1
المقدمة
كانت باريّا، الوشق السِّينِيّة ذات العشرة أعوام، تحتضن بقوة شبل نمرٍ صغير يغطيه الفراء المرقّط، بينما تلتفت بنظرات قلقة من حولها.
في الجهة المقابلة، جلس ثلاثة من النمور السِّينيين بملامح صارمة وعيون متقدة.
عائلة “كاليف” — زعيمة جميع عائلات النمور السِّينية.
كانوا ربّ العائلة، بايْدِن، وزوجته سابرينا، ووريثهم شيركا.
لم يكن أحد ليصدق أن هؤلاء الثلاثة، الذين يبثّون رهبة لا توصف، يجلسون وجهًا لوجه مع فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها.
كروووه.
ربما استشعر الشبل الصغير بين ذراعي باريّا الأجواء المتوترة، فزمجر كاشفًا عن أنيابه.
لكن الثلاثة لم يُلقوا له بالًا، فقد كانت أنظارهم مركزة على باريّا وحدها.
“أنتِ.”
كانت أول من تحدثت هي سابرينا كاليف، تلك الجميلة ذات الملامح الباذخة.
“أتجرئين على اقتحام منزلي وإحداث هذه الفوضى ثم الفرار؟”
تدحرجت عينا باريّا في محجريهما مع نبرة التهديد التي حملها صوت سابرينا.
‘نعم، ارتكبت خطأ… لكن لا يعني أنني نادمة.’
شدّت سابرينا قبضتها.
“أيتها السِّينية الهاربة قليلة الأدب! لن أصفح عنك أبدًا!”
“كلامك في محلّه.”
“أتفق مع والدتي.”
أومأ كلٌ من بايدن وشيركا تأييدًا لغضب سابرينا.
“إذًا لن أطيل الحديث.”
وضعت سابرينا ورقة على الطاولة أمامها بحركة حاسمة.
“أنتِ! ستنضمّين إلى عائلتنا كابنتنا بالتبني!”
كانت وثيقة تبنٍ رسمي تُلحق باريّا بعائلة كاليف.
“…هاه؟”
شهقت باريّا واتسعت عيناها في ذهول مطلق من ذلك الاقتراح الصادم.
“هل أصبتم بشيء؟ أعتقد أن رؤوسكم اصطدمت بشيء ما… لا يكون بسببي؟”
“نحن بكامل قوانا العقلية!”
صرخت سابرينا ردًا على سؤال باريّا المقلق.
“لكن إن رفضتِ… فستكسرين قلوبنا.”
قال شيركا، بينما أومأ والده موافقًا.
“لذا… كوني ابنتنا.”
“أو يمكنك أن تكوني أختي.”
حدّقت باريّا في شيركا بدهشة.
“ابنة السيد بايدن، أو أخت شيركا، أليس الأمر واحدًا؟”
فهو ابن بايدن وسابرينا بعد كل شيء.
“إن لم تريدي مناداتهما بأمي وأبي، يمكنك فقط أن تصبحي أختي.”
“كفّ عن الهراء، أن تصبحي ابنتي خيرٌ ألف مرة من أن تكوني أخته.”
تدخلت سابرينا محتجّة، وبدأ الاثنان يتجادلان رغم أن باريّا ترى أنه لا فرق بين الأمرين.
“حسنًا، باريّا، أيّهما تختارين؟”
اختاري، اختاري.
أحاط بها الثلاثة، يطالبونها باتخاذ القرار من خيارين محددين سلفًا.
وكانت تلك اللحظة… بداية دخول الوشق السِّيني إلى عائلة النمر لأول مرة في التاريخ.
***
الفصل الأول
في أعماق غابة لا يوجد بها سوى العشب والأشجار…
كانت باريّا تلهث وتحدّق من حولها بعينين حادّتين، لا أثر لأحد يُعينها.
سبعة أو ثمانية ضباع، يسيل لعابها، كانت تطوّقها من كل اتجاه.
رغم الموقف الحرج، لم تفقد باريّا رباطة جأشها. كانت تراقب الموقف ببرود شديد.
ثلاث سنوات مرّت منذ بدأت المطاردة.
ثلاث سنوات، وكأنها أكاديمية كتبت فيها الكلاب رسائل علمية — لقد أصبحت باريّا متخصصة في الهرب.
ومنذ أن دخلت أرضًا لا تدري لمن تنتمي من السِّينيين، خفّت حدة المطاردة.
أصبحت الحيوانات العادية فقط من تلاحقها، دون السِّينيين، ما سهّل صدّهم.
فالسِّيني يتفوّق على الحيوان بلا منازع.
حتى فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها مثل باريّا… لم تكن استثناءً.
“كيااااااه!”
زمجرت باريّا بقوة وهي تضرب الأرض بذيلها.
اهتزّت أجساد الضباع من رهبة وُشقٍ لا يتجاوز قبضة اليد.
