نسيت أن تتنفس. كأن نارًا تشتعل على شفتيها، تذيبها، وتسلب أنفاسها.
صدمها الأمر. لم تتخيل يومًا أنه سيقبلها. لكن ما أدهشها أكثر هو رد فعل جسدها كله بمجرد ملامسة شفتيه لشفتيها.
لم يكن الأمر كما حلمت به يومًا.
هل كان هذا ما يسمونه طعمًا صغيرًا من الجنة؟
سخر جزء منها منها لوصفها قبلة مخلوق الظلام بـ”الجنة”.
لكنها لم تستطع التفكير في أي شيء آخر في تلك اللحظة سوى تلك الكلمة. لأن هذه… قبلته… إن لم تكن هذه لمحة من الجنة، فهي لا تعرف ما هي.
“وهذا يختم بداية هبوطك إلى الجنون، إيفا،” همس، وعاد أنفاسها.
كلماته، أو ربما صوته الخافت، سرت قشعريرة في جسدها.
لكن قلبها لم يرتجف إطلاقًا. بدا وكأن لا شيء يستطيع التأثير على قلبها. ولا حتى هو أو جسدها.
قالت: “ثلاثون يومًا. سأطلب منك أن تُسلم نفسك لي لمدة ثلاثين يومًا فقط، وبعدها، يمكنك الحصول على روحي أو ما تشاء.”
حدّقت عيناه القرمزيتان في عينيها لبرهة قبل أن يتكلم.
“ثلاثون يومًا… هل هذا كل شيء، همم، يا فريستي الصغيرة؟ هل أنتِ متأكدة أنكِ مرتاحة لهذه الفترة القصيرة؟”
“ثلاثون يومًا… ليست فترة قصيرة بالنسبة لي. إنها أكثر من كافية.”
“اتفقنا. ثلاثون يومًا إذن يا إيفا. سأبقى معك لثلاثين يومًا.”
بدا موافقته السريعة أشبه بثقلٍ يُرفع عن كاهلها، ولكنه كان أيضًا بمثابة نهاية ساعةٍ بدأت تدق. كان أمامها ثلاثون يومًا لتجربة كل ما كانت تتوق إليه، ثلاثون يومًا لفهم هذا الظلام الذي يناديها بلا مُقاومة.
ابتعد دون سابق إنذار، آخذًا معه دفئه. وعندما نهض ليغادر السرير، امتدت يداها ممسكةً بمعصمه.
“إلى أين أنت ذاهب؟” سألت. تسلل إليها خوفٌ خفيفٌ من فكرة رحيله. ستكتشف لاحقًا، بعد رحيله، أن عودته، واتفاقهما، لم يكن سوى حلم.
انحنى، أمسكت يده الكبيرة بفكها، ولمس إبهامه خدها.
شعرت بالخوف قليلاً من حركته الضخمة وهي تجلس.
“اتفاقنا هو… سأسلم نفسي لكِ ثلاثين يومًا. قلتِ أيامًا فقط ولم تذكري الليالي يا عزيزتي.”
سمعت ابتسامة الانتصار في صوته الكئيب وهو ينطق بتلك الجملة الأخيرة. كان محقًا؛ فقد قالت ثلاثين يومًا فقط ولم تذكر الليالي! كان عليها أن تكون أكثر وعيًا، لعلمها أن الرجل الذي تتعامل معه ماكر.
“لا تفكري حتى في التفاوض الآن، فالصفقة مُبرمة بالفعل”، تابع بصوتٍ رقيقٍ مُرعب.
“ولقد منحتكِ الفرصة مُسبقًا لإعادة النظر في صفقتكِ، فلا تُضيعي وقتكِ الآن يا إيفا—”
“حسنًا،” قاطعته مبتسمةً. “يمكنك الذهاب. كما قلت، ثلاثون يومًا أكثر من كافية لي.”
ثم تحركت وقبلته.
الجنة… نعم، شفتيه كانتا حقا مثل الجنة.
مجرد لمسة شفتيهما جعلت قلبها ينبض بقوة، وأشعلت نارًا عميقة في أعماقها امتدت إلى كيانها. كان من المذهل كم من المشاعر يمكن أن تثيرها هذه اللمسة البسيطة.
ماذا سيحدث لو تجاوزا هذه اللمسة البسيطة من الشفاه؟ هل ستتحمل؟ هل ستصمد حتى وهذه القبلة البسيطة تُشعل كيانها بالكامل هكذا؟
لقد أرادت أن تجرب ذلك، حتى لو احترقت إلى رماد مثل العثة التي تشعل نفسها.
ولكن في الوقت الحالي، كانت أكثر من راضية بهذه القبلة السماوية الصغيرة.
“تصبح على خير”، قالت وهي تبتعد. “أراك غدًا.”
لم يتفاعل. لم تستطع رؤيته بوضوح بسبب الظلام، لكن ظله بدا ساكنًا تمامًا.
أمالت رأسها، ورفعت يدها لتلمسه. لكنه أمسك بمعصمها، ثم تحرك أخيرًا.
“تصبحين على خير يا إيفا العزيزة،” قال بصوتٍ أشبه بحصى مخملي داكن.
“سأكون هنا مع أول شعاع من ضوء النهار.”
وذهب.
استلقت على ظهرها، وكان قلبها لا يزال ينبض بسرعة، وكانت شفتيها تنبضان من تلك القبلة الصغيرة.
بينما غمرها ظلام الغرفة، شعرت بشعور غريب من الترقب والهدوء. تم الاتفاق، وبدأ العد التنازلي، وغدًا سيشهد أول ثلاثين يومًا من حياتهما معًا.
أغمضت عينيها، وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها.
شعرت الليل الآن بوحدة أقل، والظلام أقل رهبة، ربما لأنها كانت تعلم أنه سيعود مع بزوغ الفجر. ستستمتع بوقتهما معًا على أكمل وجه، وتعتز بكل لحظة، وترى إلى أين سيقودها هذا الطريق، طريق الجنون أو الحب.
مع هذه الفكرة، غرقت في نوم عميق بلا أحلام. كان قلبها أخفّ مما كان عليه منذ زمن طويل.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 363"
ماذا حدث لحسابك على واتباد بحثت كثيرا حتى وصلت ؟؟؟؟