{حينما تتساقط الأقنعة، قد يكون الوقت قد فات لفهم ما كان وراءها… وكلما وعِدت بالحماية، تصبح أخطر من السكاكين… هل كنت تظن أن الخيانة تأتي في صورة واحدة؟

أم من طرف واحد…؟}

الظلام…

ساد المكان و أرخى سحابه على كل شيء…

شعور غريب يسري في جسدها، وكأنها تطفو في الفراغ بلا نهاية،

كأنه ماء بارد يحيط بها، يخنقها ببطء دون أن يغرقها.

صوت واحد… ثم آخر… ثم عشرات.

همسات مشوشة تتداخل في رأسها بشكل مزعج، ولا تستطيع تمييز ما يُقال…

بكاء حزين يدوي على مختلف المراحل… كان متقطعًا… في أزمنة مختلفة لشخص واحد…

مرات كأنين طفل… ومرات يرتج بندم وألم…

ثم…

دفعتها العديد من الأيادي تحثها على التقدم…

دفعة من ظهرها… من جانبها،

الجميع يود إلقاءها حيث لم ترد أن تعرف…

“أرجوك…”

“اذهبي…”

“هيا، هيا…”

“فقط افعليها…”

جميعها كانت أصواتًا قريبة مما كانت تسمعه في البداية، لكن بدت أعمق.

أصوات ندم، عتاب، رجاء، أسف…

حتى دفعتها واحدة دافئة من ظهرها، كانت أقوى من الجميع لكن أقل حدة:

“فقط… أريحي قلبي…”

ثم ، صوت انزلاق نصل سيف حاد مزق أذنيها…

“كياااااااااااا!!!!”

أطلقت صرخة قطعت حنجرتها قبل أن تخرج من فمها، ارتدّت بداخلها كصدى ضائع.

رفعت جذعها بفزع، ويداها ممسكتان بأذنيها بقوة، تحاول فقط كتم الصوت…

ثم أرخت جسدها أمامها وهي تلهث بصدمة، فقد كان رأسها أثقل من أن يُرفع.

الهواء ثقيل، وعيناها مرتجفة، لم ترَ سوى ضوء خافت عليهما.

تتلوّى من الألم… ويصدر منها عدة شهقات وأنين قوي.

كلما حاولت تهدئة نفسها، عاد ذلك الصوت — البكاء، صرير معدني، وتداخل الأصوات —

             (فقط… أريحي قلبي…)

ليمزّق صدرها من الداخل ويجعل رأسها يدور من الصداع.

جميعها بعيدة، مكسّرة، وكأنها تُسمع من تحت الماء…

وفي الخارج…

أصوات ارتطام!

خطوات سريعة راكضة ، وأصوات فوضوية!

طرقٌ سريع… ثم اندفاع فوضوي أقرب إلى الذعر…

“آنستي!!!”

وظهرت فتيات يهرعن نحو السرير بخوف وقلق وعيون متسعة، وقلب يكاد يقفز من صدورهن!

جميعهنّ ارتبكن من شدة الصرخة… الصرخة التي مزّقت هدوء القصر واخترقت أذن كل من كان في الطابق، لم تترك مجالًا للشك… وجرّت أقدامهنّ نحوها دون تفكير.

زاد ارتباكهنّ عن رؤيتها ترتجف على السرير كمن انتُزع من قاع كابوس،

ويداها مشدودتان إلى أذنيها، وعيناها تكادان تخرجان من محجريهما وتحدّقان بالفراغ بذعر.

لقد كانت في حالة يُرثى لها…

بل كانت في حالة مريعة!

“لقد استيقظت!”

“أحضري طبيبًا! جلالتك، هل أنتِ بخير؟!”

“لا، انتظري! هل سمعتِ الصوت؟ لا تقتربي أكثر، لا تزال تهذي!”

لكنها لم ترَ شيئًا…

فقط عالم يتقاطع مع آخر،

عالم لم يُسمع عنه من قبل.

كانت تنظر بلا تركيز،

عيناها ترفضان الاعتراف بما حولها.

ووسط كل هذه الأصوات…

ذلك الصوت الوحيد الذي يجعل كيانها يرتجف ويتردد في عمق عقلها…

النداء الأخير الذي تردّد…

يعيد جرحًا قديمًا لا يلتئم.

إنه لها… لكن ليس كذلك أيضًا…

“فقط… أريحيـني…”

                 “كايني…”

                    * * *

( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنينَ )

– سُبحان اللّٰه 

– الحَمد للّٰه 

– لا إله إلا اللّٰه 

– اللّٰه أكبر 

– أستغفِرُ اللّٰه 

– لا حَول ولا قوة إلا باللّٰه 

– سُبحان اللّٰه وبحمده 

– سُبحان اللّٰه العظيم 

– اللهُمَ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِك على نبينا مُحمد 

🪷 الفصل قصير شوي … بس اعذروني ، التنزيل بإذن اللّه يصير كل ثلاث ايام او اقل   

  اعطوني رأيكم بالفصل فهاد بيشجعني اكفي 🪷