3
انفجرت الطلقات في أرجاء المنزل، جدران الخشب ترتجّ، وصراخ الرجال يتداخل مع أصوات الركض.
ضغط كينت إڤانيا إلى صدره للحظة، ثم وضعها ببطء على الأرض ليتحرك بحرية.
خطوات ثقيلة اقتربت من باب الغرفة…
رجل واحد كان آتيًا بخطوات سريعة، لاهثًا… اقترب الظل من المقبض…التقط الرجل أنفاسه وهو يدفع الباب، وما إن دخل الغرفه في خطوتين في اللحظة التالية، ظهر كينت من خلفه
قبض على رقبة الرجل من الخلف، دار بجسده حركة واحدة حادة—_____طَقّ!
انهارت جثة الرجل دون أن تصدر أنينًا واحدًا.
تخطى جثة الرجل ، ثم عاد نحو إڤانيا، حملها بين ذراعيه في حرص، خائفاً من إيقاظها في ظل هذه الحالات المروعة.
خرج من الغرفة بخطوات ثابتة…
كانت الطلقات قد هدأت، ولم يتبقّ سوى أصوات متقطعة من الألم والاستسلام.
وعندما نزل السلم الرئيسي، رأى زيك واقفًا في منتصف المنزل. كان قد ترك واحداً من الرجال يجثوا على ركبتية و يصوب السلاح على رأسه..
التفت زيك فورًا عندما رأى كينت واقفًا على رأس الدرج، يحمل الفتاة بين ذراعيه.
نطق كينت بهدوءٍ قاتل، وهو يتجه إلى الخارج دون أن يلتفت:
“أنت تعرف ما عليك فعله… صحيح.”
أومأ زيك، ابتسامة صغيرة شرسة تلوح على شفتيه:
“أجل… بالطبع.”
خرج كينت من الباب، خطواته لا تتباطأ، يحمي إڤانيا بجسده من أي تهديد محتمل.
وبمجرد أن وصل إلى سيارة زيك الاقرب إليه من سيارته التي اوقفها بعيداً عن هنا، انتقل التركيز إلى زيك.
اقترب من الرجل المذعور راكعاً إمام وجهه مباشرة على ركبةٍ واحدة و السلاح في منتصف رأسه و عيناه تخترق جمجمته يتكلم بنبرة مظلمة مُروِّعة:
“الآن… ستكمل العمل لأجلنا.”
“لأنك إن لم تفعل… سأعبث بأعضائك واحدًا… واحدًا… حتى تتوسل للموت.”
ارتجف الرجل، ابتلع ريقه بصوت مسموع، ودموعه ترتجف في عينيه:”س… سأنفّذ… كل شيء… فقط لا…”
ابتسم زيك ابتسامة خافتة لا تحمل أي رحمة:
“هذا ما أردت سماعه.”
ثم أسدل ستار الصمت على المنزل…
بينما كان كينت يقود إڤانيا بعيدًا عن الجحيم، قبل أن تستيقظ وتنهار من جديد.
فتح باب السيارة، ووضعها برفق على المقعد الخلفي. انحنى فوقها قليلًا، يتحقق من تنفسها، من ثبات صدرها الشاحب وهو يعلو ويهبط. ظلّت فاقدة الوعي، وكأن جسدها لا يقوى حتى على الاستجابة.
أغلق الباب بهدوء ثم جلس خلف المقود، وانطلقت السيارة بسرعة حادة.
وفي كل بضع دقائق، كانت عينيه ترتفعان إلى المرآة الخلفية.
يتأكد أنها لم تستيقظ فجأة، ألا تصاب بالذعر من وجوده، ألا يتكرر انهيارها الذي سمع عنه داخل البيت…… لم تتحرك.
كانت مستسلمة للإرهاق، وجسدها يرتجف بحركات صغيرة متباعدة.
همس في نفسه كأنه يحادث روحها المهلكة:
“لا تستيقظي الآن…. فقط قليلاً بعد”.
و بعد وقتٍ حاول ان لا يكون طويلاً لأجلها وصل بها على أقرب مستشفى إليهم الآن… ترجّل بسرعة، فتح الباب الخلفي، ثم حملها مرةً أخرى بلطفٍ شديد يدخل بها إلى قسم الطوارئ، وصوته العميق هادئ لكنه نافذ:
“حالة طارئة.”
تجمّع الأطباء والممرضون المسؤلين عن حالات الطوارئ فورًا، وأخذوها منه إلى الداخل.
وقف كينت جانبًا، كتفاه محكمتان، عيناه تراقبان الحركة حولها بلا رمشة واحدة. فأتت إليه إحدى الممرضات تطلب منه أن يملئ إستمارتها حتى يباشروا في علاجها،
أومأ كينت، ثم سارع بتسجيلها، واضعًا اسمه كـ وصيّ مؤقت ودافعًا التكاليف دون نقاش، لأنه لم يكن يعلم هويتها الحقيقية.
وبينما تُنقَل إڤانيا إلى غرفة مناسبة، تعرفت عليها إحدى ممرضات الطوارئ—والدة صديقتها—فاتسعت عيناها صدمة، ثم اتصلت فورًا بوالديها.
ظلّ كينت واقفًا بجانب السرير، ينظر إليها بتمعّن صامت يضم ذراعيه امام صدرة في تقاطع، كأنه يحاول قراءة ما مرّت به في صمت…. كانت شاحبة، عينان متورمتان من البكاء، وشفاهها جافة، لكنها تتنفس بانتظام.
لم يمر سِوى وقتٍ قصير حتى وصل والداها مسرعين.
اقتربت منها الأم وانهارت دموعها و هي تمسك يدها، بينما وقف الأب قرب السرير، يضم ابنته بنظره متألمه لحالتها.
حتى أتى الطبيب يعطي لهم تقريراً مفصلاً عن حالتها:
“حالـتها مستقرة. إنها مرهقة بشدة، وأحبالها الصوتية متضررة بعض الشيء من الصراخ المتكرر، لكنها بخير.”
نظر له والداها في صدمة نابسين معاً في زهول:” صراخٌ متكرر؟!! “فقال والدها” و لكن كيف أتت إلى هنا؟!.. و ماذا حدث لتكون في هذه الحاله؟! “
هنا تحدث كينت بصوته الرزين: أنا من أحضرتها… تفضل معي كي نتحدث في الخارج “
الأب بصوت مضطرب:”أرجوك… قل لي أين وجدتها؟ ماذا حدث؟”
تحدث كينت في هدوءٍ خالي من أي إنفعالات:
“رأيت مجموعة رجال يحاولون إجبارها على الدخول إلى سيارة… لحقت بهم، لكن الأمر استغرق وقتًا حتى أصل إليها. هي بخير الآن، لم يمسوها بأذى مباشر.”
تحدث الأب في امتنان: ممتننٌ لك على مساعدتها و احضارها سالمه… أنا أشكرك….. لن أنسى معروفك ما حييت “
وضع كينت يده على كتف الأب: لا بأس…اهتمّوا بها… الليل كان قاسياً عليها.”
ثم التفت و انحنى يأخذ معطفة الموضوع على المقعد و نظر إلى والدها نظرة أخيرة نابساً في هدوءٍ يحترم: “مُعافاه “
مرحباً رفاق
أعلم أن الفصل قصير و لكن أنا أحاول أن أنشر كل يوم فصل رغم انشغالي في حياتي الشخصية كي لا أتأخر عليكم
و اعلم أن هناك نقاط كثيرة مبهمه ستتضح مع الفصول القادمة ان شاء الله…
و أيضاً لكم جزيل الشكر على دعمي بالتعليقات و التقييم 🥹💘
التعليقات لهذا الفصل " 3"