استمتعوا
في يوم زفاف الاشباح.
في الطابق الأول من قصر ماركيز ليفيا، وفي الغرفة المخصصة كغرفة انتظار للعريس بجانب قاعة الاحتفال.
كانت شونيلا تبتلع ريقها وهي تحدّق في الحاجز القابل للطيّ الذي ارتفع عاليًا في أحد أركان الغرفة.
فخطيبها قد دخل للتو خلف الحاجز ليبدّل ملابسه بزي الزفاف.
شونيلا كانت تودّ رؤية آيسيل خلف الحاجز.
لكنّ شعورًا طفيفًا بالذنب جعلها تتردد.
[حتى لو كنتُ شبحًا، أليس من الخبث أن أتجسّس هكذا؟]
لكن سرعان ما هزّت شونيلا رأسها بعنف.
[إنه زوجي المستقبلي، فما الضرر إن نظرتُ إليه قليلًا؟!]
علاوة على ذلك، فهي شبح.
ليس كأنها إنسان يتجسس، أليس كذلك؟!
وبينما كانت محتارة واضعةً يدها تحت ذقنها،
لاحت في رؤيتها مؤخرة رأس سوداء.
ثم جذبت انتباهها عضلة الرقبة الممتدة تحتها، وعضلة الكتف الراسخة في مكانها، ثم اتساع الأكتاف التي تبعتها واحدة تلو الأخرى.
لم يكن عليها التردّد أصلًا.
فزوجها المستقبلي كان طويل القامة،
حتى إن رأسه ظهر فوق الحاجز!
[يا للروعة! كتفاه كأنهما بحر فالينوف! وحتى وهو يتحرك لارتداء الملابس، كأن الفراشات تطير على ظهره!]
فتحت شونيلا فمها قليلاً وأخذت تتأمل آيسيل الظاهر فوق الحاجز.
“لقد انتهيت من ارتداء الملابس.”
لكن صوت آيسيل أتى بعد دقائق قليلة، مخيّبًا لآمالها.
[آه، ألهذا الحد هو سريع في ارتداء الملابس؟ هل السبب أنه كان فارسًا؟!]
تنهدت شونيلا بخيبة أمل.
وسرعان ما أُزيل الحاجز الكبير بيد آيسيل القوية.
بشرة ناصعة البياض كثلج، شعر أسود قاتم مرتّب بدقة بنصف تسريحة بومبادور، عينان طويلتان بلون الياقوت، أنف دقيق وشفاه ناعمة تقابل فكًا رجوليًا صارمًا.
[وجه يجمع بين الرجولة والوسامة.
كأنه قهوة مثلّجة ساخنة! وهذا الرجل المعجزة هو زوجي؟!]
ازدهر وجه شونيلا بابتسامة حين تأملت آيسيل.
“ممتاز.”
قال الماركيز بعد أن تفحّص مظهر صهره المرتقب.
“لكن، لدي ملاحظة بسيطة…”
ألقى آيسيل نظرة مترددة على ملابسه، وبدأ بالكلام.
“هل ثمّة مشكلة ما؟“
“القميص والصدرية ضيّقان بعض الشيء.”
همس آيسيل محرجًا ووجهه قد احمرّ قليلاً.
كانت القماشة مشدودة إلى درجة أظهرت تفاصيل جسده الرياضي بشكل واضح.
‘بالفعل، تختلف عن ملابسه المعتادة.’
فالملابس التي اعتاد ارتداءها كانت أوسع وأريح.
لذا كان من المفهوم أن يشعر بالغرابة.
‘لكن هذه الملابس تليق به أكثر، بل رائعة!’
“افخر بنفسك.”
قال الماركيز وهو يربت على كتف آيسيل.
“…؟“
“هذه الملابس لا يستطيع أيٌّ كان ارتداءها.
إنها من تصميم مدام أندريا، أشهر خياطة في فالينوف.”
[آه! لا عجب أن شكلها مختلف!]
ابتسمت شونيلا بإعجاب وهي تشيد بذوق والدها.
كانت مدام أندريا أشهر مصمّمة في عاصمة إمبراطورية هيرتيون.
اشتهرت بتصاميمها التي تُظهر جمال الجسد الرجولي بأدق تفاصيله.
“إذًا هذا هو أسلوب فالينوف في الأزياء…”
تمتم آيسيل في نفسه غير مدرك تمامًا للأمر.
بعد أن أنهى آيسيل ارتداء ملابسه،
انطلق مع الماركيز إلى قاعة الاحتفال.
[قالوا إنه سيكون احتفالًا بسيطًا، لكن المكان جميل فعلًا!]
دخلت شونيلا قاعة الزفاف وأخذت تطير في أرجائها مدهوشة.
على الجدران، كانت عشرات القوارير الخزفية مصطفّة وفيها زهور الهيدرانجيا البيضاء وأغصان شجر البتولا، ما أضفى جمالًا أخّاذًا.
الأرضية كانت مغطاة بقماش أبيض حريري،
تحيط به زينة من الهيدرانجيا البيضاء والزرقاء.
بينما كانت شونيلا تطير هنا وهناك مستمتعة،
أخرج الماركيز شيئًا من صدره وناوله لآيسيل.
علبة مجوهرات مخملية أرجوانية بحجم كف اليد،
محفور على غطائها زهرة الكاميليا.
“ما هذا؟“
“افتحها.”
فتح آيسيل العلبة مترددًا، فظهر له زوج من خواتم الألماس اللامعة مقطعة بشكل مربع بلون أزرق باهر.
“إنها خواتم الزواج التي حدثتك عنها سابقًا. جرّبها.”
تردد آيسيل للحظة.
“حتى من وجهة نظري الجاهلة، يبدو أنها ثمينة.
كيف أقبل بها وأنا لم أقدّم شيئًا مقابلها؟“
“آه!”
أبدى الماركيز ملامح جدّية.
“حتى لو كانت رتبتك أعلى، فلا ترفض هدية من رجل أكبر سنًا.”
ثم أشار إلى الخاتم بعينيه كمن يطلب وضعه على الفور.
وكأن نظرة الماركيز كانت تحمل ضغطًا خفيًا، ابتلع آيسيل ريقه.
ثم وضع الخاتم بهدوء في إصبعه البنصر.
“……شكرًا لك. منذ قراري بالزواج وأنا لا أفعل شيئًا سوى تلقي الجميل.”
ضحك الماركيز ضحكة مطمئنة.
[لا يبدو أن آيسيل يدرك حجم ثروة عائلة الماركيز.
هذه الخواتم لا تساوي شيئًا بالنسبة لهم.]
يبدو أن العريس أكثر تواضعًا مما ظنّت.
“أوه، وسأرسل لاحقًا هدية صغيرة إلى قصر الدوق الاكبر.
فلا ترفضها أيضًا.”
أضاف الماركيز مازحًا.
“لاحقًا؟ ما هي؟“
سأل آيسيل متعجبًا.
“مجرد شيء بسيط جدًا.”
لكن الماركيز غيّر الموضوع بسرعة.
“يبدو أن الكاهن الأكبر بانتظارنا.”
نظر إلى الكاهن الواقف على المنصة أمامهم.
“الآن، سيدخل العريس والعروس.”
أعلن الخادم الواقف في الخلف.
أخرج الخادم شيئًا من يده وسلّمه إلى الماركيز.
كانت صورة بورتريه لشونيلا في إطار صغير.
دخل الماركيز أولًا حاملاً صورة ابنته، ثم تبعته زوجته وقدّمت يدها إلى آيسيل.
تبعتهم شونيلا بهدوء وهي تطير خلفهم.
على منصة الزهور، كان الكاهن الأكبر بانتظارهم.
بدأ الكاهن بإلقاء نص من الكتاب المقدّس،
مبيّنًا أنّ الزواج عهدٌ مقدّس يتم تحت بركة الحاكم الأعلى.
وقال أيضًا إن زفاف الأرواح لا يختلف كثيرًا عن الزفاف العادي.
“لعلّ شونيلا تراقبنا من السماء الآن.”
وفقًا لعقيدة الحاكم الأعلى،
فإن أرواح الموتى لا تفنى، بل تصعد إلى جوار الحاكم.
[أمم، الكاهن… كنت أظن أنني سأذهب إلى السماء بعد موتي. لكنني فقط أصبحت شبحًا، كما ترى.]
رفعت شونيلا كتفيها وأجابت في سرّها.
“لذا، من أجل شونييلا التي تراقبك، يجب أن تخلص في زواجك.”
نظر الكاهن إلى آيسيل بعينيه الهادئتين.
وقد شعرت شونيلا بتأثّرٍ خفيّ من كلمات الكاهن، الذي كان يقدّرها في حياتها.
“أعدك.”
أجاب الدوق الاكبر بعينين لا تتزعزعان. فأومأ الكاهن برضا.
“والآن، تبادلوا الخواتم.”
أشار الكاهن إلى الخادم الذي كان ينتظر، فاقترب وهو يحمل علبة الخواتم.
نظر آيسيل إلى خاتم شونيلا الموضوع داخل العلبة، ثم رفعه بيده.
تقدّم بضع خطوات، ووضع الخاتم برفق أمام صورة شونيلا على المنصة.
بعد انتهاء تبادل الخواتم، وجّه الكاهن حديثه مجددًا إلى آيسيل.
“أيها العريس، هل تقسم أمام الحاكم أن تحب وتحترم زوجتك مدى الحياة؟“
“نعم.”
لم يسأل الكاهن العروس. فقط نظر إلى صورتها بعينين حزينتين.
شعرت شونيلا بالوحدة، وكأنها أصبحت كيانًا غير موجود.
‘وأنا أيضًا.’
همست في نفسها بهدوء.
“باسم الحاكم، أُعلنكم زوجًا وزوجة رسميًّا.”
قالها الكاهن بوقار.
ثم، حدث شيء عجيب.
توهّج الخاتم في إصبع آيسيل،
وتوهّج معه الخاتم الموضوع أمام صورة شونيلا.
وفي لحظة، تحوّلت تلك الأضواء المتوهّجة إلى خيط أحمر طويل ورقيق يرفرف في الهواء.
[……؟]
طارت شونيلا بدهشة وهي تحدّق في الخيط المتمايل في الهواء.
طرفه الأول لامس إصبع آيسيل البنصر الأيسر وارتبط به، ثم طار الطرف الآخر نحو إصبع شونيلا البنصر الأيسر وتعلّق به أيضًا.
[ما… ما هذا كلّه؟]
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات