استمتعوا

 

دودودو!

 

تفرق قطيع الثعالب الوحشية، واندفع نحو الفرسان بشكل عشوائي. أصبحت عينا إيسيل حادتين.

 

“امنعوهم من التفرق! لا تدعوا واحدًا منهم يفلت!”

 

“نعم!”

 

أطلق الفرسان أقواسهم بناءً على أوامر إيسيل. انهالت الأسهم على الثعالب الراكضة.

 

كان المشهد يشبه المطر الفضي، أو النجوم المتساقطة التي تترك ذيولاً طويلة.

 

تحت وابل الأسهم، تلطخت الأرض بدماء الثعالب السوداء القاتمة.

 

كييك!

 

سقطت بعض الثعالب على الأرض بعد أن أصيبت بالأسهم.

 

كانت المسافة بين الفرسان والثعالب الآن بضعة عشر مترًا فقط. تحت السماء الزرقاء الداكنة، بدت موجة من اللهب الأحمر تتدفق.

 

سرلونغ.

 

سُمع صوت احتكاك معدني. سحب إيسيل سيفه من خصره. أشار برأسه إلى الخلف، فتبعه الفرسان وسحبوا سيوفهم.

 

عندما تقلصت المسافة إلى بضعة أمتار،

 

كررر!

 

كشّر الثعلب الأول في التشكيل عن أنيابه نحو إيسيل.

 

مدّ أرجله الأمامية وانخفضت أرجله الخلفية، كما لو كان على وشك القفز.

 

[‘هل هذا خطير؟ هل سيكون بخير؟’]

 

أمسكت شونيلا قبضتيها بقوة من التوتر.

 

لكن عيني إيسيل القرمزيتين لم تظهرا أي خوف، بل كانتا مثبتتين بدقة على الثعلب دون اهتزاز.

 

كان وجهه هادئًا تمامًا. كل ما فعله هو تعديل موضع السيف الذي يمسكه بكلتا يديه.

 

بفضل هدوئه، قررت شونيلا الوثوق به. لقب “قاتل الوحوش” لم يأتِ من فراغ.

 

كما توقعت، قفز الثعلب نحو إيسيل. عندما غطى الظل الأسود الكبير إيسيل، رفع سيفه بهدوء.

 

بوك!

 

اخترق طرف سيف إيسيل رقبة الثعلب بدقة. هزّ السيف أفقيًا، وقُطع جسد الثعلب إلى نصفين بسهولة مذهلة.

 

انتشر رذاذ الدم الأسود اللزج القاتم في الهواء.

 

[‘هيو.’]

 

تنفست شونيلا أخيرًا الصعداء.

 

لكنها وإيسيل لم يتوقعا شيئًا.

 

تناثر دم الثعلب في الهواء ووصل إلى حصان إيسيل.

 

هيهيهي!

 

صهل الحصان بصوت عالٍ وارتجف، رافعًا قدميه الأماميتين.

 

عندما قفز الحصان، تفاعلت الثعالب الحمراء المحيطة. تركزت أنظار ثلاثة أو أربعة ثعالب على الحصان.

 

كررر!

 

انخفضت أجسامها، مستعدة للهجوم، كما لو كانت ستندفع نحو الحصان في أي لحظة.

 

ثعلب وحشي واحد مخيف، فما بالك بأربعة؟ جعلها انحدار جسد الحصان المفاجئ تخاف أيضًا.

 

لكن كان عليها أن تستعيد رباطة جأشها.

 

[‘على أي حال، أنا شبح، لا يمكنهم مهاجمتي.’]

 

[‘لا بأس، يجب أن أبقى هادئة. لا أحد يسمع صوتي، والثعالب لا ترينني.’]

 

لقد أذهلتها الثعالب الوحشية منذ قليل، مما جعلها تشتت انتباه إيسيل. والآن، كان في مواجهة خطرة مع الوحوش، ممسكًا بسيفه.

 

كبتت شونيلا صرخة كادت أن تخرج، عاضة شفتيها. عندما احتضنت جسد الحصان بقوة. 

 

تشيك.

 

حجب ظهر عريض رؤيتها.

 

[‘إيسيل…؟’]

 

هويك، سويك. 

 

هُوِيَ السيف عدة مرات. كل ضربة أصابت نقطة حيوية، فسقطت الثعالب واحدًا تلو الآخر.

 

رمشت شونيلا بدهشة. على الرغم من أنها كانت تنظر إلى إيسيل، إلا أن حركاته كانت أسرع من أن تتبعها عيناها.

 

لم ترَ سوى بضعة ظلال فضية تركها السيف.

 

بعد قليل، سقطت جثث الثعالب الأربعة حول إيسيل مثل أوراق الخريف.

 

“ها.”

 

تنفس إيسيل بعمق، ينظم أنفاسه. لم يبدُ متعبًا أو متفاجئًا على الرغم من الحدث المفاجئ.

 

نظرت عيناه القرمزيتان نحو شونيلا والحصان.

 

فورونغ.

 

عاد الحصان إلى الوقوف على أرجله الأربعة، ينفخ بأنفه كما لو أن شيئًا لم يكن.

 

ربت إيسيل على أنف الحصان لتهدئته، ممسكًا بيد شونيلا.

 

كانت يده دافئة كالعادة، لكنها افتقدت الدفء الذي زال بسرعة.

 

“هيوب!”

 

سُمع صوت صيحة قوية من الجهة اليسرى. عندما استدارت، كان الفرسان يكافحون ضد الثعالب الوحشية.

 

“يبدو أنهم لا يستطيعون بدوني. سأعود.”

 

هزّ إيسيل كتفيه وضحك بمرح.

 

بعد أقل من ثلاثين دقيقة من انضمام إيسيل إلى صيد الثعالب الوحشية، ماتت عشرات الثعالب.

 

بضربات سيف سريعة ودقيقة، استهدف نقاطها الحيوية، وقضى عليها بسهولة.

 

أحد الفرسان ترك سيفه ونقل جثث الثعالب التي تركها إيسيل.

 

تراكمت جثث الثعالب مثل جبل في جانب من الغابة.

 

شاهدت شونيلا كل هذا وفكرت:

 

[‘قال إنه طفولي، لكن لقب “قاتل الوحوش” لم يأتِ من فراغ.’]

 

قررت أن تمزح معه عندما يعود، مبتسمة بخفة.

 

بعد انتهاء صيد الثعالب، أخرج إيسيل منديلاً من جيبه.

 

اقتربت شونيلا منه بحذر، تنظر إليه.

 

“سأنهي الأمور بسرعة. سنعود إلى المنزل قريبًا.”

 

اكتشفها إيسيل وهمس لها بصوت خافت. بعد أن نظر إليها للحظة، استدار نحو الفرسان.

 

“استعدوا للعودة. هناك عربة تنتظر عند الخيمة، لذا أحضرها…”

 

بينما كان إيسيل يعطي أوامر التراجع للفرسان المصطفين بعد انتهاء الصيد،

 

طق طق.

 

نقر أحدهم على كتف إيسيل.

 

“سمو الدوق، انظر إليّ للحظة.”

 

كان روسالكا، يناديه بحذر.

 

على عكس مرحه المعتاد، كان وجهه متصلبًا، كما لو كان على وشك مناقشة شيء خطير.

 

“ما الأمر؟”

 

سأل إيسيل، رافعًا حاجبًا.

 

[‘هل أترككما؟’]

 

سألت شونيلا بحذر، لكن إيسيل هز رأسه.

 

قاد روسالكا إيسيل إلى زاوية من الغابة بعيدًا عن الفرسان.

 

بعد التأكد من عدم وجود أحد يستمع،

 

“…حاولت تجاهل الأمر، لكن يجب أن أقول شيئًا.”

 

تحدث روسالكا بوجه جاد.

 

“سمو الدوق، ما الذي يحدث مؤخرًا؟”

 

“ما الذي تقصده؟”

 

“لا تتظاهر بأنك لا تعلم. كنت تسأل الهواء إن كان بخير، وترددت بعد قطع الثعالب التي هاجمت الحصان.”

 

على الرغم من صوته المنخفض، كانت عيناه تعكسان القلق.

 

تنهد إيسيل بعمق، ممررًا يده في شعره.

 

“…أنت تتجاوز حدودك. هذا ليس شأنك.”

 

كان تحذيرًا واضحًا بعدم التدخل. أصبحت عيناه القرمزيتان حادتين.

 

لكن روسالكا لم يتراجع، بل واجه عينيه مباشرة.

 

“لا تقل ذلك. من واجبي كنائب أن أقلق على سلامتكم.”

 

كان نبرتها صادقة لدرجة أن فك إيسيل تشنج.

 

لقد كان يتحدث مع نفسه لأكثر من عشرة أيام. على الأرجح، تجاهل الفرسان ذلك بسبب ولائهم له بعد سنوات من قتال الوحوش معًا.

 

تحدث روسالكا نيابة عنهم، لكن من المؤكد أن آخرين كانوا يشكون أيضًا.

 

كان إيسيل والفرسان أكثر من مجرد سيد وفرسان. كان إيسيل يؤمن أن ثقتهم به يجب أن تكون أساس ولائهم.

 

لم يكن بإمكانه الاستمرار في التغطية على الأمر.

 

بعد اتخاذ قراره، تحدث ببطء.

 

“حسنًا، أنا لست جيدًا في المراوغة.”

 

“نعم؟”

 

“في الحقيقة، أرى ابنة الماركيز ليفيا، أو بالأحرى، زوجتي الآن.”

 

[…]

 

عمّ صمت طويل بين الفرسان المتواجهين.

 

اتسعت عينا روسالكا كما لو كانتا ستقفزان من محجريهما.

 

إيسيل، الذي أدلى بالتصريح المذهل، ظل صامتًا، مكتفيًا بمراقبتها وذراعاه مطويتان.

 

شعرت شونيلا بضيق في حلقها من التوتر.

 

[‘كيف تقول ذلك؟ كان يجب أن تنكر وتقول إنه لا شيء!’]

 

كادت تصرخ وتمسك به، لكنها كبحت نفسها بصعوبة.

 

بعد عشرات الثواني، رفع روسالكا رأسه ببطء ونظر إلى إيسيل.

 

“كما هو متوقع من سموكم.”

 

[‘هل يسخر منه؟’] نظرت شونيلا إلى روسالكا بدهشة، لكن وجهه كان جادًا للغاية.

 

كان هناك بريق في عينيها البنيتين يشبه الجنون تقريبًا.

 

“سمعت أن هناك قدرة خاصة تُسمى ‘العين الروحية’ تتيح رؤية الأشباح.”

 

—يتبع.

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: ساتورا. 

~~~~~~

End of the chapter