كان شعورًا وكأنَّ شيئًا يحترق في حلقه. لكن لم تكن هناك وسيلةٌ للهروب. بذل أستان جهدًا كبيرًا ليُخرج جوابه.
“ليس هناك ما أشرحه أكثر. لقد رأيتِ كلّ شيء بعينكِ. لقد لُعِنتُ من قِبل سيكون، ولهذا أتحوّل إلى وحش في كلّ مرّةٍ يظهر فيها القمرُ الكامل. كما حدث ليلة أمس.”
“ليس هذا ما أريد سماعه.”
هزّت غلوريا رأسها وكأنَّ الإجابة لم تكن ما ترغب به.
“لماذا لا تُخبرني بما هو مهمٌّ حقًّا؟”
“…..”
“لقد كنتُ أنا من فكّ لعنَتك، يا دوق.”
قالت ذلك وهي تُحدّق بعينيه بثبات.
“… مجرّد صدفة.”
“لا، لم يكن كذلك.”
“بل صدفة. كان من المفترض أن تُفكّ اللعنة في هذا الوقت على أيِّ حال.”
عندما بدا عليه وكأنّه يُنكر المعجزة التي صنعتها، عبست غلوريا وأخرجت شفتيها قليلًا باستياء.
“إذن، هل نجرّب مرّة أخرى؟ لنرى إن كانت صُدفةً فعلًا؟”
“كفى. لا تُخرجي شفتَيكِ هكذا.”
“إذًا كُن صريحًا. هل كانت اللعنة ستُفكّ اليوم فعلًا؟”
“لم تنم، ولم تأكل، وظلّت تسأل عن مكانكم بلا توقّف. لقد احترق قلبي وأنا أراها هكذا.”
“…..”
“كنتُ أشعر بالذنب لأنّي لم أستطع أن أخبرها بأيِّ شيء، والآن بعد أن زال السّتار، أشعر براحةٍ عظيمة.”
مسح كولين أنفه بكمّه.
“لو تزوّجتما، سأُغمض عينَيّ أخيرًا وأنا مطمئنّ…”
“لن يحدث ذلك. ولا تذكر هذا الكلام أمامها أبدًا.”
“لكن، يا سيدي، لا سبب لرفضك. الآن فقط أصبح بإمكانكم التحرّر من اللّعنة.”
“ألم أُوضّح من قبل؟ لا أفكّر في الزّواج.”
قالها أستان بحدّةٍ، لكن كولين لم يتراجع.
“سيدي، أن تتجاهل الأمر بينما تعرف أنَّ هناك حلًّا هو تصرّفٌ أحمق. قد تشعر بالذنب الآن، لكن أن تُفوّت فرصة كهذه…”
“كولين! ألم تفهم بعد؟ آآخ!”
من شدّة انفعاله، ضيّق الضّماد على جرحه. فغطّى صدره بألمٍ لا يُحتمل.
وفي تلك اللّحظة، وبينما كان يُحاول التقاط أنفاسه لتجاوز الألم…
“يا دوق!”
بوم! دخلت غلوريا الغرفة فجأةً قبل أن يُعدّل جلسته حتّى.
“هل أنت بخير؟! ماذا حدث؟! هل هناك ما حدث بشكلٍ خاطئ؟! ها؟!”
أمسكت بجسده الملفوف بالضمادات وبدأت تتحسّس أماكن الإصابة.
“ماذا، ما بكِ؟ فجأةً؟!”
“دعني أفتح الضمادات! عليّ أن أتأكّد بنفس…”
“أنا بخير! لا تُلمسي!”
“لا تكذب! إن كنتَ تتألّم، فقل ذلك بصراحة!”
“قلتُ لكِ إنّني بخير.”
“هذا غريب. السّوار أصدر صوت ‘زييينغ’ قبل قليل…”
“السوار؟”
تحوّلت نظرات أستان إلى معصم غلوريا. رفعت يدها لتُريه السّوار. كان السّوار الذي يجب أن يكون في معصم لوغان، لكنّه كان يلتفّ الآن حول معصمها النّحيل.
“لماذا تضعين هذا السّوار؟”
“أعطاني إيّاه لوغان.”
“ماذا؟!”
***
“نعم، أنا من أعطاها إيّاه.”
“لماذا؟!”
“لأنّها طلبت ذلك.”
“لمجرّد أنّها طلبت، أَعطيتَها إيّاه؟ آآخ!”
بينما كان يُحاول النهوض من السّرير، أطلق أستان أنينًا مؤلمًا وأمسك بجرحه.
مدّ لوغان يده تلقائيًّا، ثمّ هزّ رأسه بسخرية.
“اهدأ، يا سيدي. وإلّا ستُهرع إليك مرّةً أخرى. أوه، لعلّك تتعمّد هذا؟”
ابتسم بمكر، ثمّ قال وهو ينظر إلى أستان الغاضب.
“بدلًا من أن نبقى أنا وأنتَ نعيش القلق في كلّ شهر، ألا ترى أنّه من الأفضل أن تتولّى السيّدة حلّ الأمر ببساطة؟ لهذا أعطيتُها السّوار.”
“أحمق. هل تُسمّي هذا كلامًا؟”
“أليس هذا أفضل من أن تُسجَن كلّ شهر في البرج؟”
“اعتدتُ على الأمر. لم يعد يُؤثّر فيّ.”
“الاعتياد لا يعني أنّك تستمتع بذلك.”
توقّف أستان عند هذه الكلمات وحدّق في المكتب الفارغ.
“صحيح أنّها كانت تُريده بشدّة، لكنّني كذلك شعرت أنَّ هذا هو الصّواب.”
قال لوغان بجديّةٍ نادرة.
كان أستان يعلم أنَّ لوغان قد بذل كلّ ما في وسعه.
صحيح أنَّ لوغان لم يكن متألّمًا مثله، لكنّ جسده كان مملوءًا بندوب لا تُمحى. بعضها من معارك مع سيكون، والبعض الآخر من مواجهته لأستان في حالته الوحشيّة.
كان لوغان يُضحك نفسه بالقول إنَّ هذه ضريبة نشأته مع دوق شولتسمير، لكنّ أستان لم يتوقّف عن الإحساس بالذنب تجاهه، خاصّةً أنَّ لوغان لم تكن تربطه أيُّ صلةٍ بالعائلة الملكيّة.
ومع ذلك، لو كان عليه أن يُشارك لعنته مع أحد، فسيُفضّل لوغان على غلوريا دائمًا.
“أعد السّوار. أنا من سيتحدّث مع غلوريا.”
“آه، يا للعناد. أعلم أنّك تُحبّني، لكن حان الوقت لتتركني أرحل.”
أجاب لوغان بمزاح، وأضاف بنبرةٍ خفيف.
“مصارعة السيّدة ستكون أقلّ ألمًا من جدالنا، أليس كذلك؟”
“هذه المرّة، مرّ الأمر بسلام فقط لأنّني كنتُ مقيّدًا. لكن لو لم يكن كذلك…”
“أوه، هل تقلق عليها؟”
هاه، كنتُ أعلم.
هزّ لوغان كتفيه وقال:
“باستثناء بعض الانتفاخ في شفتيها، كانت بخير تمامًا.”
“حتى لو كانت مُصابة، فهي لن تعترف بذلك.”
“لهذا، قامت والدتي بتفقّدها بالكامل. وكما قلت، لم يكن بها شيء سوى بعض الانتفاخ في الشّفاه.”
تابع لوغان بسلاسةٍ وكأنّه يقرأ أفكار أستان.
“إن لم تكن مطمئنًّا بعد، فسأحرص على أن أكون قربها قدر المستطاع. على أيِّ حال، هناك فترةٌ محدّدة فقط يجب الحذر فيها، أليس كذلك؟”
كانت ابتسامته الواسعة تُعبّر عن رغبته في السّخرية أكثر من الكلام.
نظر إليه أستان بنظراتٍ حادّة كأنّه سيأكله، لكنّ لوغان لم يعبأ واستمرّ في استفزازه.
“صراحةً، تُسعِدكَ الأمور، أليس كذلك؟”
“….”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"