كروووه.
لكنّها كانت مخلوقات مأمورة، لا تفرّ أمام الخطر.
بدأت تقترب، مترددة، مما دفع باريّا إلى إبراز مخالبها.
‘اقتربوا، أيها الحمقى… سأُريكم عظمة الوُشق!’
كانت على وشك تمزيق عين أقرب ضبع إليها…
بوم!
كيييع!
دوّى صوت عظام تتحطم، وصرخة ضبعٍ تطاير جسده فجأة!
فوجئت الضباع… وفوجئت باريّا أكثر.
“لماذا تتجمّعون هكذا، أيها الضباع المزعجون؟”
ظهر شاب صغير، ذو شعر فضّي يرفرف في الريح، يركل أحد الضباع بقوة رهيبة.
بصراحة، لم تكن الضربة نفسها مرئية… لكن تأثيرها كان باعثًا للرضا!
إلا أن باريّا… تجمّدت.
‘مـ… من هذا؟!’
شعر فضّي، بشرة صافية كاليشم دون شائبة… كان الشاب جميلًا بدرجة صادمة.
لأول مرة، أدركت باريّا أن الرجال يمكن أن يكونوا “جميلين”.
وبينما كانت تحدّق فيه…
“……!”
نظر إليها، والتقت عيناها بزرقة أعمق من زرقة السماء.
تجمد فراؤها واقفًا بالكامل.
‘هذا ليس وقت الذهول من جماله…’
فطريًّا، أدركت.
‘إنه ليس سِّينيًا عاديًا… إن أمسك بي، سأُقتل!’
إنه أشرس من الضباع… مخلوق مفترس بكل معنى الكلمة!
“قطة صغيرة؟”
ومع تلك الكلمات… اندفعت نيران الغضب في صدرها.
‘وُشق! أنا وُشق يا أحمق!’
صحيح أنها صغيرة الحجم ولطيفة الشكل… لكنها أعظم وُشق وُجد!
‘لا وقت للتصحيح الآن.’
كل السِّينيين خطرون… فكيف بهذا؟
إن أرادت النجاة، عليها الفرار. الآن وفورًا.
انطلقت لتعدو — لكنها لم تصل حتى لخطوتها الأولى.
“كيآااه! (ما هذا؟!)”
رُفعت عن الأرض فجأة! كيف وصل إليها هذا الشاب ذو العينين الزرقاوين بهذه السرعة؟!
أمسكها من قفاها… ورفعها كما تُرفع القطة الصغيرة.
“إنها قطة بالفعل. يا للمسكينة… لا بد أنها كانت خائفة بين الضباع.”
اقترب سِّيني آخر من جانبه.
بدأت باريّا تصرخ وتركله بجنون!
“كواااه! كاااااه! (دعني! حررني!)”
“……طباعها قاسية للغاية.”
“حقًا. ليست قطة عادية.”
وبينما كانت تقاوم بشراسة… دفن الشاب ذو العيون الزرقاء أنفه في عنقها.
“……!”
قشعر بدنها.
تخيلت مشهدًا وهميًا — أنيابه تغرز في رقبتها.
“كياااااه!”
ضربت خدّه بمخالبها الصغيرة خمس مرات متتالية.
“يا إلهي!”
فتح السِّيني الآخر فمه مذهولًا.
“لم يجرؤ أحد على ذلك من قبل… وهذه القطة الصغيرة فعلتها!”
نظر إلى آثار المخالب التي حفرت وجنته البيضاء وصفّق بإعجاب.
“يجب أن نأخذها إلى القصر.”
قال الشاب وهو يتحسس وجنته… باسماً ابتسامة مريبة.
تشنجت باريّا وهي تحدق فيه.
“……لن تلتهمني… أليس كذلك؟ أنا مجرد قطة صغيرة بريئة.”
“همم… فكرة غير سيئة.”
تركها بهذه الجملة المثيرة للريبة… ثم استدار.
“نعود الآن.”
وبينما كانت تراقب… أدركت أن جميع الضباع قُتلت.
لقد قضى عليهم رفاقه السِّينيون.
“خذها معك إلى القصر.”
سلّمها إلى رجلٍ بجانبه، بينما كانت لا تزال تحدّق في الجثث حولها.
لكن باريّا… لم تكن لتفرّط بهذه الفرصة!
‘أحمق مغرور… تظن أنني سأنسى؟!’
حتى إن هربت لاحقًا… لا بد من انتقام صغير أولًا.
“أوه، أوه؟!”
“آه؟!”
قفزت من بين يدي الرجل، نفذت حركات بهلوانية مذهلة…
ووجهت ركلةً خلفية إلى وجه ذلك الشاب المذهول.
بـــاك!
رأسه ارتد إلى الخلف… والكل شهق في صدمة.
شيركا كاليف.
وريث عائلة النمر الحاكمة…
تلك اللحظة ستبقى محفورة في تاريخه إلى الأبد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"