كانت الغرفة تغرق في صمت ثقيل، لا يكسره سوى خفوت ضوء المصباح. جلس جان على طرف الأريكة، يحمل هاتفه بين يديه، يتأمله دون تركيز كأنه يبحث في الشاشة عن مخرج من ذاكرته.
دخل أوزان من المطبخ وهو يحمل كوبين من الشاي الساخن. وضع أحدهما أمام جان، ثم جلس إلى جواره تتسارع أنفاسه، وتنكشف على وجهه ملامح الفرح والاندفاع، كأنه يحمل خبراً سيغير كل شيء. : “جان… لن تُصدق. قناة معروفة تواصلت معنا! يريدون إجراء لقاء حصري معك”.
جان يحافظ على ثباته، كصخرة لا تهزه الرياح، لكن خلف تلك الهدوء يكمن برود واضح، وكأنه يحجب عاصفة من المشاعر بداخله. (بهدوء وجمود): “لا أريد يا أوزان.”
أوزان (يضع يده على كتف جان، بنبرة تشجيع): “لكن جان… نجاحك حقيقي. أغانيك تنتشر بسرعة، والجمهور بدأ يتفاعل بقوة. أنت تصنع اسماً لامعاً.”
جان (بشرود، وعيناه تنظران إلى الأرض): “وماذا لو تعرّف عليّ مارت؟ أو أي أحد من الماضي؟”
أوزان (مطمئناً، بابتسامة خفيفة): “لا تقلق… ترتدي قناعاً، وتستخدم اسماً مستعاراً. لن يعرفك أحد ما لم ترد أنت ذلك.”
جان (بصوت واهن، يكاد يرتجف كمن يخشى أن يُكشف أمره):
“لا أشعر بالراحة… لا أريد أن أكون مرئياً .”
تتردد كلماته بين شفتيه، وصوته يحمل ثقل الخوف والارتباك، كأن الظل هو ملاذه الوحيد الذي يحميه من نظرات العالم.
أوزان (نبرة صوته تهدأ): “حسناً … افعل ما يريحك، هذا أهم من كل شيء.”
سادت لحظة من الصمت، وغطى الجو ثقل الكلمات غير المنطوقة، قبل أن يرفع جان رأسه ببطء، تنهد بعمق كما لو كان يحاول إخراج ثقل عام كامل من صدره. يهمس بصوت منخفض وكأن الحديث انفلت منه دون قصد ، عينيه تبحر في الفراغ:
“مضت سنة أخرى…”
أوزان (ينظر إليه بهدوء): “وكيف تشعر هذه المرة؟”
جان (بتأمل ممزوج بالحزن): “أفضل… لكن ليس كما لو أن الألم قد اختفى تماماً.”
ابتسم أوزان ابتسامة صغيرة، واقعية لكنها دافئة، وحرّك رأسه بهدوء كما لو يؤكد على حكمة متوارثة، وهو يفرّج كتفيه قليلاً كإشارة إلى قبول الحال: أوزان (بواقعية لطيفة): “هو لا يختفي يا جان… لكنك تتعلم كيف تتعايش معه.”
ساد الصمت مجدداً، كأن الكلمات السابقة لم تُطفئ شيئاًمما يشتعل في قلب جان. مرّت ثوانٍ ثقيلة قبل أن يرفع رأسه نحو أوزان، وعيناه تحملان مزيجاً من التردد والانكسار.
جان (ينظر إلى أوزان، بصوت خافت لكنه صادق): “وإن أخبرتك… أنني أرغب برؤيته… هل ستقتلني؟”
أوزان (ينتفض فجأة بعصبية واضحة، يرفع حاجبيه، وعيناه تتشبثان بجان): “جان! لا تفكّر في ذلك حتى… لا تُعدني إلى تلك النقطة مجدداً .”
