حتى أولئك الذين آمنوا بأن سيزار أثار التمرد بدافع الحب لم يتصوروا أبدًا أن هذا الدافع كان السبب الوحيد. كانوا يعتقدون أنه مجرد واحد من بين عدة أسباب، ربما الأكثر أهمية، لكنهم لم يتخيلوا أن حبه لإيلين كان القوة الوحيدة التي دفعته لقلب نظام الإمبراطورية رأسًا على عقب.
بالنسبة لهم، كانت فكرة أن رجلًا مثل سيزار، القائد العظيم والمحارب الذي لا يُقهر، يمكن أن يُحرّك بحب امرأة واحدة، تبدو خيالية بعض الشيء. لكن سيزار نفسه لم يكترث أبدًا لما يقوله الآخرون أو كيف يفسرون أفعاله. كان قلبه وعقله منشغلين بإيلين وحدها، ولم يكن لديه وقت أو رغبة في الاهتمام بتكهنات الناس. الوحيدة التي كانت تشعر بالقلق والتوتر من هذه التكهنات كانت إيلين، التي كانت تحمل هموم العالم على كتفيها الهشين.
جلست إيلين على مكتبها، ممسكة بصحيفة الصباح. قرأت العنوان الرئيسي المكتوب بحروف كبيرة: “في انتظار تتويج الإمبراطور الجديد”. تنهدت بهدوء، مدركة أن هذا التصرف قد لا يكون لائقًا، لكنها لم تستطع كبح تنهيدتها. منذ الصباح الباكر، انكبت على قراءة الصحيفة بنهم، كأنها تحاول استيعاب كل كلمة مكتوبة عن سيزار. كانت تقرأ كل مقال يتعلق بالتمرد، محاولة فهم ما يفكر فيه الناس حول هذا الحدث الجلل. لم تكن كل المقالات إيجابية، فالصحف الموالية للعائلة الإمبراطورية كانت لا تزال تنتقد سيزار بشدة. لكن، لحسن الحظ، كانت الغالبية العظمى من الرأي العام تميل إلى تأييده. شعرت إيلين بارتياح خفيف، لكن قلبها ظل مضطربًا.
ربما بسبب كل ما مرت به خلال السنوات الماضية، لم تعد تشعر بالقلق المفرط الذي كان يسيطر عليها في السابق. كانت أكثر هدوءًا الآن، تقرأ المقالات بتركيز وتضع الصحيفة جانبًا بعد أن تنتهي. عادت إلى واقعها، لكن هذا الواقع لم يعد كما كان. لقد تغيرت إيلين، وتغير كل شيء من حولها. لم يعد هناك عودة إلى الأيام القديمة، إلى تلك الحياة البسيطة التي كانت تعيشها قبل أن تصبح جزءًا من عالم سيزار المعقد.
تذكرت إيلين مقالًا صغيرًا في زاوية الصحيفة، تحدث عن دوق بارفيليني الذي بدأ بتوزيع الأدوية مجانًا على شعب الإمبراطورية. في الماضي، كان مثل هذا الخبر سيحتل العناوين الرئيسية، لكن الآن لم يكن سوى فقرة صغيرة في زاوية مهملة، كأنه مجرد ثرثرة عابرة. خلال أسبوع معارك الشوارع، كان الدوق محتجزًا في القصر الإمبراطوري، ثم أُطلق سراحه لاحقًا. لكنه خرج من تلك التجربة وكأن روحه قد سُرقت. كان من بين القلائل الذين شاهدوا سيزار يتعرض لإطلاق نار من الإمبراطور السابق ليون، تجربة فاقت حدود الفهم البشري. على الرغم من أن الدوق نجح في إطلاق دواء مقلد لأسبيريا، إلا أن هيبته السابقة قد تلاشت، ولم يعد ذلك الرجل المتعجرف الذي كان يهيمن على المشهد السياسي.
بينما كانت إيلين تتذكر أورنيلا، ابنة دوق بارفيليني، سمعَت طرقًا خفيفًا على الباب. أذنت بالدخول، فدخل سونيو حاملًا رسالة، وكان وجهه يعكس امتعاضًا واضحًا، وهو أمر نادر الحدوث بالنسبة له. وضع الرسالة على المكتب، وقال بنبرة جافة: “رسالة من البارون إلرود.”
ابتسمت إيلين ابتسامة مريرة. تخيلت البارون إلرود، الذي ربما كان يقفز فرحًا عند سماع خبر تتويج سيزار، يحاول بكل الطرق إيجاد وسيلة للتواصل معها. من الواضح أنه بذل جهدًا كبيرًا لإرسال هذه الرسالة. نظرت إيلين إلى الرسالة للحظة، لكنها لم تمد يدها لتأخذها. بدلًا من ذلك، قالت بهدوء: “تخلص منها.”
تفاجأ سونيو، لكنه انتظر توضيحًا. أضافت إيلين بنبرة حاسمة: “لقد قررت قطع كل صلة بالبارون. لا أريد استقبال أي رسائل أو طلبات منه بعد الآن. تأكد من ذلك.”
لم تشعر إيلين بأي اهتزاز عاطفي أثناء قولها هذه الكلمات. كانت قد رتبت أفكارها ومشاعرها مسبقًا، ولم يعد هناك مكان للارتباك أو التردد. نهضت من مكانها، تاركة الرسالة على المكتب، وقالت: “سأخرج الآن.”
كانت قد أخبرتهم مسبقًا أنها ستقوم بزيارة قصيرة إلى الخارج اليوم. ابتسم سونيو، الذي بدا مرتبكًا قليلًا، وقال: “حسنًا، سأجهز كل شيء على الفور.”
خرجت إيلين برفقة أليسيا، التي لا تزال تعمل كحارسة لها وتقيم في السكن المخصص للخدم في القصر. بناءً على طلب إيلين بالخروج بهدوء، قررت أليسيا قيادة السيارة بنفسها دون سائق. بينما كانت أليسيا تقود بمهارة، شعرت إيلين بقليل من الحسد. فكرت في نفسها: ‘هل يجب أن أتعلم القيادة؟’.
لكنها سرعان ما تخلت عن الفكرة. لم تكن تثق في قدرتها على التحكم بتلك الكتلة الحديدية الضخمة، ولم تستطع حتى تخيل نفسها خلف المقود. نظرت إلى الخارج من النافذة، حيث كان الطقس مشمسًا ومبهجًا. بعد فترة من القيادة، توقفت السيارة بهدوء. ساعدت أليسيا إيلين على النزول، ثم سارت إيلين بخطوات سريعة نحو وجهتها.
عندما فتحت بوابة المنزل المبني من الطوب، توقفت إيلين للحظة لتتأمل المنظر أمامها. كانت الحديقة هادئة ومليئة بالذكريات. اقتربت من شجرة البرتقال، ووقفت تحتها، ناظرة إلى السماء الزرقاء الصافية التي كانت تتسلل من بين أوراق الشجرة. شعرت بدفء أشعة الشمس المتقطعة على وجهها، وتذكرت تلك الأيام التي كانت تتسلل فيها لتراقب سيزار وهو يغفو تحت هذه الشجرة. كان يحب قضاء الوقت هنا، مسترخيًا في ظلها، وكانت تلك اللحظات مصدر سعادة خفية لإيلين.
لكن تلك الأيام انتهت الآن. لقد أصبح سيزار إمبراطورًا، ولم يعد بإمكانه قضاء أوقاته في هذا الهدوء البسيط. لم تشعر إيلين بالحزن أو الأسف، فقد عاشت معه لحظات طويلة في هذا المكان، سواء في الواقع أو في أحلامها. كانت قد عاشت حياة زوجية هادئة وسعيدة، حتى لو كانت جزءًا من خيالها.
‘التتويج…’.
رددت الكلمة في ذهنها، لكنها بدت غير واقعية. كان من الطبيعي أن يُتوج سيزار إمبراطورًا، لكن فكرة وقوفها بجانبه في تلك اللحظة بدت كحلم بعيد المنال. شعرت وكأنها تعيش في حلم أكثر من تلك الأحلام التي كانت تراودها سابقًا. ابتسمت إيلين بهدوء، ثم اتجهت نحو المنزل.
بينما كانت تُخرج المفتاح من جيبها، سمعت صوت محرك سيارة يقترب. استدارت لترى سيارة عسكرية تحمل شعار جيش تراون تتوقف أمام المنزل. فتح الباب، ونزل سيزار. تفاجأت أليسيا وسارعت لتحيته: “أحيي الإمبراطور!”.
ابتسم سيزار بخفة وقال: “لم يتم التتويج بعد.”
ارتبكت أليسيا، ولم تعرف كيف ترد سوى باعتذار خجول. لم تكن بارعة في الرد على النكات، تمامًا مثل إيلين. تقدم سيزار نحو إيلين، التي كانت تقف عند باب المنزل، تحمل المفتاح بين يديها. مرّ بجانب شجرة البرتقال، وكان يبدو كما لو أنه خرج من إحدى رؤاها، وسيمًا ومهيبًا كما في أحلامها.
توقف أمامها، وابتسم بلطف، مُلقيًا بظلاله عليها. للحظة، لم تستطع إيلين قول شيء، لكنها أخيرًا نطقت باسمه بنبرة مرتجفة: “سيزار…”.
ثم انسكبت كلماتها كالماء: “كيف أتيت؟ ألست مشغولًا؟ سمعت أنك لن تتمكن من العودة اليوم.”
منذ تلك الليلة التي فقدت فيها وعيها في قاعة القصر، لم ترَ سيزار ولو مرة واحدة. كان قد أخفاها في القصر الكبير لضمان سلامتها، بينما كان هو يخوض معارك الشوارع لمدة أسبوع. وبعد انتصاره على النبلاء، انشغل بالتحضيرات للتتويج، مما جعل من المستحيل حتى رؤيته للحظات. كانت إيلين تتوقع قضاء اليوم بمفردها، لذا كان ظهوره المفاجئ مفاجأة سارة، لكنها شعرت بالقلق أيضًا، خشية أن يكون قد أجهد نفسه من أجلها.
بينما كانت إيلين تمسك المفتاح بكلتا يديها، مرتبكة وقلقة، كان سيزار ينظر إليها بهدوء، يتأمل اضطرابها بعيون مليئة بالدفء. ثم، بابتسامة خفيفة، أدارها بلطف لتواجه الباب وقال: “هل يحتاج الزوج إلى سبب لزيارة زوجته؟”.
احتضنها من الخلف، ووضع ذقنه على رأسها، يهمس بنبرة ناعمة: “لندخل ونتحدث.”
احمرّ وجه إيلين خجلًا. حاولت فتح الباب، لكن يديها كانتا ترتجفان، والمفتاح لم يكن يتناسب مع القفل. بعد عدة محاولات فاشلة، وضع سيزار يده على يدها بلطف، وساعدها على إدخال المفتاح في القفل. أخيرًا، انفتح الباب بنقرة خفيفة. ظل سيزار يحتضنها وهو يدخل بها إلى المنزل، ثم قبل خدها وقال: “رحبي بي.”
ترددت إيلين، فالكلمات التي قالتها مرات عديدة بدت الآن محرجة بشكل غريب. لكن، من أجل سيزار، همست بخجل: “أهلًا بعودتك…؟”.
شعرت بضحكته الخفيفة تهز جسده المتصل بها. رد بفرح:”نعم، إيلين.”
~~~
زي ما تشوفون شكلي فهمت شي بالغلط ونشرت حرق أن إيلين رح تذبح شعب الإمبراطورية عشان سيزار، ذا وقت كنت اسحب فصول الرواية واشوف كم سطر واتأكد من الفصول وشكلي فهمت حدث غلط ولما ترجمته حصلت أن مافي أي شي انهل تذبح احد واستخدمت دمها كقربان
وباقي 5 فصول للنهاية
استغفر الله، سبحان الله، استغفر الله واتوب إليه، سبحان الله وبحمده
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 199"