في تلك اللحظة التي التقى فيها نظره بنظر الإمبراطور، شعر الكونت شولين بصدمة عنيفة تجعله يفقد السيطرة على نفسه، كأنما كان على وشك الانهيار تمامًا في موقف محرج للغاية، رغم أنه تعبير غير أنيق، إلا أنه يعبر عن الرعب الذي انتابه فجأة. تصلب عنقه تلقائيًا، وانتشرت قشعريرة باردة كالكهرباء عبر جسده بأكمله، تجعله يرتجف بعنف كأنه في عاصفة جليدية غير مرئية، محملة بكل الذكريات المرعبة عن سمعة الإمبراطور الدموية التي تسبقه أينما ذهب.
أما إيلين، التي لم تلاحظ ارتعاش الكونت شولين الواضح والمستمر، فقد كانت غارقة في فرحة غامرة غير متوقعة بلقاء سيزار في هذا الوقت غير المناسب، حيث كانت تعتقد أنه مشغول بأعماله الإمبراطورية اليومية في القصر الرئيسي. كانت ابتسامتها التلقائية تعكس دفء قلبها الذي ينبض بحبه، مما يجعل وجهها يتوهج بنور داخلي يجعلها تبدو أكثر جمالاً في تلك اللحظة الهادئة داخل غرفة الاستقبال الفاخرة.
“نعم، بخصوص مورفيوس…”.
لكن كلماتها توقفت فجأة، مترددة قليلاً كأن شيئًا ما أوقف تدفقها الطبيعي، ربما بسبب مزيج من المشاعر المتناقضة التي بدأت تتسلل إلى ذهنها.
“كنا نتحدث قليلاً فقط.”
كان فرحها المختلط ذلك الشعور الخفيف بالإحباط الذي شعرت به سابقًا تجاهه، يعود الآن إلى سطح وعيها، مما يجعل صوتها يحمل لمسة من التوتر الخفي. كان سيزار، بذكائه الحاد وفهمه العميق لنفسيتها، يعرف تمامًا ما يدور في رأسها، إذ كانت عيناه الحمراوان تتابعان تعابير وجهها بدقة متناهية، كأنه يقرأ كتابًا مفتوحًا أمامه.
نظر إليها بهدوء عميق، مما جعل إيلين ترمش بعينيها مرات عديدة، محاولة السيطرة على مشاعرها المتدفقة. ثم قال سيزار، وهو يضيق عينيه قليلاً بنظرة تجمع بين الجدية والحنان: “يبدو أنني ارتكبت خطأ ما.”
لم يكن هذا الكلام يليق بإمبراطور يحكم إمبراطورية واسعة بقبضة حديدية، حيث يُعتبر كلامه قانونًا لا يُناقش، خاصة أمام شخص مثل الكونت شولين الذي كان يشاهدهما بدهشة خفية. شعرت إيلين بالحرج الشديد، فهزت رأسها بسرعة محاولة نفي الأمر: “لا! جلالتك…”.
“إيلين.”
لكنه قاطعها بصوت منخفض ولكنه حازم، إذ كان يكره أن تعامله كإمبراطور رسمي، مفضلاً دائمًا العلاقة الشخصية الحميمة بينهما كزوجين. تحت تأثير صوته الهادئ الذي يحمل سلطة خفية، انفتحت إيلين على الفور وأفصحت عن ما في قلبها بصدق: “…سيزار، لم أكن أعرف أن مورفيوس أثار مثل هذه الضجة الكبيرة. ولم أكن أعرف أن الدول الأخرى تبحث عن الدواء بهذه اليأس والإلحاح.”
نظرت إليه بعينين تحملان لمسة خفيفة من الإحباط، كأنها تقول ‘لماذا أخفيت ذلك عني؟’ كان يعرف تمامًا أنه سيفهم من كلماتها هذه السبب الدقيق لإحباطها، إذ كانت لغتهما الخاصة تتجاوز الكلمات إلى مستوى الفهم العميق المتبادل.
مد يده بلطف، ملمسًا طرف عينيها بأطراف أصابعه، مما جعل إيلين تتقلص قليلاً من الدغدغة الخفيفة التي انتشرت في جسدها كموجة دافئة. كانت هذه اللمسة البسيطة تعبر عن اعتذاره الصامت، وتذكرها بحبه الذي يتجاوز الكلمات.
“على أي حال، الآن… كنا نتحدث عن مورفيوس.”
كان يجب تأجيل الأمور الشخصية بين الزوجين إلى وقت لاحق، خاصة مع وجود الكونت شولين، لذا حاولت إيلين إعادة توجيه الحديث إلى الموضوع الرئيسي. لكنها فجأة أدركت أهمية شرح الوضع بالكامل لسيزار، لأن الكونت شولين كان قد اقتحم القصر بطريقة غير مشروعة ليطلب الدواء، مما قد يثير غضب الإمبراطور الذي يحمي خصوصية زوجته بشراسة.
بغض النظر عن السياق، كان تصرف الكونت غير مقبول، وكان سيزار سيراه كإهانة شخصية، خاصة أنه يتعلق بإيلين التي يعتبرها كنزًا لا يمس.
“لا يمكنني طرد ضيف قصر الإمبراطورة حسب رغبتي…”.
حاولت إيلين الخروج من احتضانه بلطف، لكن محاولتها فشلت، إذ كان سيزار يمسكها بقوة ناعمة لا تسمح بالهروب. استمر في حديثه وهو يحتضنها: “هل هناك شيء تناقشانه أكثر؟”.
لم يكن بإمكان أحد الإجابة بنعم في مثل هذا الوضع، خاصة أمام نظرة سيزار الباردة التي تحمل تهديدًا خفيًا. انحنى الكونت شولين برأسه بسرعة، محاولاً إظهار الخضوع التام لتجنب أي تصعيد.
في رأي إيلين أيضًا، كان من الأفضل إنهاء اللقاء الآن، قبل أن يثير غضب سيزار أكثر، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الكونت. كانت قد سمعت الجوهر الرئيسي من طلبه، لذا أمرت إيلين الكونت بالرحيل بلطف ولكن بحزم: “سأفكر في عرضك بعناية. اليوم، يمكنك المغادرة.”
“ش-شكرًا جزيلاً، جلالة الإمبراطورة.”
انحنى الكونت شولين مرارًا وتكرارًا، ثم خرج من الغرفة بسرعة كأنه يهرب من مصير محتوم، ولاحظت إيلين أن ظهره بدا أكثر نحافة وإرهاقًا مما كان عليه عند دخوله، ربما بسبب التوتر الشديد الذي عاناه في تلك الدقائق القليلة.
بعد رحيل الكونت، أصبحت غرفة الاستقبال في قصر الإمبراطورة هادئة تمامًا، مع بقاء سيزار وأيلين وحدهما، إذ كان سونيو قد ذهب لمرافقة الكونت إلى الخارج كما يليق بآداب القصر. استمتعت إيلين بالهدوء للحظة، ثم بدأت الحديث بجدية: “ماذا تريد أن نفعل؟”.
لكن سيزار رد عليها بسؤال مشابه، كأنه يريد سماع رأيها أولاً: “ماذا تريدين أنتِ؟”.
كان الأمر يتعلق بقرار سياسي كبير يؤثر على علاقات الدول، لكنه تعامل معه كأمر تافه، مهتمًا فقط برغبتها الشخصية، مما يعكس أولويته المطلقة لها فوق كل شيء آخر في العالم. بعد تفكير عميق في الموضوع، أجابت إيلين بما توصلت إليه: “إذا كان المقابل مناسباً، أريد منحه الدواء.”
رغم معاملتها الباردة الخارجية، إلا أن إيلين كانت قد تأثرت بعمق عندما سمعت أن أخ الكونت جندي متقاعد، إذ كان الجنود يحملون مكانة خاصة في قلبها، كرموز للتضحية من أجل الوطن. كانت تتمنى ألا تنتهي تضحياتهم بنهاية حزينة، لذا كانت تميل إلى مساعدة الكونت قدر الإمكان.
“لكنني لا أعرف قيمة “معلومات شولين” التي عرضها كمقابل.”
“ليست سيئة على الإطلاق.”
“…!”
