رأت عيني إيلان تضيئان بمرح بجانب وجه مونتي ، الذي كان يحبس شفتيه.
“حقًا؟”
“أقصد، المكان!”
“المكان؟”
“تغيّر مكان النوم جعلني أشعر بعدم الراحة! هاها…”
تسرّبت ضحكات خافتة من بين الخدم الذين خرجوا لتوديع سيّدهم.
لم يصدّق أحد عذر إيثيل المرتبك.
نظر إيلان إلى خدّيها المحمّرين، ثمّ نادى رئيس الخدم:
“أوسويل.”
“نعم، سموّك.”
“يجب فحص فراش الآنسة بعناية أكبر.”
“لا، لا داعي لذلك!”
تفاجأت إيثيل وتحدّثت بنبرة وديّة دون قصد، ثم أضافت بنظرات متردّدة:
“سأعتاد عليه خلال أيام… لا بأس حقًا.”
لكنّ ثمن عذرها الضعيف كان قاسيًا.
تصرّف أوسويل كأنّه لم يسمعها من الأساس.
“سأبلّغ ريزيتا، سموّك.”
“حسنًا.”
أومأ إيلان راضيًا ونظر إلى إيثيل.
“هلّا انطلقنا؟”
ساحة نورتون المركزيّة كانت بسيطة جدًا مقارنةً بفونيت.
السوق والمتاجر المجاورة لها كانت كذلك.
لم يستغرق استكشافها بالتفصيل أكثر من ساعتين.
كما وعدت ريزيتا، كان التجوّل بين الأكشاك الممتدّة في الأزقّة الضيّقة ممتعًا.
“تحيّة طيّبة، سموّك!”
“لم أرَك منذ مدّة!”
“يسرّني أن أراك صحّة جيّدة!”
ما جذب انتباه إيثيل أكثر كان سكّان الإقطاعية الذين يرحّبون بحرارة بإيلان.
كان إيلان يردّ عليهم بتحيّات مختصرة.
سألت إيثيل، وهي تسير خلفه مع مونتي :
“هل كلّ الإقطاعيين هكذا؟”
“ماذا تقصدين؟”
“هل يعرفون كلّ سكّان إقطاعيتهم؟”
“آه.”
فهم مونتي سؤالها أخيرًا ونظر إلى ظهر إيلان.
هزّ رأسه ضاحكًا.
“كلّا، هذا خاصّ بسموّه.”
“أليس كذلك؟ ظننت أنّني أخطأت لأنّ عائلة ميشلان ليست إقطاعيّة.”
رغم أنّ عائلة ميشلان تملك لقبًا دون إقطاعيّة، بدا سلوك إيلان غريبًا في نظر إيثيل.
كيف يمكن لدوق كبير، يقاتل الوحوش السحريّة، أن يكون قريبًا هكذا من سكّان إقطاعيته؟
أدرك مونتي شعورها وشرح بنبرة مرحة:
“معظم سكّان الإقطاعية من فرقة الفرسان.”
“ماذا؟”
“الشيخ الذي صافح سموّه كان مستشارًا في فرقة نورتون، والطفل الذي احتضنه سموّه هو ابن أحد الفرسان الكبار في السفن التجاريّة.”
“واو…”
خرجت من إيثيل تنهيدة إعجاب دون قصد.
أن يكون جميع سكّان الإقطاعية مرتبطين بفرقة الفرسان أمر ناتج عن العيش مع الوحوش، لكنّه بدا رائعًا.
“حتّى رئيس الخدم كان قائد فرقة الفرسان، أليس كذلك؟”
“من أخبركِ بذلك… ريزيتا، على ما يبدو.”
“أخبرتني أيضًا أنّ معظم الخدم في القلعة من فرقة الفرسان.”
ربّما بسبب احتمال اقتحام الوحوش للقلعة، لكن يبدو الآن أنّ السبب قد يكون ندرة الأشخاص غير الفرسان في الإقطاعيّة.
نظر مونتي إلى إيثيل، التي تمكّنت من كسر حاجز ريزيتا، بنظرة متفاجئة.
“السيّدة حقًا…”
“ماذا؟”
“لا شيء، فقط أظنّ أنّني أفهم لمَ تحبّها دوقة مور.”
“حقًا؟”
ابتسمت إيثيل دون أن تسأل عن سبب قوله.
ضحك مونتي ضحكة خافتة.
“ألا يزعجكِ السير أوسويل؟”
“حسنًا… سأكون كاذبة إن قلت إنّه لا يزعجني.”
“يبدو ذلك واضحًا.”
“أليس كذلك؟”
تحوّلت ابتسامة إيثيل المحرجة إلى تعبير كئيب.
“يبدو أنّه لا يحبّني كثيرًا. لم أرتكب خطأ كبيرًا…”
“ربّما لأنّ…”
“هناك شيء واحد يقلقني.”
“ماذا؟”
نظر مونتي إليها بتفاجؤ واضح، كأنّه لا يصدّق وجود شيء كهذا، لكنّ إيثيل كانت جادّة جدًا.
“ربّما أساء فهم ما رآه في العربة قبل أيام…”
“هههه.”
“السير مونتي ؟”
“هههه…”
“…أتبكي؟”
“كح، كح.”
نظرت إيثيل بضيق إلى مونتي ، الذي كان يكتم ضحكته وكتفاه ترتجفان.
“آه، أعتذر. بدُتِ قلقة جدًا، فلم أتمالك نفسي.”
بعد أن هدأ أخيرًا، رفع مونتي نظارته ومسح زاوية عينيه.
“إذًا، ما السبب؟”
امتدّت عينا إيثيل المتّسعتان بسبب عذره المراوغ.
“أنت تعرف، أليس كذلك؟ السبب الحقيقي وراء تصرّف السير أوسويل.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 56"