسْتَمَعَ مَارْتِيل لِنَصِيحَةِ أُخْتِهِ الصُّغْرَى نِصْفَ اسْتِمَاعٍ.
لَقَدْ قَرَّرَ مَارْتِيل التَّخَلِّيَ عَنْ مَعْرِفَةِ المَزِيدِ عَنْ أَرْنُو بِنَفْسِهِ.
لَكِنَّهُ قَرَّرَ البَحْثَ عَنْ مُسَاعِدٍ آخَرَ لِيَقُومَ بِذَلِكَ بَدَلًا مِنْهُ.
* * *
كَانَتْ إِيف تَشْعُرُ بِالِارْتِبَاكِ بِسَبَبِ عَرْضِ السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا لِلتَّوَسُّطِ فِي زَوَاجِهَا.
“أَخْبَرْتُكِ أَنَّنِي لَا أَنْوِي الزَّوَاجَ مُجَدَّدًا.”
“إِنَّهُ لَيْسَ زَوَاجًا مُجَدَّدًا. أَعْنِي أَنَّنِي سَأُقَدِّمُ لَكِ ‘رَجُلًا’ لِتَنْجِبِي مِنْهُ وَرِيثًا.”
“نَعَم……”
‘هَذِهِ السَّيِّدَةُ، وَجْهُهَا يَنْطِقُ بِالمُحَافَظَةِ لَكِنَّهَا تَقَدُّمِيَّةٌ لِلْغَايَةِ!’
“أَنَا المَدِيرَةُ هُنَا. سَأُسَاعِدُ السَّيِّدَةَ الجَدِيدَةَ فِي عَمَلِيَّةِ وِرَاثَةِ قَصْرِ بِيْلْفِيْر وَعَائِلَةِ أَرْنُو بِشَكْلٍ ‘قَانُونِيٍّ’. وَلَكِنْ لِلْقِيَامِ بِذَلِكَ، يَجِبُ الِالْتِزَامُ بِقَوَانِينِ المَمْلَكَةِ إِلَى حَدٍّ مَا.”
كَانَ كَلَامُ السَّيِّدَةِ بِيرْسُونَا مَفْهُومًا.
فَالْمَمْلَكَةُ لَا تَعْتَرِفُ بِحَقِّ المَرْأَةِ فِي المِيرَاثِ.
“السَّيِّدُ سِيرِيَان، الَّذِي يُعْتَبَرُ وَرِيثًا ‘شَرْعِيًّا’ فِي نَظَرِ العَالَمِ، سَيُشَاعُ أَنَّهُ مُعْتَكِفٌ دَاخِلَ القَصْرِ. وَالسَّبَبُ هُوَ الرَّهَابُ الِاجْتِمَاعِيُّ وَالِانْهِيَارُ العَصَبِيُّ.”
“…… أُوه، مِم.”
“سَأَنْشُرُ الشَّائِعَاتِ، لِذَا لَنْ تَبْذُلَ السَّيِّدَةُ الجَدِيدَةُ أَيَّ مَجْهُودٍ.”
تَحَدَّثَتِ السَّيِّدَةُ بِيرْسُونَا بِطَلَاقَةٍ كَمَا لَوْ كَانَتْ تَقْرَأُ مِنْ دَلِيلٍ.
“كُلَّمَا طَالَتْ مُدَّةُ الِاعْتِكَافِ، زَادَتِ الشُّكُوكُ. وَمِنَ الغَرِيبِ أَيْضًا أَلَّا يُنْجِبَ زَوْجَانِ شَابَّانِ طِفْلًا وَهُمَا مُنْعَزِلَانِ فِي القَصْرِ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ لِذَا أَنْصَحُ السَّيِّدَةَ الجَدِيدَةَ بِالحَمْلِ خِلَالَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ.”
التعليقات لهذا الفصل " 9"