“التدمير الوحشي. نعم، عقلي يُدمَّر بوحشية الآن”.
تسربت منها تمتمة وهي تُطبق أسنانها بقوة.
“عدم الشعور بالألم جيد، لكن… مجرد التفكير في مواجهة الفخاخ باستمرار يدمر عقلي بنفس الطريقة!”
عدم وجود ألم لا يعني عدم الخوف.
تخيلت نفسها مصابة بالانهيار النفسي التدريجي من القلق من متى سيظهر الفخ التالي.
هزت قبضتها نحو السقف وصرخت.
الممر فارغ، لكنها متأكدة أن أحدهم – الملك الأول، الساحرة، أو وحش القصر – يراقبها.
الانتقال إلى نقطة الحفظ في كل مرة تُصاب فيها بالفخ يجعل الأمر واضحًا.
“لو أخبرتني بوجود فخ، لكان أفضل!”
توقف الفأس ذو الحدين عن التأرجح وعلق بهدوء.
الحرير المتدلي من السقف يخفيه بذكاء، فحتى لو نظرت للأمام بدل الأرض، لما تجنبته.
تصميم فخ مزعج! حدّقت شيري فيه وهي تتفاداه.
في هذا الممر ثلاث غرف بما فيها نقطة الحفظ.
لكن البابين الآخرين مغلقان بأقفال ضخمة، مما يعني أنها غرف ممنوعة.
في الألعاب، تجاهل الغرف المشبوهة يؤدي للتوقف قريبًا، لكن بدون مفتاح، تقدمت شيري إلى نهاية الممر بحثًا عن دليل.
“بالمناسبة، غريب. من الخارج، لم أتخيل ممرًا مستقيمًا كهذا”.
نظرت شيري إلى أدغال الورد خارج النافذة.
الهيكل مختلف تمامًا عن رؤيتها للباب الكبير.
بمجرد الدخول، ظهر ممر طويل بدل صالة استقبال واسعة.
حتى أدغال الورد التي يجب أن تكون خلفها الآن تظهر على يمين النافذة، مما يثبت أن الداخل والخارج فضاءان منفصلان.
“حسنًا… قال أن الفضاء ملتوٍ. غابة سوداء وقصر ساحرة، منطقي. في الألعاب أيضًا، الرسوم الخارجية والداخلية لا تتطابق دائمًا. لا تهتمي، ركزي على تجنب الفخاخ”.
ربما ساعد عزمها؛ فلم يظهر فخ حتى نهاية الممر.
تنفست شيري براحة وتفحصت قفل الباب الوسطي.
مختلف عن أقفال الغرف.
بدل الخشونة، وجد علي شكل رأس حيوان محفور.
يشبه الفهد الأسود، لكن أنياب تشبه أنياب الفيل على جانبي الفم.
أي حيوان؟ تذكرت شيئًا مشابهًا في فيلم أنمي طفولي.
لامست خطوط الوجه بإصبعها، فظهرت نافذة حوار شفافة.
[تحتاج مفتاحًا لفتح القفل.]
“أعرف ذلك بنفسي”.
[ربما مفتاح مخفي في إحدى الغرف السابقة.]
“لهذا جئت إلى هنا، لأن باقي الأبواب مغلقة”.
لم تُحدَّثها النافذة.
مما يعني أن عليها أن ترجع و تبحث عن المفتاح.
تركت شيري القفل وتوجهت للأبواب السابقة، متوقعة تفاعلًا مشابهًا.
كما توقعت، عند لمس القفل:
[قفل قوي، لكن المزلاج يهتز بضعف. قد ينكسر بضربة شيء صلب.]
[قفل قوي، لكن فجوة صغيرة في الباب. قد ينقسم بضربة شيء حاد.]
خياران، لكن أيهما أولاً؟ وبدون أداة، فإن الاختيار صعب.
نظرت إلى يديها: “الضرب باليد سيؤلمني كثيرًا”.
ثم رأت الفأس ذا الحدين معلقًا قرب الأرض بحبل.
نظرت بين الأبواب والفأس، ثم ابتسمت.
كان فخًا مزعجًا، الآن أداة مفيدة.
فكّت الحبل، فظهرت النافذة:
[تجهيز سلاح: الفأس ذو حدين.]
“واو، سلاح! سلاح!”
ظهر أيقونة فأس صغيرة في خانة السلاح.
ثقيل وسميك، لكن شيري رفعت الفأس بقوة وهي تصرخ هياه!.
توجهت إلى غرفة القفل الضعيف، صوّبت المقبض نحو القفل، وضربت بكل قوتها.
اهتز القفل وانكسرت إحدى حلقاته وسقط.
بالمقابل، عندما وضعت شيري الفأس على الأرض لتدليك ذراعها المخدرة من الارتداد، أمالت رأسها مذهولة أمام نافذة الحوار الجديدة.
[انخفضت متانة الفأس ذي الحدين بـ 50.]
“فقط بضربة واحدة؟! ما هذه الضعف؟ هل صُنع من التوفو¹؟! هذا غير عادل أبدًا!”
