“هذا كل ما يمكنك تقديمه لصهرك المستقبلي؟” أجبت محاولة التفاوض على السعر أكثر.
“أنت محقة. زوج ابنتي الصغيرة يستحق الأفضل، إذن 50 ألف جنيه.” قال أبي و هو يجبر نفسه.
“هذا أفضل.” قلت أربت على كتف أبي.
من العادة أن تحضر العروس مهراً إلى بيت العريس، وثيودور يستحق الأفضل.
سأجعل كل رجل في الإمبراطورية يحسده. لأن مبلغ المهر الذي يقدمه أبي يليق بأمير.
50 ألف جنيه تكفي لـ 100 عام. حتى لو كنا أنا وثيودور نبذر في الإنفاق. أو يمكننا شراء عشرة آلاف فدان من الأراضي وتأجيرها للمزارعين والمستأجرين والتوقف عن العمل. الاحتمالات لا حصر لها.
صحيح أن ثيودور لا يحتاج إلى ذلك المال، لكنني أريد أن أريه مدى قيمته بالنسبة لي.
بعد الحريق الكبير في وسط المدينة، عملنا دون توقف وساعدنا في إصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لم تكن تلك المهمة واجباً على أعضاء برج السحر، لكننا شاركنا لأنها قضية إنسانية.
السحرة الذين كانوا في الماضي مصدر خوف، عملوا جنباً إلى جنب مع الناس العاديين وساعدوا في كل شيء.
بعد يوم طويل وشاق، عاد الجميع إلى المخيم لتناول الطعام معاً، وكأننا عائلة واحدة.
في الليل، كننا نشعل ناراً كبيرة في منتصف المخيم. لأن ليالي الشتاء باردة للغاية. وأحياناً كان الناس يعزفون الموسيقى والاطفال يرقصون بسعادة.
بينما كنا نبني منازل جديدة، لم تمطر رغم أننا في فصل الشتاء. و كأن السماء تساعدنا.
“صباح الخير، الآنسة أناستازيا.” قال النجار بينما كنت أمر.
“صباح الخير، آنسة.” قال عامل آخر.
منذ تلك الحادثة، بدأ الناس يعاملونني كمنقذة، وأحببت كل هذا الاهتمام.
أريد أن يرى ثيودور مدى روعتي، لكن للأسف، لم تتقاطع طرقنا كثيراً.
خلال الشهر الماضي، كان يعمل دون توقف في برج السحر والعاصمة.
لا يهم لانه تبقي أقل من شهرين حتى فصل الربيع و يوم وفافنا.
لقد بدأت بالفعل في اختيار فستان الزفاف سراً وأنا وأمي نعمل أحياناً على قائمة الضيوف. لا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت.
“استخدموا كيسين فقط من الإسمنت لهذا المنزل. لأن الموارد محدودة.” قلت للعمال وعدت إلى عملي.
‘أن تكوني خطيبة مثالية أمر صعب.’ فكرت في نفسي بفخر بينما كنت أمشي في موقع البناء.
‘أشعر وكأنني نسيت شيئاً.’ توقفت فجأة عن الدندنة، لكن بما أنني لم أتذكر ماهو، تجاهلت حدسي وواصلت ما كنت أفعله.
في ذلك اليوم كنت واثقة جداً من نفسي، وعدت إلى المخيم لتناول حساء الكرنب واللحم الذي رأيتهم يحضرونه هذا الصباح.
بمجرد نزولي من العربة مع زملائي، اقترب مني شخص ما.
“اشتقت إليك.” قال غريب بلحية طويلة.
“أليكس؟”
آه! الآن تذكرت ما نسيته. نسيت أن أخبر أليكس عن خطبتي مع ثيودور.
“جئت إلى هنا لأراك بمجرد وصولي إلى العاصمة. أين دينا؟” سأل أليكس بنبرة متحمسة.
“أوه، إنها تعمل في المخيم الشرقي. تعال معي لثانية.” قلت أمسك يده وأسحبه إلى خيمتي.
كنت متوترة ولم أعرف ماذا أقول أولاً أو كيف أفتح الموضوع.
“هل تريد ماءً؟” سكبت له كوب ماء لكن يدي كانت ترتجف.
” هل أنتي بخير……” قال أليكس ثم توقف في المنتصف ونظر إلى يدي اليمنى.
يبدو أنه رأى الخاتم بالفعل.
“لماذا لا تسأل؟” قلت لأنه بدى حزيناً .
“هناك شخص واحد فقط تريدين الزواج منه. الجواب واضح.” قال ثم أجبر نفسه على الابتسام في نهاية الجملة.
‘يا إلهي، ماذا فعلت بهذا الشخص الطيب؟’ فكرت في نفسي بينما اقتربت منه وبدأت أمسح الدموع المتدفقة على خديه.
“أنا آسفة. لأنني لم أخبرك مبكراً.” قلت أنظر مباشرة في عينيه الحمراوين الحزينتين.
“الآنسة أناستازيا، أحضرت لك الحساء الذي تحبينه. لأنكي لم تأتي…” قالت مساعدتي المؤقته التي اقتحمت الغرفة فجأة.
لكن فجأة اختفت الابتسامة من وجهها وتجمدت ثم أسقطت وعاء الحساء على الأرض.
“آسفة على المقاطعة.” صرخت وركضت خارجاً.
ما خطبها؟
يا إلهي!
من الطبيعي أن تكون صُدمت. كنت أقف قريبة جداً من أليكس وألمس وجهه بلطف. ربما اعتقدت أنني في علاقة سرية.
“حسناً.” أجاب. لقد عرف أنني لم أعد أريد البقاء وحدي معه في الخيمة.
بينما كنت أقف في الطابور في انتظار الحساء، تنازل لي الجميع عن دورهم وفي غضون ثوان وقفت في المقدمة.
أعطتني المرأة وعاءين كبيرين، وأخذتهما إلى أليكس لنأكل مع المجموعة، لكن كان هناك شيء غريب.
كان الجميع يهمسون ويحدقون بنا.
يا إلهي، ما كنت أخشاه حدث بالفعل.
بينما كنت أنتظر في الطابور، استمررت في النظر حولي أبحث عن تلك الفتاة لأطلب منها إبقاء ما رأته سراً، لكن يبدو أنها في أقل من 20 دقيقة أخبرت معظم الموظفين بالفعل.
التعليقات لهذا الفصل " 23"