كان قد دخل الحصن مع بزوغ الفجر. لكنه بقي في أعلى برج المراقبة، جالسًا هناك بهدوء، متوجهًا نحو الشرق، يراقب السماء كأنه ينتظر أمرًا ما.
بمجرد أن طلع النهار، غادر برج المراقبة، لكن فريسته الصغيرة لم تكن قد استيقظت بعد، فجلس في المطبخ. المكان الذي كان يعلم أنها ستتجه إليه لحظة مغادرتها فراشها.
وكما توقع، خرجت من العتبة. وعندما رأته، أشرق وجهها.
ربما كانت شمس الصباح، أو فستانها الأحمر البسيط. بدت… مُزهرة. ليست شاحبة كما يتذكر. كزهرة بيضاء تتغيّر ألوانها بجمالٍ أخّاذ.
“صباح الخير يا جميلة”، رحب بها محاولًا تشتيت انتباهه. غمرته رغبة قوية في مد يده وقطف تلك الزهرة الصغيرة المتفتحة.
لطالما كان هذا الشعور موجودًا منذ تلك الليلة. لكن اليوم… شعر بأنه أقوى. وكان متأكدًا من أن ذلك لأنها تبدو الآن أجمل بكثير. كيف يُعقل أن تبدو امرأة أجمل يومًا بعد يوم وهو متأكد من أنها لم تفعل شيئًا مميزًا لتعزيز جمالها على الإطلاق؟
“صباح الخير!” ابتسمت واقتربت منه بنوع من الإشراق الذي يتلذذ به ظلامه بحب. يستهلك – يطفئ.
مع ذلك، كانت محظوظة لأن بينهما اتفاقًا. ظلمته لن تُطفئ نورها. ليس بعد.
عندما وصلت إليه، أمسك معصمها وجذبها إليه. حاصر جسدها الصغير بين ساقيه وهو جالس على كرسي.
شهقتها الخافتة وهي تضغط على جسده جعلته يبتسم. وأسفل ظهرها، خصرها… يا إلهي… كانت حقًا صغيرة جدًا بالنسبة لحجمه، أليس كذلك؟ سهلة الكسر.
“هل نمتِ جيدًا؟” سألها وهو ينظر في عينيها بنعومة مصطنعة. وكما وعدها، سيُغرقها أعمق… أعمق… حتى تغرق. حتى تُحطم نفسها. حتى تُقر أخيرًا بأن ما تُسميه حبًا ليس إلا جنونًا.
أومأت برأسها، وأصبح اللون في وجهها أعمق.
“حسنًا. ماذا سنفعل اليوم يا حبيبتي؟” سأل وهو يميل برأسه قليلًا إلى الجانب، ويضع خصلات شعرها الأحمر المتطايرة خلف أذنها برفق.
“أولاً… أوه… دعنا نتناول الإفطار.” ابتعدت عن قبضته، وأمسكت بمئزرها، وبدأت في القيام بمهمتها الصباحية المعتادة وهي تحضير الإفطار.
كل ما فعله هو أن يراقب ويستمع إلى همهماتها وأحاديثها العابرة. ما زال لا يفهم لماذا، من بين كل ما كان بإمكانه تقديمه، كان هذا ما تريده. عندما طلبت منه أن يسلم نفسه لها، ظن أنها ستستغله، وتأمره، وتجبره على فعل كل ما تحلم به. كل ما قد يفعله حبيب لم تحظَ به قط. لكن ها هي ذا، تفعل ما كانت تفعله قبل اتفاقهما.
هل كان وجوده هو ما كانت ترغب فيه حقًا؟
وجد هذه الفكرة سخيفة. هذه المرأة بشرية، مهما بدت بريئة. فكل البشر، مهما بدوا طاهرين، لديهم رغباتهم الخفية والملتوية. ولن تكون مختلفة. ستكشف في النهاية عما تتمناه حقًا، عاجلًا أم آجلًا.
بعد الإفطار، ذهبا إلى الحديقة لرعاية نباتاتها وسقيها. لم تطلب منه المساعدة. ولكن عندما ذهبت لجلب الماء، رافعةً الدلو بيديها الصغيرتين القابلتين للكسر، وجد نفسه يتحرك ليأخذه منها.
ابتسمت له، مسرورة وممتنة. يحفر البطاطس، والآن يجلب الماء… أعمالٌ بسيطة لم يتخيل يومًا أنه سيفعلها. لكن هذا هو، يجعلها تعتمد عليه. هذا هو… يماطل في اللعبة. لا أكثر.
قبل أن يدركا ذلك، انتهى اليوم. قبلته على شفتيه مجددًا، وقالت: “أراك غدًا”، ثم تركته يرحل بابتسامة على وجهها.
لم يُعجبه أنها لم تتردد في تركه. كان من المفترض أن تطلب منه على الأقل البقاء ليلةً بغض النظر عن اتفاقهما، تحسبًا لموافقته. لكنها تركته هكذا، هكذا ببساطة. ألم تقل إنها تريد منه البقاء بجانبها؟
أربكته هذه المخلوقة الصغيرة حتى النخاع. لكن هذا كان مجرد يومها الأول. كان يعتقد أنها ستفعل شيئًا مختلفًا في النهاية.
وهكذا مرت الأيام.
لم يتغير شيء.
بدت راضية بوجوده معها. مع ذلك، لم تطلب شيئًا مختلفًا. لم تطلب أكثر من ذلك.
كان يلتقيها كل صباح، ويراقب بريق عينيها وهي تراه، ويشاركها أي مهمة يومية تخطط لها. لم تشتكِ قط، ولم تطلب شيئًا.
في نهاية كل يوم، كانت تُقبّله برفق، وتقول له: “أراك غدًا”، وتتركه يغادر دون تردد. هذا الروتين…
كان الأمر… مُحبطًا. أليس من المفترض أن تكون يائسة؟
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 364"