“ماذا!! خاتم خطوبة؟!!” ركضت دينا إلى جانبي وفحصت الخاتم بحماس ثم بدأت بالعبوس. “هذا كل ما استطاع شراءه؟ انه بخيل حقاً.”
“لا بأس، أنا أحب هذا.” أجبت بابتسامة مزيفة.
“إذن لماذا تبدين حزينة جداً؟ لطالما أردت أن تكوني خطيبته؟”
“أردت ذالك، لكن ليس بهذه الطريقة. أشعر وكأنني أُجبرته والآن يبدو أنه يبذل الحد الأدنى من الالتزام في علاقتنا.” قلت ونهضت ثم نظرت من النافذة، ورأيت عربة ثيودور.
“آسفة، يجب أن أذهب.” قلت وتركت دينا.
مشيت بأسرع ما يمكن ووصلت إلى باب مكتبه، أخذت نفساً عميقاً وطرقت.
“ادخلي.” قال ثيودور من وراء الباب، وحينها أدركت كم اشتقت لصوته.
خلال الأيام العشرة الماضية لم أره أو أتحدث إليه، لذا احتاج الأمر الكثير من الشجاعة لفتح بابه.
عندما رأيته يعمل بوضعيته المعتادة، هدأ قلبي الذي كان ينبض بسرعة.
آه، تذكرت. يجب أن أغضب!
“هيي! ماذا تعني بالعقد الذي أرسلته أمس!” قلت بنبرة غاضبة.
“لماذا تسألين؟ كل شيء موضح هناك.”
“لا يعجبني العقد.” قلت مقاطعة كلامه.
“لا بأس، يمكنني صنع واحد آخر بشروط جديدة.”
“لا.”
“ماذا تقصدين؟”
“قلت لا أريد العقد. أريد أن نكون زوجين حقيقيين.”
في البداية بدا مصدوماً من طلبي ثم عبس.
“قلت عدة مرات. أنا لا أبحث عن شريكة حياة.” قال متنهداً.
“لا، ما زلت لا أستطيع قبول العقد.” قلت بحزم. “لا أريد أن يكون الأمر بهذه الطريقة.”
“إذن ماذا تقترحين؟”
“أريد حفل خطوبة كبير.”
“لا.” رفض فوراً بكلمة واحدة.
“إذن أريد صورة لنا كزوجين لإرسالها إلى أقاربي.”
“لا.”
“أم… ماذا عن التصرف كزوجين محبين أمام الناس؟”
“لا. سنتصرف مثل الأزواج المحترمين الآخرين في المجتمع الراقي. هذه هي الطريقة الوحيدة لك لتتزوجي مرة أخرى بعد فسخ الخطوبة.”
فسح الخطوبة؟ ومن قال إنني اريد فسخها؟
“ألا يمكنك على الأقل الموافقة على شرط واحد؟” سألت بيأس.
“أيها؟”
“أريد أن نتصرف كالأزواج الحقيقيين.”
“لا. أكره التصرف بشكل حميم أمام الناس.”
“إذن هذا يعني أنه يمكننا أن نتصرف كالعشاق عندما نكون وحدنا؟”
“لا أعلم كيف فسرتي كلامي بهذه الطريقة” أجاب بتنهد.
“قلت أنك تكره التصرف كالأحباء أمام الناس، وهذا يعني أنه لا بأس معك إذا تصرفت بهذا الشكل عندما نكون وحدنا…” قلت وأنا أقترب وأضع يدي على وجهه.
“أمم” أومأ برأسه موافقًا.
“حقاً لا تشعر بأي شيء؟” سألت و أنا أنظر الى عينيه الزرقاوين الجميلتين.
“نعم، لا شيء.” أجاب بثقة.
لقد بدأ يثير أعصابي، وأردت أن أزيل ذلك التعبير الواثق على وجهه، لذلك، من دون أي تحذير أو تردد، انحنيت وأعطيته قبلة سريعة على الشفاه.
“حتى الآن لا تشعر بأي شيء؟”
“نعم.” أجاب ونظر بعيداً محاولاً تجنب نظري.
كاذب! أستطيع أن أرى كم أنت محرج. أذناك حمراوان من الخجل.
“حسناً. بما أن قبلتي لا تؤثر عليك، سأقبلك كثيراً من الآن فصاعداً.” توقفت ثم واصلت. “أوه، وسأتأكد من عدم وجود أحد حولنا قبل أن أفعلها. لأنك تكره أن تتصرف كالعشاق في الأماكن العامة.” قلت وخرجت من مكتبه.
بمجرد عودتي إلى مكتبي، سقطت على ركبتي وغطيت وجهي بيدي من الحرج.
في طريقي الى مكتبي أبقيت رأسي عالياً، لكنني الآن أدرك ببطء ما فعلته للتو.
أعتقد أنني دفعته كثيراً هذه المرة. لكن هذا خطؤه لأنه لم يترك لي خيارًا.
يستمر في صد كل هجماتي، وكان علي استخدام الحيل.
ولاكن بالتفكير بالأمر لم يغضب مني بعد أن قبلته.
أحتاج أن أكتشف ما الذي يمنعه من قبولي.
يبدو أن عملية ثيودور الجزء الثاني ستبدأ قريباً.
لكن في اليوم التالي، تعطلت خططي مرة أخرى. هذه المرة بسبب حريق كبير في وسط المدينة.
التعليقات لهذا الفصل " 21"