في ظُهر اليوم التالي، بدأ الثّلج يتساقط مرّةً أخرى فوق قلعة الدّوق، وساد المكانَ صمتٌ ساكنٌ يوحي بالجمود.
باستثناء الخدش الذي أصابَ ذراعَ لوغان، فإنَّ معظم من ذهبوا لمساعدة أستان عادوا دون أن يُصابوا بخدشٍ واحد، واستعادت القلعة حياتَها الهادئة كما كانت دومًا.
السيّدة ميري ويذر التي كانت تُحضِر الطعام في أوقات الوجبات، وكولين الذي يعتني بالقلعة بنشاطٍ كما هي عادته، وحتّى لوغان الذي يكنس الثّلج المتراكم أمام المدخل بوجهٍ يشي بالملل.
كلُّ شيءٍ بقي كما هو. باستثناء شخصٍ واحد.
‘هذا غريبٌ جدًّا.’
لقد رأت أستان وهو على ظهر لوغان، ثمّ اختفى كما لو أنّه تبخّر في لحظة.
لكن لا أحدَ يتحدّث عن ذلك.
‘هل هناك سرٌّ لا أعلمه؟’
ما إن بدأت الشكوك تراودها، حتّى بدأت الأمور العالقة في قلبها تتفجّر بلا توقف.
‘لا يمكنني أن أظلّ في انتظارٍ أعمى.’
كان لا بدّ أن تعرف ما الذي يحدث حقًّا. وما الذي يسعى هؤلاء الأشخاص لإخفائه بكلّ هذا الإصرار.
انتظرت غلوريا حتى غروب الشمس، ثمّ تسلّلت سرًّا إلى غرفة أستان.
كان الممرّ خاليًا من الناس، كما لو أنَّ الجميع قد غطّوا في النوم.
دارت بمقبض الباب غير المُقفل، ودخلت الغرفة بحذر وهي تتلفّت حولها.
الغرفة التي يتراقص فيها وهج نار الحطب بدت كما هي دائمًا. أريكةٌ خالية لا تبعث على الدفء، وسريرٌ مرتّب بعناية، وطاولةٌ جانبيّة فارغة تمامًا.
لم يكن هناك أيُّ دليلٍ يمكن أن يُشير إلى مكانه.
خفضت غلوريا رأسها وهي تشعر بالعجز. وحين همّت بمغادرة الغرفة بلا جدوى…
“ما هذا…؟”
كان هناك سوارٌ ملطّخٌ بالدم موضوعٌ في منتصف السّرير. رفعت غلوريا السّوار بحذر، ومرّرت أصابعها على آثار الدم اليابسة.
“كيييك.”
“هل هناك أحدٌ بالداخل… آنسة؟”
“لوغان.”
لوغان، الذي دخل الغرفة ليتفقّدها، تراجع في دهشةٍ حين رأى غلوريا فيها. حاول التّراجع، لكنّها أمسكت بطرف ثوبه.
“لوغان، أنت تعرف، أليس كذلك؟ أخبرني من فضلك بصراحة، ما الذي حدثَ للدّوق؟”
أطلق لوغان تنهيدةً طويلة بين شفتيه المغطّيتين بالدم، ثمّ فتح فمه بتردّد.
“…إنّها لعنة.”
“لعنة؟!”
ردّت غلوريا باستغرابٍ على ذلك الجواب غير الواقعي. فتابع لوغان بابتسامةٍ مُرّة.
“لقد كان ذلك قبل مئتي عام تقريبًا.”
***
قبل مئتي عام، كانت القارّة مُقسّمةً إلى عشرات الدّول.
كان من يَدّعي أنّه ملكٌ يدعو إلى توحيد القارّة، فتندلعُ الحروب، ويُعاني الناس من القتل والمجاعات دون نهاية.
في سنّ السادسة عشرة، دخل الأمير أدولف فون ريهايرفلتس، أمير مملكةٍ صغيرة على أطراف القارّة، في حربٍ توسّعية.
بسيفه البارع وبراعته في الحرب، خضع له جيرانه دولةً تلوَ أخرى، ونجح خلال عشرين عامًا في توحيد القارّة وتأسيس إمبراطوريّة.
لكنّ القارّة، التي عانت طويلًا من ويلات الحرب، كانت قد تحوّلت إلى أنقاض.
خلافًا للتوقّعات التي قالت إنَّ انتهاء الحرب سيحلّ كلّ المشاكل، كانت أوضاع الإمبراطوريّة الماليّة في الحضيض.
ومع تزايد غضب الشعب، كان على الإمبراطور أن يجد حلًّا.
حينها لفت انتباهه منجم الجمشت الواقع في أقصى شمال القارّة.
حسب تقديره، فإنَّ استحواذه على منجم الجمشت سيُنعش الخزينة المنهارة، ويُنهي المجاعة، فتختفي بذلك أصواتُ الغضب.
لكن المشكلة كانت في موقع المنجم.
فقد كان وسط أراضي مخلوقات السيكون.
كانت السيكون آنذاك مخلوقاتٍ فضوليّة غير عدوانيّة لا تؤذي البشر، لكنّها قويةٌ وحذرة، ويصعب التعامل معها.
فكّر الإمبراطور في طريقةٍ لأخذ المنجم من السيكون، وبدأ في تقديم جثث الحيوانات بكمياتٍ ضخمة يوميًّا عند مدخل كهف السيكون.
في البداية، لم يقترب السيكون من الجثث، لكن مع الوقت بدأوا يتناولونها.
ومع اختفاء الحاجة إلى الصيد، خفّت حذرهم تدريجيًّا.
بعد شهرين، دسّ الإمبراطور سمًّا قاتلًا في الطّعام.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"