⚠تحذير: يحتوي هذا الفصل على مشاهد قد يجدها البعض مزعجة
سكين فواكه صغير، هذا كل ما استطعت إخفاءه دون علم خادماتي.
أخفيت السكين في ملابسي، في حالة حدوث شيء سيئ.
كنت أمسك به بإحكام بينما أسير نحو غرفة الملك، إذا حدث شيء يجب أن…
كان عقلي مليئاً بالأفكار المظلمة ووصلنا إلى باب كبير مغلق.
“مهلاً، ماذا تفعلين بحق الجحيم؟!” صرخت على الخادمة التي بدأت فجأة في تفتيش جسدي بحثاً عن سلاح، يبدو أنني لم أكن أول شخص يفكر بهذه الطريقة.
الخادمة وجدت السكين الصغير بسهولة ثم فتحت الباب.
مشت الخادمة إلى زيرون وسلمته السكين الصغير.
أمسكه في يده مقلوباً وابتسم.
“يا لك من شجاعة.” ضحك. “لكن سكين فواكه فقط؟ ألم تستطيعي إحضار شيء أفضل؟”
عضضت شفتي من الغضب بسبب الطريقة التي كان يسخر بها مني.
“هذا كل ما استطعت العثور عليه وإلى جانب ذلك لم أكن أخطط لاستخدامه عليك…”
تغير تعبير زيرون واتسعت عيناه.
“يا له من أمر مثير للاهتمام.” قال زيرون وأعاد السكين للخادمة ثم طلب منهم المغادرة.
حقيقة أنه أراد أن نكون وحدنا تثبت أنه لا يراني أدنى تهديد، وهو محق.
بالحكم من بنيته، ربما يتدرب كل يوم، إلى جانب أن البناء بأكمله مليء بالحراس.
“اسكبي لي بعض القهوة.” قال زيرون وجلس.
على الرغم من أنني كنت متوترة إلا أنني تقدمت للأمام، بما أن هذه لم تكن غرفة نوم، لم أكن خائفة وسكبت له القهوة كما طلب.
“اجلسي.” أمرني مرة أخرى.
تنهدت وجلست.
“أخبريني قليلاً عن زوجك.” قال زيرون وبدأ يحتسي قهوته.
نظرت إليه بارتباك، ليس فقط لأن سؤاله غريب جداً، لكن لأنه لا يوجد طريقة سأخبره الحقيقة.
إذا علم أنني زوجة ثيودور قد يستخدمني كرهينة سياسية أو يطلب المال من عائلتي.
“إنه شخص رائع.” رددت ومددت يدي نحو الطعام على الطاولة.
“إذاً لا تخططين لإخباري؟ هل هو أفضل مظهراً أو أقوى مني؟” سأل بطريقة ساخرة.
بالطبع ثيودور أفضل بألف مرة، لكن لا يمكنني المخاطرة بإغضابه، أليس كذلك؟ لذا حشوت فمي بمزيد من الكعك وحاولت تجنب سؤاله مرة أخرى.
“همم، أنت تتجنبين أسئلتي مرة أخرى.” قال زيرون بينما يحدق بي وأنا أنهي صينية الكعك بأكملها.
بعد ذلك لم يسأل أي شيء واستمر في الشرب وتناول الطعام بشكل طبيعي، وكان واضحاً أنه لا يخطط لفعل أي شيء سيئ لي.
“ماذا تريد مني؟” سألته أخيراً.
على الرغم من امتلاكه الكثير من الزوجات الجميلات والأطفال، لماذا يريد امرأة من أمة العدو لن تحبه أبداً؟
“أريد حورية بحر كزوجة لي.” قال ووضع كوبه.
“لكنني لست حورية بحر.”
“أنا أعرف.”
“إذن لماذا؟”
“لا أحد يهتم بالحقيقة، كل ما يراه الناس هو عيونك الوردية، وسيصدقون أنك حورية بحر حتى لو أنكرت ذلك.”
“لماذا الجميع هنا مهووسون بحوريات البحر؟” سألت بينما أشد قبضتي.
“في قصة تأسيس أمتنا ساعدت حورية البحر في علاج الملك الأول بإعطائه دموعها.
ثم عاد الملك لإنقاذ شعبه.
تخيلي ما الذي سيفكر فيه الناس إذا وقفت حورية بحر بجانبي؟ سيصدقون أن التاريخ يعيد نفسه وسيصبحون أكثر تفانياً لي، سأصير الملك الذي عادت حورية البحر لدعمه خلال غزو العالم.”
“لكنك تعرف أن هذه ليست الحقيقة.” قلت بنبرة عالية لأنني كنت غاضبة من الطريقة التي يحاول بها استخدامي.
وضع يده بلطف على خدي ونظر مباشرة في عيني.
“إذا وُلد راكب تنين بيننا بعيون وردية، سأجعله ولي العهد وسيتبعه الناس بشكل أعمى.”
أزلت يده عني ونهضت على الفور.
“لن أتزوجك أبداً!” صرخت عليه.
“لا أعتقد أنكي في موقف تستطيعين فيه الرفض.” قال ثم رن الجرس الصغير الذي كان على الطاولة ليطلب من الخادمات العودة وأخذي بعيداً.
بمجرد أن عدت إلى غرفتي داخل مبنى الحريم، بدأت برمي وكسر كل شيء رأيته من حولي.
كان الأمر كما لو أن كل المشاعر المكبوتة التي كنت أخفيها منذ يوم اختطافي انفجرت فجأة.
بسبب كل الصراخ والتكسير كنت متعبة حقاً في اليوم التالي.
عندما نظرت إلى انعكاسي في المرآة بدوت فظيعة، كانت بشرتي شاحبة، وكان لدي هالات سوداء تحت عيني.
“هل يجب أن أقلع عيني؟” تمتمت لنفسي في يأس.
لو لم تكن لدي هذه العيون الوردية اللعينة لكنت قد مت بشرف في المخيم.
كانت أفكاري تصبح أكثر قتامة وقتامة، لكن الخادمة جاءت لتخبرني أن منار تريد مقابلتي.
خرجت من الغرفة دون إصلاح مظهري وجلست على طاولة الحديقة مع منار.
ربما التحدث إلى منار سيهدئني قليلاً، فكرت في نفسي بحماقة.
لكن لماذا لا تتكلم؟ ألم تطلب رؤيتي؟ نظرت للأعلى ورأيت تعبيراً متوتراً على وجه منار.
‘ليس خبر سيئ آخر من فضلك…’ صرخت في رأسي.
“لقد قرر الملك موعداً لزفافك.” قالت منار بينما تمسك بيدي، لأنها كانت تعرف كم أكره الفكرة.
سحبت يدي منها.
“متى؟” سألتها بنبرة غاضبة، أعرف أن هذا ليس خطأها، لكنني لا أزال لا أستطيع السيطرة على مشاعري.
“بعد أسبوع من الآن.” أجابت بينما تنظر للأسفل.
دون قول أي شيء آخر نهضت وغادرت المكان وعدت إلى غرفتي.
كنت أعرف أن لدي خيار الانتظار على أمل أن ينقذني ثيودور، لكن لا شيء مضمون.
“جهزي لي حماماً.” أخبرت الخادمات ثم طلبت منهن المغادرة.
أخرجت قطعة من المرآة المكسورة التي وجدتها في الغرفة وجلست في حوض الاستحمام وأنا مرتدية ملابسي بالكامل وصنعت جرحاً عميقاً حول معصمي.
من المدهش أنه لم يؤلم، واستمر الدم في التدفق.
نظرت إلى سقف الحمام وأغلقت عيني لأن رؤيتي صارت ضبابية.
أنا آسفة يا أمي وأبي، الحياة التي عملتما بجد لتعطياني إياها ستنتهي بهذه الطريقة الفظيعة.
‘أنا آسفة’ هذا ما استمريت في تكراره في رأسي حتى فقدت وعيي.
أصبح كل شيء مظلماً لفترة طويلة وببطء رأيت ضوءاً من بعيد.
فتحت عيني لأرى سقفاً آخر، سقفاً مختلفاً.
يبدو أنني فشلت…
“إذاً أنت مستيقظة أخيراً.” قال صوت مألوف.
نظرت إلى جانبي وكان زيرون جالساً على الجانب الآخر من السرير ينظر إلى بعض المستندات.
“أين أنا؟” سألته بصوت خشن لأن حلقي كان جافاً.
ناولني كوباً من الماء، وشربته بينما أحدق به بغضب.
“كما ترين هذه غرفتي، حيث ستبقين من الآن فصاعداً… من هذه اللحظة يجب أن تكوني تحت نظري طوال الوقت يا حوريتي الصغيرة.” قال بابتسامة أرسلت قشعريرة في جميع ارجاء جسدي.
التعليقات لهذا الفصل " 33"