كان سيزار أكثر من يقدر أدويتها التي طورتها إيلين، لذا إذا قال إنها “ليست سيئة”، فهذا يعني أنها صفقة ممتازة جدًا، مما أثار دهشتها وجعلها تريد معرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المعلومات الغامضة.
أرادت السؤال عن المزيد، لكن سيزار بدا غير مهتم بمواصلة الحديث الرسمي، إذ كان يعامل كل شيء غير إيلين كأمر ثانوي لا يستحق الجهد. ثم قال بلطف، مقتربًا من أذنها بشفتيه: “لقد تصرفت بتهور، أليس كذلك؟ ربما غضبتِ مني.”
كان شخصًا في منصب لا يحتاج إلى الاعتذار لأحد، ولا يهتم بمشاعر الآخرين، لكنه أمام إيلين كان دائمًا مستعدًا للاعتراف بأخطائه بسهولة، مما يجعلها تشعر بغرابة عميقة كل مرة، إذ كانت قد اعتبرته طوال حياتها شخصًا بعيد المنال كالنجوم.
لكنه الآن زوجها، لا إمبراطورًا بعيدًا، لذا ترددت قليلاً ثم أفصحت عن مشاعرها بصدق: “من الآن فصاعدًا، لا تخفِ عني شيئًا.”
ترددت قليلاً قبل إضافة: “سأحاول أنا أيضًا… أن أهتم بعدم الإفراط في البحث.”
كان فعله في النهاية من أجلها، وهذا تعبير عن حبه، لذا سرعان ما تلاشى إحباطها، تاركًا مكانه دفء الفهم المتبادل.
نظر إليها سيزار بهدوء، محاولاً التأكد من أنها بخير حقًا، فاقترحت أيلين طريقة أخرى لتهدئته: “هل… أقبلك؟”.
كان سيزار أحيانًا غير ماهر في التعامل مع المشاعر العاطفية، لذا كانت تحتاج إلى طرق مباشرة لإيصال الرسالة، وكانت تقترح القبلة كوسيلة لتعزيز الارتباط بينهما.
ابتسم سيزار ابتسامة خفيفة، مما جذب نظرها إلى شفتيه، ثم قبلها فجأة دون إنذار، مما جعل عيني إيلين تتسعان دهشة لأنها لم تكن مستعدة بعد.
“آه، أمم…”.
كانت قبلة محرجة في وضح النهار، مليئة بالعمق والحميمية التي تجعل خدودها تحمر. دخل لسانه بين شفتيها بلطف، ملء فمها ببطء يجعلها تشعر بكل تفصيل، مع تبادل أنفاسهما الدافئة التي تعكس العاطفة الجياشة.
عندما فتحت شفتيها أكثر لتتنفس، تعمق القبلة أكثر، مما أثار قشعريرة في عمودها الفقري، فأصدرت أنينًا خفيفًا غير مقصود. ابتلعت ريقها، وشعرت بلمسة لسانه المرحة على سقف فمها، مما جعل رأسها يدور من الإحساس الغريب، فأغلقت عينيها بإحكام.
ابتعد قليلاً عن شفتيها، همس بصوت منخفض: “لا تغلقي عينيكِ…”.
قبل ذقنها بلطف، ثم عاد للقبلة، ففتحت إيلين عينيها مطيعة، مستمتعة بالنظر إليه أثناء ذلك.
استمرت القبلة الطويلة حتى أصبحت إيلين مرتخية تمامًا، غير قادرة على الوقوف دون دعمه، وكانت كل بقايا المشاعر السلبية قد ذابت في دفء هذه اللحظة.
بينما كانت تلهث بلطف، مسندة صدرها عليه، مسح سيزار شفتيها المبللة بلطف، ثم سأل فجأة: “متى تعودين إلى غرفة النوم اليوم، يا إمبراطورتي؟”.
رغم وجود غرفة نوم في قصر الإمبراطورة، إلا أن إيلين لم تستخدمها أبدًا منذ وصولها، مفضلة دائمًا النوم في غرفة الإمبراطور معه. تذكرت الغرفة الفارغة دائمًا، بينما كانت يده الكبيرة تمسح خصرها بلطف، مما جعل جسدها يرتجف قليلاً.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات