قلب ضعيف يكافح للنبض بشكل صحيح، مفاصل ضعيفة تؤلمني بعد المشي لمدة 10 دقائق، وضيق التنفس الذي يأتي كل شتاء.
لكن لا شيء يضاهي الألم الذي كنت أشعر به الآن.
كل ما عملت عليه بجد خلال السنوات الماضية قد تلاشى.
في أقل من ساعة، جعلت ثيودور يكرهني.
اللقاء الذي كنت أتطلع إليه لسنوات قد سار بأسوأ طريقة ممكنة.
عندما هدأت أخيراً، شعرت بالخجل من أن المتقدمين الآخرين رأوني بتلك الحالة. كان مكياجي مدمراً، وفستاني مجعداً.
عندما عدت إلى المنزل في تلك الليلة، تخطيت العشاء وذهبت مباشرة إلى غرفتي، لكن عندما رأيت صورته الكبيرة المعلقة في غرفتي، بدأت في البكاء مرة أخرى.
شعرت كما لو أن حتى صورته تنظر إلي باشمئزاز، لذا غطيت نفسي ببطانية لمنعه من رؤيتي بتلك الحالة.
بعد تلك الحادثة، كان والداي وإخوتي قلقين على و حاولو رفع معنوياتي بالهدايا والخروج الى المدينة و تجنب ذكر اسم ثيودور بأي طريقة، لكن ذلك كان صعباً.
برج السحرالطويل الظاهر حتى من منطقة التسوق المحلية جعلتي أفكر فية.
ورؤية أن النادل الذي يعمل في مطعم لديه عيون زرقاء مثل عيون ثيودور جعلني حزينة، وبدأت بالبكاء مرة أخرى.
قد تعتقد عائلتي أنني أبالغ في رد الفعل أو أنني طفلة بكاءة، لكنهم لا يفهمون.
لقد كرست العامين الماضيين للعمل والدراسة بلا كلل لأصبح جديرة به.
السابعة عشر والثامنة عشر هي الأعمار التي تحضر فيها معظم الفتيات النبيلات الحفلات للخطوبة أو إيجاد شريك مناسب، لكنني قضيت ذلك الوقت في تحويل عمل مجوهرات فاشل إلى العلامة التجارية الرائدة في المدينة. حتى أنني أحييت عمل البارون هينشمان لمنتجات الألبان، منقذة إياه من الإفلاس.
كنت واثقة جداً من قدراتي، متأكدة جداً من أنه سيقبلني، أو على الأقل يعجب بي، لكنه الآن يحتقرني.
لقد فكرت فقط في أن أكون مع ثيودور، سواء كعاشقة أو كزميلة، والآن أشعر بالضياع أكثر من أي وقت مضى.
‘أريد أن أكون بجانبه.’ منذ أن قابلته، كان هذا كل ما أردته.
لكن الآن، قد لا يتحقق هذا الحلم أبداً.
الرفض ليس المشكلة. يمكنني التقدم مرة أخرى العام المقبل. لكن ماذا لو لم يوظفني أبداً لأنني كنت أطارده كل هذه السنوات؟
ماذا لو حظر دخولي إلى برج السحر إلى الأبد؟
إذا حدث ذلك، ستصبح حياتي بلا معنى مرة أخرى.
بدون هدف أسعى إليه، سأكون ضائعة مرة أخرى.
تلك الأفكار المظلمة تسللت ببطء إلى ذهني، وشعرت بكل طاقتي تستنزف.
حاولت أختي وأمي رفع معنوياتي بسحبي إلى الحديقة، لكنني لم أستطع التركيز على محادثتهما.
استمرتا في التحدث عن المجوهرات والتنانير على شكل الجرس الشائعة مؤخراً، لكنني لم أكن مهتمة بتلك المواضيع. كمحاسبة، كلما ذكرتا منتجاً، كنت أفكر في الفرق بين تكلفة الإنتاج والربح الذي يحققه البائع.
لكن يمكنني أن أرى أنهما كانتا تعملان بجد من أجلي، وهذا جعلني أبتسم. عائلتي ستكون دائماً بجانبي.
“آنا، هناك رسالة من برج السحر!” ركض أخي إلى الحديقة وصرخ.
“لا أريد قراءتها”، قلت وأنا أخذ قضمة من الكعكة التي امامي.
“هل أنت متأكدة، ابنتي؟ ربما نجحت”، قالت أمي، مشجعة لي.
“لا يوجد أي احتمال للنجاح. فقط تخلصوا من الرسالة”، أجبت.
“إذا كنتي لا تريدينها، سأفتحها أنا”، قال أخي، منزعجاً.
“لا، لا تفتحها!” نهضت من كرسيي وحاولت انتزاع الرسالة من يده، لكنه كان أطول مني بكثير ولم أستطع استعادتها.
“أناستازيا، لقد نجحت”، قال بصوت منخفض، كما لو أنه لا يستطيع تصديق ما يراه.
“أختي نجحت في اختبار برج السحر!!” قال بفرح وعانقني، تبعته أمي وأختي.
على عكس توقعاتي، نجحت.
وامتلأت بالفرح، واحتفلنا في تلك الليلة.
“نخب ابنتي الجميلة أناستازيا”، قال والدي، رافعاً كأسه بعد العشاء. “لطالما كنتِ معجزة عائلتنا، ولا يمكنني أن أكون أسعد برؤيتك تنجحين وتزدهرين في الفصل التالي من حياتك.” واصل والدي خطابه، مما جعلني أبتسم.
اليوم كان حقاً يوماً مميزاً. بطريقة ما، أثمر عملي الشاق أخيراً، ولم يتبق سوى بضع ساعات قبل أن أرى حبيبي ثيودور مرة أخرى.
هذه المرة سأكون في نفس مستواه. لن أضطر بعد الآن إلى مشاهدته من زاوية أو تجنب نظرته. يمكنني النظر في عينيه بثقة والعمل معاً في برج السحر.
استلقيت على السرير، أضحك من السعادة.
لم أرد أن أتأخر في يومي الأول من العمل، لذا قررت الذهاب إلى الفراش مبكراً.
“أراك غداً”، قلت للصورة العملاقة لثيودور المعلقة في غرفتي، وودعته و تمنيت له ليلة سعيدة.
في صباح اليوم التالي، استيقظت قبل شروق الشمس وارتديت زي برج السحر الذي تم تسليمه مع الرسالة أمس.
نظرت بفخر إلى انعكاسي في المرآة.
زي أسود جميل بتفاصيل بيضاء يرمز إلى الجانبين من السحر.
“آنستي، هل يمكنني الدخول؟” سمعت خادمتي الشخصية، لينا، تتحدث من خلف الباب.
نظرت إلى ساعتي: السادسة صباحاً.
لقد طلبت على وجه التحديد من الخادمات عدم خدمتي في وقت مبكر، لأنهن دائماً يضطرن للعمل حتى وقت متأخر من الليل.
بالنسبة لهن، لا ينتهي اليوم بعد العشاء.
إنه ينتهي فقط عندما يتم إنجاز جميع الأعمال المنزلية، حتى اذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً.
“أردت أن أساعدك في هذا اليوم المهم”، قالت بمجرد دخولها الغرفة.
“شكراً لك، لينا”، شكرتها لهذة المبادرة اللطيفة.
لم أتمكن من ارسالها الى غرفتها فهي مستيقظة بالفعل، وإلى جانب ذلك، كنت بحاجة إلى كل المساعدة التي يمكنني الحصول عليها اليوم.
بينما جلست، مشطت شعري بلطف وصففته بشكل جميل.
في تلك اللحظة، أدركت كم كنت محظوظة لوجود مثل هذه العائلة والأصدقاء حولي.
عندما انتهت أخيراً، نظرت إلى انعكاسي في المرآة.
تسريحة الشعر التي اختارتها كانت مذهلة وفي نفس الوقت عملية.
كان واضحاَ ان لينا فكرت ملياً قبل اختيار التسريحة.
ذيل الحصان المرفوع المضفر الذي اختارته لي تناسب زيي تماماً. “أنت تبدين جميلة، يا آنستي. أنا متأكدة أنه سيلاحظك”، قالت لينا بابتسامة.
“شكراً لك”، قلت، آخذة يدها. “شكراً لك على كل شيء”، أضفت، معبرة عن امتناني لها.
اعتقدت أنني كنت مستعدة لأي شيء يحدث اليوم، لكنني لم أكن كذلك.
لم أكن مستعدة لرؤية الشخصية الحقيقية لثيودور.
من اليوم الأول، عرفت أنه كان رئيساً سيئاً حقاً.
“تحققي من هذه المستندات من السنوات الثلاث الماضية وأخبريني أين تذهب معظم الميزانية.”
“جهزي ميزانية مناسبة لـ 300 جندي على الحدود.”
“استطلعي جميع موظفي برج السحر لمعرفة ما يحتاج إلى تحسين للعام المقبل.”
طلبات ثيودور كانت لا نهاية لها. بمجرد أن أنتهي من مهمة واحدة، كان يعطيني خمس مهام أخرى.
كانت المهام صعبة، واضطررت للعمل لساعات إضافية لإنهائها.
لم أستطع معرفة ما إذا كان يحاول كسري بالضغط علي للاستقالة، أو إذا كان يختبر قدراتي. رغم كل جهودي، تمكنت فقط من رؤيته مرة واحدة في اليوم، أو ربما مرتين إذا كنت محظوظة.
كنت أزور مكتبه في الصباح لاستلام عملي لليوم، وفي نهاية اليوم، كنت أعيد له العمل المنجز.
أعمل من ثماني إلى عشر ساعات في اليوم، لكنني أتمكن فقط من رؤيته لمدة عشر دقائق. لكن هذا يكفيني. مجرد معرفة أنه في نفس المبنى يجعل قلبي يرفرف.
ولحظاتي المفضلة في اليوم هي عندما أمر به صدفة أثناء العمل.
لطالما حلمت برؤية ثيودور كل يوم أثناء العمل في برج السحر، لكن كان هناك شيء لم أخذه في الاعتبار: شخصيته الحقيقية الشريرة.
من بعيد، بدا ثيودور ذكياً ومهذباً وفعالاً، لكن الآن بعد رؤيته عن قرب، عرفت أن كل ذلك كان عرضاً.
إنه بارد، لا يقول شكراً أبداً، ويجعل الجميع يعملون حتى وقت متأخر. بعبارة أخرى، إنه رئيس فظيع.
لحسن الحظ، في اليوم التالي، حدث شيء ما، وكنا نركب في نفس العربة متجهين نحو الحدود.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات