أتمنى لو بدأ خطابه بذلك، بدلاً من جعلنا نقف أمامه لمدة عشر دقائق، لكن لا بأس كلمة واحدة فقط وسيكون الزفاف رسمياً.
“أنا…”
“توقفوا!!!! أوقفوا الزفاف!!!” سمعت شخصاً يصرخ بهذه الكلمات من الخلف.
صُدم الجميع ونظرنا نحو مدخل قاعة الزمرد.
هناك وقفت الأميرة فرح مبعوثة بلد مجاور والتي أتت لحضور الحفل.
“قلت أوقفوا كل شيء هنا.” صرخت وسارت نحونا بتعبير غاضب على وجهها.
“كيف يمكنك أن تفعل هذا بي، قلت أنك ستتزوجني.” قالت الأميرة بعيون دامعة بينما تشير بإصبعها إلى ثيودور.
صُدم الجميع الجالسون في القاعة بما حدث وكان الوضع على وشك الخروج عن السيطرة.
“اهدئي أيتها الأميرة وعودي إلى مقعدك.” سمعت أحد الوزراء يتحدث إلى الأميرة ويحاول إقناعها بالجلوس حتى لا تدمر الحدث أكثر من ذلك.
“لن أفعل، لن أدعه يتزوج من هذه الفتاة القبيحة!!!!” صرخت الأميرة بصوت عالٍ وبدأت تثير أعصابي.
“أي وعد؟ لا أتذكر أنني وعدت بالزواج منك أبداً.” تكلم ثيودور أخيراً. “اخرجي من القاعة.”
النبرة الحادة لثيودور نفا ادعائها، لكن الأميرة بدأت بالبكاء.
“قلت أنك ستتزوجني إذا وجدت لك حجر الفلاسفة.” بكت الأميرة وحاول مساعدوها تهدئتها.
“كيف يمكنكي أن لا تميزي بين المزاح والحقيقة! و اقتحام حفل الزفاف بهذا الشكل!” قال ثيودور بنبرة مخيفة.
التعبير الذي كان يبديه بدا مرعباً وأمسكت بيده لأقول له أن يتوقف.
“حسناً الآن الجميع عودوا إلى مقاعدكم.” قال القس، وسارت بقية المراسم بشكل جيد، لكنني كنت ضائعة في أفكاري.
بالكاد استطعت إجبار نفسي على الابتسام، وشعر ثيودور بذلك فسحبني جانباً للتحدث معي.
على ما يبدو قبل 3 سنوات ذهب ثيودور مع المبعوث إلى سلمانا، وهي دولة مجاورة، للبحث عن حجر الفلاسفة الأسطوري، وهو بلورة نادرة تعطي كمية هائلة من القوة لحاملها.
مع الحجر يمكن لأي ساحر أداء تعويذات عالية التصنيف بسهولة.
لسوء الحظ اكتشف أنه لا يوجد دليل على أنه عنصر حقيقي وبجانب بعض الرسومات القديمة لم تكن هناك معلومات عن مكان وجوده، لذا صنف ثيودور حجر الفلاسفة كأسطورة.
لكن الأميرة الصغيرة التي أحبت ثيودور وتبعته في كل مكان طلبت منه أن يتزوجها.
بالطبع رفض، ثم سألته ماذا سيتطلب الأمر حتى يتزوجها فأجاب بحجر الفلاسفة.
بما أنها 15 عاماً فقط ربما أخذت كلام ثيودور كوعد حقيقي، أستطيع أن أفهم لماذا شعرت بالخيانة عندما علمت أن ثيودور على وشك الزواج.
لكن حقاً؟ حجر فلاسفة؟ هل كان هذا كل ما كان علي فعله للزواج منك؟
بدلاً من العمل الجاد و تلقي الرفض عدة مرات كان بإمكاني فقط البحث عن حجر الفلاسفة وأصبح زوجته.
بعد أن شرح ثيودور نفسه عدنا إلى الحفلة وتمكنت من التنفس بحرية قليلاً.
رقصت مع أبي وأخي.
تحدثت مع أمي التي كانت تبكي باستمرار.
وحوالي الساعة الثامنة مساءً غادرت أنا وثيودور الحفلة.
وتوجهنا إلى الغرفة التي أعدتها العائلة المالكية لنا.
كره ثيودور الفكرة، لكن الملك أصر قائلاً أنه غير ضروري العودة للمنزل في عربة بعد يوم طويل من مراسم الزفاف.
لكن بمجرد أن فتحت الخادمة باب الغرفة صُدمنا.
بتلات زهور على الأرض وعلى السرير.
ملابس نوم خفيفة مصنوعة من الحرير لكل مني ومن ثيودور.
نبيذ ووجبات خفيفة وفواكه على الطاولة.
قبل أن تغادر الخادمة أشعلت الشموع وأخبرتنا أنهم جهزوا الحمام في الغرفة الأخرى.
بمجرد أن سمعنا صوت إغلاق الباب، نظرنا إلى بعضنا البعض في حيرة.
أنا متأكدة من أنه لن يحدث شيء الليلة، لكن لماذا ينبض قلبي بسرعة؟
“سآخذ حماماً أولاً.” قال ثيودور الذي كان محرجاً بوضوح.
عندما ذهب إلى الغرفة الأخرى، أخذت نفساً عميقاً.
أنا متأكدة من أن ثيودور غير مرتاح بشأن الوضع، لهذا السبب يستغرق وقتاً طويلاً في الحمام.
لذا مشيت إلى الطاولة وأطفأت الشموع، ونظفت ملاءة السرير من بتلات الزهور.
ثيودور خجول لدرجة أنه قبّل جبهتي عندما قال القس “يمكنك تقبيل العروس الآن”، لذا أظن أن هذه لن تكون ليلتنا الرسمية الأولى معاً.
لا يزال يحتاج إلى وقت، وسأعطيه ذلك، فكرت في نفسي وغيرت ملابسي ثم بدأت بتناول بعض الوجبات الخفيفة.
‘لماذا لا يدخل الغرفة؟’ ظللت أتساءل ثم استلقيت على الأريكة وأغلقت عيني.
قبل أن أستطيع النوم تماماً شعرت بشخص يحملني.
حملني ثيودور من الأريكة وأخذني إلى السرير.
ربما ظن أنني نائمة.
رائحة ثيودور ودفء جسده كانت على وشك أن تجنني، لكن كان علي التظاهر بالنوم لذا حاولت التحكم بنفسي.
وضعني على السرير وغطاني ببطانية.
“تصبحين على خير أناستازيا.” همس ثم قبّل جبهتي.
هذا الرجل!!!! لماذا يجب أن يكون نبيلاً إلى هذا الحد!!!
استمريت في الصراخ في رأسي لكن في الخارج كنت أتظاهر بالنوم.
عندما ساد الصمت ولم أشعر بأي حركة أخرى فتحت عيني، ورأيت ثيودور مسلتقيا بجانبي.
كانت عيناه مغلقتين، لذا انتهزت الفرصة وحدقت به.
حدقت في رموشه الجميلة وأنفه الحاد.
استمريت في النظر إليه لأنني حتى الآن لا أصدق أن هذا حقيقي.
حدقت به الى أن غلبني النوم، وهكذا كانت ليلتي الأولى مع ثيودور.
قد لا تكون رومانسية كما كان متوقعاً، لكنني كنت سعيدة و حلمت حلما رائعا تلك الليلة.
التعليقات لهذا الفصل " 29"