“لأنه ثيودور”، أجبت بابتسامة. “يمكنه أن يسرق وقتي، يحبسني في نفس المبنى طوال اليوم، وسأكون ممتنة.”
“مقزز. إذا كان هذا هو الحب، فأنا لا أريده”، ردت دينا بسخرية.
“لكن هذا ليس حباً عاديا يا دينا انه حب غير متبادل.” أجبت، أنظر إلى ثيودور من بعيد، والتقت أعيننا لفترة وجيزة.
دينا كانت أول صديقة أكونها في برج السحر.
كانت من العامة، لكن موهبتها في سحر العناصر جعلتها مقبولة بسهولة كساحرة رفيعة المستوى.
على عكس السحرة الطبيعيين، يحتاج سحرة العناصر إلى بلورات أو كتب تعاويذ للتحكم في القوة السحرية المخزنة داخل أجسادهم.
معظمهم يخدمون كجنود في الخطوط الأمامية.
لحسن الحظ، لا توجد حرب حالياً، لذا دينا تأخذ دروس السحر حتى يتم استدعاؤها مرة أخرى.
في البداية، لم تكن دينا تحبني لأنني من أصل نبيل.
بدا أن هناك بالفعل صدعاً بين أولئك من خلفيات أكثر تواضعاً والسحرة النبلاء.
لم أتخيل أبداً أن النظام الطبقي سيصبح قضية حتى في برج السحر، الذي دعا إلى الوحدة من أجل مستقبل أفضل لبلدنا.
لحسن الحظ، فتحت دينا قلبها لي عندما أدركت أنني لا أهتم بالنظام الطبقي مثل النبلاء الآخرين، وأصبحنا صديقتين مقربتين.
لكن حتى الآن، لا تفهم لماذا أحب ثيودور، رغم أنني شرحت لها أنه سبب حياتي.
بالنسبة لي، إذا كان حب شخص ما يمكن أن يحفزني لتحسين نفسي والسعي لأفضل، يجب أن أفتخر بذلك.
بمجرد انتهاء وقت الغداء، خرجت من البرج لتوصيل الإمدادات إلى جنود الحدود.
التقطت كومة ثقيلة من الأوراق فيها أسماء الجنود وكمية الإمدادات المحملة على العربات.
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟” سألني ثيودور.
ذُهلت من صوته، توقفت عن التحقق من المستندات في يدي وركضت إليه. “أنا متجهة إلى الحدود، سيدي.”
“لماذا؟” سأل، وعيناه الحادتان مثبتتان علي.
“قبل بضعة أيام، سيدي، أعطيتني مهمة تحضير الإمدادات…”
“أعرف. لكن لماذا أنت ذاهبة؟”
“أريد أن أوصل الإمدادات إلى الجنود بنفسي.”
“هذه ليست وظيفتك. عودي إلى البرج. هناك طرق أخرى يمكنك المساعدة بها.”
“لا، سيدي. أريد حقاً أن أوصلها بنفسي. قد لا تعرف هذا، لكن بسبب خبرتي أعرف أن الفساد موجود في كل مكان. لذا أريد أن أتأكد من حصول هؤلاء الجنود على الإمدادات المناسبة للبقاء على قيد الحياة هذا الشتاء…”
“إذن سأذهب معك”، رد ثيودور، مشيراً لمساعده أن يحضر سترته.
ركبنا في نفس العربة، ولم أستطع إخفاء فرحتي وحماسي بكوني معه في هذا المكان الضيق.
جلسنا متقابلين.
بدا ثيودور قريباً جداً. شعرت كما لو أنني اذا مددت يدي أستطيع الوصول اليه بسهولة.
اضطرت الى أن أكبح نفسي، لكن هل هذا ممكن حتى؟
كان قلبي ينبض بجنون. لو لم يكن لضجيج عجلات العربة التي تضرب الصخور، لكان قد سمع دقات قلبي بالتأكيد.
استمررت في إلقاء نظرات خاطفة عليه بينما كان يقرأ الأوراق في العربة.
لا أعرف إن كنت أجعله يشعر بعدم الارتياح أو إذا كان قد انتهى حقاً، لكنه توقف فجأة عما كان يفعله، خلع نظارته، ونظر إلي.
“يستغرق الأمر ثلاث ساعات للوصول الى الحدود، بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرقه الإشراف على عملية التوزيع. يعني بحلول الوقت الذي تنتهين فيه سيكون قريباً من منتصف الليل. لماذا تفعلين هذا؟” سأل ثيودور، فضولياً عن سبب عمل فتاة نبيلة ثرية مثلي.
“أريد أن أثبت للجميع أن اختياري لهذه الوظيفة كان الاختيار الصحيح.” أجبت، أنظر مباشرة في عينيه، دون أن أشيح بنظري كما أفعل عادةً.
بينما كنت أتحدث، غادرت العربة المنطقة الكثيفة الأشجار، وتسلل ضوء الشمس البرتقالي للغروب عبر النوافذ، ودفءَ المكان.
بعد ذلك، بقينا صامتين، نركز على الأوراق والمستندات التي أحضرناها.
تغير المشهد خارج العربة، وأصبح الطريق أكثر وعورة.
وبعد مدة، ظهر المخيم في الأفق.
كان من المثير حقاً رؤيته عن قرب.
كنت أقراء عن هذه المنطقة خلال الأسبوع الماضي. وكنت سعيدة برؤيته أخيراً بعيني.
خمس عربات أخرى، مملوءة بالإمدادات، تبعت عربتنا.
بمجرد وصولنا رحب بنا الجنود ترحيباً حاراً.
يجب على هؤلاء الجنود والسحرة أن يبقوا متمركزين على الحدود الباردة طوال الشتاء.
في هذه المنطقة يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -20 درجة مئوية في الشتاء، لذلك لا توجد بلدات أو مدن قريبة.
هذا يعني أن هذه الأرض غير صالحة للسكن البشري، لذالك هي موطن للوحوش.الذين، عندما يجوعون في الشتاء يعبرون الحدود و يهاجمون أول بلدة يرونها. حدث هذا عدة مرات من قبل، لذا طلب مني ثيودور إدارة ميزانية هذا العام بعناية.
لا يمكن للجنود حماية أي شخص على معدة فارغة أو بدون كريستالات الفاير ئوبال، التي تبقيهم دافئين بعد حقنهم بالسحر.
عملهم هام جدا، لهذا وافق ثيودور على الميزانية الكبيرة التي اقترحتها.
بعد ذلك، وزعنا الإمدادات على الجنود واحداً تلو الآخر دون أي مشكلة.
كانوا ممتنين كثيرا وهذا شيء غريب لأننا كنا نقوم بواجبنا فقط. هذا يعني أنهم كانوا مهملين أو يعانون من نقص في الإمدادات في الماضي.
حسب معلوماتي معظم الجنود المنتسبين الى الحدود شباب.
لأن هذا العمل الخطير كان يدفع أكثر من الوظائف الأخرى، قبلوا الظروف القاسية وبدوا متفائلين، حتى مع علمهم أن البعض قد لا يعود حياً.
معدل الوفيات على الحدود هو 30٪، ومهما فعلنا، لم ينخفض هذا الرقم خلال السنوات القليلة الماضية.
ربما لهذا السبب جاء ثيودور معي هذه المرة.
بدا مشغولاً جداً وكان يتحدث باستمرار مع السحرة المتمركزين في المخيم. انتهينا متأخرين حقاً، وكانت الشمس قد غربت قبل بضع ساعات، مما جعل رحلة العودة تبدو مخيفة. لكنني شعرت بالاطمئنان لأن ثيودور، أعظم ساحر في العاصمة، كان في العربة معي.
ربما لهذا السبب غطيت في النوم.
عندما استيقظت، شعرت بشيء على ساقي. يبدوا أن ثيودور قد غطاني بسترته لأن الجو أصبح بارداً فجأتة.
أردت أن أشكر ثيودور، لكنه كان يحدق خارج النافذة، كما لو كان يخبرني ألا أقول شيءً. مررت أطراف أصابعي على السترة الناعمة وابتسمت.
كانت هذه أول مرة أرى فيها هذا الجانب اللطيف من ثيودور، وجعلني ذلك أقع في حبه أكثر.
عندما عدنا إلى برج السحر، خرج ثيودور من العربة أولاً.
كنت أعرف أنني يجب أن أعيد له السترة، لذا شممتها للمرة الأخيرة، لأعرف كيف تبدوا رائحته. ثم طويتها وأعدتها له بمجرد أن خرجت.
“شكراً لك”، قلت بهدوء، محاولة أن أبدو لطيفة أمامه.
“على الرحب والسعة”، رد ثيودور، مستعيداً السترة. “بالمناسبة، من الغريب حقاً شم ملابس الآخرين.” بعد قول ذلك، دخل إلى البرج.
شعرت بالخجل لأنه رآني أفعل مثل هذا الشيء.
في تلك اللحظة، تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني، لكن صوتاً في رأسي طمأنني، قائلاً إن حتى ذكرى محرجة مع ثيودور كانت أفضل من لا شيء.
لذا، عندما عدت إلى المنزل، تأكدت من تدوين ما حدث.
أننا أجرينا محادثة حقيقية لبضع دقائق.
أن سترته كانت تنبعث منها رائحة السجائر، رغم أنني لم أره أبداً يدخن في الأماكن العامة.
وأن علاقتنا بدأت تتطور.
في تلك الليلة، اعتقدت بحماقة أنني كنت أقترب منه، لكن كل تلك الآمال تحطمت في اليوم التالي عندما طردني ثيودور من برج السحر.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات