2
بعد نهاية الوجبة ، و مغادرة العمة فيوليت .
ساعدت والدتي على غسل الأواني و عدت إلى غرفتي في الطابق الثاني .
لم أنم مباشرة و قمت بفتح الكتاب الذي كنت أقرأه اليوم و أكملت قراءته مستعينة بنور الشمعة في غرفتي .
و بعد فترة ، نمت و الكتاب في حضني .
* * * * *
إستيقظت صباحا و إغتسلت ثم نزلت لتناول الإفطار مع والدتي .
كنت سعيدة برؤية الفواكه الطازجة القادمة من حقل القرية على مائدة الفطور بجانب الوجبة .
” ليلي ، هل ستذهبين إلى منزل العمة اليوم ؟ “
سألتني والدتي بعيون وردية لطيفة ، حتى أنا إبنتها لم أستطع التعود على هذا الجمال الذي أراه كل يوم .
و بما أنها أبقت شعرها البلاتيني منسدلا و لم ترفعه ، كان هذا أكثر مما يتحمله قلبي الضعيف نحو الأشياء الجميلة .
نفضت أفكاري و أجبتها بهدوء على عكس قلبي .
” نعم ، سأذهب و أستعير الكتاب الذي أخبرني عنه ثيو آخر مرة ثم سذهب معه و أشاهد تدريبه “
” جيد سأعد لك سلة غداء و لكن عودي قبل العشاء ، لا أريد تأخيرا مثلما حدث بالأمس”
إبتلعت لعابا جافا و أومأت أنني سأنفذ كلامها .
على عكس جمال والدتي ، فإنها لا تسامح مع الأخطاء مرتين .
لذا ، ليس لدي الثقة أن شيء جيدا سيحدث إذا خالفت كلماتها .
عندما رأت موافقتي ، نزعت قناعها المخيف و عاد الوجه اللطيف مرة أخرى .
شعرت بالإرتياح لذلك ثم أكملنا الفطور أثناء تبادل بعض القصص اليومية القصيرة .
و لأنني كنت قد إرتديت ملابس الخروج مسبقا ، غادرت مباشرة عندما إنتهيت من تناول وجبتي .
و أخذت السلة التي أعدتها أمي و تفاحة معي كهدية لثيو عندما ينهي التدريب اليوم .
* * * * *
عندما وصلت إلى منزل العمة ، رأيتها تعلق الغسيل في الخارج فأسرعت لألقي التحية .
” صباح الخير عمتي ! “
إلتفتت العمة فيوليت عندما سمعة صوتي و إبتسمت.
” أوه ، صباح الخير ليلي ! هل جئتي تبحثين عن ثيو ؟ “
” هذا صحيح ! هل هو هنا ؟ لقد إتفقنا على الذهاب معا اليوم ! “
أومأت العمة برأسها و أجابت بلطف .
” إنه في الداخل يمكنك الذهاب إليه “
لوحت للعمة بينما ركضت نحو المنزل .
” شكرا عمتي ، أرجو لك يوما جيدا ! “
طرقت الباب المصنوع من خشب شجرة الصنوبر و ناديت .
” ثيو لقد أتيت ! “
سرعان ما فتح الباب و خرج ثيو يحمل سيفه الخشبي .
” أهلا ليلي “
و بعد التفكير في الأمر ، أليس ثيو طفلا وسيما ؟
شعر فضي لامع و عيون بلون حجر الزمرد ، و الوجه الذي يبدو و كأنه نحت بعناية شديد ، إنه حقا خرافي !
لم أدرك أنني حدقت فيه لفترة طويلة حتى رأيت إستغرابه .
” ليلي ؟ هل هناك مشكلة “
للحظة ، كدت أبصق أفكاري عن مدى وسامته و لكنني سيطرة على فمي بسرعة و أجبته بلطف .
” كلا ، ليس هنالك مشكلة “
أيتها الحمقاء ! من سيصدق كلامك و أنت كدت تحفرين وجهه بنظراتك !
” دعينا نذهب إذا “
لقد كان من حسن حظي أنه لم يقل أكثر من ذلك ثم غادرنا متجهين إلى منزل السيد ليونارد .
إنه رجل شغوف بالتعلم و المعرفة ، لدرجة أن منزله أصبح بمثابة مكتبة للقرية بسبب الكم الهائل من الكتب الموجودة لديه .
أحيانا ، ما زلت لا أصدق أن ثيو قرأ جميع تلك الكتب .
بينما كنت أفكر كنا قد وصلنا منزله بالفعل و إستقبلنا بحرارة .
” يبدو أن صديقي الصغيرين قد حضرا اليوم ! هل تبحثان عن كتاب ؟ “
إبتسمت له و أومأت موافقة .
” هذا صحيح سيدي ، هل يمكننا إلقاء نظرة ؟ “
ضحك على سؤالي و إنحنت عيونه الذهبية إلى شكل نصف قمر صغير .
هذا غير عادل حقا ! كيف لهذه القرية الصغيرة أن تكون مليئة بالوجوه الوسيمة لهذا الحد ؟
هل من المقبول النظر إلا هذه الوسامة مجانا ، أخشى أن معايير ستصل إلى السماء إن إستمر الأمر على هذا النحو في المستقبل !
سرعان ما قطع حبل أفكار للمرة الثانية بسبب نداء ثيو .
” لماذا توقفت ليلي ؟ دعينا نذهب إلى الداخل “
” أوه ! بالتأكيد ! “
لقد كاد يقبض علي مرة أخرى ! إن كان هناك من يستطيع قراءة الأفكار لظنني فتاة مهووسة بوجوه الآخرين !
دخلنا بسرعة و إلتقطنا الكتاب المطلوب ثم غادرنا إلى مكان تديب ثيو .
و كانت الدمية المستعملة للتدريب قد تغيرت بسبب تحطم القديمة .
جلست أسفل شجرة قريبة و راقبة السيف و هو يتأرجح مرارا و تكرار .
و بحلول وقت الغداء توقف و جاء بجانبي .
كانت الشطائر التي أعدتها أمي شهية و شهية حقا ، لدرجة أنني تسألت إن كان فيها نوع من السحر .
” ليلي ، لقد كنت شاردة الذهن عدت مرات اليوم ، أتساءل عما كنت تفكرين “
قال ثيو ذلك و نظر إلي بشدة .
أوبس ! كادت الشطيرة تخرج من فمي على الملاحظة الحادة .
كيف إعتقدت بأن ثيو الذكي لن يلاحظ ذلك ؟ يبدو أنه قد قبض علي و لا مفر من إختلاق حجة الآن !
” فقط ، كنت أتساءل إن كان علي تجربة تعلم المبارزة و بعد أن شاهدتك بدى الأمر مثيرا للاهتمام “
لم تكن كذبة لأنني قد فكرت حقا في ذلك عندما كان يتدرب .
” هل تودين أن أعلمك ؟ “
مهلا ، لماذا تبدو و كأنك متحمس مع تلك العيون اللامعة ؟
يبدو أنني قد وقعت في ورطة …
يتبع …
تأليف : سيانا .
حسابي في الواتباد : siana_0824