جان (ينهض من مكانه، يرمقه بنظرة تحدٍ، يرد بحدة): “هل تسجنني؟ هل أصبحت أنت قيدي الجديد؟”
أوزان (يرفع صوته، عينيه تلمعان بالغضب، يرفع كفه كأنه يوقف سيل الكلمات): “سمّها ما شئت! لكنك لن تذهب إلى إسطنبول، ولن تراه!”
جان (بتهكم، يبتسم بسخرية وينظر في أرجاء الشقة محاولاً تهدئة غضبه): “لم أكن أنوي الذهاب… لكن بما أنك قلت هذا، سأذهب. لا أحد يقرّر عني!”
أوزان (يُخفض صوته فجأة، نبرة يائسة، يهز رأسه ببطء وينظر إلى الأسفل بابتسامة خائبة): “هل ستتصرف كطفل عنيد الآن؟ بعد كل ما فعلته من أجلك؟ بعد كل ما مررنا به معاً؟”
جان (بانفعال، يقترب خطوة، عينيه تلمعان بالألم): “كفّ عن تقييدي، أوزان! أنت لا تفهم!”
أوزان (ينهض، تتوتر عضلاته، عروقه تشتد من الغضب، ويده ترتعش قليلاً وهو يشير إلى صدره بحركة واضحة): “أقيّدك؟ أنا؟! كل ما فعلته هو أنني وقفت إلى جانبك… أنقذتك من نفسك، من ظلامك، من وحدتك…” (ينزل بيده ويشير إلى الأرض قائلاً بنبرة موجعة): “حاولت أن أخرجك من المستنقع الذي دفنت نفسك فيه.”
(يعمّ الصمت فجأة. أغمض أوزان عينيه بقوة، كأن الكلمات خرجت منه رغماً عنه. الندم يرتسم على ملامحه، يتراجع خطوة كأنه يريد ابتلاع ما قاله)
تتغير ملامح جان دفعة واحدة. تتسع عيناه، وجهه يشحب، قبضته تنغلق بقوة حتى شعر بأظافره تنغرس في كفه. ينظر مباشرة في عيني أوزان، والخذلان يرتجف في عينيه.
جان (بصوت متهدّج، بالكاد يُسمع): “إذن… لا توسّخ يديك أكثر. دعني في مستنقعي، أوزان… دعني أواجه وحدي ما اخترت أن أعيشه.”
(يمسك معطفه بهدوء، يتحرك نحو الباب بخطى ثابتة، يفتحه ويخرج دون أن يلتفت. يبقى الباب نصف مفتوح للحظة، ثم يُغلق ببطء خلفه)
وقف أوزان في منتصف الغرفة، ينظر إلى الباب الذي أُغلق بهدوء خلف جان.
تنهد بعمق، ثم مرر يده في شعره بتوتر، واتجه نحو النافذة. المطر كان قد بدأ ينقر الزجاج، نقرات خفيفة تشبه تلك التي خلفها قلقه في صدره.
نظر إلى الكنبة حيث اعتاد جان الجلوس لساعات، يغني، يكتب، ويصمت.
اقترب أوزان من الطاولة، التقط ورقة كانت موضوعة هناك، كلمات أغنية غير مكتملة… توقّف عند جملة:
“ما عدت أفرق بين ظلّي وخوفي…”
ابتسم ابتسامة حزينة، ثم همس: “ولا أنا يا جان…”
جلس أخيراً على الأريكة، أراح رأسه للخلف، وعيناه شاخصتان نحو السقف. في قلبه رغبة حارقة لمساعدة صديقه، لكنّه يعرف أن القلوب المحطّمة لا تُجبَر بالقوة… بل بالوقت.
»»»»»›»»»»»»»»»»»»»»
شارع جانبي في نيويورك – بعد قليل
بدا الليل طويلاً جداً، والهواء يحمل برودة خفيفة تتسلل إلى العظام.
جان يقود دراجته بسرعة جنونية، كأنّه يحاول الهرب من شيء يطارده في الداخل، لا في الخارج. تتلاحق أنفاسه، تتصلب عضلات ذراعيه، وعيناه تحدّقان في الطريق أمامه دون أن تراه حقاً.
يتراجع الجد خطوة، كأن الكلمات صفعته. لا يجد ما يقال. تظل الحديقة صامتة… إلا من وقع دمعتين سقطتا في نفس اللحظة.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – شقة جان وأوزان – قبيل الفجر
بدأت خيوط الضوء الأولى تزحف ببطء على واجهات الأبنية الرمادية، تغمس المدينة بنور خجول، كأنها تعتذر عن قدوم يوم جديد. الشوارع ما تزال نائمة، والأرصفة مبللة بصمت الليل الطويل.
انفتح باب الشقة ببطء.
دخل جان بخطوات متعبة، وهو يعرج قليلاً، العرج لا يكاد يُلاحظ، لكن جسده يفضح الإنهاك، وثقل الليل الذي قضاه وحيداً . أغلق الباب خلفه، وأسند ظهره إليه، وكأن جسده لم يعد يحتمل الوقوف من دون دعم.
رفع عينيه بتردد… ووجده هناك.
أوزان كان جالساً على الأريكة، في عتمة الغرفة، لم يشعل أي ضوء. الضوء البرتقالي القادم من مصباح الشارع كان يكفي لرسم ملامحه المتعبة، وظلال وجهه الممتدّ في صمت قاتم. عيناه لم تغادرا باب الشقة طوال الليل.
أوزان (بصوت منخفض): “أين كنت؟”
لم يُجب جان فوراً . فقط ظل واقفاً في مكانه، وعيناه تسرحان في نقطة غير مرئية أمامه. بدا كأنه يبحث عن كلمات مناسبة… أو أي كلمات.
ثم قال، بصوت مبحوح، كأنه صادر من بئر عميق داخله:
“في الجحيم…”
انتفض أوزان قليلاً ونهض من مكانه. اقترب منه بحذر، نظر إلى قدمه المصابة، ثم إلى وجهه المرهق، الذي بدا أكبر سناً من لحظات مضت.
أوزان (بقلق واضح): “تعرج… هل حدث شيء؟”
أدار جان وجهه جانباً، يتفادى عينيه، كمن يخجل من أن يُرى، أو أن يُفهم. ثم قال بجفاء ناعم:
“لا تقلق… أنا بخير.”
لكن صوته كان ينزف كجسده… وخطواته لم تكن تحمل سوى ثقل ما كتمه
“جان، لا تختبئ خلف الردود الباردة… أنا كنت أقلق عليك، ما زلت أقلق، وسأقلق… حتى تُخبرني أنك بخير… حقاً .”
سكت جان للحظة، ثم تحرك ببطء نحو الطاولة. أخرج مفاتيحه من جيبه وألقاها عليها. صوتها المعدني كان خفيفاً، لكنه بدا كأنه صدى سقوط داخلي.
جلس بصمت على طرف الأريكة، منهكاً، يحدق إلى الأرض.
اقترب أوزان منه قليلاً، ثم قال بهدوء خافت، يختلط فيه الندم بالحذر:
“آسف…”
رفع جان عينيه نحوه للحظة، ثم عاد ليخفضهما. قال، بصوت أجوف، خالٍ من اللوم:
“لا داعي لتعتذر… أنت فقط واجهتني بالحقيقة.”
تراجع أوزان نصف خطوة، بدت الكلمات عليه كأنها لكمته رغم هدوئها.
أوزان (بارتباك وخوف): “جان… لا تفعل… لا تجعلني غريباً عنك.”
ساد صمتٌ ثقيل.
ثم رفع جان رأسه أخيراً، لكن ملامحه كانت بلا ملامح. عيناه خامدتان، وصوته هادئ على نحو مخيف:
جان: ” أنا بخير الآن… أنت حر أخيراً.”
نهض من مكانه، دون أن ينظر خلفه، ومشى إلى غرفته. خطواته بطيئة، لكن ثابتة. الباب لم يُغلق تماماً خلفه… فقط ارتج قليلاً، كأن بقايا الحديث لم تنتهِ بعد.
ترك أوزان واقفًا في مكانه، مذهولًا، لا يعرف إن كان ما حدث للتو نهاية… أم مجرّد بداية لانفصال أعمق.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – مطبخ المطعم -صباح باكر لنفس اليوم
ساد المكان هدوء ثقيل. كانت مصابيح المطبخ البيضاء تلقي بضياء باهت على الأسطح المعدنية اللامعة، فيما كان خرير الماء المنسكب من الحنفية يملأ الفراغ بصوتٍ رتيب.
كان جان واقفاً أمام حوض الجلي، يغسل صحوناً نظيفة في الأصل، واحدة تلو الأخرى، ببطء غريب. عينيه كانتا شاردتين في نقطةٍ لا مرئية، ويداه تتحركان بلا وعي، كأنّه يحاول تطهير شيء لا يُغسل.
دخل جيمس، وكان أول الواصلين. توقف للحظة وهو يراه، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة مازحة وقال:
جيمس (مازحاً): “أوه، جان؟ هذه أول مرة تصل فيها قبل الجميع… وأوزان؟ ألم يأتي معك؟”
لكن جان لم يُجبه، لم يلتفت حتى. استمر في غسل الصحون بصمتٍ ثقيل.
تبادل دانييل، الذي لحق بجيمس، نظرة متفاجئة معه. ثمة شيء غير طبيعي في الأجواء.
لاحقاً…
دخل أوزان من الباب الخلفي، ألقى تحية خافتة دون أن ينظر لأحد، ثم ارتدى مريوله وتوجه إلى عمله مباشرة.
بدأت عجلة العمل تدور. انهالت الطلبات، وارتفعت الحرارة، وتداخلت أصوات الأطباق والأوامر. لكن، وعلى الرغم من الزحام، ظلّ التوتر محسوساً. نظرات متبادلة، تجنّب مقصود، وصمت كثير.
همس دانييل لجيمس: “ثمة أمر بينهما… من المؤكد أنهما تشاجرا.”
أومأ جيمس برأسه ببطء، وعيناه تتابعان المشهد في صمت.
ومع اقتراب انتهاء وقت الذروة، خفّت حركة العمل، وساد هدوء نسبي، لا يقطعه سوى صوت التهوية.
كان أوزان واقفاً عند الموقد، يحرك إحدى المقالي، ثم مال برقبته يمنةً ويسرة، وأطلق تنهيدة طويلة تعباً.
في الزاوية، كان جان يراقبه بصمت، تعلو وجهه ملامح جمود وغضب مكتوم. حاجباه مقطبان.
وفجأة، حين وقعت عيناه على حركة أوزان وعندما سمع تنهيدته المتعبة ، شعر بوخزٍ حاد في قلبه. استحقر ذاته… كيف له أن يكون سبباً في إنهاك من أحبّه بصدق؟ ذلك التعب المحفور في وجهه لم يكن عابراً . دُهس بوجع الذنب، فتقدّم نحوه بخطى سريعة، كما لو كان يحاول اللحاق بما أفسده قلبه قبل فوات الأوان.
مدّ يده وانتزع السكين من يد أوزان بقوة.
جان (بغضبٍ كان يشتعل في صدره منذ زمن، وها هو ينفجر دفعة واحدة): “توقّف!”
تراجع أوزان خطوة، وقد اتسعت عيناه بذهول يشوبه الارتباك، وحدّق في جان وكأنّه يراه لأول مرة، ثم قال بنبرة متعجبة ومشدوهة: “جان؟!” جان (بصوت حادّ): “لا تطهُ شيئاً… لا تفعل شيئاً… غادِر.”
ساد صمت مفاجئ في المطبخ، حتى أصوات الملاعق سكتت. حدّق دانييل فيهما بدهشة، وفتح جيمس فاه ليقول شيئاً، لكنه تراجع.
حاول أوزان أن يهدئ الموقف، متحكماً في نبرته:
“جان… كفى. نحن في المطعم.”