على أي حال، راضية بفتح غرفة واحدة، دفعَت شيري القفل المكسور جانبًا بلطف وفتحت الباب.
داخل الغرفة، كانت هناك مكتبة كتب بنية فاتحة كبيرة ومكتب مرتبان بدقة.
تملأ الكتب السميكة كالموسوعات الرفوف بكثافة، مع بعض الفراغات.
شعرت شيري بالاختناق من النظر إليها، فحوّلت بصرها – لكن الكتب موجودة هناك أيضًا.
كتب بنفس السُمك مبعثرة على المكتب، مفتوحة على صفحات مختلفة.
لا أثاث آخر سوى إطارات صور على الجدران الثلاثة غير المكتبة.
“آه، هذا”.
تعرفت شيري على لوحة معلقة فوق المكتب مباشرة.
الحيوان نفسه المحفور على قفل الباب الوسطي.
حدّقت في التوقيع الصغير أسفل اللوحة، فظهرت النافذة:
[لوحة لريلتيس.]
“ريلتيس؟ اسم هذا الحيوان؟”
تفحصت اللوحات الأخرى بنفس الفضول:
[لوحة لأشيتيون.]
[لوحة لكيريل.]
أشارت إلى حيوان يشبه الوعل برؤوس غزال، ثم نسر ذو ذيل طويل يصل إلى جسده، فأخبرتها بالأسماء.
“غريبوا الشكل حقًا”.
وقفت شيري أمام المكتب.
ثلاثة كتب مفتوحة عليه.
ثلاثة… تمتمت ونظرت خلفها دون تفكير.
ثلاثة فراغات في المكتبة أيضًا.
كأن الكتب أُخرجت من هناك ووُضعت على المكتب.
شعرت أنها على وشك فك اللغز.
ضيّقت عينيها، قلبّت الصفحات، فجاء الشرح:
موسوعة الحيوانات الواضحة 2
أشيتيون: حيوان عاشب يعيش في سهول فرولي الغربية. يبدو ضخمًا بسبب فرائه المنتفخ، لكن جسده نحيف جدًا بدون الفراء. يشكل 30-40 فردًا قطيعًا، ويتقاتلون بالقرون العالية عند النزاعات. فراؤه مادة لأقمشة فريل، منتج خاص بمملكة سيلدون.
موسوعة الحيوانات الواضحة 3
ريلتيس: رمز القاضي الذي يعدم الهراطقة بنابيه الحادين بأمر من سيده أستيريو. في الأسطورة، أول حيوان جاء نال الحكمة و النباهة في هذا العالم. يعيش قطيع ريلتيس في أعماق جبل أولوس الشمالي حيث المعبد القديم، ويأكل حشرة شليرف.
موسوعة الحيوانات الواضحة 5
كيريل: يُعتقد أنه يطير بثلاثة أجنحة بسبب الذيل الأطول من جناحيه، لكنه ذيل رأس لا جناح. مادته ناعمة، فيُصطاد ليُستخدم ذيله مروحة. انتبه: في الجنوب، يعتبر حيوانا مقدسا يرشد إلى الواحات. في مملكة إيرونك، إهانة كيريل غير قانونية.
قرأت شيري الشرح بهدوء، ثم طرقت بأصابعها مميلة رأسها.
“همم… وماذا بعد؟”
قلّبت صفحات أخرى، لكنها حروف غريبة غير قابلة للقراءة.
فقط الجزء المترجم عبر النافذة مفهوم.
حاولت التفاعل مع صفحات أخرى، لكن لا رد.
أغلقت الكتب وكوّمتها.
حينها، رأت ورقة صغيرة مخفية تحتها.
ورقة ???
الترتيب بدقة. الدراسة اختيار وتركيز.
خط غريب، متعرج كأنه لطفل.
خط بريء في قصر مليء بالفخاخ؟ شعرت شيري بتوتر غامض، فصفرت بلسانها.
“لفتح الباب الوسطي، يجب فعل شيء… قال الترتيب، إذًا سأرتب الكتب أولاً؟”
احتضنت شيري الكتب.
تعثرت من الثقل، لكنها حملتها على وركها وذهبت إلى المكتبة.
دسّت الكتب في الفراغات، فسُمع صوت “كليك” من خلف المكتبة كأن مفتاحًا انخفض.
توقعت حل اللغز، لكن لا تغيير.
“ليس هذا؟ هل الترتيب خاطئ إذا؟ هل الترتيب نفسه جزء من اللغز؟”
“كريييك”. صوت مزعج مشؤوم.
قبل أن تفهم مصدره، ضرب شيء ثقيل رأسها. “آي!”
احتضنت رأسها وجلست، التقطت الكتاب الذي سقط كتاب أشيتيون الذي دسّته للتو.
“آه، ما ال―”
لم تكمل. انتشر شعور مرعب خلف ظهرها، ثم اسودّت رؤيتها.
في الغرفة التي اختفت منها شيري، “خبط”، انهارت المكتبة إلى الأمام وأفسدت الغرفة.
♤♧♤♧♤♧♤
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"