انتزع جان ذراعه بقسوة، أنفاسه تتسارع، وعيناه تقدحان شرراً.
تقلّص فكّه وصكّ على أسنانه بشراسة، محاولاً كبح انفجار داخله:
“أوزان… غادر. الآن.”
أوزان (بتحدٍ):
“لن أغادر. ماذا ستفعل؟”
رمقه جان بنظرة حادّة، صامتة، مشحونة بالتهديد الكامن.
نظرة يعرفها أوزان جيداً… لكنه لم يتحرّك.
أعاد المقلاة إلى مكانها ببطء، دون أن يزيح عينيه عن جان، كأنهما في معركة صامتة تتصاعد فيها حرارة العواطف.
جان (تتلوى شفتيه في ابتسامة مريرة، عينيه تلمعان بغضبٍ مكبوت على وشك الانفجار):
“هكذا إذاً؟”
أوزان أخذ السكين مجدداً ليكمل عمله، متجاهلاً نضرات جان المليئة بالتحدي والاحتقان.
قال ببرود:
“إما أن تعود لعملك… أو أنت من يغادر.”
أومأ جان برأسه كأنه فهم الرسالة، لكن وجهه ازداد تصلباً وغضباً. فجأة، قفز من فوق طاولة التحضير بخفة مفاجئة، وبدون سابق إنذار أمسك بذراع أوزان، ولفّها خلف ظهره بقوة، مما جعل السكين تسقط بصوتٍ معدني على الطاولة.
شهق الجميع، وتقدم جيمس سريعاً، لكن دانييل أمسك بذراعه، يمنعه بقوة، وعيناه لا تفارقان المشهد المشتعل أمامهما.
جان (يشدّ على ذراع أوزان بإحكام، صوته محمّل بالغضب والقهر):
“سأكسرها… أقسم أنني سأفعل!”
أوزان (بعناد جامح، وعيناه تغرقان بالألم والحسرة):
“افعلها!”
حاول أوزان أن يلتفت برأسه قليلاً، لكن قبضة جان اشتدت أكثر، كأنّه يحاول كسر إرادته.
جان (بأسنانه المضغوطة، كلماته تخرج كالأوامر المشحونة بالاستسلام):
“كفى، أوزان… كفى عناداً .”
ظل أوزان صامتاً، يتنفس بثقل، أغمض عينيه للحظة، كأنما يرى وجه جان خلفه دون أن يلتفت.
أوزان (بصوت حادّ، متحدٍ، يحمل في نبرته غلياناً مكتوماً):
“ما الذي تنتظره؟ هيا… أكسرهاااا!”
.. لحظة صمت. ظل جان ممسكاً بذراع أوزان، لكن شيئاً في نظرته ، أو في صمته، أو ربما في صدى الذكريات، جعله يتجمد للحظة. أنفاسه ارتجفت، ثم خفّ قبضته شيئاً فشيئاً، وترك ذراع أوزان ببطء، كأن غضبه انسحب من أطرافه فجأة.
جان (بصوت مختنق، يكاد يهمس):
“اللعنة عليك…”
استدار، خلع مريوله، وألقاه على الطاولة بعنف. ثم خرج، خطواته سريعة، عشوائية، وعيناه لا تريان من حوله.”
ظلّ أوزان واقفاً ممسكاً بذراعه بألم ، يراقبه وهو يغادر، في عينيه نظرة كسيرة… ليست غضباً، بل شيء أقرب إلى الحزن، أو ربما… الخوف من خسارة لا يمكن إصلاحها.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»
كان “جان” يهمّ بأخذ هاتفه من الطاولة، يده ترتجف قليلاً، خطواته متوترة، وعيناه تتجنبان كل شيء كأنهما تهربان من وجع دفين. وبينما يتوجه نحو الباب، أوقفه مارت يسد الطريق عليه.
مارت (بلهفة، يتقدم نحوه بسرعة):
“جان… انتظر! لا ترحل.”
جان (يرمقه بعينين تغليان، يرجع خطوتين للوراء واضعا يده أمامه وكأنه يقول لا تقترب):
“دعني! أنت صدقته مارت… صدّقت أني عدت لأجل المال!”
مارت (يتقدم أكثر، صوته حازم، عيناه لا ترفّان، يبعد كف جان بهدوء ):
“لا… لم أصدقه.”
جان (يضحك بسخرية، ينظر إليه بعينين دامعتين):
“لم تصدقه؟ لكنك تجاهلتني، مارت… نظرت إلي وكأني غريب. وكأن وجودي لا يعني لك شيئاً.”
مارت يتقدم فجأة، نظراته تشتعل، يدفع كتف جان بقوة خفيفة، كأن الغضب طفا فوق جدار الألم.
مارت (منفجراً):
“تجاهلتك؟!!!! هل آلمك ذلك؟ أنا تجاهلتك مرة واحدة، جان… لكن قل لي، كم مرة تجاهلتني أنت؟ كم مرة طعنتني بصمتك واختفائك؟”
(يرتجف فكّ مارت للحظة، يمرر يده على وجهه كأنه يحاول كتم الدمع، ثم يدفع جان بقوة أكبر. جسد جان يترنح، ويتراجع للخلف)
مارت (بصوت مختنق، يهتز صدره وكأن روحه تخرج من بين الضلوع): “أنت… تركتني أعاني دون أن يرفّ لك جفن… لم تشتق إليّ، جان, طوال هذه السنوات ،هل كنتُ بهذا الهوان في قلبك؟ هل كنت لا شيء؟”
(يتصلّب فكّ جان، تتشنج عضلات رقبته، كأنه يحبس إعصاراً داخله، ثم يتقدّم خطوة، كأن كل نفس يمر على جرح مفتوح
“أنا؟ أنا من لم يرفّ لي جفن؟ أنت تتكلم عن المعاناة وكأنك عشتها؟ لا، مارت… أنت لا تعرف شيئاً عنها!”
(يضرب صدره بقبضته مرتين)
“قضيت عمري كله وأنا أحميك… كنت تمشي في النور، وأنا ظلك! ظلك يا مارت… خلفك دائماً، أسبقك خطوة فقط لأحجب عنك الألم… لكنّك لم تلتفت لي يوماً!”
(عيناه تلمعان بدموع يحاول ألا تسقط، جسده يرتعش، لكنه يكمل مشيراً إلى مارت بأصبعه):
“”لم يطعنك أخوك في ظهرك… لم تُلقِ بنفسك من الهاوية، لتستيقظ عاجزاً… جسدك لا يتحرك، كله يئن. عظامك تصرخ، أنفاسك مؤلمة، كأن كل شهيق يمزق رئتيك من الداخل، وكأن الزفير يحمل معه قطعة منك. رأسك ثقيل، صوت نبضك يدوّي في أذنيك، لا تعرف إن كنت حيّاً… أم أن هذا هو العذاب قبل الموت، ولا أحد حولك
لكن ما يؤلم أكثر من كل ذلك… هو أنه لم يكن غريباً . … .”
(يضحك بسخرية، صوته مبحوح)
كان… أخي.”
(يمرر أصابعه بين خصلات شعره بعنف، كأن رأسه سينفجر من التوتر، يتنفس بعمق محاولاً استجماع قوته، ثم ينظر لمارت بعينين يكسوهما الألم):
لم تقطع ثماني ساعات طيران وأنت بالكاد قادر على التحرك، لتهرب من مجرد رؤيتهم… رؤية من تحبهم يتحولون إلى سكاكين في صدرك!”
(يشد أنفاسه، وكأنه يكتم صراخاً أبدياً)
“أردت أن أراك… أشتقت إليك رغم كل ما فعلته بي…أنا أشتقت أليك ، لكنني رأيتك معها! إيليف! وطفلكما بينكما! حتى هي… حتى هي أخذتها مني، لقد ….!”
(يصمت، صوته ينكسر، شفتاه ترتجفان.)
مارت (يصرخ فجأة، قاطعاً كلام جان): “كفى، جان! إنه ابنك! هل سمعت؟ ابنك!”
»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – النادي – منتصف الليل
أنهى جان بعض تمارينه ،جلده يتلألأ بالعرق، وعضلاته متوترة من التعب والإصرار. جلس على المسطبة، أنفاسه متقطعة، ورفع زجاجة الماء ليشرب
خطوات خفيفة اقتربت خلفه، ثم—ضربة خفيفة على رأسه من أوزان أفلتت الزجاجة وسكبت الماء على ملابسه
جان (بغضب):
“اللعنة عليك، أوزان! لقد بللتني! متى ستتوقف عن هذه العادة السخيفة؟”
أوزان (بعتاب):
“لماذا تركتني نائماً؟”
جان (بجدية):
“كنت تغطّ في نوم عميق… بدا عليك الإرهاق، لذا لم أوقظك.”
أوزان (ضاحكاً ):
“لديك عذر دائماً.”
ينظر جان إلى المدرب خلف أوزان ويشير له بعينيه، لكن أوزان لا يفهم.
يأتي صوت المدرب من الخلف:
المدرب:
“أوزان!”
أوزان (بارتباك):
“نعم، أيها المدرب؟”
المدرب (بصوت صارم):
“أتيت متأخراً، وفوق هذا جالس تثرثر.”
أوزان:
“أجل…”
المدرب:
“ابدأ بتمارين الإحماء فوراً .”
أوزان:
“حاضر.”
يلتفت إلى جان، الذي يحاول كتم ضحكته ويشيح بنظره بعيداً وهو يقرّب زجاجة الماء لفمه.
يقترب منه أوزان ويهمس:
أوزان:
“توقّف عن الضحك، أيها…”
ثم يضرب بطرف يده زجاجة الماء مجدداً.
يغصّ جان بالماء ويسعل بشدة
جان ( بسعال متقطع):
“تباً لك! …. فقط دعني أشرب بسلام!”
يستمر بالسعال، بينما يضحك أوزان بخفة:
أوزان:
“تستحق ذلك.”
في ذلك الضحك الصغير، بين السعال والماء المنسكب، كانت بذور الحياة تُزرع من جديد… على أرضٍ لم تنسَ طعم الألم
.”
»»»»»»»»
بدا الليل طويلاً جداً، والهواء يحمل برودة خفيفة تتسلل إلى العظام.
جان يقود دراجته بسرعة جنونية، كأنّه يحاول الهرب من شيء يطارده في الداخل، لا في الخارج. تتلاحق أنفاسه، تتصلب عضلات ذراعيه، وعيناه تحدّقان في الطريق أمامه دون أن تراه حقاً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 0"