جان (صوته ينفلت بعنف، مشبع بغضبٍ موجوع، كأنّه يطرد قهراً ظلّ يحترق داخله طويلاً): “تباً للمطعم… ولكل شيء فيه! قلت لك، لا أريد أن أراك هنا… ولا في أي مكان. الليلة، ستغادر. ستعود إلى إسطنبول… إلى جامعتك هل تفهم .”
ثم دفع المقلاة بعصبية بعيداً عن الموقد، فاصطدمت بالسطح المعدني وأصدرت صوتاً مزعجاً .
“يكفي، جان… كفى! لقد جُننت انتزع جان ذراعه بقسوة، أنفاسه تتسارع، وعيناه تقدحان شرراً.
جان (تقلّص فكّه وصكّ على أسنانه بشراسة، محاولاً كبح انفجار داخله): “أوزان… غادر. الآن.”
أوزان (بتحدٍ): “لن أغادر. ماذا ستفعل؟”
رمقه جان بنظرة حادّة، صامتة، مشحونة بالتهديد الكامن. نظرة يعرفها أوزان جيداً… لكنه لم يتحرّك. أعاد المقلاة إلى مكانها ببطء، دون أن يزيح عينيه عن جان، كأنهما في معركة صامتة تتصاعد فيها حرارة العواطف.
جان (تتلوى شفتيه في ابتسامة مريرة، عينيه تلمعان بغضبٍ مكبوت على وشك الانفجار): “هكذا إذاً؟”
أوزان أخذ السكين مجدداً ليكمل عمله، متجاهلاً نضرات جان المليئة بالتحدي والاحتقان. قال ببرود: “إما أن تعود لعملك… أو أنت من يغادر.”
أومأ جان برأسه كأنه فهم الرسالة، لكن وجهه ازداد تصلباً وغضباً. فجأة، قفز من فوق طاولة التحضير بخفة مفاجئة، وبدون سابق إنذار أمسك بذراع أوزان، ولفّها خلف ظهره بقوة، مما جعل السكين تسقط بصوتٍ معدني على الطاولة. شهق الجميع، وتقدم جيمس سريعاً، لكن دانييل أمسك بذراعه، يمنعه بقوة، وعيناه لا تفارقان المشهد المشتعل أمامهما.
جان (يشدّ على ذراع أوزان بإحكام، صوته محمّل بالغضب والقهر): “سأكسرها… أقسم أنني سأفعل!”
حاول أوزان أن يلتفت برأسه قليلاً، لكن قبضة جان اشتدت أكثر، كأنّه يحاول كسر إرادته.
جان (بأسنانه المضغوطة، كلماته تخرج كالأوامر المشحونة بالاستسلام): “كفى، أوزان… كفى عناداً .”
ظل أوزان صامتاً، يتنفس بثقل، أغمض عينيه للحظة، كأنما يرى وجه جان خلفه دون أن يلتفت.
أوزان (بصوت حادّ، متحدٍ، يحمل في نبرته غلياناً مكتوماً): “ما الذي تنتظره؟ هيا… أكسرهاااا!”
.. لحظة صمت. ظل جان ممسكاً أبذراع أوزان، لكن شيئاً في نظرته ، أو في صمته، أو ربما في صدى الذكريات، جعله يتجمد للحظة. أنفاسه ارتجفت، ثم خفّ قبضته شيئاً فشيئاً ، وترك ذراع أوزان ببطء، كأن غضبه انسحب من أطرافه فجأة.
جان (بصوت مختنق، يكاد يهمس): “اللعنة عليك…”
استدار، خلع مريوله، وألقاه على الطاولة بعنف. ثم خرج، خطواته سريعة، عشوائية، وعيناه لا تريان من حوله.”
ظلّ أوزان واقفًا ممسكاً بذراعه بألم ، يراقبه وهو يغادر، في عينيه نظرة كسيرة… ليست غضباً، بل شيء أقرب إلى الحزن، أو ربما… الخوف من خسارة لا يمكن إصلاحها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات